حادثت محمد محمد خير!!    هل محمد خير جدل التعين واحقاد الطامعين!!    دقلو أبو بريص    أكثر من 80 "مرتزقا" كولومبيا قاتلوا مع مليشيا الدعم السريع خلال هجومها على الفاشر    كامل إدريس يلتقي الناظر ترك ويدعو القيادات الأهلية بشرق السودان للمساهمة في الاستشفاء الوطني    شاهد بالفيديو.. بلة جابر: (ضحيتي بنفسي في ود مدني وتعرضت للإنذار من أجل المحترف الضجة وارغو والرئيس جمال الوالي)    حملة في السودان على تجار العملة    اتحاد جدة يحسم قضية التعاقد مع فينيسيوس    إيه الدنيا غير لمّة ناس في خير .. أو ساعة حُزُن ..!    من اختار صقور الجديان في الشان... رؤية فنية أم موازنات إدارية؟    المنتخب المدرسي السوداني يخسر من نظيره العاجي وينافس علي المركز الثالث    الاتحاد السوداني يصدر خريطة الموسم الرياضي 2025م – 2026م    إعلان خارطة الموسم الرياضي في السودان    غنوا للصحافة… وانصتوا لندائها    ترتيبات في السودان بشأن خطوة تّجاه جوبا    توضيح من نادي المريخ    حرام شرعًا.. حملة ضد جبّادات الكهرباء في كسلا    تحديث جديد من أبل لهواتف iPhone يتضمن 29 إصلاحاً أمنياً    شاهد بالفيديو.. بأزياء مثيرة وعلى أنغام "ولا يا ولا".. الفنانة عشة الجبل تظهر حافية القدمين في "كليب" جديد من شاطئ البحر وساخرون: (جواهر برو ماكس)    امرأة على رأس قيادة بنك الخرطوم..!!    ميسي يستعد لحسم مستقبله مع إنتر ميامي    تقرير يكشف كواليس انهيار الرباعية وفشل اجتماع "إنقاذ" السودان؟    محمد عبدالقادر يكتب: بالتفصيل.. أسرار طريقة اختيار وزراء "حكومة الأمل"..    وحدة الانقاذ البري بالدفاع المدني تنجح في إنتشال طفل حديث الولادة من داخل مرحاض في بالإسكان الثورة 75 بولاية الخرطوم    "تشات جي بي تي" يتلاعب بالبشر .. اجتاز اختبار "أنا لست روبوتا" بنجاح !    "الحبيبة الافتراضية".. دراسة تكشف مخاطر اعتماد المراهقين على الذكاء الاصطناعي    الخرطوم تحت رحمة السلاح.. فوضى أمنية تهدد حياة المدنيين    المصرف المركزي في الإمارات يلغي ترخيص "النهدي للصرافة"    أول أزمة بين ريال مدريد ورابطة الدوري الإسباني    أنقذ المئات.. تفاصيل "الوفاة البطولية" لضحية حفل محمد رمضان    بزشكيان يحذِّر من أزمة مياه وشيكة في إيران    لجنة أمن ولاية الخرطوم تقرر حصر وتصنيف المضبوطات تمهيداً لإعادتها لأصحابها    انتظام النوم أهم من عدد ساعاته.. دراسة تكشف المخاطر    مصانع أدوية تبدأ العمل في الخرطوم    خبر صادم في أمدرمان    اقتسام السلطة واحتساب الشعب    شاهد بالصورة والفيديو.. ماذا قالت السلطانة هدى عربي عن "الدولة"؟    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان والممثل أحمد الجقر "يعوس" القراصة ويجهز "الملوحة" ببورتسودان وساخرون: (موهبة جديدة تضاف لقائمة مواهبك الغير موجودة)    شاهد بالفيديو.. منها صور زواجه وأخرى مع رئيس أركان الجيش.. العثور على إلبوم صور تذكارية لقائد الدعم السريع "حميدتي" داخل منزله بالخرطوم    إلى بُرمة المهدية ودقلو التيجانية وابراهيم الختمية    رحيل "رجل الظلّ" في الدراما المصرية... لطفي لبيب يودّع مسرح الحياة    زيادة راس المال الاسمي لبنك امدرمان الوطني الي 50 مليار جنيه سوداني    وفاة 18 مهاجرًا وفقدان 50 بعد