مهرجان الطفل السوداني الذي نظمه فريق " لمتنا بالدوحة " مساء الجمعة الماضي بالقرية التراثية بشارع الكورنيش بالدوحة حقق نجاحا كبيرا ومثل اختراقا حقيقيا لحالة الركود ولحالة الاكتئاب والاحباط التي كادت ان تلف جسم الجالية السودانية المقيمة بقطر ويكفي ذلك الحضور المميز للاسر السودانية كبارهم وصغارهم والمواطنين وجمعا غفير من الجاليات المقيمة والتي تفاعلت مع فقراته حيث مثلت لها لونية جديدة ومتفردة لان غالبية الفقرات كانت من قلب وعبق التراث والفلكلور والارث السوداني من بلد يمتاز بالتنوع الثقافي والاثني والجغرافي .. و" لمتنا " مجموعة من الشباب والشابات عقدوا العزم على الامساك بمفصل الثقافة والمعرفة وتواثقوا على نفض الغبار عن التراث السوداني الغني بمفرداته وادواته ومكوناته وعن العادات والتقاليد لتجليتها وبتر السالب منها ولتوطين كل ما هو إيجابي في عظم جيل الغد والنشء صغارنا اللذين ولدوا وترعرعوا بعيدا عن ارض الوطن وهم ايضا مهمومين بنقل هذا الارث الجميل والذي يمثل ارث امة عريقة الى الشعوب من حولهم للتماذج للتواصل وللترابط مع الاخر . ما يميز فريق لمتنا عن كثير من التجمعات والمكونات التي قامت انهم خالفوا المعتاد وخرجوا من جلباب الاخرين التقليدي و " اللت والعجن " وشق الصفوف وخالف تذكر .. ليكونوا ماعون وحوش كبير يسع الجميع بالنقاء والصفاء وبكل ارادتهم وافكارهم النيرة وفلسفتهم الواضحة لمتنا للتواصل للتسامح للجميع وللعمل الجاد بعيدا عن أي انزلاقات لا تخدم الوطن او المواطن والمغترب في غربته وشتاته وفريق " لمتنا " كما هو واضح من مسماه يترجم فلسفتهم للتلاقي في اسمى معانيها . ما يميز فريق لمتنا انه شمر عن ساعد الجد والعمل رغم عمره القصير وترجم ذلك على ارض الواقع في اهم فعالية ينظمها وهي مهرجان الطفل والذي اشتمل على عمل استعراضي وبازياء مختارة بعناية ومسرح هادف يحمل رسالة ومضامين واناشيد وطنيه بطعم تراب الارض تخاطب الوجدان وتغرس عطرها في القلوب الصغيرة وتلونها بلون التفاؤل ومعارض مصاحبة للتراث والفكلور اشتملت على كثير من المعروضات العينية المرتبطة بمناسبات دينية او قومية او لها علاقة بالافراح كالزواج والحصاد واكلات شعبية من عدة اقاليم وقضيم ونبق وتمر هندي بجانب مسابقة الرسم والتلوين والالعاب الشعبية " شليل وينوا .. والمديدة حرقتني .. وهج الطفولة ورونق رسمها باياديها وبالالوان . ان التشابك والتعاون مع مدرستي الجالية السودانية البنين والبنات في فقرات المهرجان وادماج فريق لمتنا مع رفقاءهم من المدارس القطرية المستقلة والخاصة كان النجاح بعينه كما ان استدعاء المسرح ليكون قاعدة الانطلاق الاساسية لهذه الفعالية كان موفق جدا في اختياره لمسرحية " سقط لقط " ان المسرح عرف بانه ابو الفنون وهو المحرك والموجه وقد كانت المسرحية او الاسكتشات المرافقة بلغة مزدوجة ما بين المحلية والعربية ونفذت باحترافية وثقة من مجموعة شباب هاوي ومتمكن وواثق من خطواته وامكانياته لدليل على قدرات هذا الجيل وما لديه من مخزون عميق يواكب الاحداث والتطورات ويلامس الواقع المعاش حيث عالجت فصول المسرحية قضية تضارب القرارات الادارية والتي يمكن ان تخلخل موازين الاستقرار النماء والتنمية وكيف يمكن ان تكون مسألة جرح الكرامة الانسانية وكسر آنفة المعلم والمربي القنوع والمتمسك بمقاليد مهنته والمحصن نفسه من الانفلات رغم ضيق العيش ان تضر بمستقبل الاجيال. ان الكثيرون من ابناء وبنات الجالية السودانية هنا وهناك حملوا هم العمل العام وجربوا رهقه نجحوا في الكثير وفشلوا ايضا وبمثل مساحات النجاح بسبب الانغماس في متون السياسة ودروبها الشائكة ولكن فريق لمتنا استطاعوا ان يشابكوا اياديهم بتجرد من المصالح الانية وقوة ونكران للذات.. انهم تواصوا وتراصصوا وعملوا وابرزوا من خلال هذا العمل الاول .. وقالوا ان شباب اليوم يمتلك كل مقومات النجاح . طموحاتنا في فريق " الدوحة لمتنا " لن يقف عند حدود هذا المهرجان بل نعتبره الركيزة الاولى للانطلاق للامام كماعون لكل الوان الطيف السوداني طالما زخيرتنا هذا الشباب المتحمس والمستصحب لقيمه السمحة ولقدراته العلمية الرفيعة وخبراته العملية التراكمية التي اكتسبها في كثير من مناحي الحياة في المدارس وفي النوادي وفي الشارع .. وهي دعوة للجميع للالتفاف حول جسم " لمتنا " ماعون واسع وقدح ضيفان وعلى الخير والمحبة نلتقي . [email protected] همسة : بدأنا لنعمل فهل تمددوا اياديكم معنا لان " لمتنا " تسع الجميع بدون فرز ..