سيد الأتيام يحقق انتصارًا تاريخيًا على النجم الساحلي التونسي في افتتاح مشاركته بالبطولة الكونفدرالية    وزير الداخلية .. التشديد على منع إستخدام الدراجات النارية داخل ولاية الخرطوم    كامل إدريس يدين بشدة المجزرة البشعة التي ارتكبتها ميليشيا الدعم السريع في مدينة الفاشر    شاهد بالفيديو.. استعرضت في الرقص بطريقة مثيرة.. حسناء الفن السوداني تغني باللهجة المصرية وتشعل حفل غنائي داخل "كافيه" بالقاهرة والجمهور المصري يتفاعل معها بالرقص    شاهد بالفيديو.. الفنان طه سليمان يفاجئ جمهوره بإطلاق أغنية المهرجانات المصرية "السوع"    إلى متى يستمر هذا الوضع (الشاذ)..؟!    شاهد.. ماذا قال الناشط الشهير "الإنصرافي" عن إيقاف الصحفية لينا يعقوب وسحب التصريح الصحفي الممنوح لها    بورتسودان.. حملات وقائية ومنعية لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة وضبط المركبات غير المقننة    قرارات وزارة الإعلام هوشة وستزول..!    10 طرق لكسب المال عبر الإنترنت من المنزل    شاهد بالفيديو.. طفلة سودانية تخطف الأضواء خلال مخاطبتها جمع من الحضور في حفل تخرجها من إحدى رياض الأطفال    جرعات حمض الفوليك الزائدة ترتبط بسكري الحمل    الأمين العام للأمم المتحدة: على العالم ألا يخاف من إسرائيل    لينا يعقوب والإمعان في تقويض السردية الوطنية!    تعرف على مواعيد مباريات اليوم السبت 20 سبتمبر 2025    السفاح حميدتي يدشن رسالة الدكتوراة بمذبحة مسجد الفاشر    الأهلي الفريع يكسب خدمات نجم الارسنال    حمّور زيادة يكتب: السودان والجهود الدولية المتكرّرة    إبراهيم شقلاوي يكتب: هندسة التعاون في النيل الشرقي    الطاهر ساتي يكتب: بنك العجائب ..!!    صحة الخرطوم تطمئن على صحة الفنان الكوميدي عبدالله عبدالسلام (فضيل)    «تزوجت شقيقها للحصول على الجنسية»..ترامب يهاجم إلهان عمر ويدعو إلى عزلها    قرار مثير في السودان    وزير الزراعة والري في ختام زيارته للجزيرة: تعافي الجزيرة دحض لدعاوى المجاعة بالسودان    بدء حملة إعادة تهيئة قصر الشباب والأطفال بأم درمان    لجنة أمن ولاية الخرطوم: ضبطيات تتعلق بالسرقات وتوقيف أعداد كبيرة من المتعاونين    هجوم الدوحة والعقيدة الإسرائيلية الجديدة.. «رب ضارة نافعة»    هل سيؤدي إغلاق المدارس إلى التخفيف من حدة الوباء؟!    الخلافات تشتعل بين مدرب الهلال ومساعده عقب خسارة "سيكافا".. الروماني يتهم خالد بخيت بتسريب ما يجري في المعسكر للإعلام ويصرح: (إما أنا أو بخيت)    تعاون مصري سوداني في مجال الكهرباء    ترامب : بوتين خذلني.. وسننهي حرب غزة    شاهد بالفيديو.. شيخ الأمين: (في دعامي بدلعو؟ لهذا السبب استقبلت الدعامة.. أملك منزل في لندن ورغم ذلك فضلت البقاء في أصعب أوقات الحرب.. كنت تحت حراسة الاستخبارات وخرجت من السودان بطائرة عسكرية)    900 دولار في الساعة... الوظيفة التي قلبت موازين الرواتب حول العالم!    "نهاية مأساوية" لطفل خسر أموال والده في لعبة على الإنترنت    محمد صلاح يكتب التاريخ ب"6 دقائق" ويسجل سابقة لفرق إنجلترا    المالية تؤكد دعم توطين العلاج داخل البلاد    شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا ود القضارف يسخر من الشاب السوداني الذي زعم أنه المهدي المنتظر: (اسمك يدل على أنك بتاع مرور والمهدي ما نازح في مصر وما عامل "آي لاينر" زيك)    الجزيرة: ضبط أدوية مهربة وغير مسجلة بالمناقل    ماذا تريد حكومة الأمل من السعودية؟    إنت ليه بتشرب سجاير؟! والله يا عمو بدخن مجاملة لأصحابي ديل!    في أزمنة الحرب.. "زولو" فنان يلتزم بالغناء للسلام والمحبة    إيد على إيد تجدع من النيل    حسين خوجلي يكتب: الأمة العربية بين وزن الفارس ووزن الفأر..!    ضياء الدين بلال يكتب: (معليش.. اكتشاف متأخر)!    في الجزيرة نزرع أسفنا    من هم قادة حماس الذين استهدفتهم إسرائيل في الدوحة؟    مباحث شرطة القضارف تسترد مصوغات ذهبية مسروقة تقدر قيمتها ب (69) مليون جنيه    في عملية نوعية.. مقتل قائد الأمن العسكري و 6 ضباط آخرين وعشرات الجنود    الخرطوم: سعر جنوني لجالون الوقود    السجن المؤبّد لمتهم تعاون مع الميليشيا في تجاريًا    وصية النبي عند خسوف القمر.. اتبع سنة سيدنا المصطفى    جنازة الخوف    حكاية من جامع الحارة    حسين خوجلي يكتب: حكاية من جامع الحارة    مشكلة التساهل مع عمليات النهب المسلح في الخرطوم "نهب وليس 9 طويلة"    وسط حراسة مشددة.. التحقيق مع الإعلامية سارة خليفة بتهمة غسيل الأموال    نفسية وعصبية.. تعرف على أبرز أسباب صرير الأسنان عند النوم    بعد خطوة مثيرة لمركز طبي.."زلفو" يصدر بيانًا تحذيريًا لمرضى الكلى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خطاب المهدي في احتفال شباب الخرطوم بالاستقلال
نشر في سودانيل يوم 03 - 01 - 2012

ألقى الإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي خطابا قويا لدى احتفال شباب حزب الأمة القومي بولاية الخرطوم يوم الأحد الموافق 1 يناير بدار الأمة أكد فيه على وقوف حزبه خلف راية نظام جديد، وكان حضور احتفال الشباب مهيبا محضورا بالآلاف من شباب وكادر الحزب بالإضافة لقادة قوى الإجماع الوطني الذين شرفوا الحفل
واحتوى الخطاب الذي تم تناوله بتشويه في عدد من الصحف ووسائل الإعلام والفضائيات التي تطرقت إليه على رسائل واضحة لكل من المؤتمر الوطني وتحالف كاودا والمجتمع الدولي ولقوى الإجماع الوطني وأخيرا للحزب الاتحادي الديمقراطي
وقال المهدي إن الحكومة العريضة لم تأت بجديد وإن الحزب الاتحادي الديمقراطي كان مشاركا في الحكم الانتقالي بوزراء وإن عدد الوزراء زاد ولكن ليس في الحكومة الجديدة مشاركة أوسع وهي تستند إلى نفس السياسات والوجوه والهياكل التي تسببت في أزمة البلاد الحالية، وأكد أن التحالف الطبيعي هو بين حزبه وبين الاتحاديين الذين ينادون بنظام جديد وبينه وبين كافة القوى المنادية بالتغيير
وأكد المهدي إن حديثه عن قوى الإجماع وتراخي هيكلها كان في إطار النقد الذاتي للتحالف الذي يضم حزبه ولكن البعض في الصحافة حاول تصوير المسألة بشكل مختلف
