والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    "منطقة حرة ورخصة ذهبية" في رأس الحكمة.. في صالح الإمارات أم مصر؟    بايدن يعين"ليز جراندي" مبعوثة للشؤون الإنسانية في الشرق الأوسط    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    مصادر: البرهان قد يزور مصر قريباً    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    برشلونة: تشافي سيواصل تدريب الفريق بعد تراجعه عن قرار الرحيل    إيفرتون يصعق ليفربول بثنائية    إقصاء الزعيم!    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    حدثت في فيلم كوميدي عام 2004، بايدن كتبوا له "وقفة" ليصمت فقرأها ضمن خطابه – فيديو    تشكيل وزاري جديد في السودان ومشاورات لاختيار رئيس وزراء مدني    الحلم الذي لم يكتمل مع الزعيم؟!    الجيش يقصف مواقع الدعم في جبرة واللاجئين تدعو إلى وضع حد فوري لأعمال العنف العبثية    أحلام تدعو بالشفاء العاجل لخادم الحرمين الشريفين    السيسي: قصة كفاح المصريين من أجل سيناء ملحمة بطولة وفداء وتضحية    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    السودان..رصد 3″ طائرات درون" في مروي    دبابيس ودالشريف    البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك    في أول تقسيمة رئيسية للمريخ..الأصفر يكسب الأحمر برعاية وتألق لافت لنجوم الشباب    كواسي إبياه سيعيد لكرتنا السودانيةهيبتها المفقودة،،    فيديو.. مشاهد ملتقطة "بطائرة درون" توضح آثار الدمار والخراب بمنطقة أم درمان القديمة    وزير الخارجية المكلف يتسلم اوراق اعتماد سفير اوكرانيا لدى السودان    خادم الحرمين الشريفين يدخل المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يترك عمله في عمان ويعود للسودان ليقاتل مع الجيش في معركة الكرامة.. وثق رحلته من مسقط حتى عطبرة ليصل أم درمان ويحمل السلاح ويطمئن المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. "دعامي" يظهر في أحضان حسناء عربية ويطالبها بالدعاء بأن ينصر الله "الجاهزية" على "الجيش" وساخرون: (دي بتكمل قروشك يا مسكين)    شاهد بالصورة والفيديو.. إعلامية مصرية حسناء تشارك في حفل سوداني بالقاهرة وتردد مع الفنانة إيلاف عبد العزيز أغنيتها الترند "مقادير" بصوت عذب وجميل    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    العين إلى نهائي دوري أبطال آسيا على حساب الهلال السعودي    عن ظاهرة الترامبية    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    إيقاف حارس مرمى إيراني بسبب واقعة "الحضن"    «الفضول» يُسقط «متعاطين» في فخ المخدرات عبر «رسائل مجهولة»    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    نصيب (البنات).!    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اوباما في دارفور ... سماحة جمل الطين وأضان الحامل طرشة؟ ... بقلم: ثروت قاسم
نشر في سودانيل يوم 14 - 06 - 2009


[email protected]
مقدمة
اوباما يحاكي النجم الثاقب في توهجه وسطوعه.. بل هو شهب يضئ دياجير الظلام الحالك.. هو جيمس دين وكلارك جيبل والفس بريسلي ومحمد علي كلاي ومارتن لوثر كنج وابراهام لنكون , في خلطة لا شرقية ولا غربية ، يكاد نورها يضئ , ولو لم تمسسسه نار .
الحاجة كلتوم في معسكر الطينة في شرق تشاد تدعو الله سبحانه وتعالي أناء الليل واطراف النهار , ان يسخر لها اوباما لكي يرسل لها غنماية تشرب من لبنها ... وحفيدتها زغاوية تصلي لكي يرسل لها اوباما عريساً يخطفها علي ظهر حصان أبيض , من طين الطينة الي رحاب الاراضي الجديدة.
