الطائفية مطلق الطائفية تعتبر تكوين متقدم على القبلية لان الاخيرة تقوم على الرابطة الدموية بينما الاولى اي الطائفية تقوم على المعتقد والمعتقد فيه شئ من الاختيار لانه مكتسب ولايولد مع الانسان وان كان الانسان يكسبه في معظم الاحيان من الاسرة منذ ميلاده فالولاء المكتسب مهما كانت درجة اكتسابه يعتبر متقدم على الولاء غير المكتسب . الطائفية في السودان لها طعمها الخاص فهي لاتعدوا ان تكون تطورا سياسيا لطريقة صوفية والصوفية في السودان نهجا اسلاميا وسطيا لذلك يمكننا القول ان الطائفية في السودان ليست تكتلا منغلقا متعصبا تقوم عليه حقوق وواجبات معترفا بها قانونا مثل ذلك التطييف الموجود في لبنان كمثال . مع ذلك فالطائفية في السودان لاتخرج من كون انها بناء تقليدي الموروث فيه اكثر من المكتسب وان قلنا ان الطائفية تكتل متقدم على القبلية الا انها هي الاخرى عامل انقسام وغير مواكب للحياة المدنية الحديثة التي يقوم فيها التكتل على العقلانية وحرية الاختيار فالاحزاب و النقابات والاتحادات كلها بناءت حديثة تجاوزت الطائفية وقبلها القبلية وبعدها المذهبية مهما كانت . اثر الطائفية الاكبر في السودان يتمظهر في السياسة لان السياسة هي التي نقلتها من طريقة صوفية محدودة الي كيان ذي طموحات قومية فالختمية كانت طريقة صوفية عادية لولا العلاقة بالجهاز السياسي الحاكم من تركية ومهدية وحكم ثنائي وحكم وطني اما طائفة الانصار فكان يمكن ان تكون طريقة صوفية صغيرة جدا بعد نهاية المهدية او تتلاشى كما الهندية لولا العلاقة بين الانجليز والسيد عبد الرحمن (كل طرف قطع بالاخر فرقة) النشاط السياسي للطائفية في السودان بدا بتثبيت اركان الحكم الثنائي ثم شق مؤتمر الخريجين (طق) ثم تكوين الحزبين الكبيرين في السودان وبعد الحكم الوطني استمرت علاقة الطائفية بالانظمة تدور بين المولاة والدعم واحيانا المعارضة والمقاومة والحال هكذا لابد من ان يتاثر البناء الطائفي بعوامل التعرية السياسية فكان الخروج عليها والانشقاق منها ثم الانشقاق في البيت الطائفي الواحد والاهم تبدل العلاقة بين القيادة والقواعد فلغة المصالح اصبحت هي الطاغية بينما تراجع الولاء الديني فطالبي البركة و(الفاتحة) اخذوا يتناقصون بينما اصحاب المصالح اخذوا يتكاثرون وهؤلاء الاخيرين علاقتهم تعاقدية (شيلني واشيلك) ولكنها في النهاية ابقت على الكيان الطائفي كمركز للاستقطاب والزعيم الطائفي كقيادة محورية وان كانت على اسس سياسية واقتصادية مع (شوية) دينية كثير من المثقفين السودان خاصة فيما بعد فترة التحرر الوطني لم ينتظموا في سلك الطائفية لابل الطائفية وقفت بينهم وبين قيام تنظيم وطني فحلقوا في الفضاء الاممي فكان اليسار السوداني والحركة الاسلامية السودانية الذين اصبحا الوعاء الاكبر للمثقفين السودانيين وسيطرا على التنظيمات المدنية الحديثة من نقابات واتحادات وحركات طالبية ولكن هذاين التظيمين لم يستطيعا ان يحفرا في البنية التقليدية السودانية فتركاها للصوفية والطائفية والقبلية ثم تضعضع التنظيمين الحديثين في السودان (يسار واسلاميين) مثلما تضعضع قبلهما الحزبين الكبيرين فظهرت التكتلات القبلية والجهوية والعنصرية بقيادة المتعلمين فكان هذا بمثابة الردة في تطور الحياة السودانية واتسعت الشقة بين الحداثة والواقع السوداني لذلك اصبح من المتوجب على السودانيين اذا ارادوا بناءات سياسية حديثة ومواكبة ان يبدوا من الصفر على الاقل من حيث الشكل بعبارة اخرى اننا في حاجة ماسة لتنظيمات جديدة فابقوا معنا الي الغد ان شاء الله اما العنوان فهو البحث عن حزب ولكننا راينا مجاراة ابوعبيدة حسن في اغنيته (شوفوا لي حلل) وعن ابي عبيدة لدينا كلام يوم الجمعة ان شاء الله abdalltef albony [[email protected]]