القوز يقرر السفر إلى دنقلا ومواصلة المشوار    لاعب منتخب السودان يتخوّف من فشل منظومة ويتمسّك بالخيار الوحيد    الدب.. حميدتي لعبة الوداعة والمكر    ⛔ قبل أن تحضر الفيديو أريد منك تقرأ هذا الكلام وتفكر فيه    إلي اين نسير    منشآت المريخ..!    كيف واجه القطاع المصرفي في السودان تحديات الحرب خلال 2025    صلوحة: إذا استشهد معاوية فإن السودان سينجب كل يوم ألف معاوية    إبراهيم شقلاوي يكتب: وحدة السدود تعيد الدولة إلى سؤال التنمية المؤجَّل    كامل إدريس في نيويورك ... عندما يتفوق الشكل ع المحتوى    مباحث قسم الصناعات تنهي نشاط شبكة النصب والاحتيال عبر إستخدام تطبيق بنكك المزيف    عقار: لا تفاوض ولا هدنة مع مغتصب والسلام العادل سيتحقق عبر رؤية شعب السودان وحكومته    إجتماع بسفارة السودان بالمغرب لدعم المنتخب الوطني في بطولة الأمم الإفريقية    بولس : توافق سعودي أمريكي للعمل علي إنهاء الحرب في السودان    البرهان وأردوغان يجريان مباحثات مشتركة    شاهد بالفيديو.. الفنانة ميادة قمر الدين تعبر عن إعجابها بعريس رقص في حفل أحيته على طريقة "العرضة": (العريس الفرفوش سمح.. العرضة سمحة وعواليق نخليها والرجفة نخليها)    شاهد بالفيديو.. أسرة الطالب الذي رقص أمام معلمه تقدم إعتذار رسمي للشعب السوداني: (مراهق ولم نقصر في واجبنا تجاهه وما قام به ساتي غير مرضي)    بالصورة.. مدير أعمال الفنانة إيمان الشريف يرد على أخبار خلافه مع المطربة وإنفصاله عنها    وحدة السدود تعيد الدولة إلى سؤال التنمية المؤجَّل    تراجع أسعار الذهب عقب موجة ارتفاع قياسية    عثمان ميرغني يكتب: لماذا أثارت المبادرة السودانية الجدل؟    ياسر محجوب الحسين يكتب: الإعلام الأميركي وحماية الدعم السريع    محرز يسجل أسرع هدف في كأس أفريقيا    شاهد بالصور.. أسطورة ريال مدريد يتابع مباراة المنتخبين السوداني والجزائري.. تعرف على الأسباب!!    وزير الداخلية التركي يكشف تفاصيل اختفاء طائرة رئيس أركان الجيش الليبي    "سر صحي" في حبات التمر لا يظهر سريعا.. تعرف عليه    والي الخرطوم: عودة المؤسسات الاتحادية خطوة مهمة تعكس تحسن الأوضاع الأمنية والخدمية بالعاصمة    فيديو يثير الجدل في السودان    إسحق أحمد فضل الله يكتب: كسلا 2    ولاية الجزيرة تبحث تمليك الجمعيات التعاونية الزراعية طلمبات ري تعمل بنظام الطاقة الشمسية    شرطة ولاية نهر النيل تضبط كمية من المخدرات في عمليتين نوعيتين    الكابلي ووردي.. نفس الزول!!    حسين خوجلي يكتب: الكاميرا الجارحة    احذر من الاستحمام بالماء البارد.. فقد يرفع ضغط الدم لديك فجأة    استقالة مدير بنك شهير في السودان بعد أيام من تعيينه    كيف تكيف مستهلكو القهوة بالعالم مع موجة الغلاء؟    4 فواكه مجففة تقوي المناعة في الشتاء    اكتشاف هجوم احتيالي يخترق حسابك على "واتسآب" دون أن تشعر    رحيل الفنانة المصرية سمية الألفي عن 72 عاما    قبور مرعبة وخطيرة!    شاهد بالصورة.. "كنت بضاريهم من الناس خائفة عليهم من العين".. وزيرة القراية السودانية وحسناء الإعلام "تغريد الخواض" تفاجئ متابعيها ببناتها والجمهور: (أول مرة نعرف إنك كنتي متزوجة)    حملة مشتركة ببحري الكبرى تسفر عن توقيف (216) أجنبي وتسليمهم لإدارة مراقبة الأجانب    عزمي عبد الرازق يكتب: عودة لنظام (ACD).. محاولة اختراق السودان مستمرة!    