في حوار نشر بصحيفة (الحقيقة) بتاريخ 21-7-2010م سألت الإمام الصادق إن كان حريصاً علي عودة مبارك الفاضل لأجهزة حزب الأمة وبعد إلحاح في السؤال قال المهدي (تستطيع أن تسأل وتعرف الحقيقة، ومنهم من هو حريص علي عودة مبارك ومنهم من هو غير حريص علي عودته ويعتقد أنه صاحب مؤامرات) ومنذ تلك الأيام دخلت العلاقة بين الصادق المهدي ومبارك الفاضل في نفق الخلافات والتقاطعات التي لاتنتهي ، صحيح الخلاف نشب قبل تلك الفترة وله أدبيات وخلفيات معروفة، ولكن في الأونة الأخيرة تباعدت المواقف بين الرجلين ووصلت المفاصلة ‘‘ الثانية‘‘ شواطئ اللارجعة، وصوب الفاضل جملة من الإنتقادات اللاذعة لإمام الأنصار وخيره بين قيادة خط مواجهة سلمية لإسقاط النظام أو الإنسحاب والتفرغ لامامة الأنصار أسوة بمافعله الامام عبد الرحمن والسيد الصديق إبان عهد عبود. وإفتقد حزب الأمة العافية منذ المؤتمر السابع الذي إنعقد ظل خلافات عميقة ومتسعة بين كوادره وقيادته العليا، والتجاوزات التي تمت في المؤتمر بتفعيل وتفريخ قيادات الحزب وفق ترتيبات معدة سلفاً تجاوزت دستور الحزب ونظمه ولوائحه مما أسفر عن إحتجاجات وإنتقادات غير مسبوقة في حق زعامة الحزب. توالت الإنقسامات في الحزب بعد المؤتمر السابع وفي المقابل بدأت العلاقات بين الصادق ومبارك تتدهورو شقة الخلافات تتسع .ويعتقد علي نطاق واسع أن الخلافات بين مبارك والصادق تتمحور حول وراثة الحزب والخلافات حول الخط السياسي للحزب والعلاقة مع المؤتمر الوطني ، الصادق المهدي ينتهج سياسة تقوم علي المواقف المتغيرة والمتبدلة في كل حين مع الميل إلي التنظير أكثر وعدم المغامرة في حين ينتهج مبارك الفاضل سياسة ذات أبعاد عملية وأهداف محددة وواضحة ، وبالطبع هناك الجانب المتعلق بمستقبل الحزب والصراع الآسري حول تركة الحزب وكيان الأنصار. يقول الدكتور صديق تاور حزب الأمة بلاشك بحاجة لقدرات ورصيد مبارك الفاضل وعلاقاته المتعددة والممتدة وإبتعاده يمثل خسارة كبيرة لحزب الأمة وكيان الأنصار، ويضيف تاور الصراع بين الصادق ومبارك في بعض جوانبه صراع أسري حول وراثة الحزب ، الصادق يريد لحزب الأمة أن يكون تحت سيطرة أسرته الصغيرة وليس أسرة المهدي الكبيرة. وبعد إفادات تاور نحاول إضاءة بعض جوانب قضية ‘‘ التوريث‘‘ في حزب الأمة حيث تري جهات كثيرة أن آسرة الصادق المهدي تنظر بعين الريبة والشك لطموحات مبارك الفاضل وتطلعه لخلافة الصادق والذي يقول بعض المقربين من دوائر الحزب أنه يسعي لتمكين أولاده في مفاصل الحزب في إنتظار يوم في قبضة المجهول وحتي ولاتطير الرئاسة إلي خارج بيته. وقال مبارك الفاضل في حوار مع صحيفة (الصحافة) أجراه الزميل عباس محمد ابراهيم : ‘‘ كانت هناك فتنة مرتبطة بقضية التوريث لأن الشخص الذي سعي بهذه الفتنة كان يريد أن يؤمن مسألة التوريث داخل بيت الصادق المهدي‘‘. ويظل موقف أبناء وبنات الإمام الصادق المهدي من عودة مبارك الفاضل لأجهزة الحزب محل جدل ، حيث يري عدد من المراقبين أنهم أي أبناء الإمام يقفون بشدة ضد عودة مبارك حتي لايكون خصماً