كشكول المواصلات فكرة مجنونة عبرت عن عبقرية شاعرنا العظيم شاعر الشعب وأجمل زول في الدنيا الأستاذ محجوب شريف فقد كنا حضورا أمس بمركز طيبة برس للإعلام لنشهد علي إحتفالية تدشين كتيب (الهبابة) وبداية التنفيذ لدعم الفقراء والمحتاجين بطريقة أكثر تحضرا ورقي كمحاولة للحد من التسول المباشر .. وأنا أتابع مع مجموعة من الحضور والإعلاميين تفاصيل حفل التدشين والكلمات التي قيلت من المتحدثين إنفصلت في لحظة عن هذا الواقع ذهبت إلي واقعنا الرياضي ولغة المليارات التي ظلت تحاصرنا من كل جانب طوال فترة تسجيلات اللاعبين الرسمية مليار ينطح ملياركما يقولون وفي حال قرروا عدم إستفزازنا يحدثوننا عن نصف مليار من الجنيهات قابلة للزيادة الطفيفة و(النقصان) فقد كان هذا العام عام المليارات بدون منازع بعد أن تراجع المليون وإنزوي بعيدا في خجل (فقد قيمته) .. وهناك أمثلة في هذا العالم العجيب منها إنتقال أمير كمال لاعب الموردة السابق للمريخ بعد إكمال فترته القانونية لفريق المريخ بصفقة وصلت المليار وكانت الأخبار التي رشحت قد أكدت أن اللاعب رفض عرضا من نادي الهلال بمبلغ 800 مليون جنيه (بالقديم) .. إنتقل كذلك نجما فريق الأمل عطبرة نزار حامد وصالح الأمين إلي نادي الهلال بصفقة وصلت المليار ونصف المليار بعد المعركة الشهيرة حولهما مع نادي المريخ .. معركة أخري أشهر من هذه حول لاعب النيل ضفر وصلت المليار في أقوال وتوقفت في أقوال أخري عند 700 مليون . وهناك صفقة لاتقل عن هذه (مليار) إن لم تزد خاصة بإنتقال اللاعب فيصل موسي من فريق أهلي شندي للمريخ .. بعد ذلك تتراوح الإسعار بين نصف المليار تزيد قليلا أو تنقص لبقية اللاعبين الذين إنتقلوا للهلال والمريخ وتشمل القائمة بهاء الدين محمد عبدالله وأكرم الهادي وإيهاب زغبير وعبدالرحمن كرنقو والطاهر حماد وغيرهم .. ولم يتوقف الأمر عند الإنتقال الكامل ولكن حتي الإعارة وصلت لأرقام الفلكية مثل إعارة بدرالدين قلق من المريخ لهلال الساحل لفترة ستة أشهر ورد في الأخبار أنها إقتربت من النصف مليار . هذا العالم موجود في السودان وليس في الأحلام عالم حقيقي يخرج منه هذا الكم الهائل من الأموال سواء من حكومة وهو الغالب أو من أفراد ليدعم الصورة الزاهية لهذا الإداري أو ذاك تحت بند (التخدير للجماهير) وهذا التخدير يظهر واضحا في مناقشات حتي لبعض المناهضين للحكومة بأحاديث تعكس حجم الأزمة التي نعيشها في ظل مفاهيم تدعم وتساند هذه الاموال تحت شعار (الأفضل أن يذهب المال لنادينا بدلا من أن يذهب لمكان آخر) ولنا أن نتخيل عمق المأساة بعد ذلك .. مقابل هذا العالم يوجد عالم آخر .. عالم الفقر والفقراء الذي إتجه نحوه محجوب شريف بهذه الفكرة كتيب (الهبابة) أول إصدارة من سلسلة كشكول المواصلات يصدر عن منظمة ردالجميل بالتنسيق مع طيبة برس وهي فكرة بسيطة كما تم شرحها ترتكز علي أن يصل هذا الكتيب إلي يد الفقراء والمحتاجين والذين تعرضوا لظروف (تقطعت بهم السبل) مثل مرافقي المرضي في المستشفيات.. والعبقرية في هذه الفكرة أن من يصله الكتيب من الفقراء والمحتاجين يتسلمه بدون مقابل ليستفيد هو من عائده بتقديمه لآخرين بمقابل مادي غير محدد .. يعني بالبلدي كده بدل مالواحد يمد يدو ويشحد .. يمد يدو بكتيب (الهبابة) وياخدو مقابلو قروش .. شفتو كيف؟ ده الفرق بين عالم وعالم .. وده الفرق بين الفكرة والمال .. ولاأجد ماأقوله في الختام سوي رفع قبعة الإحترام لهذا الإنسان الشاعر (محجوب شريف) . hassan faroog [[email protected]]