نشر المقال الافتتاحي التالي، بقلم ميلاني فيرفير، السفيرة الأميركية المتجولة لقضايا المرأة العالمية، وكيم أزاريللي رئيسة مؤسسة النساء في العالم، في مجلة نيوزويك بتاريخ 30 كانون الثاني/يناير. والمقال ملك مشاع ولا قيود على إعادة نشره لغرض الاستخدام من قبل السفارات الأميركية. لماذا الاقتصاد العالمي بحاجة إلى الاستثمار في النساء بقلم ميلاني فيرفير وكيم أزاريللي الاقتصاد العالمي بحاجة لنسبة ال51 في المئة الأخرى من سكان العالم أخذت مؤسسات الأعمال التجارية تفهم الأمر الذي ظل الخبراء المختصون في مجال التنمية يعرفونه منذ فترة طويلة وهو أن الاستثمار في النساء يعود بفوائد جمة. إذ إن من المرجح أن تستثمر النساء ما يحصلن عليه من دخل في المجتمع ويعملن على تقليص نسبة الأمية والوفيات ويرفعن إجمالي الناتج المحلي أكثر من إخوانهن من الرجال. والآن قد أصبحنا على مشارف ثورة مؤسساتية، ثورة تتجاوز الأعمال الخيرية وتجعل النساء شريكات في الأعمال على كافة الأصعدة والمستويات. وقد احتل هذا الموضوع حيزا هاما في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس (بسويسرا) في الأسبوع الماضي الذي استضاف جلسة عامة بعنوان "المرأة باعتبارها الطريق إلى الأمام" وتناول التأثير المحتمل للنساء على الإقتصاد العالمي. وستقوم يوم 1 شباط /فبراير الجاري بعض الشركات الأكثر نفوذا وتأثيرا في الولاياتالمتحدة من أمثال أكسنتشر، وكوكاكولا، وإرنست أند يانغ، وغولدمان ساكس، وسواها، برعاية حملة عالمية النطاق لاستقطاب النساء إلى الوسط الاقتصادي. والحملة التي تعرف بالبليون الثالث سيطلقها تحالف "لا بييترا"، وهو تحالف يضم شركات كبرى وحكومات ومؤسسات غير ربحية—غايته تمكين بليون امرأة كي يصبحن أعضاء فاعلات في الاقتصاد العالمي بحلول 2025. وعنوان الحملة مستمد من فكرة أنه على مدى العقد المقبل سيكون تأثير النساء بنفس أهمية عدد سكان الصين والهند البالغ أكثر من بليون نسمة لكل منهما. إذ إن من شأن إشراك النساء في الأعمال التجارية أن يوجد ما يطلق عليه مايكل بورتر ومارك كريمر من كلية الأعمال التجارية بجامعة هارفرد "القيمة المشتركة" حيث أنه يساعد الشركات وبنفس الوقت يساعد المجتمعات كذلك. كما أن شركات الأعمال التي تنتج سلعا استهلاكية أدركت بسرعة المنافع—مثلا تجاوز مؤسسات البيع بالتجزئة واستخدام النساء لبناء قنوات توزيع شخصية لكل شيء من مستحضرات التجميل إلى المرطبات. وفي الآونة الأخيرة اكتشفت الشركات ما هو فعال بوجه خاص وهو أن ثمة حاجة لتثقيف المستهلك بالمنتج المسوّق سواء كان ذلك الأجهزة المنقولة بالموجات الصوتية أو مصابيح الطاقة أو الطباخات. كما يمكن للنساء أن يصبحن مبدعات أفضل للمنتوجات التي يستخدمنها أو يبعنها وأحيانا يحدثن نقلة في مجتمعاتهن بشيء بسيط مثل معرفة الاستخدام الأمثل لمصباح كهربائي منزلي. والمنافع تكون واضحة. فعلى سبيل المثال، تتيح شركة آفون لأكثر من 6 ملايين امرأة في أكثر من 100 بلد الفرص للنهوض . وإن هؤلاء الرائدات في الأعمال التجارية يعملن كقوة دافعة لمبيعات الشركة الرئيسية وتبلغ عائدات مبيعاتهن أكثر من 10 بلايين دولار. وعلى غرار ذلك، استثمرت شركة يونيليفر أموالا طائلة في أكثر من 45 ألف من رواد الأعمال في الهند من المحرومين والمهمشين، غالبيتهم من النساء، في أكثر من 100 ألف قرية من خلال التمويل المصغر والتدريب—وهي استراتيجية تمثل نسبة 5 في المئة من إجمالي دخل الشركة في الهند. ومؤخرا، تعهدت شركة وولمارت بتوريد ما قيمته أكثر من 20 بليون دولار من البضائع التي تنتجها شركات مملوكة للنساء في الولاياتالمتحدة فيما أعلنت شركة كوكاكولا عن برنامج يدعى 5 في 20 لدعم 5 ملايين من رائدات الأعمال على نطاق عالمي بحلول 2020. وقد ظهرت الفوائد التي تعود بها النساء اللواتي يشغلن مناصب عليا إذ إن مسحا أجرته مؤسسة كاتاليست أظهر تناسقا قويا بين تنوع الجنسين في القيادات الإدارية للأعمال والأداء الاقتصادي للشركات. وأكدت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون "أنه لا يوجد أدنى شك بأن الأعداد المتزايدة للنساء في الاقتصاد...قد ساهمت في النمو الهام الذي تحقق في كل مكان. كما أن الاقتصادات التي تتحول بصورة أكثر فعالية وبسرعة يكون أداؤها أفضل من تلك التي لا تفعل ذلك." (ميلاني فيرفير هي السفيرة الأميركية لقضايا المرأة العالمية. وكيم أزاريللي هي رئيسة مؤسسة النساء في العالم والحائزة على جائزة روث شابيرو للعام 2012 التي تمنحها جمعية المحامين بولاية نيويورك.).