قرأت أمس بيان من الحزب الاتحادي الديمقراطي, كان ممهورا بتوقيع السيد حاتم السر , مسؤول الإعلام في الحزب "الاتحادي الديمقراطي الأصل" ومع " التشديد علي الأصل " لأنها "كلمة لها مدلولاتها التاريخية سوف نتعرض لها في مقال أخر" و بيان السيد السر, يشير إلي أن هناك مؤتمرا سوف يعقد لعضوية الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل في الولاياتالمتحدةالأمريكية,و في السابع من إبريل الجاري, حتى هنا يكون البيان عاديا, و لكن السيد السر في البيان حاول أن يرسل إشارات غير مباشرة, بأن هناك مؤتمرا كان قد عقد, و أنهم غير راضين عنه, بسبب عدم شرعيته . و حاولت أعرف كيف يكتسب المؤتمر الشرعية, و أيضا ما هي الشرعية في ذهن رجل كان مرشحا لرئاسة الجمهورية, و ملأ الدنيا ضجيجا بشعارات ديمقراطية, و رفض تولي وزارة لأنه لا يريد أن يشارك مع أهل الإنقاذ. يقول حاتم أن المؤتمر القادم قد وافقت عليه قيادات من الحزب, و أن السيد محمد عثمان موافق عليه هذا المؤتمر. هذه شرعية رجل يرفع شعارات ديمقراطية, و يعتقد أن رضي مجموعة من القيادات, و رضي السيد رئيس الحزب هي شرعية المؤتمر. كنت اعتقد, أن ينقد السيد حاتم السر المؤتمر, لأنه يخالف قانون و للوائح الحزب, أو أن النصاب القانوني لم يكتمل, أو أن اللجنة التنفيذية الشرعية انتخابا لم تدعو للمؤتمر, و لكن السيد حاتم السر هجر كل الأسس المنطقية و التنظيمية و اللوائح, و ذهب إلي طريق أخر ليس له أية علاقة بالديمقراطية, أن السيد الميرغني غير راضي عن المؤتمر الذي عقد, و هو راضي عن المؤتمر الذي سوف يعقد, و سوف يرسل بعض القيادات لكي تحضر المؤتمر, و اعتقد علي رأسهم السيد محمد المعتصم حاكم, العائد من صفوف الحركة الشعبية الشرعية الخط التصحيحي بقيادة دنيال كودي كما يسميها السيد حاتم. قد لفت بيان السيد حاتم نظري أن هناك مؤتمرا كان قد عقد في الولاياتالمتحدة, ضم العديد من الاتحاديين, و خاصة أولئك الذين كانوا ناشطين في الحركة الطلابية في السودان و الشبابية, و الذين يطالبون بالرجوع إلي فكر و مبادئ و مواقف الحركة الاتحادية, و هي قيم لا تتفق مع مبادئ السيد حاتم السر, القائمة علي "علاقة الحوار بالشيخ" , و هي علاقة نحترمها في علاقة الشخص بالسجادة, و لكنها لا تصلح في العمل السياسي, و خلط هذه العلاقة بشكل كبير من أواخر الثمانينات, هي التي جعلت هناك حالة من الخصام الشديد بين السيد الميرغني و الديمقراطية, بسبب تعارض القيم فيها, و كل ما لم يقبله السيد الميرغني هو غير شرعي, و الغريب في الأمر, أن النخب الاتحادية هي التي عمقت هذا الفهم عنده بسلوكها, في الجري وراء مصالحها, لذلك أسقطت مبادئها في طريق المصالح الخاصة, و أصبح رضي السيد الميرغني فوق اللوائح و القوانين, كما أشار السيد حاتم في بيانه, لآن في المنعطفات التاريخية يخرج الأصل في السلوك و ليس شحيح المكتسب, فالسيد حاتم في لحظة نسي كل شعارات الديمقراطية و الحرية و بدأ يبحث عن رضي السيد الذي يعطي الشرعية, و تنازل حاتم عن شعارات لا تصنع وظيفة أو تدرج في مراتب, فخلط القيم يضعف الشخص المتطلع, لأنه سوف يوضع في خيار بين خيارين الوقوف مع المبادئ و الدفاع عنها حتى و لو سلبت كل العطايا أو الرجوع للسهل, و تقديم فروض الطاعة و الولاء, و التنازل عن المبادئ, و هذا الذي اختاره حاتم. عدم رضي السيد الميرغني علي المؤتمر مفهوم لأن الأغلبية التي شاركت في المؤتمر أدانت مشاركته مع الإنقاذ و أكدت علي نضال الجماهير السودانية من أجل التغيير الديمقراطي فاعتقد السيد الميرغني أن المؤتمر موجه ضده و بالتالي طالب بعقد مؤتمر بديل من مجموعة من أهل الولاء و هي ذات علاقة السيد حاتم. فلا اعتقد هناك من يرفع راية المعارضة و عدم المشاركة مع الإنقاذ و في نفس الوقت ينفذ كل ما يطلبه السيد الميرغني حتى و لو خالفت مبادئه فتكون هذه علاقة فيها كثير من التناقض المثير الذي ليس لديه أية علاقة بالحرية و الديمقراطية لآن هاتين الاثنتين أول ما تفعلهما تحرر الإنسان في فكره و رأيه و استقلالية في الطرح و هي التي تعمق الوعي و لكن حالة الاستلاب تجبر الإنسان علي الخنوع. في الظرف التاريخي الذي يمر به السودان و الحزب الاتحادي الديمقراطي كانت اعتقد إن السيد يقبل المؤتمر الذي عقد حتى إذا كانت قرارات و توصيات المؤتمر تعارض منهج السيد شخصيا لأن السيد الميرغني بمشاركته في الحكومة العريضة كما ذكرت سابقا فقد كل كروته السياسية وفقد القدرة علي التكتيك و بالتالي لا يستطيع الفكاك من قبضة المؤتمر الوطني فكان علي الأقل اختلاف الرؤى الاتحادية تجعل لديه مساحة من التكتيك و لكن السيد الميرغني اعتقد أن تحالفه مع المؤتمر الوطني حلف دائم لا فكاك عنه فاعتقد أن الدور الذي يقوم به السيد حاتم لا يجدي و بالتالي لا يمكن أن تكون حكومة و معارضة في نفس الوقت و خاصة إذا كان زمام الأمر عند رجل واحد أقتنع بحلف الأحزاب و سار في ركبه. يستطيع السيد الميرغني أن يعقد مؤتمرا للحزب الاتحادي من جميع الذين يدينون له بالولاء, و يستطيع أن ينفق من المال علي بعض القيادات, و لكنه لا يستطيع أن يكسر هامة أولئك الشباب و فكرهم, و دعوتهم للحرية و الديمقراطية, و نضالهم من أجل التحول الديمقراطي, فهؤلاء جذورهم ضاربة في التربة الاتحادية, جبلوا علي الصراع و مصارعة الدكتاتوريات إن كانت في الدولة أو في الحزب, و محاربة كل أدواتها التي تتشكل و تتلون حسب الطلب, و رغبة القائد و حتما الزبد يذهبا جفاء وما ينفع الناس يمكث في الأرض و لنا عودة و الله الموفق zainsalih abdelrahman [[email protected]]