الجنرال كباشي فرس رهان أم فريسة للكيزان؟    الفاشر.. هل تعبد الطريق الى جدة؟!!    لم تتحمل قحط البقاء كثيرا بعيدا من حضن العساكر    وفاة بايدن وحرب نووية.. ما صحة تنبؤات منسوبة لمسلسل سيمبسون؟    الخارجيةترد على انكار وزير خارجية تشاد دعم بلاده للمليشيا الارهابية    الأحمر يعود للتدريبات    ريال مدريد يسحق قادش.. وينتظر تعثر برشلونة    شاهد بالفيديو.. محامي مصري يقدم نصيحة وطريقة سهلة للسودانيين في مصر للحصول على إقامة متعددة (خروج وعودة) بمبلغ بسيط ومسترد دون الحوجة لشهادة مدرسية وشراء عقار    الأمعاء ب2.5 مليون جنيه والرئة ب3″.. تفاصيل اعترافات المتهم بقتل طفل شبرا بمصر    شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة لها مع زوجها وهما يتسامران في لحظة صفاء وساخرون: (دي محادثات جدة ولا شنو)    شاهد بالصور والفيديو.. رحلة سيدة سودانية من خبيرة تجميل في الخرطوم إلى صاحبة مقهى بلدي بالقاهرة والجمهور المصري يتعاطف معها    غوارديولا يكشف عن "مرشحه" للفوز ببطولة أوروبا 2024    كباشي والحلو يتفقان على إيصال المساعدات لمستحقيها بشكل فوري وتوقيع وثيقة    شاهد بالفيديو.. في مشهد مؤثر البرهان يقف على مراسم "دفن" نجله ويتلقى التعازي من أمام قبره بتركيا    المسؤولون الإسرائيليون يدرسون تقاسم السلطة مع دول عربية في غزة بعد الحرب    الحرس الثوري الإيراني "يخترق" خط الاستواء    ريال مدريد ثالثا في تصنيف يويفا.. وبرشلونة خارج ال10 الأوائل    تمندل المليشيا بطلبة العلم    الربيع الامريكى .. الشعب العربى وين؟    الإتحاد السوداني لكرة القدم يشاطر رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الأحزان برحيل نجله محمد    ((كل تأخيرة فيها خير))    هيفاء وهبي تثير الجدل بسبب إطلالتها الجريئة في حفل البحرين    دراسة تكشف ما كان يأكله المغاربة قبل 15 ألف عام    مستشار سلفاكير يكشف تفاصيل بشأن زيارة" كباشي"    نانسي فكرت في المكسب المادي وإختارت تحقق أرباحها ولا يهمها الشعب السوداني    قائد السلام    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة حديثة تعلن بها تفويضها للجيش في إدارة شؤون البلاد: (سوف أسخر كل طاقتي وإمكانياتي وكل ما أملك في خدمة القوات المسلحة)    الأمن يُداهم أوكار تجار المخدرات في العصافرة بالإسكندرية    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الخميس    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الخميس    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الخميس    العقاد والمسيح والحب    شاهد بالفيديو.. حسناء السوشيال ميديا السودانية "لوشي" تغني أغنية الفنان محمد حماقي و "اللوايشة" يتغزلون فيها ويشبهونها بالممثلة المصرية ياسمين عبد العزيز    «الذكاء الاصطناعي» بصياغة أمريكية إماراتية!    مؤسس باينانس.. الملياردير «سي زي» يدخل التاريخ من بوابة السجن الأمريكي    الموارد المعدنية وحكومة سنار تبحثان استخراج المعادن بالولاية    فينيسيوس يقود ريال مدريد لتعادل ثمين أمام البايرن    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في تحريض رابطة علماء السلطان وهرطقات قطبي! .. بقلم: أم سلمة الصادق
نشر في سودانيل يوم 26 - 01 - 2012


بسم الله الرحمن الرحيم
نهنيء جميع أهلنا السودانين بذكرى تحرير الخرطوم في يوم 26 يناير 1885على يد الإمام المهدي وصحبه الميامين و التي تحل اليوم الخميس 26 يناير وبفألها نرجو أن نوفق في تحرير الخرطوم من براثن شمولية الإنقاذ.
