السنغال تحت مجهر صحافة العلوم داكار: حيدر عبد الحفيظ تزامنت ثورة الشعب السنغالي في داكار، ضد قرار المجلس الدستوري السنغالي ترشح الرئيس عبد الله واد لمأمورية ثالثة جديدة، مع انعقاد ورشة عمل ينظمها الاتحاد الدولي للإعلاميين العلميين، لتدريب الصحفيين العلميين في منطقة أفريقيا والشرق الأوسط. حيث اختتمت الورشة بمؤازرة الصحفيين العلميين المشاركين في الورشة لأحداث جمعة الغضب، في العاصمة السنغالية داكار، ووجد بعض الصحفيين ضرورة التفاعل مع الشعب السنغالي، ونقل صوته إلى العالم، من خلال تغطية الحدث إعلامياً في عدد من الصحف العربية والأفريقية. وكان اختيار السنغال لمكان انعقاد الورشة، لما تتمتع به من مميزات علمية في منطقة أفريقيا، خاصة وأنها شهدت بزوق نجوم علماء أفذاذ أمثال الشيخ أنتا ديوب، الفيزيائي، والعالم في مجالات التاريخ، والأنثروبولوجي، والسياسة، بجانب ما تمثله السنغال من دولة تتطلع بمؤسساتها العلمية والبحثية في خلق ابتكارات علمية مفيدة. وحرصت ورشة العمل التي بدأت فعالياتها يوم 23 يناير، بحضور أكثر من 70 صحفي علمي من دول عربية وأفريقية مختلفة، على تبصير الصحفيين بعدد من الابتكارات والإنجازات العلمية، بأسلوب مغاير لأساليب التدريب التي ينتهجها البعض في مؤسساتهم. فبرنامج الورشة كان حافلاً بالزيارات العلمية، ومقابلة عدد من العلماء في تخصصات علمية مختلفة، وعلى قائمة ذات الاهتمام الدولي كقضية استخدام الطاقة النووية لأهداف سلمية، حيث تعد السنغال واحدة من بين ثلاثون دولة على مستوى العالم، تدرس إنشاء محطات نووية بحلول عام 2020م، لکن سرعان ما عدلت السنغال عن هذا القرار في أبريل 2011م، عقب وقوع حادث محطة فوکوشيما النووية اليابانية، وتسبب الحادث في هجرة أکثر من 70 ألف من سکان المنطقة المجاورة للمحطة النووية، ويؤكد الخبير بمعهد معامل الاشعاع بجامعة ديوب الدكتور إبراهيم واقو، أن استخدامات المشروع النووي السلمي في السنغال معمول به في مجالات تشمل الطب والزراعة والتعدين وتنقية المياه . شملت ورشة العمل أيضاً زيارة ميدانية إلى قلعة إريزون على شاطئ المحيط الأطلسي، للوقوف عن كثب على ظاهرة التغيير المناخي، الذي باتت ملامحه واضحة للعيان في السنغال، فحتى العام 2002م كان منتخب السنغال لكرة القدم الذي شارك في نهائيات كأس العالم، يتدرب على ساحل المنطقة، لكن سرعان ما تضاءلت مساحة الشاطئ بسبب التغيير المناخي وأصبح مكان التدريبات مجرد ذكرى لا أثر لها على الواقع. "وربما لا يتوقف الأمر عند هذا الحد، حيث يُخشي أن تكون لزيادة مياه المحيط وتمدد الساحل، أثر يقضي على جزر و مناطق ساحلية"، هذا ما أشار له المهندس البيئي ديثي سمري ندياي، وأكد على أن مجابهة التغيير يتطلب إعادة بناء البنى التحتية للساحل على طول 200 كلم حوالي المناطق السكنية بداكار، وإنفاق ما قيمته 3 مليارات يورو للتصدي للمشكلة . أولت أيضا السنغال الأمن الغذائي اهتماماً خاصاً، وذلك بفضل جهود مركز الأبحاث الزراعية السنغالي، بابتكاره عينة جديدة من البطاطا الحلوة، بهدف إيجاد بديل للأرز، "الغذاء الرئيسي" للسنغاليين، خاصة بعد الفيضانات التي باتت تجتاح مناطق إنتاجه في شرق آسيا، حيث تضاعف العينة الجديدة الإنتاج إلى 50 طن في الهكتار الواحد. ويقول مدير مركز الأبحاث الزراعي السنغالي (إسرا) ماكومبا ديوب، أن السنغال في السنوات الأخيرة وجدت نفسها أمام مشكلة أمن غذائي إذ أن إنتاجها من الأرز لا يكفي استهلاكها، وبات يتعين على السنغاليين أن يستوردوا ثلث ما يستهلكون. ويشكل محصول البطاطس الحلوة بجانب استخدامه المحلي في الغذاء، مصدر دخل اقتصادي للسنغال حيث يصدر إلى موريتانيا لتصنيع البسكويتات والحلوى، إلى جانب تصديره إلى دول أخرى تسخدمه في الصناعات الغذائية المختلفة. شملت الورشة أيضا تقديم أوراق عمل، حول كيفية استفادة الصحفي العلمي من الإعلام الجديد، الذي يضم المدونات، ووسائل التواصل الاجتماعي مثل الفيس بوك وتويتر، وكيفية استخدام محركات البحث في العمل الصحفي، بجانب استعراض نماذج لتحقيقات استقصائية علمية منشورة، قدمها المتدربون مع المدربين وداخل عليها الحضور بالتعقيب والأسئلة. وتعد هذه الورشة التدريبة هي اللقاء الثالث لمجموعة من الصحفيين العلميين في منطقة أفريقيا والشرق الأوسط، ضمن برنامج تدريبي (SJCOOP 2 ) يرعاه وينظمه الاتحاد الدولي للإعلاميين العلميين، ويستمر لمدة عامين ونصف، حيث بدأ فعالياته في يوليو 2010.