غرق قارب شرق ليبيا    احتجاجات لمرضى الكٌلى ببورتسودان    السيسي لترامب: ضع كل جهدك لإنهاء حرب غزة    تقرير يسلّط الضوء على تفاصيل جديدة بشأن حظر واتساب في السودان    استعانت بصورة حسناء مغربية وأدعت أنها قبطية أمدرمانية.. "منيرة مجدي" قصة فتاة سودانية خدعت نشطاء بارزين وعدد كبير من الشباب ووجدت دعم غير مسبوق ونالت شهرة واسعة    مقتل شاب ب 4 رصاصات على يد فرد من الجيش بالدويم    دقة ضوابط استخراج أو تجديد رخصة القيادة مفخرة لكل سوداني    أفريقيا ومحلها في خارطة الأمن السيبراني العالمي    الشمالية ونهر النيل أوضاع إنسانية مقلقة.. جرائم وقطوعات كهرباء وطرد نازحين    شرطة البحر الأحمر توضح ملابسات حادثة إطلاق نار أمام مستشفى عثمان دقنة ببورتسودان    السودان.. مجمّع الفقه الإسلامي ينعي"العلامة"    ترامب: "كوكاكولا" وافقت .. منذ اليوم سيصنعون مشروبهم حسب "وصفتي" !    بتوجيه من وزير الدفاع.. فريق طبي سعودي يجري عملية دقيقة لطفلة سودانية    نمط حياة يقلل من خطر الوفاة المبكرة بنسبة 40%    عَودة شريف    لماذا نستغفر 3 مرات بعد التسليم من الصلاة .. احرص عليه باستمرار    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رئيس اللجنة القومية لمكافحة المخدرات البروفيسور الجزولي دفع الله: الوضع غير مطمئن!!
نشر في سودانيل يوم 29 - 02 - 2012

الشرطة التنزانية أكدت دخول شحنة هرويين السودان أغسطس الماضي
القضاء على المخدرات مستحيل ولايوجد اختصاصي واحد في السودان لمعالجة الإدمان
مافيا المخدرات تستهدف الشباب والطلاب بطريقة منظمة
أجراه: خالد فتحي: مجاهد محمد ادريس
الجزولي دفع الله سياسي مرموق.. كان الوجه الأبرز في انتفاضة الشعب التي أنهت عهد الرئيس نميري في الحكم.. تولى رئاسة مجلس الوزراء في الفترة الانتقالية التي أعقبت الانتفاضة، وفوق هذا وذاك طبيب ذائع الصيت لم يدع سماعته أوعيادته إلا قليلا، لكن (الأحداث) جلست إليه بصفة مغايرة بعيدة عن كل القابه السابقة وتاريخه السياسي المشهود.. حاورناه بوصفه رئيسا للجنة القومية لمكافحة المخدرات، لم يتوانَ محدثنا في قرع أجراس الإنذار بشدة للتنيبه على خطرالمخدرات الآخذ في التنامي، وكشف أن عصابات مافيا المخدرات تستهدف الشباب والطلاب بشكل خاص وأن حملاتهم ضد تلك الفئات تأتي منظمة وليس خبط عشواء، ولفت البروفيسور الجزولي إلى أن نتائج الدراسة التي أجريت منذ أعوام على (13) جامعة بالعاصمة أفرزت نتائج جديرة بالاهتمام لكن ردة الفعل كانت دون المتوقع ودون المرتجى، وشدد على أن البطالة أحد أبرز الداوفع للوقوع في براثن المخدرات، (الأحداث) كانت معه في عيادته بالخرطوم بحري في خضم يوم ترابي عاصف أوشك أن يقلب نهارالعاصمة إلى ليل، في تلك الأجواء، ألقينا اليه بتساؤلاتنا القلقة عن الخطر القادم وجهود مكافحتها وتاليا تفاصيل المقابلة:
} منذ عامين ابتدرت حديثك في اليوم العالمي لمكافحة المخدرات بتلاوة أبيات من الشعر، أذكرمنها ما يهمنا الآن «ليت شعري أأيقاظ أمية أم نيام» فهل بقي الحال على ماهو عليه وهل لايزال الناس نياما أم غافلين عن أمر مكافحة المخدرات؟
صحيح قلت هذا من قبل، واستشهدت بالأبيات التي جرت على لسان أحد الشعراء والدولة الأموية على وشك السقوط، لكن أنا افتكر أن هنالك يقظة.