تضج الساحة السياسية السودانية بكثير من الأحداث :منها الإيجابي والذي نرجو أن يصل إلى غاياته المرجوة مثل وقفة المناصير الصامدة لحقوقهم ، ومثل كل حراك أصحاب الحركات المطلبية الأخرى من مزارعين وطلاب وغيرهم ، ومثل مذكرات (الإسلاميين) التي امتلأت بها الساحة سواء الأصلي منها أو(المفبرك) .وإن أتت متأخرة -فإن تأتي متأخرا خير من الغياب- لأنها تدل (و حتى المفبرك منها) على حراك وتململ يعنيان: أن أصحاب الشأن قد أدركوا أخيرا و في الساعة الرابعة والعشرين أن الأوضاع قد وصلت ميسها في كل منحى مما لا يمكن معه سكوت ولا ينبغي -وإلا فار التنور وغرق المركب بمن فيه من سدنة الإنقاذ ومنسوبيها ولم يفلح أي منهم من النجاة لأن كل شيء سينطق حينها :خلفي (إنقاذي) فخذوه!
فإن كانت تلك المذكرات مخلصة ففي إخلاصها خلاصها، وإن كانت بغرض قفل الطريق على التفاعلات الحقيقية فمحض ظهورها ،هو اعتراف بالخلل وسيؤدي حتما –حتى دون إرادة مختطفيها إلى حراك حقيقي بأسرع مما يظن المفبركون.
من الأحداث التي تضج بها سوحنا ما هو كارثي ومنذر بخطر عظيم ،مثل: تصاعد وتيرة الصراع بين الدولتين المتجاورتين (السودان وجنوب السودان)،مما يهدد بتحول العداء البارد إلى صدام خشن و ساخن، قد يقضي على الأخضر واليابس-إن لم يتم تداركه ، ولن ينفع حينها ندم.وفي المقام نطلب من ممثلي الدولتين الإحتكام إلى سلطان العقل ومخافة الله في وطنهم ومواطنيهم وذلك باعتماد ثوابت للتعامل وعدم التعدي على مصالح الناس في الدولتين من بترول وتجارة ومسارات الرحل فالشعب هو الباقي حتى يرث الله الأرض ومن وما عليها ، والحكم والحكام هم الزائلون .
من الأحداث الكارثية التي نبسطها في مساحة اليوم :فتاوى ما يسمى بالرابطة الشرعية للعلماء والدعاة في السودان ،التي أصدرت بيانا سمته :"البيان الثاني حول أباطيل الصادق المهدي" كفرت به الإمام الصادق المهدي وسبته وحرضت الحكام عليه : (وعلى الحكام في هذا البلد بدلاَ من التفرج على مثل هؤلاء - وكأن أمر الشريعة والحفاظ عليها لا يعنيهم -،أن يأخذوا على أيدي الباغين بالاحتساب عليهم واستتابتهم)ا.ه ! وقد سبق هذا البيان التكفيري آخر قبله بتاريخ 20/10/2010.
لم تكتف الرابطة المذكورة بهذين البيانين بل حشدت عددا من كوادرها ودعاتها لقيادة حملة إعلامية منظمة – تغطي الصحف والساحات العامة والمساجد للمطالبة بضرورة استتابة زعيم حزب الأمة القومي السيد الصادق المهدي. وأبلغ قادة ينتسبون للرابطة الشرعية أن العدد الجديد من صحيفة ( المحرر) التي ستصدر يوم الاثنين 23/يناير 2012 تم تخصيص صفحاته في الهجوم على ما أسموه (أباطيل وضلالات الصادق المهدي) مجددين مناشدتهم لأجهزة الدولة لمحاكمة الرجل أو مناقشته في أفكاره واستتابته حتي يتراجع من إجتهاداته ( الكفرية ) وأبانت ذات المصادر التي تحدثت ل( سودانيز أون لاين ) ان مطلع هذا الاسبوع سيشهد تنظيم وإقامة عدد من الندوات والمخاطبات الجماهيرية للتحذير من دعاوي بعض القادة السياسيين في هجومهم علي شرع الله تعالي مؤكدة ان الرابطة الشرعية ستقوم بواجباتها تجاه حماية الدين من المتطفلين والجاهلين ..(سودانيز أون لاين)
وتلك الهجمة المنظمة و النعرة المتعالية مسنودة الظهر تذكرنا بالمحاكمة الصورية التي حوكم الأستاذ محمود محمد طه وقتل على ضوئها في عهد المخلوع جعفر نميري ،كما نقرؤها مقرونة بتصريح لمسئول القطاع السياسي بالمؤتمر الوطني قطبي المهدي في أحداث الخميس 19 يناير 2012 والذي ذكر في ذلك الحوار صراحة أنهم متأكدون 100% أن انضمام شقيقي عبدالرحمن الصادق لحكومتهم العريضة يمثل رأيا عاما موجودا داخل حزب الأمة ولكونه مؤثرا على الأحداث ( سيأتي بعد الصادق في: الأسرة والطائفة والحزب)!