ولأهمية ما جاء في الخطاب وللتشويه الذي تعرض له في الإعلام فإننا نرجو كريم تعاونكم في نشره كاملا
ودمتم
المكتب الخاص للإمام الصادق المهدي
ملحوظة: القي الخطاب شفاهة وقمنا في المكتب بتفريغه من التسجيل بالفيديو
سم الله الرحمن الرحيم
حزب الأمة القومي
1 يناير 2012م- دار الأمة
خطاب الإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي
في احتفال شباب الحزب بعيد الاستقلال
بسم الله الرحمن الرحيم
أخواني وأخواتي أبنائي وبناتي
السلام عليكم ورحمة الله
واقدر لأمانة الشباب في العاصمة هذا الاحتفال الذي نظموه جزاهم الله خيرا، والشباب أصلا هو الذي يلعب دائما الدور المفتاحي في التغيير الاجتماعي ولذلك أريد أقول لكم، قبل ساعات أحد قادة المؤتمر الوطني قال: لو أن المعارضة جمعت 650 الف شخص معارض سنقدم استقالتنا. سهل علينا المهمة، التحدي أمامكم يا شباب الأمة من هنا حتى الاحتفال القادم تعملوا على جمع أكبر عدد يفوق ال 650 وقولوا للذي قال هذا الكلام وهو يعرف نفسه، أن يحضر استقالته، المهم أن تقبلوا التحدي وتقولوا نحن لها.
الآن وقد أفرغتم حماستكم أطالبكم أن تسمعوا فتعطلوا كل حاسة إلا السمع والبصر لأني أريد قول نقاط هامة لكم:
النقطة الأولى: الدولة المستقلة في السودان أقدم دولة مستقلة في التاريخ كانت في كرمة ثم في مروي وحتى صارت الدولة السودانية الحديثة واستقلت في عهد الدعوة المهدية ثم الاستقلال الأخير عام 1956م، هذا معناها أن الدولة المستقلة في السودان تراث تاريخي عبر هذه الفترات منذ آلاف السنين والسودان له أن يفخر أن الدولة المستقلة فيه أقدم دولة في التاريخ.
النقطة الثانية: أننا في 1956م استقلال بلدنا، وشكليا الاستقلال هو شعب وأرض وسلطات تمارس على هذه الأرض وعلم وقوة دفاع وعضوية في الأمم المتحدة، هذا تحقق ولكن الاستقلال عنده استحقاقات ضاعت اليوم، فلا بد نعترف أن استحقاقات الاستقلال ضاعت وأننا اليوم بعد 56 سنة استحقاقات الاستقلال لدينا ضاعت، هذه الاستحقاقات هي:
أولا: سيادة كاملة على أراضينا: ليست لدينا سيادة كاملة على أراضينا فلدينا جنود أجانب في بلدنا وهذا معناه ليست لدينا سيادة كاملة على وطننا فلا بد نعترف بحقيقة أولى أن بلدنا الآن فيها دول وجنود أجانب.
ثانيا: الاستقلال من استحقاقاته وحدة الارض: وحدة الارض ضاعت. ثالثا: الاستقلال من استحقاقاته رضا الشعب عن الحكام: رضا الشعب عن حكامه الآن غير متوافر. رابعا: الاستقلال من استحقاقاته توفير حقوق الإنسان: حقوق الإنسان اليوم في السودان ضائعة.
خامسا: الاستقلال من استحقاقاته الامن: الأمن في السودان اليوم ضائع. كل كلام عن الأحداث الموجودة للأسف في أنحاء السودان المختلفة دليل على أن هناك مخاطر أمنية في خمسة جبهات.
سادسا: الاستقلال من استحقاقاته قبول دولي: السودان اليوم ليس لديه قبول دولي بل ملاحق دوليا.
بهذه المقاييس فإن استقلالنا الذي كنا نقول على تعبير الرئيس اسماعيل الأزهري: "بدون طق ولا شق زي صحن الباشري" دلوقت الصحن ده مشقق مقدد وسخان.