} بدأت الآن؟
نعم ولها مظاهر متعددة أبرزها أن عددا من منظمات المجتمع المدني بدأت في الاهتمام بامرالمكافحة وليس في العاصمة وحدها بل امتدت الى الولايات ومنذ شهر تقريبا عقدت ندوة في ولاية الجزيرة للتوعية من خطرالمخدرات. ومنذ أيام التقينا بالنائب الأول لرئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه.
} بطلب منه أم بمبادرة منكم؟
لا بطلب منّا وتحدثنا معه وأبدى اهتماما شديدا بالخطة الاستراتيجية لمكافحة المخدرات، وناقش اللجنة في المعوقات، والتي أساسها المعوقات المادية، ووعد بحل ماعرض عليه من مشاكل، وأنا افتكر أن يقظة المجتمع ونهوض منظمات المجتمع المدني وشعور الولاة في أنحاء السودان بخطرالمخدرات يدل على ارتفاع درجات الوعي في المستوى الشعبي والرسمي.
} الخطة الاستراتيجية لمكافحة المخدرات محددة بمدى معين أم مفتوحة؟
لا محددة بخمس سنوات.
} هل تكفي للقضاء على المخدرات؟
شوف، القضاء على المخدرات نهائيا مستحيل، وتاريخيا لا يوجد على الاطلاق مجتمع خالٍ من المخدرات.
} إذاً ماهو هدفكم؟
هدفنا أن لا تصبح المخدرات ظاهرة.
} هل هي ظاهرة الآن؟
من الصعب قول ذلك في ظل عدم توفر احصائيات دقيقة، لكن يمكن القول إنها قضية ينبغي الالتفات اليها. ومن الواضح جدا أن المخدرات تسهدف الشباب في الجامعات والثانويات وحتى المدارس الأولية قبل أسبوعين التقينا بمعتمد شرق النيل، وكنا نتحدث عن المخدرات، وكان واضحا من ثنايا الحديث أن لديهم مشكلة من هذا النوع هناك.
} استهداف الشباب والطلاب من قبل عصابات المخدرات هل تشعرون أن المسألة منظمة أم خبط عشواء؟
أنا افتكر أنها عمليات منظمة، وبالمناسبة عصابات المخدرات في أنحاء العالم كافة لديها شبكات دولية، وكلها مرتبطة ببعضها البعض، وأنا اعتقد أنها أكثر تطورا في الاتصال من الكثير من الحكومات بل وسابقة في هذا والذي يتم أن هنالك جهات تحصل على المخدرات من داخل أوخارج السودان وهناك شبكات تتولى توزيعها على المناطق والمجموعات المستهدفة.
} وهل هنالك دلائل قوية على ذلك؟
بالتأكيد من خلال متابعاتنا اكتشفنا وجود صيدلية بعينها يذهب اليها المدمنون للحصول على المخدرات.
} ماهي الوسائل التي تستقطب بها تلك العصابات ضحاياها وكيف ينجحون في أوساط الشباب والطلاب؟
الشباب بطبيعته يحب التجريب.
} هل صحيح أن كلمة (جرب) هذه أخطر وسيلة وهي الكلمة المفتاحية في الدخول لهذا العالم الغريب؟
نعم وهنا ينبغي أن اقول لكم إنه يوجد نوعين من الشباب الأول وقد يكون شريحة صغيرة، ويتمثل في عدم توفر السياج الأسري الذي يقيه شرور الوقوع في براثن المخدرات ويتمتع بإمكانات مادية، وهذا النوع مع حب الشباب للتجريب يدخل الى العالم، وهو يتطلع الى اللذة غض النظر عن عواقبها وقطاع آخر محروم، ويعتقد أن المخدرات ملاذ بالنسبة اليه. وشيئا فشيئا يتحول متعاطي المخدرات إلى مروج لها.
} ترويج إيجابي أم سلبي ؟
لا المتعاطي سرعان ما يصبح مروجا.
} تعني إنه يقوم بالترويج بمقابل مادي أم يروج لها عبر سلوكه الشخصي ويقوم الآخرون بتقليده؟
لا أنا أقصد أن يصبح مروجا بسلوكه الشخصي واقناعه للآخرين بالتعاطي.