وعلى تحريض الرابطة الصريح وأحاديث قطبي المبطنة نقول : حذاري ثم حذاري (فما كل الطير يتاكل لحمه)....
لقد سبق لي التصدي لأمثال تلك الفتاوى التي تجنح لتكفير الناس في أربع مرات سابقات :
الأول:في 23 مارس 2009م نشر في صحيفة الصحافة تحت عنوان :(ما المطلوب نقاب الوجه أم حجاب العقل)؟!.إثر حملة مماثلة أصدرها أمثال هؤلاء التكفيريون في منابر الجمع كردود أفعال على اجتهادات الحبيب الإمام التي ضمنها خطابه لمؤتمر قطاع المرأة الذي استبق مؤتمر حزب الأمة العام السابع في 2009.
الثاني: في يناير 2010 بعنوان: (بيان من علماء السلطان لنصرة السلطان) نشر في صحيفة الأمة إثر إصدار جمع من علماء اسلاميين قبيل انتخابات 2010 المزورة لتحريض الناس بوجوب التصويت لعمر البشير كونه أمير للمؤمنين(ولا ندري من الذي نصبه أميرا للمؤمنين؟!)و دعوا فيه الحكومة السودانية ممثلة في المؤتمر الوطني الحاكم الحفاظ على مقدرات البلاد وهويتها والحذر من المرجفين والتنازلات ..الخ منعا لهم من الإعتراف بنتائج الإستفتاء إن أفضت إلى إنفصال!
الثالث: 21 ابريل 2011 بعنوان:( فتاوى تحت الطلب وبأمر السلطان): إثر تكفير د.يوسف الكودة وآخرين وقد كفروا الكودة حينها بعد حواره مع صحيفة الاهرام اليوم في( العلاقة بين الحريات والشريعة) فأفاد بأنه:"كما قال عمر بن عبد العزيز الاستقرار والحريات والأمن مقدم على إنزال الأحكام الشرعية ،ولا فائدة من شريعة تسيل وراءها الدماء والاسلام جاء ليحفظ الدماء وهذه من الأمور التي تغيب عن الأحزاب والجماعات الإسلامية لذلك نجدهم يتخبطون ويختلفون عند كل منعطف)أ.ه كما كفروا اللواء عمر حسب الله، الأمين العام لمستشارية الأمن القومي إثر تصريحات صحفية قال فيها (لو أجمعت الأحزاب على إلغاء الشريعة فلتذهب الشريعة) في برنامج اذاعي في 16 مارس 2011 ونجحوا في إقالته في 22 من نفس الشهر والسنة.
الرابع: في 23 يونيو 2011 بعنوان: (فتاوى مطاطية ) إثر فتوى مجمع الفقه الإسلامي بجواز القروض الربوية لسدي مروي وكجبار وإنشاء مطار الخرطوم إعمالا لمبدأ فقه الضرورة .
فإن أحصينا الأسباب التي دعت هؤلاء (العلماء) لإطلاق فتاويهم،( فقط وفقا لهذه المقالات) لخلصنا إلى نتيجة مفادها :أنهم يسارعون بإطلاق الفتاوى لثلاثة أسباب:
الذعر من ربط الإسلام بقضية الحريات.
لنصرة الحكومة والدعاية المفضوحة لها لتمديد عمرها وإسعافها بالفتاوى التي تعينها على تجاوز عقبات الموانع الشرعية.
السبب الثالث محاربة أعداء الحكومة بسلطان تلك الفتاوي التكفيرية لصدهم وتكبيلهم وإن أمكن التخلص منهم ماديا أو معنويا بأضعف الإيمان .
