بسم الله الرحمن الرحيم بدأ الرئيس اوباما حديثه التصالحي بقوله إننا نلتقي في وقت يشوبه التوتر بين الولاياتالمتحدة والعالم الإسلامي وهو توتر تمتد جذوره ويشمل العلاقة ما بين الغرب والإسلام ، وقد شملت هذه العلاقة حسن معايشة وحروب وصراعات ساهم الاستعمار فيها خلال التاريخ الحديث وذلك بسبب حرمان عديد من المسلمين من الحقوق والفرص . هذا وما لم نتوقف لتحديد علاقتنا من خلال أوجه الاختلاف فيما بيننا فإننا سنساهم في تمكين أولئك الذين يزرعون الكراهية ويرجحونها علي السلام ، فيجب علينا إنهاء ذلك ، واني قد أتيت الي هنا للبحث عن بداية جديدة بين الولاياتالمتحدة والعالم الإسلامي. أنني أقوم بذلك وأدرك ان التغيير لا يحدث بين يوم وليلة ولا يمكن لخطاب واحد ان يلغي سنوات من عدم الثقة، كما لا يمكنني الإجابة علي كل المسائل المعقدة، كما يجب بذل جهود دائمة للاستماع الي بعضنا البعض فالمصالح المشتركة بيننا أكثر مما يفصل بيننا وان الإسلام اظهر علي مدي التاريخ قلبا وقالباً الفرص الكامنة في التسامح الديني والمساواة ما بين البشر . واري ان جزء من مسئوليتي كرئيس للولايات المتحدة ان أتصدي للصور النمطية السلبية عن الإسلام أينما ظهرت لكن نفس المبدأ يجب ان ينطبق علي صورة أمريكا لدي الآخرين . وقد ذكر اوباما ان العنف لم يؤدي للغايات وذلك في قوله: ان السود عانوا في أمريكا من العبودية ومهانة التفرقة والفصل بين السود والبيض، لكن العنف لم يكن السبيل الذي مكنهم من الحصول علي حقوقهم بل كان السبيل هو إصرارهم وعزمهم علي السلم . كما ذكر في خطابه ان أنشاء المستوطنات يقوض جهود السلام وتحدث عن حرية الاعتقاد والتعبير وان لا بد للدول الغربية ان تمتنع عن وضع العقبات أمام المسلمين لمنعهم من التعبير عن دينهم . وقال ان معالجة هذه الأمور التي وصفتها لن تكون سهلة ولكننا نتحمل معاً مسئولية ضم صفوفنا والعمل معاً نيابة عن العالم الذي نسعى من اجله وهو عالم لا يهدد فيه المتطرفون شعوبنا، عالم تعود فيه القوات الأمريكية الي ديارها، عالم ينعم فيه الفلسطسنيون والاسرائليون بالأمان في دولة لكل منهم، عالم تحظى فيه حقوق جميع البشر بالاحترام، هذه هي مصالحنا المشتركة وهذا هو العالم الذي نسعى من اجله والسبيل الوحيد لتحقيق هذا العالم هو العمل معا. لكن هذا يتطلب ان نتحلى بالشجاعة اللازمة لاستحداث هذه البداية اخذين بعين الاعتبار ما جاء في القران: (يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثي وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا ان أكرمكم عن الله اتقاكم ) وما كتب في التلمود: (أن الغرض من النص الكامل للتوراة هو تعزيز السلام) وفي الكتاب المقدس: (هنئياً لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يدعون) هذا ما قاله الرئيس الأمريكي فماذا نريد منه ان يقول أكثر مما قال ! وهل نريده ان ينطق بالشهادتين؟ وحتي الذي ينطق بالشهادتين يعطي فرصة ليتبع قوله عمله وليس (كسر رقبة) كما يريد المشككون في نوايا الرئيس أليس الأفضل من الشك ان نحسن الظن بحديثه ولو بحذر، وان ندفعه باتجاه الأفعال بصورة او أخري، ماذا نريده أن يقول، ولماذا يريد البعض ان يقطع شعرة المودة التي بيننا وبين النصاري والتي أشار إليها القران الكريم بقوله " ولتجدن أقربهم مودة للذين امنوا الذين قالوا إنا نصاري " أليس من الأفضل ان ندع تلك الشعرة ما بين الشد والإرخاء بدلاً من قطعها! . ماذا نريده أن يقول، وقد كان النصاري واليهود منذ فجر التاريخ يسعون سعياً حثيثاً ان لا يسمع للقران صوت وان لا ترفع للإسلام راية ولا يزالون ، وقد قالها بوش سلفه " نحن مقدمين علي حرب صليبية علي الإسلام" ما الذي نريده منه من قول وقد استطاع ان يخترق كل الحواجز التي وضعها اليهود والنصاري حتي لا ياتي من يقول مثل قوله هذا عن الإسلام ممن هم اقل منه مكانة ناهيك عن رئيس الولاياتالمتحدة لكنه قال !!!! قال ما لا يريده قومه وما لا يستطيع ان يقوله حتي حكام المسلمين وذلك بقوله ان في الإسلام من التسامح ما يكفي التسامح الذي لم يستطع المسلمون ان يفشوه فيما بينهم وهم يتقاتلون في الصومال وباكستان والعراق وما علموا ان حقن دماء المسلمين مقدم علي تطبيق الشريعة وأوجب الواجبات والفرائض. لم يقل اوباما كما قال الذين منه قبله: " لا تسمعوا لهذا القران والغوا فيه لعلكم تغلبون " لكنه قال اسمعوا وأنصتوا للقران وذلك بتلاوته للأيه التي يسعى اليهود والنصاري باذلين الجهد ان لا يسمعها العالم لانها تبدد أحلامهم وتهدم فكرهم وتعاملهم مع الآخرين تعاماهم القائم علي الشوفونية والاستعلاء والدعوة لسيادة السامية والرجل الأبيض، ولأنهم هم القائلون نحن أبناء الله وأحباؤه، فكم من حروب شنت، ومؤلفات الفت، وحقائق زورت ومنظمات دولية أسست لتكريس هذه الأفكار الاستكبارية، تلى تلك الآية التي لو لم يأت الإسلام الا بها لكفت،، وذلك في قوله تعالي: (ياايها الناس أنا خلقناكم من ذكر وأنثي وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا ان أكرمكم عند الله اتقاكم ). فشتان ما بين من يعترف بتسامح الإسلام ومساواته ما بين البشر وبين من يصوره بعبع مخيف،، الاقتراب منه يشكل خطراً ! . والبون شاسع مابين من يرفض الإسلام ولو أتي عبر الانتخابات وصندوق الاقتراع وبين من يقول يجب ان نترك الشعوب تختار أنظمة حكمها دون تدخل من الآخرين. فلو لم نقل للرئيس أحسنت علي كل ما قاله فلنقل له أحسنت في بعض ما قاله ،،،،،،،، و الرئيس بخطابه عرف بالإسلام وسماحته ومساواته بين الأعراق، فقام نيابة عن المسلمين وهم في تشاكسهم وتقاعسهم يترددون بتوصيل الفكرة وإبلاغ الدعوة وذلك بلفت أنظار العالم للإسلام، وبخطابه تكون الدعوة بلغت ما بلغ الليل والنهار وصدق رسول الله (ص) عند ما قال: (سوف يبلغ هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار) ومن عجب أن يقوم بهذا الدور شخص غير مسلم وختاماً نقول لك أحسنت يا سيادة الرئيس.. الشيخ/ احمد التجاني أحمد البدوي