دخلت سيارتنا متاهة قوز ابوضلوع متحفزة لعبور عقبة كؤود ، منطقة وعرة ، كثبان الرمال تحيط بالطريق من كل الإتجاهات . كنا تناولنا شاي الصباح في قهوة قريبة من بوابة الجيش غرب أمدرمان ثم مررنا بِقُرى الجموعية المتناثرة هنا وهناك . لا يوجد ما يلفت الإنتباه سوى منطقة (أم سرحة ) كانت قطعان الضان والإبل تحيط بالدونكي في إنتظار فرصتها للشرب . يبدو انها مركز تجميع ومورد للبهائم القادمة من بادية الكبابيش . وهي منطقة كانت متنازع عليها بين ولايتي شمال كردفان والخرطوم وتم الإتفاق على تبعيتها لشمال كردفان بقرار من رئيس الجمهورية . الرمال تمتحن جودة الحديد الياباني ، صراع السيلكا والحديد ، عبرنا الى (المَجَر) سهل طيني رحب اعواد الذرة شاحبة ومتناثرة وسط البلدات . قال لنا احد سكان المنطقة ( هذه بواقي الخريف الفات .. الأمطار كانت شحيحة ولم نحصد شيئ ) . كان مقصد رحلتنا تلك التحقق من مسار المشاريع الإستثمارية التي قدمت للمنطقة ، المنطقة الشرقية لمحلية جبرة الشيخ بشمال كردفان . والأسئلة التي طرحها اعضاء لجنة الإسثتمار على طاولة (التيار ) بخصوص البدايات الخاطئة لهذه المشاريع المهمة وتدخل جهات متنفذة لتجنيب المشاريع لصالحها . قصدنا المنطقة القريبة من حدود ولاية الخرطوم والتي خصصت لمشروع(ابوالفاضل) الزراعي ومشاريع أخرى . خيط رفيع قاد الى تجاوزات مدهشة ووثائق مثيرة عدنا بها من تلك الرحلة التي إمتدت حتى مناطق الذهب قرب حمرة الشيخ حيث بدأت طلائع شركات تعدين الذهب في الوصول . الإستثمار الأجنبي وخلط الأوراق بخصوص مشاريع الإستثمار ، يثير مشروع (ابوالفاضل) وهو يتبع لمستثمر خليجي كثيرا من النقاش وسط مواطني المناطق المتاخمة غرباً لولاية الخرطوم . وقد إتضح ان الإتفاق المبدئي بين المستثمر والجهات المختصة في ولاية شمال كردفان نص على قيام مشروع ابوالفاضل ولكن بعد مشاورة اهل المنطقة المقيمين فيها لحفظ حقوقهم وفي مساحة لا تتجاوز 30 الف فدان . ولكن حدث تجاوز منذ البداية . حيث سلمت مساحة 50 الف فدان بدون علم المواطنين في المنطقة . وتم المسح بعربة متحركة . وبدون علم مندوب الزراعة واعضاء لجنة الإستثمار بالمنطقة . تجاوزات مضرة بحقوق أصحاب الحق يقول الفاتح محمد علي التوم عضو لجنة الإستثمار والوكيل بولاية الخرطوم :" ان عدد من الإجتماعات عقدت مع والي ولاية شمال كردفان ووزير الزراعة الولائي خلصت الى إلتزام جميع الأطراف بأن الإستثمار في المنطقة يتم حسب رغبة المواطنين ومصلحتهم . وبناءاً على هذا تمت الموافقة المبدئية على إنشاء المشروع. إلا ان هناك تجاوزات خطيرة بهذا الأمر . وكذلك في المشاريع والجمعيات التعاونية الزراعية التي لها علاقة بالمشروع متجاوزين في ذلك المواطنين و لجنة الإستثمار ومناديب الزراعة والإدارات المحلية . تمت إقامة جمعيات تعاونية زراعية بمناطق متعددة بدون علم المواطنين أصحاب المصلحة الحقيقية . ويقول الفاتح ان مدير الشئون الهندسية والزراعية بالمحلية إعترف لهم