إن الذي دعانا من قبل ، ويدعونا اليوم للتصدي لمثل تلك الفتاوى ليس الدفاع عن الإمام الصادق المهدي لقناعتنا ب"ان الله يدافع عن الذين امنوا ان الله لا يحب كل خوان كفور" الحج آية 38 كما أن هناك جهات منوط بها الذود عن هذا الحياض وهم الأعلم و الأكثر تمكنا وقدرة في المجال دون قياس أو مقارنة .وبالفعل فقد أصدرت هيئة شؤون الأنصار بيانا ضافيا في 23 يناير 2012 أوضحت فيه الرأي الشرعي الصحيح الذي اعتمد عليه الإمام الصادق في اجتهاداته وفندت فيه أحاديث الإفتراء وأهواء النفوس جملة وتفصيلا..
لكن الذي دعانا للكتابة المتكررة عن هذا الموضوع هو خوفنا على السودان أو على ما تبقى منه : فإن خفنا عليه من تحول العداء الشمالي -الجنوبي إلى حرب مستعرة بين الدولتين المتجاورتين مما قد يورثه الدمار، نجد أنفسنا أشد خوفا عليه من حرب هي في تقديرنا الأخطر: حينما تتحول تلك الفتاوى الهوائية المتعصبة إلى حرب على المجتمع كله تفككه وتقضي على تماسكه بأسرع مما تفعل دولة المشروع الحضاري .فكم من فتنة أشعلتها مثل تلك الفتاوى الجاهلة المتعصبة وحولتها إلى حروب عصفت بالاستقرار.
في تصدينا اليوم لتلك الفتاوى نعتمد في تفنيد الشق الشرعي منها على البيان المذكور الذي أصدرته هيئة شؤون الأنصار كونه وافيا وكافيا :فهم الاخصائيون المتمكنون بلا منازع وهم الثقاة العدول .
ونحن لا نأخذ حجج بيان هيئة شؤون الأنصار ونصدقهم هكذا ، بشيك على بياض، ولا على أساس تبعية مغمضة العينين لا تتدبر، ولكننا نصدقهم لقوة حجتهم و لصدق أقوالهم ونزكيهم بأفعالهم التي تتبع الأقوال: فمنابرهم وألسنة من ينطقون باسمهم تشهد لهم بأنهم رواد أفضل الجهاد في هذا الزمان :فقد كانوا وما زالو يقولون كلمة الحق في وجه السلطان الجائر :عبود ثم نميري فالبشير. لا يخافون في الحق لومة لائم . وهم حراس مشارع الحق فعلا لا قول كلام. وكيانهم الذي يدفعون عنه سفاسف السفهاء وترهات المتنطعين اليوم أتى لهذا الوطن باستقلاله الأول واستقلاله الثاني وساهم في تحرير البلاد من شمولية نوفمبر وشمولية مايو وهم اليوم يعملون بجهد جهيد لتخليص الوطن من شمولية الإنقاذ .
هم (أم الجنى)وهم من حفظ لهذا البلد خواصه وخصوصيته و عرف هويته. ومع كل ما قدموا لهذا الوطن من تضحيات وفداء فهم المتواضعون: حتى رفعهم ربهم ورفع مواقفهم فوق كل من سولت له نفسه ظلمهم ونصرهم عليه. وهم الموطئون أكنافا الذين لا يتعالون على الناس ولا يعزلونهم في نهج قومي مارسوه كابرا عن كابر :أمس واليوم وفي الغد في أطوار المهدية الثلاثة.
اطلعت على بيان من سموا أنفسهم رابطة علماء السودان وعلى رسالة لهم منشورة على الانترنت واستمعت لمندوب لهم شاكلهم لغة وتعصبا وخشونة قول ، ناظر مولانا عبدالمحمود أبو على قناة العربية ثم استمعت لمندوب آخر جلس إلى كوكبة ممتازة من العلماء المحترمين :عبد المحمود أبو،يوسف الكودة وباشمهندس سليمان صديق في برنامج حتى تكتمل الصورة الذي يقدمه السيد الطاهر التوم على قناة النيل الأزرق فعرفت ضعف الحجة التي يُكفر بها هؤلاء الغير ، وكم تعصبهم واستعصاء إقناعهم ، وقد ورد في بعض حديثهم أنهم على دين ابن أبي ذئب الذي ذكر له إن مالكاً رحمه الله لم يأخذ بحديث: "البيعان بالخيار ما لم يتفرقا وكانا جميعاً" وقد تأوله تأويلاً مرجوحاً، بأن المراد بالتفرق التفرق بالكلام قال ابن أبي ذئب: يستتاب مالك فإن لم يتب تضرب عنقه!
