في مطلع هذا العام اصدر الرئيس البشير قراراً بإنشاء آلية لمحاربة الفساد في السودان ، برئاسة الدكتور الطيب أبو قناية ، وتتبع هذه المفوضية مباشرة إلى رئاسة الجمهورية ، بالتنسيق مع الجهات العدلية الأخرى ،،،، والمتتبع لملف الفساد يجد انه في العام المنصرم ، قد قام الرئيس عمر البشير بإنشاء هذه المفوضية ،،،، وقد عين أيضا الدكتور أبو قناية رئيسا لها والذي كان وكيلا أول بوزارة المالية الاتحادية ، وقبلها المدير التجاري لمصنع صك العملة ،،، والذي تم انتدابه من وزارة المالية إلى رئاسة الجمهورية إلى حين تكليفه بمهام أخرى وقد تم ذلك مع خطاب من وزير المالية آنذاك وإشادته بكفاءة الرجل كان ذلك في فبراير من العام المنصرم ،،،، إلا أن المفوضية لم يرى لها المتتبع أثراً ،،،، وكانت من ضمن ونسات السيد الرئيس الكثيرة التي نسمعها وننساها في نفس اليوم ..... قبل أن أخوض في هذه المفوضية ، خطرت ببالي قصة سيدنا عمر بن الخطاب عندما مر متنكرا ذات مرة بعجوز ،،، فقال لها : ماذا فعل فيكم عمر فقالت العجوز : لا جزاه الله عني خيراً فقال سيدنا عمر رضي الله عنه ولمَ ؟ فقالت العجوز : ما نالني من عطائه منذ أن ولي أمر المسلمين فقل سيدنا عمر بن الخطاب : وما يدري عمر بحالتك وأنت في هذه المكان فقالت العجوز : والله ما ظننت أن أحدا يلي أمر المسلمين ولا يدري مشرقها من مغربها فبكي سيدنا عمر رضي الله عنه وقال : أي احد افقه منك حتى العجائز ثم قال لها بكم تبيعيني ظلامتك من عمر ؟ فاني ارحمه من النار فقالت العجوز : لا تهزأ بنا يا هذا فقال لها : لست بهزاء ،،، وظل بها حتى اشترى ظلامته بخمس وعشرين دينارا وبينما هو معها إذ مر عليه على بن أبي طالب وعبد الله بن مسعود فقالا : السلام عليك يا أمير المؤمنين فوضعت العجوز يدها على رأسها وقالت : اشتمت أمير المؤمنين في وجهه تحدث الدكتور الطيب ابو قناية في صالون الراحل سيد احمد خليفة كلاما كثيراً ،،،، وكنت أظن أن هذا الكلام سيكون كما سبقه من روايات وأحاديث وحجا ( حبوبات ) ، إلا أن الأمر يبدو أكثر جدية هذه المرة ،،،، ويبدو أن ابو قناية ،،،، الذي لم يؤمل فيه الكثيرون خيرا ،،،، وكانوا يستندون إلى خلفيات تاريخية قريبة وليست بعيدة ،،،، ومن أهمها موقعه عندما كان وكيلا لوزارة المالية الاتحادية ،،،، وكانت تقارير المراجع تشير إلى كثير من قضايا الفساد التي أزكمت الأنوف ،،،، فلم نجد لهذا الرجل غباراً مثاراً هناك ،،،، ولكن ما علينا ،،،، علينا أن نترك الرجل يعمل ولننتظر قليلا ،،، فقد قام الرجل ببعض الإجراءات التي ربما تؤدي إلى نتيجة ذكر أبو قناية أن المفوضية بصدد تدشين رقم هاتف مجاني يعمل على مدار الساعة ، لتستقبل فيه أي مظان فساد ، وان الرقم سيكون ( 6996 ) ،،،، كما أن الآلية بصدد تصميم موقع اليكتروني ،،،، لتلقي البلاغات .... وقال الدكتور ابو قناية إن الإجراءات ستتم خلال أيام ..... كما تم تعيين موظف في القصر الجمهوري لاستلام المستندات ،،،، فعلى كل من لديه مستند تقديمه لهذا الموظف ،،،، وأكد على سلامة من يقدم مستنداً ، أو معلومة ،،،، كما نوه إلى أن الحصانة الممنوحة للمسؤولين هدفها إعانتهم لتأدية مهامهم وليست ، لإعانتهم على الفساد تم انتداب الدكتور ابو قناية من منصبه كوكيل بوزارة المالية الاتحادية في فبراير من العام 2011 ،،،، ليتولى مفوضية مكافحة الفساد ،،،،، ليأتي إلينا في فبراير / من العام 2012 ،،، ليقول بان المفوضية ،،،، وبعد عناء وتعب وسهر واجتماعات واجتماعات لتحديد مخصصات أعضاء اللجنة ،،،، وتحديد سعر ساعة الاجتماع فقد توصلت المفوضية المذكورة إلى تحديد رقم هاتف مجاني ليتصل المواطنين عبره ليتحدثوا عن أي مظان فساد ،،،، ولتقول المفوضية الموقرة بأنها بصدد تصميم موقع اليكتروني ،،،،، ماذا يحدث لهذه المفوضية ،،،، هل هذه واحدة من أدوات كسب الوقت التي تستخدمها الحكومة ؟ وتحاول الهاء الناس بين اليوم والآخر ، وكسب يوم جديد من الحكم ،،،، أم أن الرئيس البشير ملتزم بأمر الفساد ،،،، إلا أن طواغيت الفساد يضعون العراقيل ،،،، أمام هذه المفوضية ،،،، ويحاولون إماتتها قبل أن تبدأ عملها ،،،، ولكن ،،، تقول المفوضية بأنها بصدد تصميم موقع إليكتروني ،،، أليس من الأسهل عمل بريد إليكتروني ، لتلقي البلاغات والشكاوى ، فليس هو بأسرع من الموقع ،،،، وستكون جدواه أكثر من الموقع ،،،، واليس كان بالإمكان أن تعلن المفوضية عن فترة سماح ،،،، ليقدم كل من أكل شيئاً من مال الشعب ، أن يقوم بإرجاعه ، في فترة زمنية محددة ،،، فلتكن شهر ، أو على الأكثر ( 45 ) يوم ،،، على أن تضمن المفوضية عدم محاكمة هذا الشخص ،،، ومهما يكن من أمر فعلينا أن ننتظر ، ولكن ليست طويلاً ،،،، بان تدخل الحرارة إلى الهاتف المجاني الذي تم تحديد رقمه ،،،، وليتم تدشين الموقع الاليكتروني ، ولنسمع بان محمد احمد الغلبان ،،، قد ذكر مظان فساد عن المسؤول فلان ،،،، وان المفوضية قد قامت بالتحقيق مع المسؤول ، وردت إليه مظلمته ، أو انصفت المسؤول ... فتح الرحمن عبد الباقي مكةالمكرمة 26/2/2011