النقطة الثالثة: نظام الإنقاد قال إن الديمقراطية التي كنا نحكم فيها فاشلة لذلك استلموا السلطة لينقذونا، "جا يكحلها عماها" وما حدث أنه اليوم لو استطعنا نعود لسنة 89 نكون حققنا إنجاز كبير لأنه: ضاعت الوحدة، وضاعت السيادة، وضاع الأمن. وقالوا اتفاقية السلام لتحقق سلام، ولكن اتفاقية السلام الآن لم تحقق أمنا ولا سلاما ولا وئاما. وقالوا يريدون أن يؤصلوا بلدنا بحكم الشريعة وهم ذاتهم الآن معترفين بأن هذا كان إنجازا فاشلا.
النقطة الرابعة: العلاقات الخارجية بينا وبين العالم متدهورة والآن السودان مطارد.
هذا معناه أنه إذا قعدنا نفكر في مستقبل السودان إلى أين؟ لازم نعترف بأن السنوات الماضية هذه أتت لنا بالويل والثبور وعظائم الأمور، وهذا معناه أننا أهل السودان كلنا لازم نعقد مع بعض ونعترف بأن هذا الذي حدث فاشل، وأن البلاد إذا تركت وشأنها لكي تتدحرج نحو الهاوية، فإننا كلنا حنروح في داهية. العلامة واضحة، ولا محل لمغالطة، والواقع أن السودان الآن في حالة صعبة للغاية.
ولا بد من تغيير. تغيير في الطاقم الحاكم تغيير في السياسات الحاكمة، تغيير في النهج كله.
النقطة الخامسة: ملفات التغيير المطلوب: نريد تغييرا يدير العلاقة مع الجنوب بطريقة مختلفة نحن طبعا نعتقد أن ما حدث منذ انفصال الجنوب تدهور في العلاقات فظيع، وآخر صورة من صور التدهور أن دولة الجنوب أقامت علاقات خاصة مع اسرائيل وهذا كلام خطير ليس لأنهم بإسرائيل وإقاموا علاقات معاها فليس في ذلك مشكلة، فعدد من الدول الأفريقية جنوب الصحراء عملوا علاقات مع إسرائيل، المشكلة ليست في إقامة العلاقات لكن المشكلة أن يكون أول رأس دولة ليس فقط يزور بل يدعو رأس الدولة الإسرائيلي ودعول لعلاقات خاصة اسرائيل، وإسرائيل تريد علاقة خاصة وهي من مصلحتها لكن ما هي مصلحة الجنوب؟ الجنوب محتاج لفترة نقاهة يكوّن فيها نفسه لأن دولة جديدة فلماذا يأتي لنفسه ببعبع (ود ام بعولو)؟ لا داعي في هذه المرحلة لأن ذلك يلخبط الأمور، ولو فكرنا بمصلحة جنوبية نقول: أكثر ناس ساعدوا الجنوب ليس اسرائيل، صحيح إسرائيل ساعدت، لكن أكثر من ساعدوا الجنوب حتى في الانفصال من الشمال هم العرب، الذين دعموا الحركة الشعبية والجيش الشعبي وسلحوه كانوا حقيقة: ليبيا قذافي دعمته، واليمن الجنوبية في زمن الحرب الباردة، وما وصل للجيش الشعبي من مصادر عربية أضعاف ما وصله من إسرائيل. كذلك إسرائيل ليس لديها قدرات فهي ذاتها ربيبة للولايات المتحدة. والولايات المتحدة الآن تمر بمرحلة قاسية اقتصاديا. الجهات التي لديها قدرات مالية كبنك التنمية الإسلامي هو الذي أرسل بعثة للجنوب ليس ليترك الاستقلال ولكن لدعم التنمية هناك بملايين، بالمليارات. والناس الذين لديهم أموال سائلة الآن هم العرب مش الغرب، هذه هي الجهة التي للجنوب مصلحة أن يتجه لتحسين العلاقات معها، وذلك ليس ليترك استقلاله ولا مصالحه ولكن لكي يحرك مصالحه. وجرّ اسرائيل للمنطقة فيه ضرر بالغ جدا وتعقيد، لأن إسرائيل تأتي للمنطقة ومعها أعدائها. "لكل شيء آخذ من جنسه" تأتي وآفات من جنسها في المنطقة، والجنوب ما أغناه عن هذا؟!
