بصراحة لم أميز في مباراة الريال وبرشلونة بين نجوم ريال مدريد سيرجيو راموس وبيبي وفابينو كونتراو ومارسيلو وبين مدافع المريخ بله جابر ووصلت إلي قناعة أننا ظلمنا نجمنا السوداني كثيرا خاصة من الإعلام المحسوب علي المريخ الذي ظل ينتقده بإستمرار مطالبا إياه بالتخلي عن طريقة (الجوز) في الإندفاع المتهور واللعب علي جسم الخصم الشيء جعل اللاعب صديقا دائما للبطاقات الملونة .. ظلمناك يابله ونحن نشاهد مدافعين عظام في قامة بيبي وراموس ومارسيلو وهم يتفنون في إستخدام (الجوز) مستخدمين تقنيات أعلي من التي يستخدمها إبن جابر لأن بله تركيزه في (الجوز) علي مكانين الساق أو القدم أما فطاحلة الريال فلم يتوقف (جوزهم) علي الساق والقدم فقط ولكنه وصل البطن والرقبة والرأس وكان إنزلاقهم في إتجاه سحرة البارسا يبدأ من مسافات بعيدة وعندما يصل اللاعب منهم يكون ميسي سابحا في الهواء .. ولولا أن ماشاهدته أمامي مباراة بين (بشر) لظننت أنني أمام أحد أفلام الكارتون التي تقدم في مباريات كرة القدم خيال الإنزلاقات وتطاير اللاعبين المعتدي عليهم في الهواء ونزولهم علي الأرض بأوجاع وآلام رهيبة تنطق بها ملامحهم وتأوهاتهم حاجة كده زي كابتن ماجد . أمس الأول (جلد) البارسا الريال في عقر داره وبين جمهوره وأكد علو كعبه في الديربيات التي جرت مؤخرا بين الفريقين وأن الكبير كبير وأنه ظاهرة الألفية الثالثة فريق السحرة والمتعة والإمتاع .. غالبنا النعاس فموعد المباراة منتصف الليل مايعني أن نهاية اللقاء ستكون الثانية صباحا بعضنا نام مبكرا ليصحو في كامل النشاط إستعدادا لسهرة طويلة والبعض الآخر فضل مشاهدتها في الخارج مع الأصدقاء وهناك من غالبه النعاس فنام وفاته شوط اللعب الأول وأكمل المتعة في الثاني . ومع المعلق كنا نردد ياالله ياالله والكرة تتنقل بين الأرجل من لمسة ولمستين وفي مساحات يصعب تخيل مرورها في هذا اليوم كسر سحرة البارسا قاعدة الكثرة تغلب الشجاعة فشاهدنا تفوق لاعب علي ثلاثة وإثنين علي خمسة ونجوم الريال لاحول ولاقوة لهم يتفرجون مثلنا لعبوا بعيونهم أكثر من أرجلهم يتابعون الكرة وهي تمر من فالديز حارس المرمي إلي بيكيه لبويول أو العكس يراقبونها وهي تقف لحظات عند أبيدال وتتحول مرة أخري إلي بويول لداني ألفيش وعند الساحر الصغير ميسي يتحول الملعب إلي ساحة للرقص بكافة أنواعه يراوغ علي طريقة رجل المستحيل في كسر من الثانية وينطلق فجأة إلي الأمام ثم يتوقف فجأة ويعود إلي الخلف ليمرر أو يدور حول نفسه ولاعب الريال يؤدي ذات الدور حسب حركة الجسد لأن مكان الكرة تحتاج معرفته إلي مسابقة .. في هذا اليوم سحب أنيستا البساط من الساحر الصغير (ميسي) وكان نجما رائعا فعل بالكرة الممكن وغير الممكن طوعها وأجبرها علي الخضوع لإرادته يأمرها بالذهاب فتذهب ويطلب منها التوقف فتتوقف يوجهها بالمرور بين الأقدام والتحرك في (الزقاقات) والإنطلاق المباغت في إتجاه مرمي كاسياس فتجيبه سمعا وطاعة .. كان يوم أمس الأول يوما خالصا للبارسا ويوما أسودا للريال فقد تأكد وبما لايدع مجالا للشك أن إسم برشلونة يزرع الرعب في قلوب كل ماله علاقة بريال مدريد مجلس إدارة جمهور جهاز فني ولاعبين .. ولأول مرة منذ وقت ليس بالقصير يفقد المدرب الشهير مورينهو القدرة علي القراءة الجيدة للمباراة بداية من التشكيلة والتوظيف غير الموفق لعدد من اللاعبين مثل كوينتراو الذي شارك في الدفاع الأيمن وكان واضحا معاناته في العكسيات وحتي التبديلات التي أجراها لم تغير من واقع المباراة شيئا فقد كان شبح البارسا يطارده في كل مكان من قبل المباراة وأثناءها وحتي النهاية المحزنة .. أما رونالد فلم يكن الوصول إليه ممكنا لأن الخدمة لم تتوفر له .. إنتصر البارسا وإنتصرت متعة كرة القدم .. hassan faroog [[email protected]] ////////////////