عليهم في فترة مابعد الإمام وخاصة أن مبارك يستند علي أرضية صلبة من الخبرات والعلاقات الدولية والتجارب وفوق هذا وذاك هو من بيت المهدي وهو بكل المعايير الأقرب لرئاسة الحزب بعد الصادق ، في أكثر مناسبة نفي الإمام الصادق وجود تكتل أسري ضد مبارك الفاضل وقال رداً علي سؤال لكاتب هذه السطور من قبل (أولادي لايشكلون لوبي كل شخص له رأي مستقل وأفكار حرة ولهم أراء مختلفة في كل القضايا وأنت كصحفي ممكن تتحقق من هذا الموضوع ولذلك الكلام الذي ذكرته غير صحيح ومافي لوبي إسمو أولاد الصادق أو بنات الصادق.). في زاوية أخري لذات الموضوع نجد أن الدكتورة مريم الصادق تقف علي مسافة ليست بعيدة من الخط السياسي لمبارك الفاضل خاصة فيما يتعلق بالعلاقة مع المؤتمر الوطني ، ولمريم مواقف معلومة في التعامل مع المؤتمر الوطني ، علي كل حال مايقال في هذا الجانب الصراع بين أسرة الإمام ومبارك قد يعكس بعض جوانب الخلاف والصراع بين الصادق ومبارك ولكن قطعاً للصورة زوايا أخري. يري صديق تاور أن الموقف من نظام الانقاذ يشكل نقطة مهمة في ملف الخلاف بين الصادق ومبارك ، في حين يتخذ مبارك مواقف واضحة لازال الصادق في منطقته الرمادية ، ويضيف تاور الصادق متخوف من مبارك قبل أولاده وهو منذ البداية غير متحمس لعودة مبارك ولذلك وضعه في مكان لايتناسب مع قدراته وإمكاناته ، وفيما يخص جانب مبارك الفاضل هناك أسئلة تبحث عن إجابات فيما يتعلق بعلاقاته الخارجية بدوائر أجنبية اقليمية ودولية. يبدو أن العلاقة بين الرجلين مرشحة لمزيد التأزم وخاصة أن مخرجات الهيئة المركزية رغم أنها أزاحت الفريق صديق إلا لم تفلح في معالجة كثير من المشاكل التي ظلت متوطنة في أجهزة الحزب وبسببها ظلت قيادات رفيعة خارج منظومة الحزب ، ومن خلال أحاديث مبارك الفاضل المتعددة عقب اجتماع الهيئة المركزية وضح جلياً أنه يري أن الأمور ستظل كماهي ولذلك ظل الفاضل يقصف الإمام بوابل من رصاص الكلمات. يقول محمد ساتي القيادي السابق بحزب الأمة القومي الخلاف بين الصادق ومبارك خلاف غير موضوعي وله جوانب شخصية هو إمتداد لخلافات قديمة في الماضي، ويضيف ساتي هناك قيادات في حزب الأمة تعمل علي إبعاد مبارك لأن وجوده يشكل خصماً علي تطلعاتهم في الترقي داخل اجهزة الحزب ، وجود مبارك يقطع الطريق أمام تطلعاتهم ويضيف قيادات من خارج أسرة الصادق ومن داخل الأسرة. رغم كل مايمكن أن يقال في عملية إزاحة الفريق صديق محمد أسماعيل نتوقع أن تفتح تلك الخطوة الطريق أمام عودة مبارك الفاضل لحزب الأمة هكذا تحدث قيادي رفيع في حزب الأمة فضل حجب أسمه وأضاف قائلاً :مبارك له قدرات سياسية وتنظيمية ومناصرين في أماكن كثيرة خاصة في النيل الأبيض. يعود محمد ساتي ويضيف .. جهات كثيرة في داخل حزب الأمة تريد عودة حزب مبارك من غير مبارك الفاضل وأتوقع أن تشهد العلاقة مزيداً من التأزم في الفترة المقبلة ولا أعتقد أن وجود ابراهيم الأمين في منصب الأمين العام يمكن أن يحدث أي جديد في هذا الملف تحديداً هو لايستطيع أن يعمل شيئاً. hassan berkia [[email protected]]