المجموعة السودانية للديمقراطية أولاً صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أمير دولة قطر 15 نوفمبر 2011 تحية الحقيقة والعدالة، الموضوع: لتأخذ دولة قطر جانب ضحايا الحزب الحاكم بالسودان أما بعد،، نخاطبكم، وعبركم، مجهودات دولة قطر في الدفع بعمليات السلام والإستقرار والعدالة في السودان. حيث نتابع وندرك الإهتمام العالي والجهد والموارد الكبيرة التي ظللتم تقدمونها من أجل قضايا السودان. نخاطبكم، سمو الأمير، محاولة منا لإسماعكم صوت القوى السودانية الصامدة على تسلط وحروب النظام الحاكم في الخرطوم على مدى إثنين وعشرين عاماً في مواجهة مواطنيه وشعوبه، قتلاً وتشريداً وإفقاراً، وحرماناً من الحريات والحقوق والمشاركة في الحياة العامة، خاصة في ظل إهتمامكم المتصاعد في دعم القضايا السودانية. نحن في المجموعة السودانية للديمقراطية أولاً، نشكل تحالف عريض من الديموقراطيين، نساء ورجال، يضم النشطاء والمجتمع الأكاديمي، والنقابيون والنازحين(ات) والفاعلين(ات) سياسياً من مختلف الخلفيات الجغرافية والثقافية في السودان. وتهدف مجموعتنا بصورة رئيسية الى إيصال صوت الأغلبية الصامتة من السودانيين(ات) حول قضايا الديمقراطية وترابطها الوثيق مع قضايا السلام والعدالة والتنمية في السودان. سمو الشيخ حمد بن خليفة، نخاطبكم عبر هذا الرسالة المفتوحة، وتعمدنا توجيهها رسالة مفتوحة، تاكيداً لمبدأ الشفافية ولترك الباب فاتحاً للقوى السودانية الأخرى للدلو بأرائها، فضلاً عن المخاطبة غير المباشرة عبركم للدول والكيانات الأخرى المهتمة بقضايا السودان. سمو الأمير، وإذ نقدر مجهوداتكم ودولة قطر في دعم ومعالجة أزمات السودان المتعددة، بما فيها زيارتكم الأخيرة للسودان وتوقيع إتفاق سلام دارفور بالدوحة، ينتابنا القلق من أن دعمكم ومجهوداتكم الحالية هذه تصب في دعم آليات العنف والحروب والإقصاء والفساد والتسلط الذي يمارسه نظام حزب المؤتمر الوطني الحاكم في الخرطوم، بما أزمته المالية والإبتزاز في طرق معالجتها، وهي- أي دعمكم وجهودكم في السودان- تأتي في توقيت ينظر لها بتقارب ومنح فرصة لنظام يواجه عزلات متعددة من شعوبه وقواه السياسية ومجتمعة المدني، فضلاً عن العزلة الإقليمية والدولية لتهديده للأمن والسلم الدولي، بما فيها مشاركته في ترسيخ الإرهاب وممارسته للتطهير العرقي ضد شعوبه. سمو الأمير، إن ما ينظر اليه الأن باعتباره تقارب لكم مع نظام الخرطوم، وما يروج له حزب المؤتمر الوطني بأنكم في دولة قطر حليف إستراتيجي لنظامهم، أصبح يشكل رأياً عاماً سودانياً، ووسط قواه الحية، بأن مجهوداتكم في دولة قطر وتقاربكم مع النظام الحاكم في الخرطوم تأتي خصماً على سمعتكم ونواياكم، بل حتي تلطيخاً لأياديكم بأيادي نظام المؤتمر الوطني المضرجة بدماء الإبرياء العزل من الضحايا المواطنين من مناطق السودان المختلفة، في دارفور، النيل الأزرق، جنوب كردفان، الشرق، أبيي ووسط وشمال السودان. سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أمير دولة قطر، إن الشعوب السودانية وقوى التغيير المصطفة والفاعلة الأن تنظر اليكم في دولة قطر وأنتم أكثر قرباً ودعماً لها، وليس أقرب الى جلاديهم وسافكي دمائهم(ن). إن العون والمساعدات الإنسانية التي ما بخلت بها دولة قطر مؤخراً نحو إخوتهم واخوانهم في الصومال أبان المجاعة والكارثة الإنسانية الأخيرة لهي ما يتوقعها وينظر لها الملايين من ضحايا حروب النظام السوداني الحالية. حيث لا يغيب عليكم ومؤسساتكم قيام النظام الحاكم في الخرطوم، في خضم حروبه وجرائمه الحالية بمناطق جنوب كرفان والنيل الأزرق وأبيي