[email protected] لقد سأم الشعب السوداني ( طرة ) الاسلاميين و( كتابة ) اليساريين أما آن للمسلسل المكسيكي ( توم ) الشيوعيين و ( جيري ) الاخوان المسلمين ان ينتهي . كلمة السر في بلادنا المفقودة هي الحوار : بين السنة والشيعة . الصوفية وانصار السنة . الشمال والجنوب . الحزبين التقليدين . الحزبين الايدلوجيين . بيننا وبين انفسنا . مناظرات على اسس فلسفية ، عقلانية ، تبحث في اسهامات منظري كل طرف . بلا مقدمات طويلة يقوم هذا المقترح على حوار سمعان ثقافي فكري بين مثقفي اليسار واليمين غير الملوثة اياديهم بدماء شعبنا او جيوبهم بحق الدوا والملاح . اعتقد ان هناك حوار طرشان سياسي في السودان فكل معسكر لا يرى ابعد من ارنبة انفه . وهناك تكرار حد الملل لمسوقات ومبررات مواقف كل طرف. ويعزى ذلك للعقلية ( الايدلوجيا ) التي نتجت عنها مواقف كل طرف . إن قيام مؤتمر مائدة مستديرة للنظر النقدي في تاريخ البلد واسهام حزبي اليسار واليمين فيه سلبا وايجابًا يمكن ان يفتح لنا طريق ثالث المصالحة والحقيقة مثلا . لكن حتى الوصول لهذه النتائج الايجابية نؤيد بشدة محاسبة كل من اجرم في حق شعبنا واسهم في شظف عيشه باهدار المال العام او قتل او تعذيب او تشريد بسبب الرأي المخالف فمثل هذه الجرائم لا تسقط بالتقادم منذ فجر الاستقلال لكن لديها دعاتها من كل صنف ونوع يملأون الساحة السياسية . بالرغم من بصماتها القوية على تاريخ السودان منذ الاستقلال فتشرزم وانقسامات ومكايداتها لبعضها تحتاج لحوارات اخرى لذا نغض الطرف عن دعوة مثقفي تيارات الوسط المستندة لقواعد طائفية لمائدة الحوار الايدلوجي المقترح حيث ستتم دعوتهم لمائدة حوار وطنية شامله . لماذا حزبي الجبهة الاسلامية بشقيه الوطني والشعبي من جهة والشيوعي من جهة ؟ لقد لمسنا من بعض قيادات الشعبي ما يشبه النقد الذاتي للكثير من المواقف التي اسهمت في بؤس الحياة السودانية بكل انواعها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ونلمس من بعض رموز الوطني الاحساس بالكارثة وما اوصلتنا اليه افكارهم وافعالهم في البلد من انشطار للوطن وحروب من كل نوع وإدارة الدولة على اساس بوليسي . بالحوار العقلاني وحده وليس مناظرات اركان النقاش الطلابية يمكن ان نخطو الى الامام بدلا عن المنطق السياسي العقيم للحاكمين والمعارضين الان . امثلة لممثلي اليسار صغير الممارسين للفعل السياسي المحترف ( عضوية حزب ) مثل د. حيدر ابراهيم ، الاستاذ كمال الجزولي ،...إلخ اما عن اليمين فيمكن بروف الطيب زين العابدين ،د. الافندي ، المحبوب عبد السلام وغيرهم . القاسم المشترك بين الفئتين : الثقافة العالية ، صناعة الرأي ، الكتابة في الصحف ، الاستنارة ، النضج ، عدم التشنج ، الحدب على مصلحة البلد . نتائج هذه المائدة المستديرة او المستطيلة والمربعة او ايا كانت على قول الزعيم الراحل نقد يمكن ان تكون غير ملزمة لكنها بالتأكيد ستكون لوجه الشعب السوداني الكريم ولعيون التاريخ والحقيقة . على ذكر المرحوم نقد اقتطف ما يدعم اقتراحي من مقال الصحافي عثمان ميرغني في نعيه لنقد (( في إحدى زياراتي له في بيته.. قال لي: (نحن – ويقصد الحزب الشيوعي- والإسلاميون ضيعنا وقت الشعب السوداني..).. قدم حيثيات هذه العبارة القاطعة، فقال: (كان من الممكن أن نتفق على الحد الأدنى من المصالح الوطنية.. ونرمي بالخلاف السياسية والفكرية خارجها.. فنجنب البلاد كثيراً من الصراعات ) التيار 23 / 03/ 2012 المؤتمر المقترح يبحث في : أسباب فشل ادارة التنوع الثقافي والعرقي والديني في بلادنا وكيف يمكن ان تكون شعوب السودان امة واحدة. الاسباب الحقيقية والجزور التاريخية للانفصال . دور كل معسكر فكري في انقلابات السودان المختلفة . دراسة من وجهتي النظر المختلفة لتجارب الربيع العربي . وتجارب التغيير السودانية السابقة . دراسة علمية عن الدولة المدنية ومدى ملائمتها للحكم في السودان . رؤية مشتركة لسودان الغد . وغيرها من اوراق عمل تقترح في حال وجود تجاوب وقبول لفكرة الحوار . مثل هذه الفكرة تحتاج ل : شخصيات قومية مستقلة امثال الاستاذ محجوب محمد صالح امد الله في عمره . جامعة عريقة تتصدى بحياد اكاديمي للمساهمة في الاعدا الجيد له . صحيفة كبرى تقوم بدور تاريخي . مراكز البحوث ان وجدت هذا من صميم خدماتها للمجتمع وللشعب السوداني . ان مثل هذا العمل يحتاج لوثائق ، ارشيف ، وغيرها من وسائل الدعم ويمكن الاستفادة من دار الوثائق في هذا المجال .