أي أنهم يستحلون دماء المسلمين في أقل القليل اهتداء بمن ذكروا من السلف وقد ذكروه مع أفضلية (أن كلام الأقران يطوى ولا يروى) مما يعني أنه لا وجه لتعميم مثل تلك الأحكام.وقد سبق لأمثالهم من الغلاة المتنطعين أن قتلوا عليا كرم الله وجهه تقربا بقتله إلى الله!
لذلك نحن نقول انضماما لمن هم أكرم منا وأعز قولا وأعمق إدراكا أن هؤلاء التكفيريين( وهم يحتفون بهذا اللقب بالمناسبة ،مثلما ذكر رئيسهم الأمين الحاج لصحيفة السوداني 24 يناير 2012): هم خطر عظيم يجب أخذه مأخذ الجد.
إليك عزيزي القاريء بعض ما يحملنا على التحذير من أخطارهم :
أولا: أن مثل تلك التكوينات التي تطلق على ذواتها الأوصاف تريد احتكار الدين والعلم وإصدار الفتاوى ليست من الاسلام في شيء بل هو نهج مستمد من الكنيسة والكهنوتية المسيحية والتي ارتبطت في فترة من عمرها ببلاط الحكام تحميهم وتمنح صكوك الغفران وباسمها يحكم الحاكم كظل الله في الأرض فتمنع العلم وتحاكم العلماء مما جعل الاصلاح يأتي في الغرب من وراء الكنيسة في طلاق بائن بين العلم والدين.
ثانيا: ارتبط أمثال هؤلاء ببلاط السلطان في كل العصور (بزواج كاثوليكي) فصاروا يصدرون الفتاوى التي تدفع عن الحكام وتتصيد أعداءهم مثلما قال الامام علي:إذا رأيتم العلماء على أبواب السلاطين فبئس العلماء وبئس السلاطين" وقد أدى هذا الحلف (الشيطاني)إلى ركود العالم الاسلامي بسبب قفل باب الاجتهاد إبقاء على شريعة التغلب و خوفا من التذمر على الحكام مما أورثنا عصورا ممتدة من الإستبداد والركود واستشراء الفساد.
ثالثا: يرون أنهم (الواسطة بين الخالق وعبيده الضعفاء)مثلما ظهر في بعض أقوالهم (وفي هذه الجزئية أيضا تظهر تأثيرات كنسية )!
رابعا: يهتمون بمظاهر الدين القشرية عوضا عن أغواره الروحية مع أن الرسول الكريم يقول أن المفلس هو ( من يأتي يوم القيامة بحسنات كأمثال جبال تهامة ثم يأتي وقد ضرب هذا و شتم هذا وسفك دم هذا وأخذ مال هذا فيؤخذ لهذا من حسناته و لهذا من حسناته فإن فنيت حسناته أخذ من سيئاتهم فطرحت عليه ) ".
خامسا:ينظرون إلى النساء كمتهمات ومظان المعصية(وتلك فكرة كنسية الجذور أيضا).
سادسا:يقتدون بنماذج خشنة في التعاملات مثلما ذكروا (وكذلك هجرابن عمر ابنه بلالاً وسبه سباً لم يسبه أحداً من قبل وذلك عندما روى ابن أم عمر الحديث: "لا تمنعوا إماء الله مساجد الله". فقال: أما أنا فأمنع وتلك النماذج حتى وإن صحت فنحن غير ملزمين باتباع مثلها طالما مصدرها بشر يخطأون ويصيبون!