ممارسته لذات اساليب ومناهج حربه في إقليم دارفور، والتي أدت وتؤدي الأن الى عمليات تدريجية ومنظمة للتطهير العرقي ( قصف جوي مستمر، توظيف مليشيات قبلية من داخل وخارج السودان، إستخدام الطعام كسلاح، فرض المناطق المقفولة، الخ)، مخلفاً ورائه الملايين من ضحايا النزوح واللجوء في امس الحاجة للغذاء والدواء والماء والمأوى، وفي ظل تعنت ورفض شديد من قبل النظام الحاكم في الخرطوم لمجهودات الإغاثة والعون الإنساني العالمي من الوصول للضحايا. سمو الأمير حمد، مع تواصل القصف الجوي ضد المدنيين في هذه المناطق، تبلغ الأن الاوضاع الإنسانية، خاصة في منطقة جنوب كردفان، مرحلة الجوع أو مستوي الطوارئ الإنسانية، مع مئات الألاف طلبوا الأمان بدولتي إثيوبيا وجنوب السودان، ومئات الألاف أجتثوا من جذورهم وتبعثروا نزوحاً في فيافي السودان. سمو الشيخ حمد بن خليفة، إزاء هذا الوضع الإنساني المستفحل ومستوى الجرائم الخطيرة التي يغترفها النظام في الخرطوم، ينظر لكم الضحايا هذه المناطق وانتم بجانبهم، وبالتنسيق مع المؤسسات الدولية، لوضع الضغوط على الخرطوم بإيقاف قصف الطيران وفرض حظر الجوي يمتد من النيل الأزرق الى دارفور، وبتدقف عونكم الإنساني السخي لمن هم(ن) في أشد الحاجة له، مباشرة وليس عن طريق مؤسسات المؤتمر الوطني. سمو الأمير الشيخ حمد، لقد مثل دعمكم وصبركم لشهور طوال على عملية السلام في دارفور علامة واضحة لمساهماتكم المسنودة بالنويا الطيبة في معالجة الأزمات السودانية، واهمها هنا في جعلكم لقضية دارفور حية بعد محاولات قبرها المستمرة على مدى السنوات الثمانية الماضية. ومع تقديرنا لمجهوداتكم هذه وتوقيع إتفاق سلام الدوحة مؤخراً وإيجابياته العديدة، إلا أن تقديرنا، وتجارب دارفور في جلب السلام، علمتنا بان السلام العادل بدارفور لن يكون شاملاً ما لم تتكامل عناصرة: فالتنمية بدون أمن شامل تظل مستهدفة ومدعاة فساد في بلد متخم نظامه السياسي بالفساد، والسلام دون قبول ومشاركة قواه السياسية والمسلحة الرئيسية هو سلام بلا أفق، والإستقرار دون عدالة ومحاسبة يعتبر وهمٌ تظل تحاصره ذاكرة القتل والسحل والتطهير والنزوح والإغتصاب. سمو الأمير، إن العدالة والمحاسبة بمثابة القلب في ضخ الحياة بدارفور، فالعدالة تترابط بتواثق محكم مع السلام والتنمية والمشاركة، وهو ما ينطبق على الجرائم المرتكبة في مناطق السودان الاخرى. سمو الأمير الشيخ حمد، تدركون مركزية العدالة والمحاسبة في قضايا الإستقرار وحق الضحايا وذويهم في الإنصاف. وقد إخترقتم جدار الصمت الإقليمي بدعوتكم وتنظيمكم للمؤتمر الإقليمي للمحكمة الجنائية الدولية بقطر في مايو المنصرم، بل حتى أَختيرت قطر كمركز إقليمي للتدريب على نظام المحكمة. هذه المبادرات الجيدة والمختلفة سمو الأمير تتطلب وانتم تسعون من أجل السلام في دارفور ان تدعموا كذلك قضية العدالة، وبصورة أكثر دقة ان تدعموا مجهودات المحكمة الجنائية الدولية في قضاياها في مواجهة الجرائم الكبرى المغترفة بدارفور. واسمح لنا سمو الأمير في هذا السياق بذكر خلفية موجزه حول جرائم التطهير العرقي والجرائم ضد الإنسانية ومساعى المحكمة الجنائية الدولية. فمنذ العام 2004 وضح لنظام المؤتمر الوطني بانه لا فرار من مواجهة الجرائم التي إغترفها، وشكل النظام لجنة وطنية لتقصي الحقائق كما شكل أكثر من محكمة ونيابات خاصة على مدى السنوات الثمان، إلا انه في كل المحاولات تلك لم يكن جهد خالصاً مخلصاً. بل أكثر من ذلك سمو الأمير، فقد اخذ النظام في الخرطوم وعلى مستوى رئيسه يغالط في عدد الضحايا، وانهم(ن) عشرة ألاف (فقط)- لا يدركون ان محاكم جرائم