ولكن مشكلة أوباما انه في الخيال.. في قصص الف ليلة وليلة الأمريكانية .. هو الامام المنتظر الذي سوف يملأ الأرض عدلاً وسمناً وعسلاً , بعد ان ملأها بوش الأبن جوراً وظلماً وجوعاً وقتلاً ... كل ذلك في الخيال ولكن علي ارض الواقع هو مارد ضخم , ولكن تكبله الأقزام بخيوط ، كما في ملحمة ليليبوت , لا يستطيع معها حراكاً .
امريكا بلد ديمقراطي بامتياز . وذلك يعني رسوخ المؤسسات .. وذلك يعني الفصل الكامل بين السلطات . واستقلالية كل سلطة عن الأخري ... لا يستطيع أوباما وهو علي رأس السلطة التنفيذية ان يتغول علي صلاحيات السلطة التشريعية , التي تقرر الحرب وتجيز الميزانية وبنود الصرف , وتعتمد كبار موظفي السلطة التنفيذية. والسلطة العدلية تؤمن علي عدم خرق الدستور بواسطة السلطة التشريعية أو السلطة التنفيذية .. وهناك السلطة الرابعة المتجسدة في حرية الإعلام التي قذفت بالرئيس نكسون الي مزبلة التاريخ من علياء البيت الأبيض .
للأسف سوف تنتظر الحاجة كلتوم كثيراً , وسوف تنتظر البت زغاوية اكثر , قبل ان تصل الغنماية ويصل العريس الي الطينة.
الترتار والجديد
ساله احدهم : يا سيادة الرئيس اوباما لقد احطت نفسك برجال ونساء اقوياء .. كل واحد منهم وكل واحدة منهن يعتز وتعتز بارائها وقيمها وافكارها .. ولا يوجد ( اضينة ) يقول او تقول لك : نعم يا سيدي الرئيس .. فكيف تحكم وحولك هؤلاء الأقوياء؟
اجاب اوباما في هدوء : تذكر انني اضع السياسة العامة وعليهم التنفيذ
.. وتذكر اكثر ان الترتار يقف عندي , ولا يتجاوزني .
سأله اخر : دعوت يا سيادة الرئيس اثناء حملتك الإنتخابية للتغيير ولكن ما الجديد في إدارتك.. هيلري كلنتون كانت موجودة , وليست جديدة . كذلك جيتيس في البتاغون , وجيثنر في المالية , وحتي يوسف بايدن من الوجوه القديمة المستهلكة ..
اجاب اوباما وهو يبتسم : أنا الجديد يا صديقي!
رد الصحفي المشاكس قائلاً : اذا أفهم ان التغيير سوف يكون في الزجاجة , ولكن النبيذ سوف يبقي كما هو.. أنت الزجاجة الجديدة , وهم النبيذ القديم .. وللأسف لن استطيع شرب الزجاجة الجديدة.. التغيير في الزجاجة وليس في النبيذ .
تبسم اوباما ضاحكا من قوله وقال له: علي رسلك يا هذا .. انت أمام إنتاج لفيلم جديد , ولست باي حال أمام إخراج جديد لفيلم قديم .. تذكر ان الترتار يقف عندي وأنني انا الجديد.
تواضع اوباما ولم يقل للصحفي المشاكس : اليس لي حكم هذه البلاد ؟ وهذه الأنهار تجري من تحتي ! أفلا تعقلون؟ ام انتم قوم تجهلون؟
مراكز القوي الثلاثية
لا تزال السياسة الخارجية لادارة اوباما غير واضحة المعالم , سواء بالنسبة للسودان او دارفور او بقية العالم .. ولكن يمكن القول بوجود ثلاثة مراكز لإعداد القرارات وإتخاذها في شأن السياسة الخارجية , كما سوف نوجز ادناه..
