[email protected] 1 - أم دافوق بالنص ؟ أم دافوق قرية وادعة ، في شكل بستان ، على ضفة رهيد البردي ، في دار التعايشة في جنوب دارفور ! طقسها يذكرك بجنات عدن ، التي تجري من تحتها الأنهار ! وأم دافوق تجري من تحتها ، حقا، الأنهار ! تتدفق المياه العذبة من ترابها ، طيلة السنة ، ومن رهيد البردي ! في عام 1846 ، صرخ طفل مولود لتوه في بيت من بيوت أم دافوق ! أطلق والده عليه إسم عبدالله ، وصار هذا الطفل فيما بعد الخليفة عبدالله التعايشي ، خليفة الأمام الاكبر ، عليه السلام ! وإذا أسعدك الحظ مثلي بزيارة أم دافوق ، فسوف ترى المسيد الذي تعلم فيه الخليفة عبدالله القرآن في لوح محفوظ ! دخلت أم دافوق التاريخ مرة ثانية يوم الثلاثاء 17 ابريل 2012 ! في هذا اليوم اجتاحت قوات القائد مني اركو مناوي حامية الرئيس البشير العسكرية الضخمة في أم دافوق ، واستولت على جميع الأسلحة بها ، وأسرت الكثيرين من مليشيات الرئيس البشير ، وقوات دفاعه الشعبي ، ومجاهديه ! وتوالت انتصارات قوات القائد مني اركو مناوي بعد كتلة أم دافوق ، فاستولت ( الأربعاء 18 ابريل 2012 ) على حاميات الرئيس البشير العسكرية في منطقة جويغين ، ومنطقة دنبلويا ، ومنطقة السيسبان ، ومنطقة القرضاية ! وغنمت غنائم كثيرة من الأسلحة ، والذخائر ، خصوصا سلاح ( الكلب الأمريكي ) ، المحظور دوليا ، والذي كانت تستعمله مليشيات الرئيس البشير الذئبية ضد المواطنيين المدنيين العزل ! أم دافوق ؟ لها ما بعدها ! أستباح الرئيس البشير أم دافوق ، بعد سقوط هجليج في يوم الجمعة 20 ابريل 2012 ! 2 - هجليج بالصين ؟ الصين تلعب دائما لصالح ورقها ! لا تعرف الدفاع عن حقوق الإنسان ، ولا تفهم دعم التحول الديمقراطي ، ولا تعنيها في قليل أو أقل الإبادات الجماعية في دارفور وولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق ! لن يطرف للصين جفن ، وهي تشاهد الرئيس البشير يقذف بأهل بلاد السودان ، ومثلهم معهم من أهل دولة جنوب السودان في ذات السبعة أبواب ، لكل باب منهم جزء مقسوم ... بشرط أن لا يؤثر ذلك في مصالح الصين الأقتصادية ؟ هل رأيت مسئولا صينيا واحدا يعتب ، بالغلط ، عتبة دارالسيد الأمام ، ضمير الأمة السودانية مستفسرا عن أحوال بلاد السودان وأهلها ؟ المسئول الصيني يذهب حيث الخيل والمال ؟ الصين يُقلق بالها ، حصريا ، مبلغ العشرين مليار دولار الذي صرفته على استخراج البترول من حقول دولتي السودان ! وتقلق أكثر إذا ما توقف وصول بترول دولتي السودان لدراقوناتها العطشى ... البترول الذي يمثل 6% من وارداتها البترولية ، خاصة أنها قد تفقد حصة بترول إيران ، بعد شهر يوليو 2012 ! ولتعرف الأهمية التي توليها الصين لملف دولتي السودان ، فقد امسك بالملف السيد Xi Jinping وما أدراك ما هذا ال ( شي جين بنغ ) ؟ هو السكرتير الأول في السكرتارية المركزية للحزب الشيوعي الصيني ، ومن مواليد 1953 ! ومرشح ليكون ، في المستقبل ، السكرتير العام للحزب الشيوعي الصيني ... بكلمات أخرى الرجل الأول في الصين ! قال السيد شي : لقد كان للصين في دولتي السودان آية ! جنتان عن شمال وجنوب ! ثم أبدل الرئيس البشير الصين جنتين ذواتي أكل خمط ، وأثل ، وشيء من سدر قليل ! سوف يسافر الرئيس سلفاكير إلى بكين ليلتقي السيد شي خلال هذا الأسبوع ، بعد أنسحابه التكتيكي من هجليج ، ( الجمعة 20 ابريل 2012 ) ، بناء علي طلب السيد شي ! 3 – كلامات السيد شي ؟ تلفن السيد شي للرئيس سلفاكير ( الأربعاء 18 ابريل 2012) ، طالبأ منه الأنسحاب الفوري وغير المشروط من هجليج ، مقابل وقوف الصين معه دبلوماسيأ في مجلس الأمن ، ( ضد أي عقوبات ضد بلده ) ، وأقتصاديأ في الأستمرار في الأستثمار المكثف في مجال البترول في دولة جنوب السودان ! ونقل اليه بعض الكلامات الأخري ، التي دفعت الرئيس سلفاكير ، بعد مشاورات مكثفة مع مستشاريه ، للأتصال بقائد جيشه في هجليج ، ( منتصف ليلة الخميس للجمعة 20 أبريل 2012 ) ، أمرأ له بالانسحاب من هجليج ... حسب ما اوردت صحيفة لوفيجارو الفرنسية ( عدد الجمعة 20 أبريل 2012 ) ! المكالمة التي التقطها جهاز الامن والمخابرات الوطني ، حسب ما هو مذكور أدناه ! يمكنك زيارة موقع الصحفي الفرنسي جورج مالبرنو في صحيفة لو فيجارو علي الرابط ادناه : http://blog.lefigaro.fr/malbrunot/2012/04/syrie-lopposant-riad-turk-appe.html السيد شي حريص على مصالح الصين الإقتصادية حصريا ، ومن هنا جاء حرصه على الإستقرار والسلام بين الدولتين ! نختزل بعض كلامات السيد شي للرئيس سلفاكير في الآتي : أولا : نصح السيد شي الرئيس سلفاكير بأتباع خطة كوريا الشمالية المجربة ، التي أثبتت نجاحها علي ارض الواقع ! تسمى الخطة ( الخداع والتراجع ) ، حيث تتبع الخطوة إلى الخلف خطوتين إلى الأمام ضد العدو ! يمكن للرئيس سلفاكير ان يرجع خطوة الي الوراء ، بالأنسحاب الطوعي من هجليج ، وهو في أوج قوته ، بدلا من الانتظار حتي طرده منها ، وهو حسير ! أنسحابه الطوعي يؤكد قوته ، وضعف خصمه الرئيس البشير ! وبعد أنسحابه الطوعي من هجليج ، يمكن للرئيس سلفاكير أن يخطو خطوتين للأمام ، بالأصرار علي مواقفه في بقية القضايا العالقة ! يقدم السبت ، ليلقي الأحد والاثنين معأ ! ثانيأ : أستمرار الحرب ضد دولة شمال السودان ، حتي لو كانت معتدية ، استنزاف للقوى البشرية ، وتجريف للموارد الطبيعية ، وأهدار للموارد المالية الشحيحة ، وتدمير للبني التحتية النفطية والتنموية ، سهلة التدمير وصعبة أعادة البناء ... في البلدين ! دولتا السودان مرتبطتان أرتباطأ كاثوليكيأ لا أنفصام لعراه ، جغرافيأ ، وتاريخيأ منذ العام 1821 ، وما يحدث في بلد يؤثر تأثيرأ مباشرأ ( سلبأ أو أيجابأ ) في البلد الثاني ! وقف ضخ البترول يؤثر سلبأ علي دولتي السودان ، وحتي علي الصين البعيدة ! وما ينطبق علي النفط ، ينطبق علي التجارة البينية ، وغيرها من المعاملات الأقتصادية بين البلدين ! عدم أنسحاب دولة جنوب السودان من هجليج تحاكي من يقطم أنفه ، لينتقم من وجهه ! ثالثا : + ُذّكر السيد شي الرئيس سلفاكير بأن المندوكورو قد فقدوا ، بسبب سياسات البصيرة أم حمد ( الرئيس البشير ) ، أهم دعامتين لبقاء الإنسان على وجه البسيطة الأمن والشبع ! نعم ... بفضل سياسات الإنقاذ البئيسة ، صار المندوكورو شعب من الجياع ، يعيشون في خوف دائم من استبداد وقمع ذئاب الإنقاذ وجنجويده ، الذين صاروا يعيثون فسادا وتقتيلا في شوارع الخرطوم ( عوضية ؟ ) ، وفي مدارج الجامعات ( عبد الحكيم عبدالله ؟ ) ! رابعا : + طلب السيد شي من الرئيس سلفاكير أن تأخذه الرحمة بالمندوكورو ، فهو عزيز قوم أذله سادة الإنقاذ ! المندوكورو ضاقت عليه الأرض بما رحبت من عمائل سادة الإنقاذ ! خامسأ : + حنس السيد شي الرئيس سلفاكير لكي ينسحب من هجليج قائلا : امسحها في وش شي ، يا سلفا ! 4 – كلامات الرئيس سلفاكير ؟ ذكر الرئيس سلفاكير السيد شي بأن شقيقه الرئيس البشير قد تعدى الخطوط الحمراء ، ومن ثم وجب تأديبه ، بتمريغ كرامته في التراب باحتلال هجليج ( يوم الأثنين 26 مارس 2012 ) في ظرف ساعات معدودة ! وطرد مليشياته ودفاعه الشعبي الذين فروا هاربين،مذعورين ! وتم احتلال هجليج للمرة الثانية ، في أقل من أسبوعين ، في غضون ساعات كذلك ، في تكرار للسيناريو الأول ، يوم الثلاثاء 10 ابريل 2012 ! عدد الرئيس سلفاكير للسيد شي أفعال الرئيس البشير الذئبية والعدوانية ، التي أرغمت الرئيس سلفاكير على احتلال هجليج ، لإعطاء الرئيس البشير درسا لن ينساه ! يمكن أستعراض بعض هذه الأفعال في مقالة قادمة ! 5 – رب ضارة نافعة ! في يوم الأثنين 26 مارس 2012 ، أجتاح جيش دولة جنوب السودان هجليج ، وطرد مليشيات الرئيس البشير وقوات دفاعه الشعبي ، ومجاهديه ! أستمرت المعركة بضع سويعات بحساب الزمن ! فرت بعدها مليشيات الرئيس البشير ومجاهديه ، تاركة هجليج لقمة سائغة ، في أيادي الجيش الجنوبي ! بعد الأمر الأمريكي ، أضطر الجيش الجنوبي للأنسحاب من هجليج ، فجر الثلاثاء 27 مارس 2012 ، بعد ساعات من أحتلالها! توالت بعدها أستفزازات مليشيات الرئيس البشير لدولة جنوب السودان ، وأستمر القصف الجوي والمدفعي لأراضي دولة جنوب السودان ، من قبل مليشيات الرئيس البشير ، وقوات دفاعه الشعبي ومجاهديه ! حذر الرئيس سلفاكير بأنه سوف يضطر لأعادة أحتلال هجليج ، أذا أستمرت أستفزازات الرئيس البشير ، وتعديه علي التراب الجنوبي ! لم يصدق الرئيس البشير كلامات الرئيس سلفاكير وافترضها ( هظار ساكت ؟) ! في يوم الثلاثاء 10 أبريل 2012 ، بر الرئيس سلفاكير بوعده للرئيس البشير ، وأعاد أحتلال هجليج في ظرف ساعات ! فرت مليشيات الرئيس البشير وقوات دفاعه الشعبي ، ومجاهديه أمام قوات الرئيس سلفاكير ... في تفريط أجرامي بل خيانة وطنية في حق الشعب السوداني ، والتراب الوطني ! لم يجرؤ الرئيس البشير علي محاسبة وزير دفاعه عن هذا التفريط الأجرامي ، ببساطة لأن وزير دفاعه يعتمر أمر قبض من اوكامبو ! يخاف الرئيس البشير أن ينقلب عليه وزير دفاعه ، ويصير شاهد ملك ضده أمام محكمة الجنايات الدولية ! ومن ثم عدم محاسبة ، بل تغطية الرئيس البشير علي وزير دفاعه ، المفرط في التراب السوداني ! هدد الرئيس البشير وأبالسة الأنقاذ بأنهم بصدد تحرير هجليج في غضون ساعات من أحتلالها ! ومرت أكثر من 240 ساعة علي تهديداتهم الهوائية ، دون أن نري طحنأ لجعجعتهم الفارغة ! في منتصف ليلة الخميس الي الجمعة 20 أبريل 2012 ، أصدر الرئيس سلفاكير اوامره لقائد جيشه بالأنسحاب من هجليج ، بعد مكالمة هاتفية طويلة مع مسئول صيني ، رفيع المستوي ، كما هو موضح أعلاه ! كشف جهاز الأمن والمخابرات الوطني (الخرطوم - الخميس 19 ابريل 2012 ) التقاطه مكالمات هاتفية بين قادة دولة جنوب السودان وقائد قواتهم في هجليج ، تأمره بالأنسحاب الفوري من هجليج ، وتدمير منشاتها النفطية ! بعد التقاط هذه المكالمات ، شمت مليشيات الرئيس البشير دم القوات الجنوبية ، وقالت حرم ! وبدأت في التقدم نحو هجليج ، بروح معنوية عالية ، وبقوات مهولة ! دخلت مليشيات وقوات الرئيس البشير هجليج بعد منتصف نهار الجمعة 20 ابريل 2012 ، وأعلنتها منطقة محررة ! قامت المظاهرات والاحتفالات في مدن شمال السودان أحتفالأ بأسترجاع هجليج ؛ وشبه سادة الأنقاذ هجليج بشيكان الثانية ... مع الفارق المبين بين الأثنتين ! قام السيد الامام بطئ صفحة اجندته الوطنية ، ومشروعه للأصلاح الوطني ، ورميهما في سحارة الكاشف ، وحتي أشعار أخر ! واستعدت قوي الاجماع الوطني لنومة أهل الكهف ! وأخرج الرئيس البشير لسانه للجميع ، ممنيأ النفس بهجليج ثانية ليستمر حاكما مطلقأ علي بلاد السودان ، وأهل بلاد السودان حتي يطوي الله ارض بلاد السودان وما عليها ! 6 - مجموعة الأزمات الدولية ذكرت مجموعة الأزمات الدولية ( الاربعاء 18 ابريل 2012 ) أن أحتلال الرئيس سلفاكير لهجليج كان يهدف ، في المحصلة النهائية ، لتفجير أنتفاضة شعبية ضد نظام البشير ، والأطاحة به ... القشة التي سوف تقصم ظهر الرئيس البشير ! ولكن حدث العكس تمامأ ! أحتلال هجليج أعطي الرئيس البشير عمرأ أضافيأ جديدأ ، وكان بمثابة نفحة الأوكسجين ، التي أطالت في عمره ! أحدث أحتلال هجليج تعاطفأ شعبيأ مع الرئيس البشير ، علي المستوي المحلي ، وتضامنأ معه علي المستوي الأقليمي ، ودعمأ له علي المستوي الدولي ! أتت الرياح بما لا تشتهي سفن الرئيس سلفاكير ! وتمت الناقصة يوم الجمعة 20 ابريل 2012 ، عندما أحتفل الشعب السوداني بأسترجاع هجليج ، حسب ما هو موضح أعلاه ! الرئيس البشير ... رئيس المؤتمر الوطني في أغسطس 2013 ، ورئيس بلاد السودان في أبريل 2015 ، وحتي أبريل 2020 ! وكل هجليج وأنتم بخير ! لمزيد من التفاصيل ، يمكنك زيارة موقع مجموعة الازمات الدولية علي الرابط ادناه : http://www.crisisgroup.org/en/regions/africa/horn-of-africa/sudan.aspx