أنّ في المُصائب لعبِرا ، وكم هو فطن من يستقريء العبر والدروس من أعماق الأحن والمصائب ، وكم هي كثيرة هذي العبر التي أفرزتها وانتجتها محنة احتلال منطقة هجليج من قِبَل جنود الحقد والكراهيه . ومن هذه العبر أن بعض القوم الذين كانوا يظنون خيرا بجدوي المهادنه والتفاوض مع قادة جند الحقد والكراهيه ، قد زالت الآن من عيونهم الغشاوه بعد أن أقدم قادة وجند الحقد والكراهيه علي أحتلال منطقة هجليج ، وزالت من عيونهم الغشاوه بعد أن تبين لهم الحق ظاهرا جليا أن أؤلئك القوم ماهم ألا قومٌ حاقدين وكارهين لكل ماهو شمالي ومسلم . ليس هؤلاء فحسب من تبين لهم الحق - بل أن كثير من القوم الذين أدمنوا خيانة الوطن حتي صاروا يصرخون بها ويُلَونون بها الصحائف والشاشات ويصدحون بها علي كل ملأ الله في العالمين دون خجل أو واعز من دين أو أخلاق ، حتي هؤلاء نراهم اليوم - بعد أنجلاء الغُمه - في حيرة من أمرهم وقد هالهم ما رأوه من فرحة ووطنية عارمه عمت كل هذا الشعب الكريم في المدن والبوادي ، فرحة عكست وترجمت و وضحت ما أصاب هذا الشعب من كرب وضيق جرّاء فعلة جند الحقد والكراهية فصبروا عليها عشرة أيام طويله ، وحين جاء فرج الله علي أسِنة جند الحق ذُهِل هؤلاء وهم يودون الآن لو يتوبون لهذا الشعب ويودون لو يغفر لهم الله خيانتهم ويودون أن يتوب الله عليهم ، وتلك أيضا من عبر محنة أحتلال قادة وجند الحقد و الكراهيه لمنطقة هجليج . أن محنة الأيام العشر لفرصة أهداها الله رب هذا الكون لشعب السودان ولقادة السودان لكي يعيدوا حساباتهم و يُراجعونها ولكي يُعيدوا ترتيب أولوياتهم وليُعيدوا ويُحسنوا ترتيب صفوفهم ، هذا البلد - بكل صدق - كثرت فيه الخيانه وكثُر فيه العاقون والعقوق ، بلد والله تمارس فيه خيانة الوطن – باسم الديمقراطيه - عيانا جهارا نجزم بأن لامثيل لها في هذا الكون . تأملوا وسترون أن من أجرم في حق هذا الوطن وأرشد أعتي قوي الأرض لضرب مقدراته يسير طليقا يشتم شمالا ويمينا ، ويتآمر شرقا وغربا ، يقيم حزبا هنا وتحالفا هناك ويُزكي نار الخلافات في أكرم وأعرق وأنظف الأسربالسودان ، يُنشيء أعمالا وتجارة مشبوهة هنا وهناك ، وهذا الوطن الكريم لا يُجازيه ولايُحاسبه ألا بمزيد من الاحسان و الربت علي الكتف و التسابق لرضاه في حين أن مثله لايجوز في حقه الا تطبيق مبدأ وحكم الخيانه ولايجوز في حقه الا أن يكون قبره (مبوَله) تماما كقبر الخائن الكبير أبورغال . وابورغال فينا كثير اليوم فاحذروهم . وهذي أيضا نريدها والله أن تكون درس مستفاد من العبر التي أنتجتها لنا محنة أحتلال قادة وجند الحقد و الكراهيه لمنطقة هجليج . الان فرصتكم أيها الشعب الكريم لتُجبروا قادة هذا الوطن علي أحترام ارادتكم . هذا هو أوان الثوره ، ولتكن ثوره لتصحيح كل أخطاء تلك الاتفاقات المُذله وعلي رأسها أتفاقية نيفاشا و التي وضح الآن – حتي لمن صاغوها – انها أحتوت علي كثير من الاخطاء القاتله وأن لم تُصحح فسوف لن يكف قادة وجند الحقد والكراهيه عن العوده مرات ومرات بل سيستمرون ينفثون أحقادهم وسمومهم نحونا الي أبد الآبدين لاعاصم لنا منهم بعد الله ألا تصحيح أخطاؤنا ، و تنقية قلوبنا ، وزجر ونفي وقتل كل جند و اتباع ابورغال فينا.... وهمُ كثرُ. أن مجرد أسم الحركه الشعبية لتحرير السودان لهو أعتداء علينا . أن مجرد تسميتهم لدولتهم (دولة جنوب السودان) لهو أعتداء علينا ولهو دليل واشارة واضحه أن لكل شمال جنوب و لكل جنوب شمال . هكذا تقول الجغرافيا و اللبيب بالأشارة يفهمُ . هكذا ينبغي أن يُفهم الأمر .... لقد تعلمنا من ديننا و من تراثنا وعاداتنا وتربيتنا بل من كل أديان الله وكل أرث الله في هذا الكون (ان الحقد أعمي) ويقول أهلنا ببساطه الحقد يعمي البصيره . هم حاقدون وكارهون لنا ولن ترضوهم أبدا فليس عندنا لهم أكثر مما وهبنا لهم في نيفاشا . أيا جاء الي سدة الحكم عندهم حركة شعبية أو أي حركة أخري أو حزب آخر فهم عدو أستراتيجي لنا ونتمني أن تُسوّي الأمور في هذا النهج والاطار حاليا ومستقبلا الي أن يرث الله الأرض ومن عليها. الهندي الأمين المبارك الرياض – السعوديه E-Mail [email protected]