ضبط أخطر تجار الحشيش وبحوزته كمية كبيرة من البنقو    البرهان يصل الرياض    ترامب يعلن: الجيش الأمريكي سيبدأ بشن غارات على الأراضي الفنزويلية    قوات الجمارك بكسلا تحبط تهريب (10) آلاف حبة كبتاجون    مسيّرتان انتحاريتان للميليشيا في الخرطوم والقبض على المتّهمين    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (حديث نفس...)    مياه الخرطوم تكشف تفاصيل بشأن محطة سوبا وتنويه للمواطنين    الصحة الاتحادية تُشدد الرقابة بمطار بورتسودان لمواجهة خطر ماربورغ القادم من إثيوبيا    مقترح برلماني بريطاني: توفير مسار آمن لدخول السودانيين إلى بريطانيا بسهولة    الشتاء واكتئاب حواء الموسمي    عثمان ميرغني يكتب: تصريحات ترامب المفاجئة ..    "كرتي والكلاب".. ومأساة شعب!    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اوباما في دارفور ... سماحة جمل الطين وأضان الحامل طرشة؟ ... بقلم: ثروت قاسم
نشر في سودانيل يوم 14 - 06 - 2009


[email protected]
مقدمة
اوباما يحاكي النجم الثاقب في توهجه وسطوعه.. بل هو شهب يضئ دياجير الظلام الحالك.. هو جيمس دين وكلارك جيبل والفس بريسلي ومحمد علي كلاي ومارتن لوثر كنج وابراهام لنكون , في خلطة لا شرقية ولا غربية ، يكاد نورها يضئ , ولو لم تمسسسه نار .
الحاجة كلتوم في معسكر الطينة في شرق تشاد تدعو الله سبحانه وتعالي أناء الليل واطراف النهار , ان يسخر لها اوباما لكي يرسل لها غنماية تشرب من لبنها ... وحفيدتها زغاوية تصلي لكي يرسل لها اوباما عريساً يخطفها علي ظهر حصان أبيض , من طين الطينة الي رحاب الاراضي الجديدة.
ولكن مشكلة أوباما انه في الخيال.. في قصص الف ليلة وليلة الأمريكانية .. هو الامام المنتظر الذي سوف يملأ الأرض عدلاً وسمناً وعسلاً , بعد ان ملأها بوش الأبن جوراً وظلماً وجوعاً وقتلاً ... كل ذلك في الخيال ولكن علي ارض الواقع هو مارد ضخم , ولكن تكبله الأقزام بخيوط ، كما في ملحمة ليليبوت , لا يستطيع معها حراكاً .
امريكا بلد ديمقراطي بامتياز . وذلك يعني رسوخ المؤسسات .. وذلك يعني الفصل الكامل بين السلطات . واستقلالية كل سلطة عن الأخري ... لا يستطيع أوباما وهو علي رأس السلطة التنفيذية ان يتغول علي صلاحيات السلطة التشريعية , التي تقرر الحرب وتجيز الميزانية وبنود الصرف , وتعتمد كبار موظفي السلطة التنفيذية. والسلطة العدلية تؤمن علي عدم خرق الدستور بواسطة السلطة التشريعية أو السلطة التنفيذية .. وهناك السلطة الرابعة المتجسدة في حرية الإعلام التي قذفت بالرئيس نكسون الي مزبلة التاريخ من علياء البيت الأبيض .
للأسف سوف تنتظر الحاجة كلتوم كثيراً , وسوف تنتظر البت زغاوية اكثر , قبل ان تصل الغنماية ويصل العريس الي الطينة.
الترتار والجديد
ساله احدهم : يا سيادة الرئيس اوباما لقد احطت نفسك برجال ونساء اقوياء .. كل واحد منهم وكل واحدة منهن يعتز وتعتز بارائها وقيمها وافكارها .. ولا يوجد ( اضينة ) يقول او تقول لك : نعم يا سيدي الرئيس .. فكيف تحكم وحولك هؤلاء الأقوياء؟
اجاب اوباما في هدوء : تذكر انني اضع السياسة العامة وعليهم التنفيذ
.. وتذكر اكثر ان الترتار يقف عندي , ولا يتجاوزني .
سأله اخر : دعوت يا سيادة الرئيس اثناء حملتك الإنتخابية للتغيير ولكن ما الجديد في إدارتك.. هيلري كلنتون كانت موجودة , وليست جديدة . كذلك جيتيس في البتاغون , وجيثنر في المالية , وحتي يوسف بايدن من الوجوه القديمة المستهلكة ..