} آليات التوعية ألا يخشى أن تصبح ذات تأثير سالب في حمل البعض على التجربة بواقع أن الممنوع مرغوب؟
نحن دائما مانقول إن الحديث عن المخدرات سلاح ذو حدين وإذا لم يتم تناول الأمر كما ينبغي بحساسية قد تصبح بسهولة مروجا لها، والذين يتحدثون عن المخدرات يجب أن يتمتعوا بهذه الحساسية التي يتم اكتسابها بالتدريب؛ لأن الالحاح ولفت الأنظار بالحديث المتكرر عنها قد يؤدي المكافح مروج لها دون أن يدري، وهذا خطر نحن شديدو الانتباه اليه.
} إذن ينبغي أن القائمين على أمر المكافحة ذوو خبرة ودراية، باعتبار أن المتعاطي مريض يرغب في الشفاء من الادمان، ونذكر أنك قلت في مقابلة سابقة إنه ليس كل طبيب نفسي معالج من الإدمان لو أفضت في تبيان ذلك؟
ليس هنالك في السودان اختصاصي واحد لمعالجة الإدمان.
} على الإطلاق؟
نعم على الإطلاق، كل الذين يقومون بمعالجة الإدمان يقومون به كجزء من تخصصهم في العلاج النفسي، وبالفعل نحن في حاجة ماسة للاختصاصيين في معالجة الإدمان، بجانب مراكز مختصة، واللجنة القومية أنها تسعى مركز من هذا النوع وتملك الأرض والخرائط وينقصها فقط المال، والآن مراكز العلاج النفسي تقوم بهذا الجانب في إطارالمعالجة النفسية بصورة عامة وفي إحدى المرات كتبنا إلى وزيرالصحة لإنشاء مركز لعلاج الإدمان وردت علينا أنها لا تملك الامكانات الكافية لمعالجة الإدمان.
} مستشفى البروفيسور عبدالعال الادريسي بكوبر أليس مختصا بعلاج الإدمان؟
هنالك مركز الآن تشرف عليه الدكتورة نورالهدى، وهي عضو باللجنة القومية لمكافحة المخدرات وتحاول إنشاء مركز لعلاج الإدمان وقطعت خطوات، لكننا نطمح لقيام مركز اكبر من هذا.
} البعض يعتبر أن مدمن المخدرات ضحية وليس متهم وأرى أن حديثكم ينبئ عن شيء من هذا فهل اللجنة سائرة في هذا الاتجاه التعامل مع متعاطي المخدرات كضحية وليس حالة جنائية؟
نعم، في قانون مكافحة المخدرات الجديد المتعاطي في المرة الأولى على الأقل يعتبر مريضا وليس متهما، وفرقت بطريقة واضحة بين المتعاطي والمروج، والى حد ما المتعاطي مريض ولكنه ليس مجرما، وحتى لوكرر التعاطي يعاقب بطريقة اخف من المروج.
} التعديلات التي سلفت قدمت بالفعل؟
نعم.. نعم (كررها مرتين).
} هل لديكم أي شراكات مع الانتربول والشرطة بوجه عام في مجهودات الحد من تفشي المخدرات؟
بالتأكيد أولا الانتربول لديه صلة وثيقة باللجنة وقبل ثلاثة أشهر دعيت مع أحد ضباط شرطة مكافحة المخدرات إلى مؤتمر بأديس أبابا حول مكافحة الهرويين، والفعالية استمرت على مدى يومين، وكان الحديث عن الهرويين لافتا للانتباه؛ لجهة أن كثير من الدول الافريقية قل اهتمامها ب(البنقو)؛ لأن الهرويين أكثر انتشارا، والغريب أن في هذا المؤتمر أبلغنا ممثل الشرطة التنزانية أن لديه معلومات أمنية عن تسرب (20) كلجرام من الهرويين لداخل الأراضي السودانية.
} متى كان ذلك؟
اغسطس العام الماضي.. ونحن لدينا شراكات مع الانتربول لكن هناك معوقات تمنع من وصولها الى الحد المطلوب.
} ماهي هذه المعوقات؟
هذه الأمور تتحكم فيها السياسة الدولية فيمايخص السودان كدولة.
} ماذا تعني؟
أعني اذا علاقات السودان إذا أضحت طيبة بدول العالم، هذا يسهل عمل اللجنة القومية لمكافحة المخدرات؛ لأن هذه الأمور تتحكم فيها أشياء سرية تحدث خلف الكواليس.