على كل حال نحن واجبنا أن نحسن إدارة العلاقة بالجنوب حتى نحول دون هذا النوع من الاخفاق.
كذلك نريد تغييرا لكي نحقق السلام في دارفور، ونحقق السلام في جنوب النيل الأزرق ونحقق السلام في جنوب كردفان وهي كلها مهمة جدا.
كذلك لكي نعمل إصلاح جذري في الاقتصاد كما دعا المؤتمر الاقتصادي الذي عقده حزب الأمة وقد قام بتشخيص أساسي وصحيح للاقتصاد وقدم توصيات حول ماذا يجب عمله للاقتصاد.
كذلك لا بد من التأصيل المبصر. الكلام عن المرجعية الإسلامية بالتأصيل الأعمى الذي حصل في التجربة الماضية لا بد من تجنبه، لا بد يكون تأصيل مبصر كما حصل في تونس، وليس كالتأصيل الأعمى الذي حصل في السودان. لا بد من التأصيل المبصر الذي يعترف بالتعددية والتنوع والعصر الحديث والتعامل مع العصر الحديث وغير ذلك يكون تأصيلا ضارا وأعمى.
وكذلك التغيير مطلوب في العلاقات الدولية. لا يمكن ألا نعترق بالعلاقات الدولية. قالوا نحن لسنا معترفين بالمحكمة الجنائية الدولية، فلو كنت غير معترفا بالمحكمة الجنائية ولكنك معترف بالأمم المتحدة وعضو فيها، فالمشكلة الحالية ليست مع المحكمة الجنائية بل مع الأمم المتحدة لأن القرار الذي أدى إلى تحويل قضايا السودان إلى المحكمة الجنائية ليس قرارا من المحكمة الجنائية بل قرار من مجلس الأمن الدولي ونحن أعضاء في الأمم المتحدة، وما دمنا أعضاء لا بد نتعامل بواقعية مع الأمم المتحدة لأننا أعضاء فيها.
كذلك لا يمكن أن نسير في طريقنا في السودان ونصم أذننا "نسد دي بطينة ودي بعجينة" عما يدور في المنطقة العربية ونقول: نحن سوينا العلينا لا هذا لا يمكن! إننا نتأثر بالمنطقة العربية بشكل كبير، وإذا استثنينا حزب الأمة فكل القوى السياسية الموجودة في الساحة السياسية اليوم قادمة من مصر: الأخوان المسلمين، الشيوعيين، سمها ما تسمي، وهذا معناه أننا نتأثربالبيئة المحيطة بنا، ولا أقول ذلك بأن هذا جيد أو سيء ولكنه الواقع، فالجهة السياسية الوحيدة النابتة هنا كالهشاب هي حزب الأمة. إذن لازم نعترف بهذا الواقع، ولا نريد نقول للآخرين أننا لا نعترف بهم ولكن نقول إن الواقع أننا في السودان نتأثر بالمنطقة، وما دام المنطقة فيها ديمقراطية ستكون هناك ضرروة لأن يكون هناك ديمقراطية عندنا.
لقد تكلمنا عن معالم الديمقراطية القادمة في العالم العربي وهي ليست ديمراطية فقط بل ديمقراطية ومرجعية إسلامية وعدالة اجتماعية وكل القضايا التي بيناها في كتاب "معالم الفجر الجديد" وهذه الحقيقة لا بد من التماهي معها ولا يمكن غض النظر عنها.
نحن محتاجون أن ننقل السودان لمنصة التكوين الجديد. بمعنى أن هذا الشكل خرب، ونريد أن نبحث عن شكل جديد وكيفية عمله. قالوا: سوف نستمر في المشروعات الموجودة هسع الآن.
لنقل إنه فتح عطاء لإصلاح الحال السوداني ولننظر من يقدمون أنفسهم في هذه المناقصة.