ومثلما قال الإمام المهدي لمن سماهم علماء السوء(لا تعرضوا علي بكتبكم ولا بنصوصكم فلكل وقت ومقام حال ولكل زمان وأوان رجال). كما يستخدمون في خطابهم لغة خشنة من أمثلتها ما جاء في البيان المذكور:( تباً لهم ولأمثالهم ولعنوا لعنة تصحبهم إلى قبورهم، ولا تفارقهم حتى تحشرهم في لظى ) وتلك أقوال غاية في الغلظة كأنما الهدف ليس هداية المخاطب بل تمني استمراره في الضلال ليعذب (وتلك سادية مرضية والعياذ بالله)، بينما يقول ربنا في محكم تنزيله:( فقولا له قولا لينا لعله يتذكر او يخشى )طه آية 44 وذلك حيال فرعون الذي قال للناس أنه ربهم الأعلى !ويقول سبحانه وتعالى مخاطبا رسوله الكريم نبي الرحمة:(فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الامر فاذا عزمت فتوكل على الله ان الله يحب المتوكلين) آل عمران آية 159. مما يعني أن الخطاب الخشن ينفر الناس حتى من الرسول الكريم دعك من هؤلاء المتنطعين.
سابعا : لا تشبه أقوالهم أقوال العلماء من حيث مقابلة الحجة بالحجة وقبول الرأي الآخر فقد كان العلماء حقا يقولون مثل الإمام الشافعي: (رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب). وليس لهم شيء من تواضع العلماء واتساع أفقهم بل يسارعون الى تكفير الناس وتنفيرهم.
ثامنا: يجنحون لتكفير الناس كما يشربون الماء مع أنه كما قال الإمام محمد عبده(أنه إذا صدر قول من قائل يحتمل الكفر من مئة وجه ويحتمل الإيمان من وجه واحد حمل قوله على الإيمان ولا يجوز حمله على الكفر).
تاسعا: في نهجهم وتشددهم عدم تسامح لا يناسب المزاج السوداني المتسامح.
عاشرا:يقولون إن( الاحتساب على الحكام والمحكومين واجب شرعي)لكنهم لا ينصحون الحكام بما يردعهم أبدا بل على العكس من ذلك يمالئون الحكومة بصورة مفضوحة :تارة يدعون للتصويت للبشير في الانتخابات بحكم أنه (أمير المؤمنين) وإلا كفر من لم يعطي صوته للشجرة،أو يفتون بجواز القروض الربوية بفقه الضرورة بينما إن أفتى مجتهد بضرورة التفريق بين الربا الممنوع وسعر الفائدة يسارعون بتكفيره دون تردد،تارة يظهرون الرحمة على أمير المؤمنين والخوف عليه من حكم محكمة لاهاي بينما كان الأوجب نصحه بالإقلاع عن الجرائم التي استوجبت المساءلات ،أو نصحه بفداء السودانيين المسلمين وتسليم نفسه بدلا من معاقبة كل الشعب على جرم لم يرتكبوه.
أحد عشر:هناك كثير مما يريب في موقف هؤلاء الدعويون الأدعياء وذلك أنهم يوجهون سهامهم التكفيرية ضد أعداء الحكومة بصورة ملفتة ،يكفرون: الصادق والترابي ونقد فمن تبقى في المعارضة؟
اثنى عشر:لا يجرحون للحكومة خاطرا أبدا فإن رأوا رقصا أو فسادا أو ما شابه يفتون بأن الأولى طاعة أولي الأمر في كل حال وعدم التظاهر ضدهم وتصديقهم حينما يدعون أنهم يطبقون الشريعة وإن سألوا :أين هي الشريعة يقولون نترك الحكام لربهم ليحاسبهم! ويصرفون النظر عن (شبكات الفساد التي يديرها الكبار) وقد طفح كيله فملأ الصحف وشهد به أمثال صادق عبدالله عبدالماجد(ما رأيت حكومة غارقة في الفساد مثل هذه)في حوار له نقله صاحب عمود (في التنك) اليومي بصحيفة الخرطوم.الفساد الذي جعلنا بحسب منظمة الشفافية العالمية في آخر قائمة الشرفاء والأكثر فسادا وما يسجله المراجع العام الحكومي بنفسه سنويا .وهم يغضون النظر عن أعداد الجوعى والمرضى والتهتك الذي سرى في جسد المجتمع بصورة غير مسبوقة بما تشهد به أعداد اللقطاء ويغضون البصر عن المتشردين الذين ينقبون القمامة بما يجرح آدمية الانسان ويغضون الطرف عن الدولارات التي تعطى (نقطة) للمطربين في الزواج الرئاسي والناس أغلبهم فقراء(نسبة الفقر في السودان أكثر من 95%) يصرفون النظر عن ظلم المناصير وضرب المدنيين بالطائرات وعن الاتهامات بالاغتصاب ..الخ قائمة الانتهاكات.