} حدود السودان الشاسعة هل شكلت تأثيرا في أنشطة عصابات تهريب المخدرات؟
حدود السودان سواء أن كانت القديمة أو الجديدة (بعد الانفصال) لسوء الحظ تخلو من الموانع الطبيعية لا جبال ولا أنهار أوغيره، فهي حدود مفتوحة، ويستحيل السيطرة عليها بطريقة محكمة، مهما حاولنا ذلك أن لا تخترق الحدود من عصابات المخدرات لاتستطيع أن تفعل، لكن تستطيع أن تحد وأن تجعله أكثر صعوبة.
} هل توجد احصائية أونسبة تقريبية لعدد المتعاطين في السودان؟
لا لا توجد أي دراسة تدل على عدد المتعاطين في السودان، كل الموجود مايصل إلى مضابط الشرطة ودلت التجارب العالمية أن ما يصل الى دوائرالشرطة لا يتعدى 10% من الموجود فعليا في المجتمع.
} بالنسبة لحجم المخدرات أم نسبة المدمنين؟
كل مايصل لايتعدى 10%
} ألا ترى أنها نسبة قليلة جدا؟
نعم هي كذلك، وهذه في أحسن البلدان التي تمتلك أجهزة شرطة ذات كفاءة عالية، ونحن حتى الآن خريطة حقيقية لعدد المتعاطين في السودان، وكل الذي فعلناه كان إجراء دراسة في 13 جامعة في الخرطوم وهذه الدراسة خرجت بنتائج.
} مقاطعة.. خطيرة؟
نتائج جديرة بالاهتمام، ونحن لم نقم بنشر تلك النتائج، لكن بعثنا بنسخ منها الى كل المسؤولين بالدولة المعنيين بهذا الأمر بدءا من رئيس الجمهورية.
} وماذا كانت ردة الفعل؟
وصلتنا بعض الاستجابات لكن حجمها لم يكن بالمستوى المتوقع بالنظر الى الذي تمخضت عنه الدراسة. ولكن من المؤشرات الايجابية عندما ذهبنا إلى ولاية الجزيرة حكومتها تكلفت باجراء دراسة مماثلة بالجامعات هناك.
} تعني أن الاستجابة كانت ضعيفة؟
أنا أقول إن ردة الفعل كانت دون المتوقع ودون المرتجى.
-قلت إن النتائج كانت جديرة بالاهتمام في أي ناحية؟
أنا أقصد في كل الجامعات التي درسناها تتعاطى المخدرات بنسب وأنا لا أود التحدث عن نسب محددة لكن لا تكاد تخلو جامعة من تعاطي المخدرات بالرغم أن التعاطي يتفاوت بين الجنسين.
} من الدراسة هل المتعاطون من الطبقات الثرية أم الفقيرة أم خليط من الاثنين؟
والله شوف الدراسة لم يتم تحليل كامل لمخرجاتها.
} لماذا؟
الذي وقف في سبيل هذا التحليل العنصرالمادي.
} الكثيرون يشيرون إلى أن مجهودات اللجنة في مجال البحوث العلمية والكتب والمنشورات ضعيف وغير مؤثر –إلى أي مدى يمكن اعتبار هذا الاتهام صحيحا؟
اتفق معكم أن يجب بذل أكبر في هذا الجانب، ونحن نعتقد أن هنالك وسائل جديدة لو استغلت بطريقة أمثل يمكن أن تكون أكثر فعالية من الكتب والمنشورات مثل الرسائل القصيرة على الهواتف النقالة، التي يمكن أن تصل الى أكبر عدد من المجموعات المستهدفة.
} تعني انه يوجد قصور في مسألة الترويج لأعمال المكافحة؟
أكيد ونحن لا ندعي، وكما سلف أن المخدرات لاتقوم بها اللجنة إنما قطاعات الدولة كافة والمجتمع نحن فقط محرض ليس الا.
} لكن هنالك اتهامات عديدة أن اللجنة موسمية النشاط تحتشد قبل الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة المخدرات ثم تنزوي ماقولك؟
لا ليس صحيحا لكن اللجنة لاتملك وسائل للدعاية والاعلان وكثيرون لايعلمون أن اللجنة نظمت ورشة عمل في ولاية الجزيرة قبل شهر، ولأنها شدت الرحال الى محلية شرق النيل وحاضرت 150 إماما وداعية بالمنطقة عن خطرالمخدرات، وكل شهر ننظم ورشة عمل في قطاع مهم لمناقشة أمر المخدرات.
