اتهمت جنوب السودان الثلاثاء طيران الخرطوم بقصف اراضيها مجددا على طول الحدود المشتركة بين البلدين قرب منطقة ابيي. وبحسب وزير اعلام جنوب السودان بارنابا ماريال بنجامين اصيب اربعة مدنيين بينهم طفل بجروح عندما قصفت الطائرات السودانية منطقة ابيمنون على بعد حوالى اربعين كلم من الحدود بين البلدين. وقال الوزير "الثلاثاء قصف الطيران ابيمنون في عمق اراضي جنوب السودان، بحسب المعلومات الاولية جرح اربعة مدنيين بينهم طفل". واضاف ان "الهدف كان جسرا استراتيجيا في ابيمنون". وفي الخرطوم لم يتسن الاتصال بالجيش السوداني على الفور. واتهم الوزير الجيش السوداني بالتحرك للاستيلاء على حقول النفط في ولاية الوحدة في جنوب السودان حيث تقع ابيمنون من دون توضيح ما اذا كان الجنود السودانيون دخلوا اراضي جنوب السودان. وقال ان "لواءين من القوات المسلحة السودانية مدعومة ب16 دبابة و(...) ميليشيات موالية للخرطوم تتقدم باتجاه ولاية الوحدة بنية الاستيلاء على حقول النفط واحتلالها". وفي 26 و27 اذار/مارس دارت معارك عنيفة غير مسبوقة بين جيشي الخرطوموجوبا منذ تقسيم السودان في تموز/يوليو 2011 وتبادل الجانبان الاتهامات ببدئها. ومذذاك يتبادل الجانبان الاتهامات بمواصلة الهجمات ما يثير مخاوف من اندلاع حرب جديدة. ودارت حرب اهلية بين الخرطوموجوبا لعقود قبل التوصل الى اتفاق سلام في 2005 ادى في تموز/يوليو 2011 الى استقلال جنوب السودان. وعلى سكان منطقة ابيي ان يقرروا في استفتاء اذا ارادوا الالتحاق بالجنوب او الشمال لكن جدلا حول معايير التسجل على لوائح الاقتراع حال دون تنظيمه. وفي ايار/مايو احتلت القوات السودانية قسما كبيرا من الاقليم لطرد الجنوبيين في مناورة دانتها الاسرة الدولية. وبحسب تقرير للامم المتحدة نشر في كانون الثاني/يناير لم تحترم الخرطوم ولا جوبا الاتفاق المبرم في شباط/فبراير الذي تم التعهد بموجبه بسحب القوات. ونفذت غارة جوية في 31 اذار/مارس على منطقة ابيي هي الاولى منذ اتفاق حزيران/يونيو بحسب الاممالمتحدة. ولا تزال هناك نقاط خلاف عديدة عالقة منذ تقسيم الشمال والجنوب. ولم يتوصل البلدان الى الاتفاق حول التعويضات التي يتعين على الجنوب دفعها للخرطوم لنقل النفط من حقوله عبر انابيب الشمال للتمكن من تصديره. كما يدور خلاف بين البلدين حول ترسيم حدودهما المشتركة ويتبادلان التهم بدعم التمرد على اراضي البلد الاخر.