المجموعة الأولي
المجموعة الأولي هي مجموعة البراغماتيين .. وتجد في هذه المجموعة جيمس جونز ، مستشار الرئيس لشؤون الامن القومي ، وسمانتا باوزر المستشارة في مجلس الامن القومي , والتي تعد حالياً سياسة إدارة اوباما في السودان للاربع سنوات المقبلة .. وتجد في هذه المجموعة وزير الدفاع روبرت غيتس المؤسس الفعلي لظاهرة الشيخ اسامه بن لادن لأستنزاف السوفيت في افغانستان .. هو الساحر الذي انقلب عليه سحره وبالاً .. كما تجد في هذه المجموعة ستيفن والت وجون ميرسهايمر ، مؤلفا الكتاب الشهير ( اللوبي الإسرائيلي والسياسة الخارجية الامريكية) الذي يتهم اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة بانه يغلب المصالح الإسرائيلية في السياسة الخارجية الامريكية، ويثبت حقيقة الدور الحصري للوبي الصهيوني في مجال اتخاذ القرار الكارثي بشأن غزو العراق.. وعراب هذه المجموعة وشيخها هو هنري كيسنجر الذي يؤمن بفصل السياسة عن الأخلاق , وبان الغاية تبرر الوسيلة , وباستعمال اللغة الناعمة المعسولة , واخفاء العصا الغليظة خلف الظهر .
هذه المجموعة تراهن علي حصان الرئيس البشير في السودان .. هذه المجموعة ترفض القبض علي الرئيس البشير وترفض قرصنة طائرة الرئيس البشير , وتعمل لإعادة إنتخاب الرئيس البشير العام القادم , والضغط علي الخال سلفاكير للإنسحاب من إنتخابات الرئاسة , والتي سوف تعمل علي تأجيلها .. هذه المجموعة هي التي اختارت الجنرال غرايشن ليكون مبعوثاً رئاسياً خاصاً للسودان .. وسوف تعمل هذه المجموعة علي وقف كامل لإطلاق النار في دارفور ، وعلي رجوع المنظمات الطوعية الاربعة الأمريكية المطرودة للعمل في دارفور , وعلي إعلاء راية الاستقرار في دارفور وخفض راية العدالة ، علي الأقل حتي العام 2011م وانفصال جنوب السودان عن شماله.
طبعاً هذه المجموعة ترفض شطب أو تجميد أمر قبض الرئيس البشير , وتكنكش في الرئيس البشير وأمر القبض يتدلي فوق رأسه .
هذه المجموعة هي الأقوي , والأشد نفوذاً علي الرئيس اوباما والمثال ادناه يؤكد لك ذلك.
جامعة القاهرة
اختار اوباما جاكرتا لكي يوجه منها خطابه للعالم الإسلامي ، لانه يعرفها وعاش فيها عدة سنوات في طفولته ولديه خبرة بها .. كما انها كبري البلاد الإسلامية من حيث عدد السكان .. ولكن المجموعة لم تقبل باختيار اوباما واقنعته بان اندونيسيا بعيدة جداً عن قلب العالم الإسلامي جغرافياً وتاريخياً ، واستقر راي المجموعة علي الرياض ، لأن السعودية هي موطن الحرمين الشريفين ، ومنبع الإسلام ومهده الأول .. ولكن السعودية اعتذرت عن استضافة الخطاب , وقال الملك عبد الله الاول انه لا يريد ان يجلب عليه سخط العرب والمسلمين وحسدهم , وانه يفضل ان يكون في الكواليس , ولا يريد خطابات ومؤتمرات عنده .. واستقر رأي المجموعة علي تركيا , لانها بلد اخر خلافة اسلامية واخر خليفة للمسلمين ، وهي بلد اسلامي اوروبي.. وفعلاً ذهب اوباما الي انقرة والقي خطابه من داخل البرلمان التركي .. ولم يحدث الخطاب الأثر المطلوب . وقررت المجموعة تكرار الخطاب من السعودية . ولكن كرر الملك عبد الله رفضه فكان ان اختارت المجموعة القاهرة ، رغم تحفظات اوباما علي القاهرة واعتراضه عليها .
وهذا ما يفسر عدم حضور الرئيس مبارك لمقابلة اوباما في المطار , وعدم حضوره للخطاب في جامعة القاهرة , وعدم مقابلته لاوباما اسفل السلم في قصر القبة بل فوق السلم , ومكوث اوباما مع الرئيس مبارك لمدة لم تتجاوز العشرين دقيقة , انطلق بعدها للسياحة في القاهرة .