} عطفا على دعاة وأئمة شرق النيل هل يعني أن اللجنة ستراهن على نحو اسع على عامل الوازع الديني في المكافحة؟
طبعا، فالوازع الديني عامل مهم جدا في تماسك المجتمع، وكذلك مهم جدا في إبعاد الشباب عن خطرالمخدرات، وهذا العامل من المهم الاعتماد عليه في مجتمع محافظ ومتدين كالمجتمع السوداني.
} لكن البعض يعتبر أن اللجنة بلا خارطة طريق؟
يرد ضاحكا.. ليس صحيحا اللجنة لديها خارطة طريق واستراتيجية ولو أردت يمكن أن نعطيك نسخة منها.
}لماذا لاتطرحون على الشركات الكبرى وشركات الاتصال على نحو خاص مبادرات لتبني برامج اللجنة؟
لم نغفل هذا والتقينا بعض مديري شركات الاتصال وحقيقة هذه الشركات تختارالأنشطة التي لديها رواج وألق، ولاننسى أنها ليست منظمات خيرية وقطعا هي ترعى الأنشطة التي تعتقد أنه يخدم مصالحها. وأصدقكم القول لاتوجد شركة أومؤسسة لكن الاستجابة كانت ضعيفة في بعض الأحيان تتبرع شركة كبرى تبرعا هزيلا. وأذكر في إحدى المرات تبرعت لنا شركة بمبلغ (حردناه) لشدة ضعفه.. وهنا تحضرني أبيات للشاعرالمصري مصطفى صادق الرافعي عن بعض الجهات «لايبذلون في سبيل الخير خردلة إلا إذا قيل قبل الدفع قد دفعوا».
} لكن من وجهة نظرك أين تكمن العلة هل في قلة فهمهم لخطر المخدرات أم أزمة مفاهيم؟
هنالك مشكلة في فهم العمل الخيري، والآن في الجتمع السوداني هنالك امكانات ضخمة لعمل الخير لكن الفهم لذلك ضيقة للغاية الذي لا يعدو بناء مسجد أو بناء خلوة أوكفالة يتيم، لكن لم يتوسع فهم عمل الخير في مرحلة من المراحل لإقامة مركز لعلاج الإدمان. فالمطلوب تجديد مفاهيم الاعمال الخيرية لتتسع وتشمل مجالات أوسع وينبغي للمجتمع أن يضع أسبقياته؛ لأنه في مرحلة من المراحل إقامة مركز لعلاج الإدمان قد يكون أفضل من بناء مسجد لأن المساجد موجودة ومتاحة.
} ألا تتفق معنا أن من أوجه القصور أن قادة الرأي وقادة الأحزاب لايبادرون في الاتصال باللجنة والاطلاع على مجهوداتها؟
على المستوى السياسي لم يحدث قط أن اتصل أحد قادة الأحزاب السياسية بهذه اللجنة، ونحن من جانبنا نتصل بالجهات الرسمية .
} تعني هم لم يبادروا على الاطلاق؟
لا ونحن من جانبنا لم نسعَ للاتصال بهم وأنا اعتقد انه نوع من التقصير من الجانبين، ويجب أن نبادر ونتصل بهم، لكن الأمام الصادق المهدي سبق، وتعرض لهذا الموضوع في احدى خطاباته الجماهيرية.
} تفشي المخدرات وتحولها الى كارثة هل للحالة السياسية والظروف الاقتصادية دور في هذا؟
طبعا الحالة الاقتصادية واحدة من العوامل لكنها ليست العامل الوحيد، وقطعا هنالك عوامل أخرى، كالتفكك الأسري السماوات المفتوحة العالم الأن أضحى قرية صغيرة، حركة النزوح الداخلي والخارجي طموحات الشباب الذي تخرج من الجامعة ولايجد عملا ووجد نفسه جالسا على الرصيف، وقلة توفر وسائل الترفيه البرئ ولنا أن نتساءل هل توجد سينما، أومسارح يذهب اليها الناس كل هذه قضايا وغيرها يجب الحديث عنها عن الخوض في وسائل مكافحة المخدرات في المجتمع.
} ماهي أهم الدوافع لتعاطي المخدرات في السودان بشكل دقيق؟
من الصعب جدا أن تشير بأصبعك إلى سبب بعينه وتقول هذا هو الذي يؤدي الى تفشي المخدرات.
