إن الحياة حلم رقيق لا يلبث أن يذوب كالضباب مطعم فاخر بملمس حريري من طراز تلك المطاعم التي تصيبك بالدوار لفرط فخامتها ، مذهل سقفه وبساطه وطاولاته ، لولا الحياء لكنت طالبة من النادلة التقاط صورة لىّ قرب الكرسي الذي سأجلس عليه ، ذاك طبعا لجماله فأنا لم أعتد علي الجلوس على الحرير بعد عينة هذه المطاعم ندخلها لنخبئ بها سرا لا لنتذوق طعامها ، تغرينا فخامتها علي الثقة بها أعرف أن كثيرات غيري قد دفن أسرارهن معك بمطاعم أخري ، وأنهن قد خرجن من تلك المطاعم يتأبطن ذكري لا تُمحي وهمسا الحب العظيم نفقده لأنه لا يُحتمل ، نفقده عمدا وبعض الأشياء نفلتها رغم ولهنا بها ، لأن الاحتفاظ بسرها سيحرقنا حتما الحب العظيم كالجمرة في القلب والتي لن تكون سلاما عليه ، المولي الرحيم قال للنار كوني بردا وسلاما علي نبينا إبراهيم ، البرد والسلام جاءا استثناء من أجل إبراهيم عليه السلام لا لأنهما مستلزمات الجمر وأنا من عظيم حبي كان علىّ أن أدفن سري لكن ليس بأي مكان ، لا بد من مكان ارتاده لمرة واحدة فقط ، مكان سخي البذخ كريم الإغراء مترع بالرفاهية التي لا تحتملها بلاد الغبار ، مكان للضوء فيه ألوان مختلفة لا ذائبة كلها في الأبيض ولأن سرك شاهقا حد إطلالته من كل أعضائي ، فاضحا لضعفي كان لابد من مكان يليق به ، مطعم خمسة نجوم لأن أسرار الحب لابد لها من إجراءات أمنية مشددة وخزائن بمواصفات جنرالات الجيش حب كهذا لا نملك الانصياع له بقدر الحياء منه ، لأننا ببلد لا تخلو صحفه اليومية أبدا من موت بالجملة ونزاعات قبائل وحوادث مرور واغتصاب أطفال وملاسنات حكام ، وطن يفور بالجمل النارية والاتهامات المتبادلة وطن يتفرّخ فيه الوجع ككائن خرافي الخصوبة وتتغذي فيه النفوس المريضة من دماء فقرائنا الموغلة في السواد ويعتلي بعضهم سلم الثراء السريع بالمتاجرة علنا بقضايانا بلد بهذه المواصفات لهزيمة الحب فيه ألف سبب ولاغتيال الفرح تعّمر كل أسلحة الكوارث الصناعية والأوبئة حب كهذا سيقتلني خوفا مجرد احتمال اكتشافه دعك من البوح به اميمة العبادي [[email protected]] ///////////////