بأن هذا العمل غير رسمي وغير معتمد. ورغم ذلك لا تزال التجاوزات مستمرة وتم إستلام ارانيك زراعية وقعت من طرف عمدة موقوف منذ عام 1998 م . مذكرات لا تجد من يرد عليها يكشف الفاتح عن مذكرة إعتراض قدمت لوزير الزراعة بواسطة محلية جبرة الشيخ . وسلمت المذكرة للمعتمد ووزير الزراعة بالولاية . ووعد المعتمد بالرد . وكلف ضابط الوحدة بأم إندرابة ووكيل امير الكبابيش بزيارة المنطقة ورفع تقرير حول القضية . وهذا ما تم بالفعل ورفعت التقارير للمعتمد ووزير الزراعة منذ فترة بعيدة وحتى الأن لم يصلنا رد من أي من المسئولين . تعديات ولاية الخرطوم يلقي الفاتح الضؤ على تجاوزات أخرى على الأرض ممثلة في محلية امدرمان تحديداً على منطقة( ام سرحة ) ، رغم القرارات الولائية و قرار لجنة رئاسة الجمهورية التي كونت اخيراً والقاضية بتبعية المنطقة لولاية شمال كردفان . وبها لجنة شعبية تتبع محلية جبرة الشيخ ، وكان مواطنوا المنطقة قد تقدموا بمطالب متكررة لمعتمد محلية جبرة الشيخ لإنشاء نقطة تحصيل في هذه المنطقة ، وتخطيط القرية . وإقامة شرطة شعبية لحماية الحدود والتجاوزات الإدارية .ولكن لم يأتي رد . في حين يقوم الطرف الثاني في هذه القضية ، بالتخطيط والإستثمار في المنطقة متجاوزاً بذلك كل القوانين والأعراف . تقوم محلية امبدة التابعة لولاية الخرطوم بإقامة قرى وجمعيات تعاونية متعددة الأغراض ودوانكي للشرب في مناطق الحرش وأبو محيريب التي تقع داخل أراضي ولاية شمال كردفان . تحايل على الإتفاق الشيخ جامع علي التوم وكيل نظارة الكبابيش بالمنطقة الشرقية تحدث لل(التيار) حول قضية الأرض فقال : نحن قمنا بإختيار ستة أشخاص من المواطنين لمسح المنطقة ويحددوا المكان المناسب للمشروع وحددت المساحة ب30 الف فدان . وما حدث ان مندوب المشروع قام بإصطحاب إثنين فقط ، وقام بمعية شخصين فقط بتحديد مكان للمشروع شمل مناطق مأهولة بها مواطنين ودمر ودوانكي وأبار وزاد المساحة إلى 50 الف فدان. وحضر لنا المواطنين وإشتكوا من هذه التجاوزات فقمنا بتقديم سؤال للوزير المختص ولكن لم يصلنا رد حتى الأن . وبعد ... ليست هذه المرة الأولى التي يضطر فيها مواطنوا هذه المنطقة لمواجهة تعدي على حقوقهم في ارضهم . من قبل اعلنت ولاية شمال كردفان مدينة محورية سمتها الهشابة وقامت بوضع نواطير وعلامات في المكان المقترح , دون إخطار اهل المنطقة ، فقاموا بقلع تلك العلامات على سبيل الإحتجاج . الأنباء الواردة من جبرة الشيخ تشير لتصعيد بين المواطنين والمعتمد وصلت درجة المطالبة برحيله والقضية ايضاً حول الأرض . في حمرة الشيخ يرفض اهل المنطقة الطريقة التي قدمت بها شركات التعدين لأرضهم . هذه هي قضايا الدار والحواكير مرة أخرى تصعد الى سطح الأحداث .. إنما هذه المرة من شمال كردفان على بعد اقل من 300 كيلو متر من الخرطوم سنعيش مرة اخرى ذات الفيلم المكرر تجاهل لصوت المواطن ، إعتراضات لا تجد إستجابة ، الإنفجار . mohamed elmabrouk [[email protected]]