ولننظر لمقاول المؤتمر الوطني ومناقصته في موضوع الإصلاح. قال إن مناقصته هي: الحكومة العريضة، الحكومة العريضة؟! سمها "الحكومة البدينة" معليش أو أي اسم تاني. ولكن لنسمها الحكومة العريضة ولا مشاحة في استخدام الاسم، والسؤال ما العريض فيها؟ لم تحصل فيها أية زيادة دخول الاتحاد الديمقراطي ليس جديدا، فالاتحادي الديمقراطي كان موجود أصلا وممثل في حكومة الوحدة الوطنية القديمة، صحيح وزراءه زادوا، ولكن ليس هناك تغيير ووزراء الاتحادي الديمقراطي كانوا موجودين في حكومة الفترة الانتقالية. فلا جديد إذن. حكومة سوف تطبق سياسات المؤتمر الوطني التي فاز بها في الانتخابات الأخيرة. إذن هذه الحكومة ماشة كما قلنا في الماضي بنفس المنطق: حليمة لقديمها. وهي السياسات المسئولة عن الحالة التي وصلنا إليها ولذلك لن يكون هناك جديد، لا حصلت مشاركة أوسع، ولا حصل تغيير في السياسيات. صحيح سمعنا في خطاب الرئيس أشياء مبشرة قال إنهم سوف ينشئون لجنة لحقوق الإنسان. نقول صحيح هذا جيد ولكن هذا التزام تم في اتفاقية السلام منذ 2005، لم تقم في فترة الانتقال كلها طيلة ست سنين، ونرجو يعملوها هذه المرة. وقالوا سوف يكونون لجنة دستور قومية ونرجو أن يحصل. ما نرى من إيجابيات نقول خير ونؤيدها.
ولكن حسب ما نرى اليوم فالحكومة العريضة في مناقصة بناء الوطن السوداني الجديدة لا يمكن أن تحقق شيئا ما دامت نفس الهياكل والسياسيات ونفس الوجوه.
المناقصة الثانية مشروع الانتفاضة. شبابنا يريد عمل انتفاضة ولا شك هناك عوامل كثيرة جدا تدفع في هذا الاتجاه، واحتقان المناصير ونحن مع تلبية مطالب أهلنا المناصير ونعتقد أنهم مظلومين ولا بد من الاستجابة لمطالبهم وهي مشروعة، والطلبة في الجامعات ونحن ندين اقتحام الشرطة عليهم في الجامعات بالشرطة فهذا خطأ ونحن ندين هذا السلوك ونقول إن الجامعات لا بد تكون مستقلة وصندوق الطلاب لا بد يكون تابعا للجامعات المستقلة ولا بد أن يرفع المؤتمر الوطني والحكومة يدها عن الجامعات وتضمن استقلالها وتكون عندها إمكانياتها لأن هذه الطريقة الوحيدة التي يمكن أن تضمن تعليم جامعي سوي وهذا هو المعنى الصحيح للتعليم الجامعي. كل هذه الأشياء يمكن أن تؤدي لانتفاضة، لأن الناس غضبانة ومطالبها كثيرة ومشروعة "هذه المطالب مشروعة". ولكننا نقول حينما تحصل الانتفاضة سوف تحصل مواجهة كالتي حصلت في سوريا وفي اليمن، فمن جهة أخرى النظام مستعد للمواجهة، ولكن طالما متأخر فهذا سوف يحصل.