} حسب تقديراتك ماذا يمكن أن يكون؟
أنا افتكر أن المخدرات متاحة، وهي تزرع في السودان، وفي متناول اليد وبأسعار أيضا يمكن الحصول عليها، وهناك حاجة لاستهلاكها خاصة من جانب الشباب، فاذا كان مايطلب موجود والحاجة اليه متوفرة، فيصبح بالتالي استهلاكه منطقيا.
} النكات التي تتحدث عن الاشخاص ذوي الخيال الواسع (نكات الحشاشين)، التي تنطوي على إعلاء من شأنهم بجانب ربط المخدرات بالابداع الا تعتبر دعوة صريحة لتعاطي المخدرات أو أن يجربها الناس على أقل تقدير؟
بالتأكيد، وهذه واحدة من مشاكل اللجنة في السودان ومن مشاكل الأدب العربي، وقد ذكرت في الاحتفال الأخير باليوم العالمي لمكافحة المخدرات ماورد في الأدب العربي عن الخمر، وأنا لا أعرف اذا لم يحرمها القرآن الكريم والله لا أدري كيف كان سيتعامل المسلمون معها، حيث تضج الأشعارالعربية وتفيض في وصف الخمر وتقريظ شمائلها والدعوة اليها وتحبيب الناس اليها. وبالتالي الأدب يلعب دورا كبيرا جدا باعتباره قريبا من وجدان الناس، وإذا بحثنا في الأدب الشعبي السوداني سنجد فيه الكثير ما يدفع الناس الى تعاطي المخدرات. ومايقال إن الحشاشين أصحاب نكتة وأن المخدرات ترفع الحواجز بين الناس فيصبح أكثر انفتاحا.
} أيضا العطالة والفراغ أليست ذات أثر في ارتفاع المعدلات؟
طبعا، إن قلت إذا كان الشباب هدفه التخرج من الجامعة والالتحاق بوظيفة وأسرته في انتظار وعندما يجد نفسه جالس على الرصيف لسنوات ماذا تتوقع منه.
} من خلال رئاستك للجنة القومية لمكافحة المخدرات هل رصدت أن مافيا المخدرات بدأت في فتح أسواق جديدة؟
السودان خلاف أنه منطقة لانتاج المخدرات أيضا هو معبر لها، ومنه تعبر الى أوربا والبلدان العربية واذكرفي مؤتمر أديس أبابا المار ذكره اكتشفنا حقيقة أخرى أن المخدرات المصنعة الموجودة في الجانب الشمالي من الكرة الأرضية، في امريكا الشمالية أوالجنوبية بعد التضييق عليها اضحت المافيا تأتي بها الى افريقيا، ثم إعادة تصديرها إلى أوربا مرة أخرى.
} هل بطرفكم أي احصائية ولو تقريبية عن حجم الأموال المتداولة في قطاع المخدرات؟
في السودان أم العالم.
} لا في السودان؟
في السودان (مافي)، لكن في العالم ماينفق على تجارة المخدرات يزيد عن أربعمائة بليون دولار ويمثل 8% من الناتج الاجمالي العالمي.
} وجميعها مرتبطة بجرائم غسل الأموال؟
كلها كلها مرتبطة بعمليات غسل الأموال، بالجريمة المنظمة.
} في السودان هل دخلت نطاق الجريمة المنظمة؟
لا نستطيع أن نقول هذا، لكن هنالك جرائم كثيرة اتضح أن الحشيش كان جزءا منها وأنا اعتقد أن بعض الجرائم الأخيرة وحوادث المرور لابد أن نحس أن وراءها مخدرات.
} وزيرالداخلية تحدث منذ عامين تقريبا أمام نواب البرلمان أن حجم الأموال الدائرة في تجارة المخدرات توازي إن لم تفق الأموال الدائرة في قطاع البترول مارأيك؟
والله هذا حديث وزيرالداخلية، وهو لابد أن تكون لديه اسسه ومنطلقاته لهذا الأمر.
} لكن ألا توافقني أن الحديث خطير؟
أكيد، أكيد، هذا تصريح خطير لكن لا أعتقد أن وزيرالداخلية ينطق دون أي سند.
} الوزيرألم يستند إلى معلومات من اللجنة القومية؟
لا، لأن اللجنة لاتملك معلومات كهذه في السودان.
} هل تسربت المخدرات من الجامعات إلى الثانويات؟
في ظاهرة تتمثل في أن المخدرات موجودة على مستوى طلبة الجامعات وطلبة الثانويات.
} تعني أن الوضع غير مطمئن؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.