هذه القصة نوردها لكي نبرهن علي قوة هذه المجموعة وفعاليتها وتأثيرها علي قرارات اوباما , رغم ان الترتار يقف عنده.
المجموعة الثانية
هذه المجموعة تدعو لحماية القيم اللبيرالية والمثل العليا الامريكية واحترام حقوق الانسان في جميع انحاء العالم .
هذه المجموعة كانت وراء قرار اوباما بوقف التعذيب في سجون امريكا السرية في مصر والمغرب وبقفل هذه السجون , وكذلك قفل سجن غوانتانامو . كما كانت هذه المجموعة وراء قرار اوباما مطالبة اسرائيل والهند وباكستان بالتوقيع علي معاهدة الحد من انتشار الاسلحة النووية .... مع العلم بان توقيع المعاهدة لا يمنع الدول الموقعة عليها من الإحتفاظ باسلحتها وتطويرها ايضاً ... هي معاهدة لمنع انتشار هذه الأسلحة وليس لنزعها من مالكيها .. ورغم ذلك فقد قابلت اسرائيل هذا القرار باستخفاف عبر عنه وزير خارجيتها ليبرمان الذي قال : الأدارة الامريكية سوف تتبني أي سياسة تمليها عليها اسرائيل . ولم يقل السيد ليبرمان هذا الكلام من فراغ , بل استند في تصريحه علي تاريخ العلاقة بين البلدين .
هذه المجموعة تضم ممثلي التيار السياسي التقليدي الغالب في الولايات المتحدة من امثال السيناتور جون كيري .. ويري هؤلاء ضمان الموقع الريادي للولايات المتحدة.
وتدعو هذه المجموعة للتركيز علي عمليات الأغاثة في دارفور , ورجوع المنظمات الامريكية المطرودة لمزاولة اعمالها في دارفور , كما تدعو الي حظر الطيران فوق دارفور , ووقف اطلاق النار , وتدعم مبادرة الدوحة , كما تدعو الي اشراك مصر في حلحلة مشكلة دارفور , ورفع اسم السودان من لائحة الدول الداعمة للإرهاب , ورفع المقاطعة الإقتصادية عن السودان , بشرط ان يتعاون السودان في تنفيذ اتفاقية السلام الشامل بين الجنوب والشمال .
تأثير هذه المجموعة علي الرئيس اوباما اقل بكثير من تأثير المجموعة الأولي .
المجموعة الثالثة
المجموعة الثالثة هي مجموعة الموالين لإسرائيل ويرأسها بصورة غير رسمية كبير موظفي البيت الأبيض وصديق اوباما الحميم رامبو , وايضاً وزيرة الخارجية الامريكية هيلري كلنتون .. تفكير هؤلاء يكمن في تمرير الاجندات الإسرائيلية علي طول الخط , وتشجيع توحيد الصهاينة اليهود والصهاينة البروتستانت , والاستمرار في التأثير علي النخبة الامريكية والمجتمع الامريكي .. ومن حسن حظ نظام الانقاذ ، ان هذه المجموعة تركز حالياً , وحصرياً , علي ايران ، خصوصأ بعد اعادة انتخاب الرئيس نجاد الكاسح . وليس عندها وقت لنظام الانقاذ ودارفور . ولكن هذه المجموعة عابت علي اوباما انه مر علي دارفور مرور الكرام , وذكر دارفور في جملة واحدة فقط لاغير , وفي سياق تاريخي , وكأن مشكلة دارفور قد انتهت واصبحت في زمة التاريخ،،، اذ قال اوباما في خطابه في جامعة القاهرة : إن البوسنة ودارفور وصمة في جبين الضمير الانساني .