هناك أيضا مشروع كاودا. اخوانا في كاودا قالوا نحن سوف نستهدف الخرطوم بعمل ثوري هذا ممكن عمله ولكن ما يحدث إذا وجد عمل ثوري لطق الخرطوم منطلق من جوبا، سيؤدي إلى عمل ثوري ينطلق من الخرطوم ليطق جوبا والنتيجة حرب بين دولتين وتروح قضية الإصلاح في هذه الحرب. لذلك فإننا ننصحهم يا أخوانا دعونا نتكلم بمنطق مختلف. نحن نعترف بأن أهلنا في جنوب كردفان لديهم قضية عادلة ونعترف بأن اخوانا في جنوب النيل الأزرق لديهم قضية عادلة، ونعترف بأن أهلنا في دارفور عندهم قضية عادلة. هذه القضايا العادلة دعونا نتبناها قوميا ونمشي في تحقيقها بوسائل قومية، هذا أحسن وافضل وآمن وأضمن. وافرض أنكم نجحتم فهذا معناه أنكم ما دام منطلقين من الجنوب فستقولون: أبيي جنوبية، وجنوب كردفان لبعض الأهالي فيها، وجنوب النيل الأزرق لأهالي آخرين فيها، وهذا سوف يستثير الآخرين ويعمل استقطابا وحروب لا أول لها ولا آخر. دعونا نقول إنكم بسلاحكم وبقدراتكم وبوعيكم، دعونا نعمل معا بأسلوب آخر لنحقق استجابة لمطالبكم المشروعة لأن الخط الذي سرتم فيه نتيجته في النهاية حرب بين الشمال والجنوب وهذه حرب ستضيع قضية الإصلاح وتعمل استقطابا بين كل عناصر السودان ونبقى نتكاتل للأسف توتسي وهوتو. وهذا من أخطر ما يمكن أن يحصل في السودان، نحن نقول لهم وننبههم يا أخوانا حركة لإسقاط الخرطوم منطلقة من جوبا ستؤدي لتعزيز حركة منطلقة من الخرطوم لإسقاط جوبا وتتحول فورا لحرب ما بين دولتي السودان وهذا أسوأ ما يمكن أن يحدث لقضية السودان.
لذلك نحن لدينا مشروع آخر واضح جدا. نحن حتى الآن شغالين بوضح تام: عقدنا المؤتمر لاقتصادي، ونتبنى القضايا المطلبية السودانية، ونريد من المؤتمر الوطني أن يدرك أن السياسات والممارسات والهياكل الحالية لا تصلح ولا بد من إجراء جذري لمواجهة القضايا السودانية. فبالنسبة للمؤتمر الوطني لا نقول إننا لا نقابل ولا نحاور ولكننا نحاور ونقول لهم إما اتفاق على أساس هيكل جديد من فوق لتحت، وسياسات جديدة قومية تحقق دولة الوطن بدلا عن دول الحزب، وبغير ذلك ليست هناك أي طريقة، يعني أي كلام عن مشاركة بغير هذه الشروط، نقول يفتح الله! هذا هو موقفنا من المؤتمر الوطني فنحن لدينا أهداف معينة: هيكل جديد وبرنامج جديد وسياسات محددة إذا كانوا يريدون تعاون منا فهذه هي الشروط.
أخوانا في كاودا نقول لهم نحن معترفون بأهدافكم الحقانية والمشروعة ولكن الطريق إليها ليس بانطلاق عمل ثوري من جوبا ضد الخرطوم لأن هذا يؤدي لعمل ثوري من الخرطوم ضد جوبا ويحول القضية إلى حروب بين الطرفين.
موقفنا من قوى الإجماع
أما موقفنا من حلفائنا الذين كانوا معنا والذين لا زالوا معنا في الاجماع الوطني: نحن لسنا ضدهم. هناك ناس في الصحافة يريدون أن يعملوا معنا حكاية "المديدة حرقتني" ويقولوا كلامات كأننا نريد الدخول في مساجلات معهم. لا أبدا، نحن عملنا نقدا ذاتيا وليس لهم بل لنا كلنا، ونقول لهم بوضوح نحن منذ أربعة شهور عملنا نقد ذاتي وقلنا إن هيكلنا محتاج أن يراجع ونعمل هيكلا مضبوطا لأن الهيكل الحالي متراخٍ، ولا بد يكون لدينا ميثاق، واقترحنا ميثاق، ولا بد تكون لدينا تسمية جديدة، ولازم نعمل برنامج عمل مبنى على الجهاد المدني. هذا هو موقفنا وفي هذا الموقف فمن يؤيدنا نحن معه، ومن يقف ضدنا في هذا الكلام يسير في دربه. الخط الذي نطالب به هو الصحيح وهو الخط الممكن أن يجد مخرجا للبلد. بعض الناس الواحد فيهم مستلق على قفاه ويقول إنه سيسقط النظام بعد 24 ساعة. هذا كلام كأننا غافلين ولا داعي يخاطبوننا كأننا "عندنا قنابير" فنحن ناس "عندنا عمم ما قنابير" ونريد أن نتكلم بالواقع، صحيح إننا الآن نطالب بأنه الأسرة السياسية كلها تتفق على نظام جديد. الطريق لهذا النظام الجديد هو الجهاد المدني وهو فعال جدا وممكن أن يأتي بنتائج، ويعني استخدام كل الوسائل إلا العنف فهذا هو الطريق الذي نسير فيه إن شاء الله.
