تحل اليوم 11 يناير 2012م الذكرى العاشرة لترحيل اول معتقل إلي معتقل غوانتنامو سيئ السمعة بواسطة الولاياتالمتحدةالامريكية وذلك ضمن ما عرف بالحرب على الارهاب. وعلى الرغم من أن هذا المعتقل يمثل وفق رأي الخبراء بربرية العصر الحديث وذلك لمخالفته لكل القوانين الدولية لحقوق الإنسان والدولي الإنساني بما اشتملت عليه من مبادئ واضحة ضد التعذيب وغيره من ضروب المعاملة القاسية او اللاإنسانية او المهينة والاعتقال دون محاكمة وانتهاك حقوق الاسرى واجراءا محاكمات عسكرية ظالمة لا ترتقي الي احترام معايير المحاكمة العادلة وفقاً للقانون الدولي، إلا أن الادارة الامريكية ما زالت تصر على المضي قدماً في هذا السلوك المتخلف دون ان تتحسب لما يجلبه هذا السلوك من آثار وخيمة تدفع ثمنها آجلاً وعاجلاً عملاً بذات المنطق القائم على عدم افلات الجناة من العقاب مهما طال الوقت. إن من العار والشنار على حكومة اوباما أن تلعق وعودها الكاذبة التي اطلقها المرشح الديمقراطي ابان الانتخابات السابقة بشأن اغلاق المعتقل في امدٍ قريب بعيد توليه السلطة في البيت الابيض، ثم ما لبث التسويف والتعطيل والتردد يسيطر على تصرفات الحكومة الديمقراطية وقد خالفت مبادئ الديمقراطية القائمة على سيادة حكم القانون وليس حكم الغاب عبر مضيها في ذات السياسة البربرية التي دشنتها ادارة بوش وشيني ورامسفيلد. اننا في منظمة العون المدني نهيب بالمنظمات الدولية المنضوية تحت تحالف اغلاق معتقل غوانتنامو بضرورة الاستمرار في خطوات الضغط على الحكومة الامريكية وعلى المنظمات الدولية والاقليمية من اجل التسريع بإغلاق هذا المعتقل السيئ ثم الانطلاق نحو رد الاعتبار للأبرياء الذين قضوا زهرة شبابهم بين جدرانه وزنازينه المقيتة، كما نطالب الحكومات التي تقاعست عن واجبها في استخلاص ابنائها الذين مازالوا في هذا المعتقل أن تصحوا لأداء واجبها هذا فالتاريخ لا ينسى لها هذا التخاذل والاستسلام، علماً بأن ثلاثة من ابناء السودان ما زالوا ضمن المعتقلين، وقد فقد احدهم عقله بسبب التعذيب. وتحيي منظمة العون المدني جميع الجهود الدولية التي انطلقت في اكثر من قطر في هذا اليوم من اجل اشعال شمعة في ليل الظلم الامريكي حتى لا يسطر التاريخ سقوط الجميع في امتحان الحق وصحوة الضمير والقيم الإنسانية العادلة. الخرطوم 11 يناير 2012م