abdalltef albony [[email protected]] كل الاحزاب السودانية منذ نشاتها والي يوم الناس هذا لابل (الي يوم باكر) هي احزاب الرجل الواحد فالرئيس او الزعيم او السيد او الشيخ سمه ماشئت هو المتحكم فيها هو الامر والناهي وهو صاحب الكلمة الاخيرة هذا اذا لم نقل الاولى ايضا ولكن مع الزمن اصبحوا يختبون وراء هياكل شكلانية كاللجنة التنفيذية او المكتب القيادي و اللجنة المركزية او المؤتمر العام والذي منه وهذة الهياكل الشكلانية هي الاخرى جاءت بانتخابات قاعدية شكلانية فالحكاية كلها هياكل ورقية خالية من اي (اسمنت مسلح ) اذا اراد رئيس الحزب ان يصبغ قرارا من قراراته بصبغة ديمقراطية اي يجعله منسوبا للحزب كمؤسسة يطرحه على الدائرة الضيقة المحيطة به وهؤلاء هم شلة النفعيين المحيطين به احاطة السوار المعتصم ولايعصون له كلمة الا ولما جعلهم في هذا الوضع فهؤلاء (النفيعة) يقراون له اتجاهات المكتب القيادي او اللجنة التنفيذية على حسب الاسم المستعمل فاذا تاكدوا من انهم سوف يوافقون على الامر المراد يجمعونهم ويصدرون القرار ويصبح قرارا مؤسسيا اما اذا تاكدوا ان هناك اراء مخالفة يعملون مع الزعيم على تغيير راى اولئك المخالفين بالترهيب او الترغيب وحيانا بالتغييب وبعد التاكد من الاغلبية يجتمع المكتب او اللجنة ويتخذ القرار واذا كانت الكفة متعادلة يعمل الرئيس سلطاته في ادارة الاجتماع ليجعل الموالين هم الاعلى صوتا ويفخض صوت المعارضين ولمزيد من التمويه والخداع يظهر الرئيس بمظهر المحايد ليس هذا فحسب بل بعضهم يصوت ضد القرار الذي طبخه عندما يتاكد من تمريره خاصة اذا كان القرار غير مامون العواقب اي به درجة من المجازفة وقد برع في هذا الضرب من (الطبخ ) السياسي الترابي والزعيم الازهري وعبد الخالق محجوب وبدرجة اقل الصادق المهدي لان نزوعه الاكاديمي يجعله مفتوح الذهن للراى الاخر داخل حزبه وخارجه ولكنه احيانا ينزل لمقتضيات اللعبة السياسية مناسبة كل هذة الرمية الطويلة هو مايجري الان في الحزب الاتحادي الديمقراطي الاصل بزعامة مولانا في قضية المشاركة في السلطة فالواضح ان مولانا من انصار المشاركة ولكن الدائرة الضيقة حوله منقسمة بعضهم معه وبعضهم ضد المشاركة واي من الفريقين لديه وسائله ومعيناته للضغط على مولانا الامر الذي (محق عليه الامور) وذلك لان مولانا اعدم حتى الهياكل الشكلية التي يمرر بها الاخرين قراراتهم فلو عقد مولانا مؤتمرات عامة (اي كلام ) وصعد قيادات من النوع الذي يريده للمركز ثم كون مجلسه القيادي او لجنته التنفيذية (من جماعته) كان اليوم سوف (يدفر) قرارته كما يفعل الاخرون ويخلف رجل على رجل ويقول ان مؤسسات الحزب هي التي اختارت المشاركة وامعانا في التضليل يصوت هو نفسه ضد المشاركة . الواضح جدا ان مولانا الميرغني فوت فرصة السيطرة على الحزب عن طريق الشكلانيات واعتمد على ارثه الصوفي ونظرية الاتجاهات الستة و(الفتة الحارة) وقد يكون هذا الذي يتناسب واوضاعه واوضاع حزبه ويبدو ان قواعد الاتحادي غير و(هذة قصة اخرى ) فمولانا رجل سياسة غير عادي ولكن بطريقته