اجاب اوباما وهو يبتسم : أنا الجديد يا صديقي!
رد الصحفي المشاكس قائلاً : اذا أفهم ان التغيير سوف يكون في الزجاجة , ولكن النبيذ سوف يبقي كما هو.. أنت الزجاجة الجديدة , وهم النبيذ القديم .. وللأسف لن استطيع شرب الزجاجة الجديدة.. التغيير في الزجاجة وليس في النبيذ .
تبسم اوباما ضاحكا من قوله وقال له: علي رسلك يا هذا .. انت أمام إنتاج لفيلم جديد , ولست باي حال أمام إخراج جديد لفيلم قديم .. تذكر ان الترتار يقف عندي وأنني انا الجديد.
تواضع اوباما ولم يقل للصحفي المشاكس : اليس لي حكم هذه البلاد ؟ وهذه الأنهار تجري من تحتي ! أفلا تعقلون؟ ام انتم قوم تجهلون؟
مراكز القوي الثلاثية
لا تزال السياسة الخارجية لادارة اوباما غير واضحة المعالم , سواء بالنسبة للسودان او دارفور او بقية العالم .. ولكن يمكن القول بوجود ثلاثة مراكز لإعداد القرارات وإتخاذها في شأن السياسة الخارجية , كما سوف نوجز ادناه..
المجموعة الأولي
المجموعة الأولي هي مجموعة البراغماتيين .. وتجد في هذه المجموعة جيمس جونز ، مستشار الرئيس لشؤون الامن القومي ، وسمانتا باوزر المستشارة في مجلس الامن القومي , والتي تعد حالياً سياسة إدارة اوباما في السودان للاربع سنوات المقبلة .. وتجد في هذه المجموعة وزير الدفاع روبرت غيتس المؤسس الفعلي لظاهرة الشيخ اسامه بن لادن لأستنزاف السوفيت في افغانستان .. هو الساحر الذي انقلب عليه سحره وبالاً .. كما تجد في هذه المجموعة ستيفن والت وجون ميرسهايمر ، مؤلفا الكتاب الشهير ( اللوبي الإسرائيلي والسياسة الخارجية الامريكية) الذي يتهم اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة بانه يغلب المصالح الإسرائيلية في السياسة الخارجية الامريكية، ويثبت حقيقة الدور الحصري للوبي الصهيوني في مجال اتخاذ القرار الكارثي بشأن غزو العراق.. وعراب هذه المجموعة وشيخها هو هنري كيسنجر الذي يؤمن بفصل السياسة عن الأخلاق , وبان الغاية تبرر الوسيلة , وباستعمال اللغة الناعمة المعسولة , واخفاء العصا الغليظة خلف الظهر .
هذه المجموعة تراهن علي حصان الرئيس البشير في السودان .. هذه المجموعة ترفض القبض علي الرئيس البشير وترفض قرصنة طائرة الرئيس البشير , وتعمل لإعادة إنتخاب الرئيس البشير العام القادم , والضغط علي الخال سلفاكير للإنسحاب من إنتخابات الرئاسة , والتي سوف تعمل علي تأجيلها .. هذه المجموعة هي التي اختارت الجنرال غرايشن ليكون مبعوثاً رئاسياً خاصاً للسودان .. وسوف تعمل هذه المجموعة علي وقف كامل لإطلاق النار في دارفور ، وعلي رجوع المنظمات الطوعية الاربعة الأمريكية المطرودة للعمل في دارفور , وعلي إعلاء راية الاستقرار في دارفور وخفض راية العدالة ، علي الأقل حتي العام 2011م وانفصال جنوب السودان عن شماله.
طبعاً هذه المجموعة ترفض شطب أو تجميد أمر قبض الرئيس البشير , وتكنكش في الرئيس البشير وأمر القبض يتدلي فوق رأسه .
هذه المجموعة هي الأقوي , والأشد نفوذاً علي الرئيس اوباما والمثال ادناه يؤكد لك ذلك.