الحرب بالبوسنة انعقدت لعدد ضحايا لا يساوى ثلث الممارس في دارفور- بصورة تفتقر للباقة والحساسية الإنسانية والسياسية. سمو الأمير، لقد تعاون نظام المؤتمر الوطني الحاكم مع المحكمة الجنائية الدولية، بأدلة ودلائل مؤثقه ويعرفها العالم، حينما ظن بامكانه التلاعب وتوظيف نظام المحكمة لجانبه، بما فيها محاولات شراء الذمم وإفساد القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان. سمو الأمير، إن الجرائم ضد الإنسانية والتطهير العرقي لا تسقط بالتقادم كما تعلم، وهي مستمرة لسنوات ثمان، بل وتمددت الان لتشمل جنوب كردفان والنيل الأزرق وأبيي، والأنكي من ذلك ان ذات المتهمين في جرائم دارفور يغترفونها الأن في هذه المناطق، وهم من يعتبرونكم الان حليفهم الإستراتيجي! سمو الأمير الشيخ حمد آل ثاني،، أسمح لنا قبل ختام خطابنا المفتوح هذا أن نشرككم في إحدى همومنا الحالية ممثلة في توسيع إيصال وتشكيل رأي عام إقليمي ودولي ضاغط ومتضامن مع السودانيين في مآسيهم المتعددة. نود سمو الأمير، ونحن ندرك الإستقلالية السياسية لقناة الجزيرة عن مؤسسات دولتكم الحاكمة، نود أن نشرككم في شواغلنا حول أدوار قناة الجزيرة، والتي تجد رعايتكم، تجاه قضايا وازمات السودان. فمقارنة بالأدوار الإيجابية للقناة في مناصرة ودعم إرادة الشعوب وفضحها للإنتهاكات والفساد والانظمة القمعية والديكتاتوريات، بما فيها دعم الثورات الشعبية خلال الربيع العربي، نجد ان قناة الجزيرة تبخل بل وتغض الطرف عن الكثير والكبير مما يحدث بالسودان. لا نسعى سمو الأمير لخلق المقارنات بين عدد الضحايا هنا وهنالك، أو جدارة أرادة هذا الشعب او ذلك، ولكننا نلفت إدارة القناة عبركم الى تجنب مبدأ إزدواجية المعايير. لقد جاءت تغطيات قناة الجزيرة دون المستوى لما يواجهه مئات الآلاف من المواطنيين(ات) السودانيين من قصف جوي بالقنابل على مدي أشهر إضطروا لمواجهته لجوء ونزوحاً، إضافة لمقتل المئات منهم(ن). تغض الطرف كذلك قناة الجزيرة عن تغطية الإنتفاضات والتظاهرات الشبابية والشعبية بما بها القمع المتعسف لها من قبل الأجهزة الامنية وقضايا الإغتصاب التي أصبحت ظاهرة، إضافة للمئات من المعتقلين(ات) وحالات التعذيب اليومية التي تمارسها قوات ومليشيات الحزب الحاكم، هذا فضلاً عن امثلة الفساد الضارب والممارس من قبل كافة مؤسسات ومسئولي حزب المؤتمر الوطني الحاكم. سمو الأمير الشيخ حمد، ندرك ان الرقابة والتضييق المستمر على حرية الإعلام في السودان قد يكون من مسببات هذا القصور، لكننا ايضا نتخوف من الأراء المتصاعدة بالسودان عن إزدواجية للمعايير تجاه ازمات السودان تمارسها القناة والهمس الدائر حول تواقف أو تقارب سياسات القناة مع النظام الحاكم في السودان. في الختام سمو الأمير الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، نقدر إنفتاحكم وتقبلكم لهذا الخطاب ، وندعوكم كما ذكرنا أعلاه ان تصب جهودكم ودعمكم جانب الضحايا وإرادة الشعوب السودانية العاملة والتواقة للتحرر والسلام والعدالة والديمقراطية والتنمية. ونطلب منكم في هذا السياق، الى دعوة مؤسساتكم المعنية الى الإنفتاح والإستماع والتحاور مع القوى الغالبة من السودانيين(ات)، من القوى الصامدة الصامتة، عبر كياناتها المختلفة من منظمات مجتمع مدني وقوى سياسية ومجتمعات السودانيين بالمنافي القسرية. ولكم منا ختاماً فائق التقدير والإحترام، المجموعة السودانية للديمقراطية أولاً للمزيد من المعلومات والتقارير حول المجموعة السودانية للديمقراطية أولاً الرجاء زيارة http://democracygroup.blogspot.com. للاتصال: [email protected]