موقفنا من الأسرة الدولية:
نقول لهم بوضوح يا أخوانا أنتم مسئولون من التدمير الذي حصل للسودان لأنكم قبلتم أن أمر السودان بين حزبين وامر السودان ليس بين حزبين بل أمر السودان قومي، والآن لا بد تعترفوا بأن المطلوب نهجا قوميا وحلا قوميا ونريد منكم أن تدعموا النهج القومي السوداني، والحمد لله لقينا منهم كلهم استجابة للنهج القومي السوداني وأنه إذا السودانين اجتمعوا فنحن نبارك ذلك، وليس أن يؤلفوا ويباركوا.
أخيرا، موقفنا من اخوانا في الاتحاد الديمقراطي:
شوفوا يا أخوانا وأخواتنا وأبنائنا وبناتنا: الاتحادي الديمقراطي هذا نحن نعترف بأن لقاء السيدين الإمام عبد الرحمن والسيد علي الميرغني كان خطوة كبيرة جدا في اتجاه المصالحة الشعبية بين السودانيين، وهذا موضوع نحن معه ولذلك فإننا في الإطار الأنصاري والاطار الختمي نرعى هذه المسألة لكيلا نجدد الجراحات بين الولاءات الدينية، فهذا موضوع نحن ملتزمون به. ولكن في السياسة: في عهد عبود كان التحالف قائما ما بين الإمام الصديق والرئيس إسماعيل الأزهري وهذا كان وفي النهاية تولدت منه شرارة أكتوبر. المرة الثانية كان هناك تحالف قوي جدا بيننا وبين الشريف حسين الهندي وذلك ضد نظام نمري. ودلوقت فالتحالف لازم يكون بيننا وبين القوى السياسية الاتحادية التي تريد تغيير لنظام جديد، وهذا موضوع مبدئي، هذه ليست مسألة متروكة لاختيارنا (إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ) [1] فنحن من هذا المنطلق نواصل في تحالفنا المذكور. والمدهش أن هذا ذاته يجدد علاقة قديمة. أصلا في التاريخ الأشقاء الذين كانوا بقيادة الرئيس إسماعيل الأزهري أصلهم كانوا في الزمان حلفاء الإمام عبد الرحمن، وحصلت أشياء جابت خلافات، والآن نقدر نقول هذا يمكن يؤدي إلى إحياء هذه العلاقة التاريخية.
نحن نقول لأخواننا في الاتحادي الديمقراطي الآن: الناس منهم الذين يريدون نظام جديد يدهم ويدنا واحدة، أما أي كلام عن حكومة عريضة أو كلام شبيه يعتبروا نفسهم مع الانقاذ بطريقتهم.
فواجبنا أن الأنصار يحافظوا على العلاقة الودية بين الأنصار والختمية لأن هذا هو الأساس التاريخي التي ينبغي أن نحفظها ولا ننكيء جراحها. أما من الناحية السياسية فإن الذين معنا هم الذين معنا في خطة إقامة نظام جديد وهذا نعتقد أنه يلزمنا، فكل الناس في الحركة السياسية الذين يريدون نظاما جديدا، وليس الاتحاديين وحدهم، نقول لهم: أهلا وسهلا وناقة ورحلا وجملا سبحلا ومكان سهلا.
والسلام عليكم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.