بضع وبعض كلمات في حق الأخ إبراهيم يوسف عبدالله المستشار بحكومة ولاية الخرطوم لا أدري، هل أنا كغيري من الناس لا ندرك قيمة الشئ قبل فقده ولا نأبه بكنه الحاجة إلا بعد فوات أوانها أم أختلف معهم في بعض الشئ، وحتى إن لم أكن، فأنا اليوم أودُّ الإختلاف عن غيري فيما إعتادو عليه من عادة ودرجو عليها من عاادات، وكعادتنا (أغلب السودانيين) التي إعتدنا عليها أننا نعدِّد مآثر الناس بعد فقدناهم، لكني اليوم بصدد التحدُّث عن إنسان هو بيننا وأتمنى له طول العمر، وهذا الإنسان هو أخي الذي لم تلده أمي المهندس إبراهيم يوسف بنج، ولست هنا بحاجة للتذكير بأنه مهندس في الهندسة المدنية وخريج جامعة الخرطوم وأول دفعته وحائز على الماجستير في بريطانيا ومتزوج وله أبناء، هذه معلومات بالضرورة معروفة، ولكن ما أودُّ قوله هو الشعور الذاتي الذي إنتابني. فحقيقة سعدتُ أيَّما سعادة والأخبار تتهادى إلى مسمعي وتنقل لي خبر تعيين الأخ العزيز المهندس إبراهيم يوسف عبدالله (بِنج) مستشاراً بحكومة ولاية الخرطوم بناءً على إتفاقية الدوحة للسلام التي أُبرمت في أواخر العام المنصرم وضمن الحصة المخصصة لحركة التحرير والعدالة الموقعة على الإتفاقية بمعية الحكومة وتكمُن سعادتي، في معرفتي التامَّة واللصيقة بالأخ الأكبر إبراهيم يوسف، ليست بيننا صلة قرابة أو دم، عرفته عبر فضاء الأثير الإنترنت والموبايل، ثم إلتقيته في إثيوبيا وسافرت برفقته إلى مصر، ولا أُخال أنني سأذيع سراً إذا قُلت أنني قد سعدتُ فيما مضى بالسكن مع الأخ إبراهيم في فناء منزلٍ واحدٍ لعدة شهور خلت في أعوامٍ ماضية وأُتيحت لي آنئذ فرصة الإحتكاك به ومعرفته عن كثبٍ وقرب، فهو رجلٌ وقور قلَّ ما تجده يتذمَّر أو يُذجر أو يضَّجر، يحمل أشواق المواطنين بين جوانحه، قضية دارفور شعلة متقدَّة في دواخله، وكان نِعم الأخ، يوقر الصغير ويحترم الكبير، مثقف وملمٌ بالتواريخ والأحداث، يعرف أين يبدأ واجبه وأين تنتهي حقوقه، فلا تجده البتة يتدخل فيما لا يعنيه، وهذا غيضٌ من فيضه، كان قائداً لم يُشقُّ له غبار في ساحات الحوار، ومحاوراً مُهنكاً في المفاوضات إبان إلتئام أبوجا، فهو مؤسساً لحركة العدل والمساواة ببريطانيا ورئيساً لمكتبها لعدة سنين حتى مجئ طيبة الذكر المذكرة التصحيحية التي صاغها مع رفاقه وفارقوا بعدها جمل العدل والمساواة بما حمل وأسّسوا حركة العدل والمساواة الديمقراطية والتي فيما بعد إندمجت في حركة التحرير والعدالة والتي يشغل فيها حاليا منصب نائب الرئيس وهو ضمن آخرين عضو مؤسّس لهذه الحركة بفكرٍ سديد وطموحٍ جامح. وليس بمستغربٍ أن يتم إختيار الباشمهندس إبراهيم لشغل موقع المستشار بحكومة ولاية الخرطوم، لأنه أهلاً للإختيار، والذي صادف أهله تماماً، ورغم علمي التام بأنَّ الأخ إبراهيم ولفترة قريبة كان يرفض أن يشغل موقع وزاري أو منصب إستشاري وإستحكم الرفض، غير أنه نزل عند رغبة المواطنين وإستجاب لمطلبهم، فحسب سيرته الذاتية الزاهية يُدرك المواطنون بأنه سيكون القوي الأمين الذي يُؤتمن على حقوقهم، وأنا أدرك أنَّ الأخ إبراهيم زاهداً، والعبء سيزداد والتكليف عظيم والأمانة كبيرة، غير إني أحسب بأنَّه في ذات الأثناء سيكون عند حُسن الظن به، سيتدفق العطاء الثر، وسيسري العمل الدؤوب الذي لا يعرف التثاؤب ولا التكاسُل، فأخي إبراهيم رغم زهدك، فأنت أهلاً لهذا الموقع، الذي لم يتم إختيارك له بالصدفة، بل جاء بعد مخاضٍ عسير، فأنت خيارٌ من خياراتٍ عديدة، فالحمل كبير، ولكن بما تتمتع به من رجاحة عقل، وزنة حوار، ودقة تصويب، وفكر سديد، ستكون عند الموعد، ولن تشعر بالغرابة أو الغربة في موقعك الجديد وستحسُّ بأنك أحد اللبنات الأساسية لما ستؤول إليه جميع الأوضاع، وكما تدرك أخي أنّ المناصب لا تضيف بقدرما أنها تخصم من الرصيد فأعمل على تلبية أشواق جماهيرك التوَّاقة إلى غدٍ أفضل وأسعى إلى إسعادهم وستجد كل عونٍ ودعم للقيام بواجبك، ولن نألو جهداً أو ندخر وسعاً، سير أخي فإن عين الله ترعاك، والله الموفق والمستعان. عبدالفتاح محمَّد إبراهيم Abdelfattah Mohammed Ibrahim [[email protected]]