أوضحت صحيفة فاينانشيال تايمز نقلا عن آراء لبعض الخبراء في السياسة الخارجية أن ما يطلق عليه «عقيدة أوباما» بدأت في التبلور والبروز في الآونة الأخيرة واتخذت شكلا جديدا يرتكز على: التكنولوجيا الفائقة والميزانية المنخفضة والتدخل السياسي الذكي، على نحو يزيد من نفوذ الولاياتالمتحدة وفي الوقت نفسه يقلص التكاليف أمام حكومة تعاني من ضائقة مالية، الأمر الذي قد يبرز أيضا باعتباره نموذجا لتدخلات مستقبلية تجعل الدوافع السياسية والأخلاقية لسياسة أميركا الخارجية منسجمة مع الظروف الاقتصادية الحالية للبلاد. و المحت الباحثة اللبنانية امال مدللي في دراسة منشورة على مركز الزيتونة للدراسات و الاستشاراتالمحت الى ان هذا التحوّل السياسي الخارجي الذي يسميه بعضهم «بضرورة الانكماش»،بينما يطلق عليه البعض الآخر «إعادة التوازن» كان يمكن أن تجد له الإدارة وصفاًاستراتيجياً يدعم فلسفتها القائمة على مشاركة الأعباء مع الحلفاء ولكن مع الأسفأصبح استخدام مسؤول أميركي عبارة «القيادة من الخلف» نقطة ضعف في استراتيجيةالإدارة الخارجية. والآن أصبحت هذه العبارة أكثر العبارات شعبية لدى منتقدي سياسةالرئيس أوباما الخارجية. لكن على أرض الواقع يشير المسؤولون الأميركيون إلى نجاحهذا التوجه خصوصاً في ليبيا حيث تركت الولاياتالمتحدة الساحة لفرنسا و ال «ناتو» ليقودا العملية ودعمت الاثنين من الخلف. و اعتبر الرئيس الأميركي باراك أوباما مصرع الزعيم الليبي معمر القذافي، دليلاً على صحة إستراتيجية "القيادة من الخلف" التي تتبعها إدارته، منذ أن تبوأ منصب الرئاسة في البيت الأبيض، وأضاف قائلاً: حققنا أهدافنا دون أن نرسل جندياً أميركياً واحداً. وأشارت صحيفة فاينانشيال تايمز إلى أن المسؤولين الأميركيين حرصوا منذ مقتل القذافي على الثناء على استراتيجية أوباما التي استخدمها في المعركة الليبية والتي كلفت دافعي الضرائب الأميركيين ما يزيد قليلا على مليار دولار فقط مقارنة بتكلفة الحرب على العراق التي بلغت أكثر من ألف ومائة مليار دولار، كما جعلت الولاياتالمتحدة تعتمد على أسلحة متطورة بدلا من استخدام الجنود المشاة، في الوقت الذي آلت فيه المسؤولية لأعضاء حلف شمال الأطلسي والبلدان المجاورة، والأهم من ذلك كله المعارضة الليبية. وبهذا يتضح جليا ان الادارة الامريكية تتعامل مع شعوب المنطقة كقطيع من الضأن، تقودة من الخلف، واذا عقدنا مقارنة بين قطيع الضأن و قطيع الخيول نجد ان راعي البقر الامريكي يقود خيوله جنبا الى جنب او من الجنب. فيبدو منطقيا انه بعد اجراء العديد من الدراسات على شعوب المنطقة بواسطة الادارة الامريكية توصلت الى نتائجمفادها ان هذه الشعوب اشبه ما تكون بقطعان الانعام، ولا يفوتني هنا ما ظل يكرره عابد الله ازرق طيبة، بان الحكومه الحالية اوصلت الشعب السوداني للحالة البهيميه، فكيف يعقل ان يعتقل من لم يسدد رسوم النفايات في حوش كبير لا ظل فيه ولا ماء، و عندما يشتد الهجير ينشد هؤلاء المعتقلون الظل على جدران الحوش (الزريبة). حكومات لا تأبة ان تصرف على العلوم و الابحاث حري باوباما ان يقودها من الخلف. شعوب تتدحرج بسرعة كبيرة نحو هاوية سحيقة، لماذا يقودها من الامام? ويبدو ان للادارة الامريكية في كل فج مرياع، وقد اسهب الاستاذ خالد المجالي في عموده في صحيفة "كل الاردن" بتاريخ 25/6/2011 في تعريف المرياع حيث يقول:(والمرياع لمن لا يعرفه هو مصطلح متعارف عليه عند اهل البادية والقرى ويطلق على ... الخروف او النعجه ...التي يوضع في رقبتها " جرس " وهذا الجرس هو عبارة عن الجهاز الذي يصدر الاوامر لبقية قطيع الاغنام بالتحرك خلفه ، وهنا استطيع ان اصور المنظر لمن لا يعرفه ولم يعيشه ..كالتالي...عندما يريد الراعي التحرك بقطيع الاغنام يمسك " بالحمار " ليتحرك خلف الراعي ، والمرياع هي عادة الاقرب للحمار فتتحرك خلف الحمار بايقاع منضبط ، وهنا يبدأ الجرس المعلق برقبة المرياع باصدار اصوات شبه منضبطة ...فتسمع الاغنام الصوت فتتحرك لا شعوريا خلف المرياع بشكل جماعي ونادرا ما تجد بعض الاغنام تخرج عن الخط المرسوم لها بالمسير وعندها يقوم الراعي باصدار بعض الاصوات لتلك الاغنام واذا لم تستجب لتلك الاصوات يقوم الراعي بقذف بعض الحجارة بالقرب منها حتى تعود للقطيع فيستجيب معظمها واذا بقي منها عدد لم يستجب عندها يتدخل الراعي بضربها بالعصا التي يحملها او بحجر مباشرة عليها حتى تعود الى بقية القطيع. و اليكم ما كتبه الاستاذ خليل صارم: من نحن ..؟ بالطبع أقصد نحن في هذا الشرق المبتلي بكافة أنواع وأشكال وأصناف المعتوهين والمخبولين والمنحرفين الشاذين والأغبياء الحمقى .نحن القطعان التي يجمعها الصفير وتحيط بها الكلاب ..قطعان صغيرة وكبيرة تسير بلا تفكير وإعمال عقل خلف كل ناعق وناهق ونابح ويتقدمها المرياع الذي يضعون في رقبته الجرس والذي بدوره يسير خلف الحمير التي يعتليها رعاة تنتهي إلى المسالخ الإيمانية .. طائفية ومذهبية وأثنية . فهنيئا لاوباما ولاية دستورية جديدة ما دمنا كذلك، فقد اعطيناه الفرصة لاثبات فرضيته وبلورة استراتيجية القيادة من الخلف التي اثبتت جدواها حسب ما اورده الكثير من المعارضين لهذة الاستراتيجية من الجمهوريين. الى الامام ما دمنا كذلك فافعل بنا ما شئت. الحسن حسين التوم محاضر، جامعة الحدود الشمالية، السعودية. Hassan Eltom [[email protected]]