جامعة القاهرة
اختار اوباما جاكرتا لكي يوجه منها خطابه للعالم الإسلامي ، لانه يعرفها وعاش فيها عدة سنوات في طفولته ولديه خبرة بها .. كما انها كبري البلاد الإسلامية من حيث عدد السكان .. ولكن المجموعة لم تقبل باختيار اوباما واقنعته بان اندونيسيا بعيدة جداً عن قلب العالم الإسلامي جغرافياً وتاريخياً ، واستقر راي المجموعة علي الرياض ، لأن السعودية هي موطن الحرمين الشريفين ، ومنبع الإسلام ومهده الأول .. ولكن السعودية اعتذرت عن استضافة الخطاب , وقال الملك عبد الله الاول انه لا يريد ان يجلب عليه سخط العرب والمسلمين وحسدهم , وانه يفضل ان يكون في الكواليس , ولا يريد خطابات ومؤتمرات عنده .. واستقر رأي المجموعة علي تركيا , لانها بلد اخر خلافة اسلامية واخر خليفة للمسلمين ، وهي بلد اسلامي اوروبي.. وفعلاً ذهب اوباما الي انقرة والقي خطابه من داخل البرلمان التركي .. ولم يحدث الخطاب الأثر المطلوب . وقررت المجموعة تكرار الخطاب من السعودية . ولكن كرر الملك عبد الله رفضه فكان ان اختارت المجموعة القاهرة ، رغم تحفظات اوباما علي القاهرة واعتراضه عليها .
وهذا ما يفسر عدم حضور الرئيس مبارك لمقابلة اوباما في المطار , وعدم حضوره للخطاب في جامعة القاهرة , وعدم مقابلته لاوباما اسفل السلم في قصر القبة بل فوق السلم , ومكوث اوباما مع الرئيس مبارك لمدة لم تتجاوز العشرين دقيقة , انطلق بعدها للسياحة في القاهرة .
هذه القصة نوردها لكي نبرهن علي قوة هذه المجموعة وفعاليتها وتأثيرها علي قرارات اوباما , رغم ان الترتار يقف عنده.
المجموعة الثانية
هذه المجموعة تدعو لحماية القيم اللبيرالية والمثل العليا الامريكية واحترام حقوق الانسان في جميع انحاء العالم .
هذه المجموعة كانت وراء قرار اوباما بوقف التعذيب في سجون امريكا السرية في مصر والمغرب وبقفل هذه السجون , وكذلك قفل سجن غوانتانامو . كما كانت هذه المجموعة وراء قرار اوباما مطالبة اسرائيل والهند وباكستان بالتوقيع علي معاهدة الحد من انتشار الاسلحة النووية .... مع العلم بان توقيع المعاهدة لا يمنع الدول الموقعة عليها من الإحتفاظ باسلحتها وتطويرها ايضاً ... هي معاهدة لمنع انتشار هذه الأسلحة وليس لنزعها من مالكيها .. ورغم ذلك فقد قابلت اسرائيل هذا القرار باستخفاف عبر عنه وزير خارجيتها ليبرمان الذي قال : الأدارة الامريكية سوف تتبني أي سياسة تمليها عليها اسرائيل . ولم يقل السيد ليبرمان هذا الكلام من فراغ , بل استند في تصريحه علي تاريخ العلاقة بين البلدين .
هذه المجموعة تضم ممثلي التيار السياسي التقليدي الغالب في الولايات المتحدة من امثال السيناتور جون كيري .. ويري هؤلاء ضمان الموقع الريادي للولايات المتحدة.
وتدعو هذه المجموعة للتركيز علي عمليات الأغاثة في دارفور , ورجوع المنظمات الامريكية المطرودة لمزاولة اعمالها في دارفور , كما تدعو الي حظر الطيران فوق دارفور , ووقف اطلاق النار , وتدعم مبادرة الدوحة , كما تدعو الي اشراك مصر في حلحلة مشكلة دارفور , ورفع اسم السودان من لائحة الدول الداعمة للإرهاب , ورفع المقاطعة الإقتصادية عن السودان , بشرط ان يتعاون السودان في تنفيذ اتفاقية السلام الشامل بين الجنوب والشمال .
تأثير هذه المجموعة علي الرئيس اوباما اقل بكثير من تأثير المجموعة الأولي .
