بسم الله الرحمن الرحيم تبقى زيارة المستشار مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الانتقالي الليبي اهم حدث في زجمة احداث الايام القليلة الفائتة فالرجل بسمته الوقور وثوريته الهادئة وبمكانته العالمية المنبثقة من مكانة الثورة الليبية التي احتلت موقعا متقدما في روليت الربيع العربي جدير بالاحتفاء الذي قوبل به في السودان كما ان التغطية الاعلامية لتلك الزيارة كانت معتبرة وقد بدا لي من لقطات الزيارة التي عكسها تلفزيون السودان ان عبد الجليل كان مقيما ببرج الفاتح (طبعا دا اسمه الرسمي القديم ولكنه مازال ساريا) اي انه كان مقيما في ارض ليبية في وسط الخرطوم (ياخوانا ما نشكر القذافي في الحتة دي ؟) دور السودان في الثورة الليبية اصبحت امرا معلوما فلم ينتظر اسهام حكومة السوداان فيها تسريبات ويكليكس او اي مسرب اخر انما قال بها رئيس الجمهورية في لقاء جماهيري محضور من الشيخ حمد ال ثاني واسياسي افورقي وبرر مافعله السودان بانه كان ردا على دعم القذافي لخليل ابراهيم في غزوة ام درمان . ثم طفح اعلاميا ايضا دور السودان في اعتقال سيف الاسلام والسنوسي وهاهو مصطفى عبد الجليل يؤكد الامر في زيارته الاخيرة اذ صرح لاجهزة الاعلام ان السلطات الليبية ممتنة للدور الذي لعبه السودان في الثورة واضاف ان السودان يعمل الان على اصلاح العلاقات الليبية مع دول اخرى وكان قد ذكر النيجر بالاسم ولكننا لانستبعد تشاد التي كانت علاقاتها متميزة مع القذافي كما هو الحال مع كثير من الدول والزعماء الافارقة الدور الاساسي في حسم امر الثورة في ليبيا بالتاكيد يرجع لحلف الناتو الذي حطم قدرات القذافي العسكرية ثم دول مجلس التعاون الخليجي خاصة قطر بدعمها المالي والاعلامي وغطائها السياسي للناتو فدور السودان كان عملياتيا وبهذا تفرد السودان عن كل دول الجوار الليبي فمصر (كان فيها المكفيها) والجزائر وتشاد كانتا الاقرب للقذافي اما تونس فهي الاقرب للموقف السوداني فقد فتحت سمواتها واراضيها لانهاء القذافي ولكن يبدو ان السودان كان الاكثر مباشرة تجربة السودان في ليبيا يمكن اضافتها لتجاربه السابقة والتي قام بها في تسعينات القرن السابق في كل اثيوبيا وتشاد واستيلاد دولة ارتريا ولكن الملاحظ ان حكام كل هذة الدول انقلبوا على حكام السودان الذين اعانوهم في الوصول للسلطة لابل دخلوا مع السودان في حرب وكالة ثم عادوا وحسنوا علاقاتهم معهم فالسؤال ماذا فعل السودان حتى لايتكرر ذات السيناريو مع ليبيا الجديدة ؟ بعبارة اخرى حتى لايدخل السودان في حرب مع من اعانهم في ليبيا ثم يرجع الطرفان الي علاقات متوازنة . لاشك ان العامل الخارجي لعب دورا مؤثرا في ذلك التقلب ولكن يبدو لي ان السودان استمرا دور الاب فضاقت به تلك الانظمة زرعا وبعد ان تخلى عن ذلك الدور رجعت تلك الدول لعلاقة متكافئة ومتينة في نفس الوقت معه فعلى السودان ان يتعلم من تجاربه المريرة تلك وهو يتاهب لفتح صفحة جديدة مع ليبيا فليبيا حاجة غير و(انا ما بفسر وانت ما تقصر)