وعندما بدأ اللوبي الصهيوني في واشنطون في النباح ، قام اوباما وفي مؤتمره الصحفي في المانيا , بعد يومين من خطبة القاهرة , ولاول مرة منذ تسلمه الرئاسة , بوصم محنة دارفور بالابادة الجماعية التي يجب وقفها وفوراً .
وتضم هذه المجموعة : مجموعة انقذوا دارفور , ومجموعة كفاية وكثير من اعضاء الكونغرس الفاعلين.
انجلينا جولي
احتفلت الممثلة الامريكية الحسناء انجلينا جولي بعيد ميلادها ال34 هذا الشهر . كما احتفلت بانها جاءت الاولي في لائحة مجلة فوربس السنوية التي تحتوي علي المائة شخصية الاكثر شهرة ونفوذا في العالم . ومرجعية هذه اللائحة السنوية تعتمد علي عوامل كثيرة : اهمها الدخل السنوي والشهرة .. واذا كنت , يا هذا , لم تسمع عن انجلينا جولي من قبل , فلا تلومن الا نفسك ، اذ جاء ترتيب اوباما في هذه اللائحة نمرة 44 . وكانت اوبرا وينفري نمرة 2 , رغم ان دخلها السنوي لعام 2008م قد تجاوز حاجز ال 275 مليون دولار.
وانجلينا جولي قد زارت معسكرات اللجؤ والنازحين الدارفوريين في الطينة في شرق تشاد اكثر من مرة , وتبرعت بكثير من المال لإغاثتهم .. وقد كتبت مقالاً قوياً هذا الشهر في مجلة تايمز , طالبت فيه بالقبض علي الرئيس البشير ومحاكمته امام محكمة الجنايات الدولية في لاهاي ( راجع مجلة تايمز عدد الجمعة 5 يونيو 2009م) .
هل تذكرك انجلينا جولي بالممثلة الامريكية الاخري ميا فارو التي اضربت عن الطعام لمدة 12 يوماً بدءاً من 27 ابريل الماضي للتوعية بمأساة دارفور الانسانية ... ولم تفهم حاجة كلتوم في مخيم الطينة شرق تشاد حماسة ميا فارو , وكيف يمكن لزولة عندها طعام الا تاكل.... ان هذا لأمر عجيب كما تقول حاجة كلتوم؟
أضان الحامل طرشة
في يوم الجمعة الموافق 5 يونيو قدم اوكامبو تقريره النصف سنوي لمجلس الامن الدولي . والتقرير الأول بعد اعلان أمر قبض الرئيس البشير في 4 مارس الماضي .. وطلب اوكامبو في تقريره من مجلس الامن وحكومة الخرطوم العمل علي قبض الرئيس البشير واحضاره للمحاكمة امام محكمة الجنايات الدولية في لاهاي.
ولكن السفيرة الامريكية وممثلة الولايات المتحدة في مجلس الامن عملت اضان الحامل طرشة , وان كانت قد نبحت نباحاً خافتاً بدون أي خربشة .. وطبعاً تبعها بقية اعضاء مجلس الامن الذي اخذ علماً بتقرير اوكامبو , ولم يتخذ أي قرار بخصوصه.
تصرف ادارة اوباما السالب , ربما القي بظلاله علي مستقبل المحكمة , وعلي مستقبل اوكامبو الذي اصبح منبوذاً في اروقة مجلس الامن ، خصوصاً من جانب السكرتير العام للامم المتحدة بان كي مون الذي لا يبادله التحية . كما اتهم السيناتور كيري اوكامبو بانه صعد مشكلة دارفور ( وبوظ ) أي محاولة لحلها سلمياً وخارج المحاكم .
سياسة ادارة اوباما الجديدة في السودان قلبت السحر علي الساحر اوكامبو , الذي يتوقع له المراقبون ان يختفي من الساحة في القريب العاجل , بعد ان قلبت له ادارة اوباما وكذلك بريطانيا ظهر المجن .