وفي ختام مقالنا :نحن نرى أن تلك الحملة التكفيرية ضد الامام الصادق حملة منظمة ترعاها الحكومة ونرى في أقوال رئيس القطاع السياسي ما يدعمها تمهيدا لاغتيال معنوي أو مادي –لا قدر الله وفي ذهنهم خريطة للإبدال والإحلال: في حزب الأمة وفي هذا الكيان وحتى الأسرة ونقول لقطبي وقبيله ومن والاه إن هذا الكيان الذي يرفد حزب الأمة بمواضع قوته قد حاول تدميره قبلكم من هم أعظم قوة وأشد بأسا فقد قال الهالك كتشنر(المهدي وخليفة المهدي وراتب المهدي قتلتهم ودفنتهم ومن أراد البحث عنهم دفنته وراءهم) ولكن خاب فأله !
فإن تطاول الناس وتجرأوا على هذا الكيان بمثل تلك الأقوال ، فكما أخبرنا الإمام المهدي عليه السلام: (ناري هذه فاشية وأعدائي حولها كالفراش إن أرادوا أن يطفئوها حرقتهم).
ونخص رئيس القطاع السياسي بالمؤتمر الوطني بالخطاب: إن الوسيلة التي تأتي بالقيادة على رأس هذا الكيان والحزب العتيق هي الإنتخاب والشورى: على أساس من تقلد بقلائد الدين ومالت اليه قلوب المسلمين سواء عبدالرحمن أو غيره وهي ليست بالوراثة فلو كانت كذلك لكان هناك من هو أولى بها من الصادق اليوم وهي بالتأكيد ليست بتخطيط الحكومات ولا بأماني قطبي من السياسيين ذوي الخلفيات الأمنية -مثلما يحكي لنا تاريخها المجيد :
امامة الأنصار بعد إمامها مؤسس الدعوة ذهبت الى خليفته، خليفة الصديق لمبايعة الناس له .
الإمام عبدالرحمن بنى هذا الكيان بيديه الشريفتين وبكده ولم يسمى إماما إلا بعد عام 1940.
الإمام الصديق كان الإستثناء الوحيد الذي أوصى له أبوه بالإمامة ولكنه لم يكن عاطلا بلا عمل- فقد كان اليد اليمنى لأبيه وقد كان أهلا للمنصب فقد تقلد بقلائد الدين ومالت إليه قلوب المسلمين .
أتى الامام الهادي إماما بتسمية مجلس الشورى ولكن الأصل كان شورى الأنصار حسب وصية الإمام الصديق .
أما الصادق فقد انتخبه الأنصار في رباط السقاي إماما بهبة شبهت تسونامي في حماستها.
حزب الأمة كذلك: بعد الطور التأسيسي الذي كان عبدالله خليل أمينه العام ثم الصديق رئيسا انتخب الصادق وكان يجدد انتخابه في كل مؤتمر بإرادة حرة.
أما الأنصار وأتباع الحزب العتيق من الذين يريد قطبي أن يرسم لهم الطريق بحسبه :فهم من خبرهم القاصي والداني لا يمكن شراءهم بالجزرات ولا تهديدهم بالعصي. ونربأ بمن يدعي العمل السياسي أن يلقي بكل وسائل الدبلوماسية جانبا ويحشر نفسه في خيارات الآخرين بل تبلغ به شقوته مداها حين لا يعفي حتى الأسرة من سهامه المسمومة!
ذكر بيان هيئة شؤون الأنصار جنوحها للتحاور ما جنح له الآخرون فقط نذكر بأننا من كيان نشأ على تربية تقول للعريس في يوم عرسه (يا رب فقر ونقر ورصاصة في السدر) تزهيدا من الدنيا وتفضيلا للشهادة ومن تراث هبت كنانيته الرابحة سيرا على الأقدام مسافة يومين وحدها في الليل البهيم لتحذر مهديها أن العدو على الأبواب فأخذ بقولها مأخذ الجد ولم يستهن بها ولا بما روته من أخبار تعظيما لدورها واعترافا بأن النساء شقائق الرجال.
وسلمتم
umsalama alsadig [[email protected]]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.