المجموعة الثالثة
المجموعة الثالثة هي مجموعة الموالين لإسرائيل ويرأسها بصورة غير رسمية كبير موظفي البيت الأبيض وصديق اوباما الحميم رامبو , وايضاً وزيرة الخارجية الامريكية هيلري كلنتون .. تفكير هؤلاء يكمن في تمرير الاجندات الإسرائيلية علي طول الخط , وتشجيع توحيد الصهاينة اليهود والصهاينة البروتستانت , والاستمرار في التأثير علي النخبة الامريكية والمجتمع الامريكي .. ومن حسن حظ نظام الانقاذ ، ان هذه المجموعة تركز حالياً , وحصرياً , علي ايران ، خصوصأ بعد اعادة انتخاب الرئيس نجاد الكاسح . وليس عندها وقت لنظام الانقاذ ودارفور . ولكن هذه المجموعة عابت علي اوباما انه مر علي دارفور مرور الكرام , وذكر دارفور في جملة واحدة فقط لاغير , وفي سياق تاريخي , وكأن مشكلة دارفور قد انتهت واصبحت في زمة التاريخ،،، اذ قال اوباما في خطابه في جامعة القاهرة : إن البوسنة ودارفور وصمة في جبين الضمير الانساني .
وعندما بدأ اللوبي الصهيوني في واشنطون في النباح ، قام اوباما وفي مؤتمره الصحفي في المانيا , بعد يومين من خطبة القاهرة , ولاول مرة منذ تسلمه الرئاسة , بوصم محنة دارفور بالابادة الجماعية التي يجب وقفها وفوراً .
وتضم هذه المجموعة : مجموعة انقذوا دارفور , ومجموعة كفاية وكثير من اعضاء الكونغرس الفاعلين.
انجلينا جولي
احتفلت الممثلة الامريكية الحسناء انجلينا جولي بعيد ميلادها ال34 هذا الشهر . كما احتفلت بانها جاءت الاولي في لائحة مجلة فوربس السنوية التي تحتوي علي المائة شخصية الاكثر شهرة ونفوذا في العالم . ومرجعية هذه اللائحة السنوية تعتمد علي عوامل كثيرة : اهمها الدخل السنوي والشهرة .. واذا كنت , يا هذا , لم تسمع عن انجلينا جولي من قبل , فلا تلومن الا نفسك ، اذ جاء ترتيب اوباما في هذه اللائحة نمرة 44 . وكانت اوبرا وينفري نمرة 2 , رغم ان دخلها السنوي لعام 2008م قد تجاوز حاجز ال 275 مليون دولار.
وانجلينا جولي قد زارت معسكرات اللجؤ والنازحين الدارفوريين في الطينة في شرق تشاد اكثر من مرة , وتبرعت بكثير من المال لإغاثتهم .. وقد كتبت مقالاً قوياً هذا الشهر في مجلة تايمز , طالبت فيه بالقبض علي الرئيس البشير ومحاكمته امام محكمة الجنايات الدولية في لاهاي ( راجع مجلة تايمز عدد الجمعة 5 يونيو 2009م) .
هل تذكرك انجلينا جولي بالممثلة الامريكية الاخري ميا فارو التي اضربت عن الطعام لمدة 12 يوماً بدءاً من 27 ابريل الماضي للتوعية بمأساة دارفور الانسانية ... ولم تفهم حاجة كلتوم في مخيم الطينة شرق تشاد حماسة ميا فارو , وكيف يمكن لزولة عندها طعام الا تاكل.... ان هذا لأمر عجيب كما تقول حاجة كلتوم؟
أضان الحامل طرشة
في يوم الجمعة الموافق 5 يونيو قدم اوكامبو تقريره النصف سنوي لمجلس الامن الدولي . والتقرير الأول بعد اعلان أمر قبض الرئيس البشير في 4 مارس الماضي .. وطلب اوكامبو في تقريره من مجلس الامن وحكومة الخرطوم العمل علي قبض الرئيس البشير واحضاره للمحاكمة امام محكمة الجنايات الدولية في لاهاي.
ولكن السفيرة الامريكية وممثلة الولايات المتحدة في مجلس الامن عملت اضان الحامل طرشة , وان كانت قد نبحت نباحاً خافتاً بدون أي خربشة .. وطبعاً تبعها بقية اعضاء مجلس الامن الذي اخذ علماً بتقرير اوكامبو , ولم يتخذ أي قرار بخصوصه.
تصرف ادارة اوباما السالب , ربما القي بظلاله علي مستقبل المحكمة , وعلي مستقبل اوكامبو الذي اصبح منبوذاً في اروقة مجلس الامن ، خصوصاً من جانب السكرتير العام للامم المتحدة بان كي مون الذي لا يبادله التحية . كما اتهم السيناتور كيري اوكامبو بانه صعد مشكلة دارفور ( وبوظ ) أي محاولة لحلها سلمياً وخارج المحاكم .