ولكن ذلك لا يعني , يا هذا , تجميد او شطب أمر قبض الرئيس البشير .. فائدة الرئيس البشير لادارة اوباما مربوطة بأمر القبض المعلق فوق رأس الرئيس البشير ! سيك سيك معلق فيك كلعنة سيزيف في الاسطورة الاغريقية الشهيرة . لن يختفي أمر القبض هذا الإ بمثول الرئيس البشير امام المحكمة . ولكن ادارة اوباما سوف تحمي الرئيس البشير , وتسهل سفرياته خارج السودان . فهو الحصان الذي تراهن عليه في سودان ما بعد 4 مارس .
والله يكضب الشينة .
الجامعة العربية
استقوت حكومة الخرطوم بموقف ادارة اوباما السلبي في مجلس الامن يوم الجمعة 5 يونيو . فصرحت يوم الاثنين الموافق 8 يونيو بانها رفضت اقتراحاً من الجامعة العربية بتعديل قانون الجنايات السوداني , باضافة بعض بنود محكمة الجنايات الدولية عليه ، فيما يختص بالجرائم ضد الانسانية , وجرائم الحرب , والإبادة الجماعية . وكان هدف الجامعة العربية ان تسحب البساط من تحت اقدام محكمة الجنايات الدولية ، وتبطل العلة التي تتذرع بها لتبرير محاكمة الرئيس البشير امام المحكمة في لاهاي .. وعللت حكومة الخرطوم رفضها لان اقتراح الجامعة العربية يحتوي علي فكرة الامام الصادق المهدي الداعية الي تكوين محاكم هجين عربية / افريقية /سودانية مما لا توافق عليه حكومة الخرطوم . ( كيتن في الامام ) وتصر حكومة الانقاذ علي ولاية المحاكم السودانية حصرياً علي محاكمة كل المتهمين السودانيين في جرائم دارفور .
تعيش وتشوف اخر الزمن ......حكومة الخرطوم تستقوي بامريكا علي الجامعة العربية ... عجبي!؟
الإتحاد الأفريقي
كما قام رئيس محكمة الجنايات الدولية السيد سونج ( كوريا الجنوبية ) بجولة في عدة دول افريقية لحشد الدعم للمحكمة واستمرار الضغط علي الرئيس البشير.
ولكن موقف ادارة اوباما المذكور اعلاه بخصوص دعم الرئيس البشير وأمر القبض فوق رأسه , سوف يحيل محكمة الجنايات الدولية الي بطة عرجاء , ويحيل اوكامبو الي مهرج بدون أي مصداقية , حتي يتواري عن المسرح في لعبة الامم الجديدة .
خاتمة
المستر روجر ونتر الدبلوماسي الامريكي السابق في ادارة بوش والذي كان من المسؤولين عن ملف السودان , يعمل حالياً مستشاراً للخال سلفاكير , ويقيم بصفة دائمة في جوبا .. وهو من المتحمسين لفصل الجنوب عن الشمال , وتسمع له ادارة اوباما خصوصا فيما يخص دولة جنوب السودان الجديدة .
وكان المستر روجر ونتر وراء الاجتماع الذي تعقده ادارة اوباما في واشنطون هذا الشهر بين حكومة الخرطوم وحكومة الجنوب لمناقشة تنفيذ اتفاقية السلام الشامل .
في يوم الثلاثاء 26 مايو الماضي كتب روجر ونتر مقالاً نارياً يهاجم فيه ادارة اوباما , متهماً أياها انها تبيع جنوب السودان ودارفور في سوق نخاسة نظام الانقاذ في الخرطوم .
نباح روجر ونتر الامريكي من مقر اقامته في جوبا , يؤكد لك بما لايدع مجالاً للشك , التغيير الحقيقي في سياسة ادارة اوباما تجاه نظام الانقاذ في الخرطوم , وان اوباما جاد كل الجدية في الوصول الي اتفاق سلمي , علي اساس المصالح المشتركة والمنافع المتبادلة والاحترام المتبادل , بين ادارته ونظام الانقاذ في الخرطوم .
هل تتذكر نظرية شرلوك هولمز الشهيرة بالنظر الي ردة فعل الكلاب لمعرفة حقيقة الأمر .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.