الدكتورة زينب عبد الله صالح الاستاذة بكلية الدراما والمسرح جامعة السودان سمعتها مصادفة (كذا) مرة وهي تتحدث في الاجهزة الاعلامية عن الازياء السودانية وكان حديثها حديث المختصين العارفين بهذا الامر لذلك جاء شيقا ومفيدا جدا وفي اخر مرة سمعتها يوم الخميس الماضي قالت انها بصدد اقامة معرض عن الازياء السودانية ولكنني لم اتبين ان كان المعرض خاصا بالازياء النسائية ام بالنسائية والرجالية معا فمن الاسم يبدو انه معرضا عاما واتمنى ان يكون كذلك ان حديث الدكتورة والحديث عامة عن الازياء السودانية لايدخل في باب (فائق ورائق) و(عدم الشغلة مصيبة) انما هو حديث في غاية الاهمية لانه يور حول الهوية السودانية وضرورة فحص مكوناتها وكيفية تشجيع الحوار بين هذة المكونات حتى تتلاقى وتشكل النسيج القومي المنشود مع التاكيد على ان يكون الحوار ديمقراطيا دون اكراه وبقلب مفتوح وان تقف الدولة على مسافة واحدة من كل هذة العناصر . ليس الازياء وحدها بل كل مكونات الهوية محتاجة لهذا الحوار فالايقاعات السودانية والموسيقات السودانية والاكلات السودانية والالعاب السودانية والنكات السودانية والحاجات التانيةالحامياني يجب ان تتحاور وان جينا للحق فهي اصلا في حالة حوار يومي وان لم تدركه اعين الاكاديمين وانظار المنظرين فمثلا اذا دخلت اي مطعم شعبي في السوق العربي في الخرطوم سوف تجد السلات الشرقاوي والقراصة الشمالية وام رقيقة الوسط وعصيدة الغرب كلها في مطبخ واحد, الشمالي ياكل ام رقيقة والغرباوي ياكل القراصة والشرقاوي ياكل العصيدة وبهذا سوف تنبثق في يوم من الايام اكلة قومية من هذا التلاقح اما اذا جيئنا للازياء السودانية فسوف نجدها كثيرة التنوع منها ماهو مرتبط بالمناخ ومنها ماهو مرتبط بالعادات والتقاليد ومنها ماهو مرتبط بالتدين (ليس الدين) ومنها الوافد ومنها المحلي خاصة الازياء النسائية ليس هذا فحسب فالازياء السودانية في حالة تغيير مستمر ومما يشئ بالحيوية التي تتمتع بها المجتعمات السودانية والحوار بين مكونات الزى السوداني لم ينقطع في يوم من الايام ويكفي الاشارة هنا للصديري القادم من شرق السودان فهو اليوم يظهر في جميع انحاء السودان هذا من ناحية افقية اما من ناحية راسية فقد اصبح يلبس مع الجلابية التي كادت ان تنفرد بصفة القومية ويلبس مع البنطال والقميص بعد ان كانت وصفته في قول الحاردلو (جبة وصديري وسروال ومركوب) ونلحظ هذة الايام بداية انتشارا لجلابية غرب افريقيا العريضة (ام بوبو) مع الطاقية السميكة ثم لدى مسلحي دارفور ظهر الكدمول هذا فيما يتعلق بالازياء الرجالية اما النسائية فعلمها عند الدكتورة زينب التي نتمنى لمعرضها النجاح وان تقف الدولة ممثلة في وزارة الثقافة معها وان يصاحب المعرض نشاط فكري واكاديمي وان تقوم الاجهزة الاعلامية بتغطية واسعة له وان يكون بداية للغوص في الفلكلور المادي السوداني بنية الاسهام في دفع التحاور بين مكونات الهوية السودانية ومداخلها المختلفة abdalltef albony [[email protected]]