توقفت مسيرة منتخبنا الوطني في محطة دور الثمانية وتحطمت عندها كل الآمال والطموحات بالتأهل لمربع الكبار ولعل واحدة من السلبيات التي صاحبت هذا الخروج عودتنا للمربع الأول والعودة لترديد نغمة (دي كورتنا) رغم أن من يرددون هذه الكلمات هم أنفسهم من كبروا وهللوا للمنتخب ووضعوه في مصاف المنتخبات الأقوي في القارة .. وبالتالي نجد أن معيار الأفضلية من عدمها به كثير من الإشكالات ويخضع في الغالب للعاطفة والتجريم بمعني إذا تم توجيه إنتقاد للأداء في حال الخسارة أو التعادل أو حتي التفوق تجد من ينبري لك منتقدا ومتهما بإتهمات عجيبة مثل الترصد والإستهداف والأجندة الخاصة رغم أن النقد لايخرج من إطار الأداء وهكذا شئنا أم أبينا نجد أنفسنا جزء من نظرية المؤامرة الخايبة ومطالبون أن نرفع سقف الأحلام حسب الموجة إذا إرتفعت نغض الطرف عن السلبيات الموجودة ونركز فقط مع الإنتصار والإنجاز وندبج المقالات بإختصار أنت مطالب بتحديد موقفك ( معانا ولاضدنا) . ومن هنا نجد حالة الإحباط التي يمكن أن تصل في بعض الحالات للصدمة بعد الهزيمة أمام زامبيا بثلاثية وهذا يعكس بعدنا عن الواقعية وإطلاق العنان لخيالنا مع قناعتي التامة أن كرة القدم (مجنونة) وكان من الممكن أن تلعب لصالحنا في مباراة زامبيا ونصعد لنصف النهائي ولكن الحساب علي الأرض يقول أن وصولنا لدور الثمانية إنجاز وهي التي عمل من أجلها المدرب المحترم محمد عبدالله مازدا الذي يستحق أن نرفع له قبعة الإحترام علي المجهود الواضح المبذول حتي وصل المنتخب إلي هذه المرحلة وأصبح علي كل لسان تخضع مبارياته لتحليل كامل من خلال الوكالات والمواقع الدولية والفضائيات ويوضع نجومه تحت مجهر المتابعة والمراقبة . واحدة من الإشكاليات أن القليل يفرحنا والقليل أيضا يحبطنا لدرجة نكتب معها (النهاية) رغم أن كرة القدم لعبة مستمرة لاتنتهي بنهاية بطولة أو مباراة وإلا لعاش المصريون علي إنجازاتهم الكبيرة في البطولات الأفريقية آخرها التربع علي عرش أمم افريقيا ثلاثة مرات متتالية ولغفرت هذه الإنجازات للمدرب الذي حققها (حسن شحاته) ومنحته فرصة الإستمرار معه لدورات قادمة ولكن الواقع يقول أنه غادر بعد الإخفاق في التأهل للنهائيات الحالية وتحول لتدريب فريق الزمالك. مع العلم أن منتخبنا يقاتل في ظروف تختلف عن كل المنتخبات الأخري فهو الوحيد الذي يفتقد لأي شكل من أشكال الإهتمام من الدولة يشارك تحت ظروف أقل ماتوصف به أنها صعبة ولن أركز هنا علي غياب الخبرات الدولية بوجود لاعبين محترفين في الدوريات الاوروبية والتي عرف بسببها في البطولة بالمنتخب الوحيد الذي يلعب جميع أفراده في دوري بلادهم المحلي وكذلك المدرب وطني يعني ماركة سودانية مية المية. ولكن التركيز علي أن المنتخب ظل يقدم شهادة أفضليته وقدرته علي تقديم صورة زاهية للكرة السودانية منذ العام 2008 من خلال المشاركة في نهائيات أمم افريقيا بغانا ومع ذلك لايجد الإهتمام وهذه وحدها تكفي لأن نحيي كل من ساهم في أن يظل هذا المنتخب وغيره من المنتخبات متواجدون في المحافل الدولية يقاتلون بإسم السودان في ظل تجاهل حكومة السودان كما ردد مدرب المنتخب الوطني محمد عبدالله مازدا في أكثر من مكان بالدرجة التي جعلت الوزير الرياضة السابق حاج ماجد سوار يسارع بعقد مؤتمر صحفي لتفنيد إدعاءات المدرب الوطني وأصر عليها مازدا أثناء البطولة الحالية في تصريح شهير طالب فيه الحكومة بتوفير الأموال من أجل إعداد منتخب قادر علي التواجد في النهائيات والتقدم فيها. خرجنا وتركنا أثر وأعدنا بقدر إسم الكرة السودانية إلي الواجهة وأمامنا بعد فترة منافسة جديدة يجب أن نستعد لها جيدا فقد آن الأوان أن تصحو الحكومة من نومها وتلتفت كثيرا للمنتخب الوطني الذي يعاني بسبب تجاهلها ليتم حقيقي. فهل نتوقع أن توضع نقطة عند ماحدث في الفترة السابقة ونبدأ من سطر جديد أم أن الحال سيبقي علي ماهو عليه ويقاتل أهل الرياضة لوحدهم؟ سؤال نجد الإجابة عليه في مقبل الأيام. hassan faroog [[email protected]]