سياسة ادارة اوباما الجديدة في السودان قلبت السحر علي الساحر اوكامبو , الذي يتوقع له المراقبون ان يختفي من الساحة في القريب العاجل , بعد ان قلبت له ادارة اوباما وكذلك بريطانيا ظهر المجن .
ولكن ذلك لا يعني , يا هذا , تجميد او شطب أمر قبض الرئيس البشير .. فائدة الرئيس البشير لادارة اوباما مربوطة بأمر القبض المعلق فوق رأس الرئيس البشير ! سيك سيك معلق فيك كلعنة سيزيف في الاسطورة الاغريقية الشهيرة . لن يختفي أمر القبض هذا الإ بمثول الرئيس البشير امام المحكمة . ولكن ادارة اوباما سوف تحمي الرئيس البشير , وتسهل سفرياته خارج السودان . فهو الحصان الذي تراهن عليه في سودان ما بعد 4 مارس .
والله يكضب الشينة .
الجامعة العربية
استقوت حكومة الخرطوم بموقف ادارة اوباما السلبي في مجلس الامن يوم الجمعة 5 يونيو . فصرحت يوم الاثنين الموافق 8 يونيو بانها رفضت اقتراحاً من الجامعة العربية بتعديل قانون الجنايات السوداني , باضافة بعض بنود محكمة الجنايات الدولية عليه ، فيما يختص بالجرائم ضد الانسانية , وجرائم الحرب , والإبادة الجماعية . وكان هدف الجامعة العربية ان تسحب البساط من تحت اقدام محكمة الجنايات الدولية ، وتبطل العلة التي تتذرع بها لتبرير محاكمة الرئيس البشير امام المحكمة في لاهاي .. وعللت حكومة الخرطوم رفضها لان اقتراح الجامعة العربية يحتوي علي فكرة الامام الصادق المهدي الداعية الي تكوين محاكم هجين عربية / افريقية /سودانية مما لا توافق عليه حكومة الخرطوم . ( كيتن في الامام ) وتصر حكومة الانقاذ علي ولاية المحاكم السودانية حصرياً علي محاكمة كل المتهمين السودانيين في جرائم دارفور .
تعيش وتشوف اخر الزمن ......حكومة الخرطوم تستقوي بامريكا علي الجامعة العربية ... عجبي!؟
الإتحاد الأفريقي
كما قام رئيس محكمة الجنايات الدولية السيد سونج ( كوريا الجنوبية ) بجولة في عدة دول افريقية لحشد الدعم للمحكمة واستمرار الضغط علي الرئيس البشير.
ولكن موقف ادارة اوباما المذكور اعلاه بخصوص دعم الرئيس البشير وأمر القبض فوق رأسه , سوف يحيل محكمة الجنايات الدولية الي بطة عرجاء , ويحيل اوكامبو الي مهرج بدون أي مصداقية , حتي يتواري عن المسرح في لعبة الامم الجديدة .
خاتمة
المستر روجر ونتر الدبلوماسي الامريكي السابق في ادارة بوش والذي كان من المسؤولين عن ملف السودان , يعمل حالياً مستشاراً للخال سلفاكير , ويقيم بصفة دائمة في جوبا .. وهو من المتحمسين لفصل الجنوب عن الشمال , وتسمع له ادارة اوباما خصوصا فيما يخص دولة جنوب السودان الجديدة .
وكان المستر روجر ونتر وراء الاجتماع الذي تعقده ادارة اوباما في واشنطون هذا الشهر بين حكومة الخرطوم وحكومة الجنوب لمناقشة تنفيذ اتفاقية السلام الشامل .
في يوم الثلاثاء 26 مايو الماضي كتب روجر ونتر مقالاً نارياً يهاجم فيه ادارة اوباما , متهماً أياها انها تبيع جنوب السودان ودارفور في سوق نخاسة نظام الانقاذ في الخرطوم .
نباح روجر ونتر الامريكي من مقر اقامته في جوبا , يؤكد لك بما لايدع مجالاً للشك , التغيير الحقيقي في سياسة ادارة اوباما تجاه نظام الانقاذ في الخرطوم , وان اوباما جاد كل الجدية في الوصول الي اتفاق سلمي , علي اساس المصالح المشتركة والمنافع المتبادلة والاحترام المتبادل , بين ادارته ونظام الانقاذ في الخرطوم .
هل تتذكر نظرية شرلوك هولمز الشهيرة بالنظر الي ردة فعل الكلاب لمعرفة حقيقة الأمر .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.