* كل الذين شاهدوا مباراة السودان وغانا فى التلفزيون عرفوا سبب الهزيمة البشعة التى تعرضنا لها فى عقر دارنا، فقد ضبطت الكاميرا اللاعبين الذين يجلسون على مقاعد البدلاء عندما كان منتخبنا مهزوما بهدفين، يتسامرون ويضحكون ملء أشداقهم ، وربما كانوا يحكون لبعضهم النكات والنوادر والطرائف ، بينما كان ملايين المشاهدين والمتابعين للمباراة من السودانيين فى الداخل والخارج يحترقون بنيران الغضب بسبب الفضيحة الماثلة أمامهم !! * ولكننى والله لا ألومهم فهم مجموعة من السذج الذين غرر بهم الاداريون والمشجعون البسطاء والاعلام ، وصوروا لهم انهم من عجائب الزمان فى كرة القدم، فصدقوا ذلك من فرط سذاجتهم ومستواهم الثقافى المتدنى، وانعدام الوازع الوطنى لديهم، وطاب لهم ممارسة كل انواع الاستهتار والاستخفاف والتعالى الاجوف على وطنهم، حتى وصل بهم الحال الى إطلاق النوادر والنكات والضحك عيانا بيانا بدون حياء أو خجل أو إحساس بالمسؤولية، بينما كان أى سودانى قح يتمنى فى تلك اللحظات، لو تنشق الارض وتبتلعه وهو يرى منتخب بلاده يتجرع الهزيمة القاسية فى ملعبه ووسط أهله ومشجعيه، ولو كان الذين يضحكون ويقهقهون لاعبين من دولة أخرى لارتوت الارض من دموعهم، بدلا من الضحك والقهقة والسخرية على مرأى ومسمع من الجميع وكأن هزيمة الوطن والحزن الذى سيصيب أهله والسمعة السيئة لهم ولبلادهم لا تهمهم فى شئ، ولكن لماذا نلومهم فهكذا علمهم الاعلام الرياضى الاجوف، إلا القلة، والاداريون الدخلاء على مجتمع الرياضة وكرة القدم، وخزائن المال الخاص والعام المفتوحة لهم على مصراعيها والسياسات الرعناء التى تعتقد ان كرة القدم هى هلال ومريخ بدون قواعد رياضية راسخة، واستقدام ( ارباع لاعبين) وتجنيسهم بدون أى حسابات أو مقاييس سوى إرضاء السادة وتحقيق الانتصارات على الفرق المحلية المتواضعة التى لا تملك حتى أحذية أو فنايل أو كرات للتمرين دعك من الملاعب واللاعبين والمدربين المؤهلين، لتخرج صحف الهزيمة فى اليوم التالى بالمانشيتات العريضة ( الهلال يسحق، والمريخ يفرم)، يسحق من ويفرم من؟ استحوا يا هؤلاء، يا من لا ترون فى الرياضة وكرة القدم سوى مساخر الهلال والمريخ وتعتبرونها منتهى الطموح والامل!! أى انتصارات هذه التى تهللون لها وهزائمنا فى المحافل الاقليمية لم تترك فى وجهنا مزعة لحم، ولم تعد الرياضة فى بلادنا سوى وسيلة للتفاخر الاجتماعى، يتطلع أصحاب الثراء والنفوذ لاستكمال وجاهتهم بها، وغير ذلك مما نراه ونسمع به فى المجتمع الرياضى الاجوف الذى تحتكر إدارته و العمل فيه أقلية لا يهمها غير تحقيق الشهرة والمكاسب الذاتية الرخيصة على حساب الرياضة الحقيقية وسمعة الوطن وأعصاب المواطنين !! * أبسط مثال للفوضى والفشل والاخفاقات المتتالية التى تبيض وتصفر وتفرخ فى المجتمع الرياضى، هو إخفاق الاتحاد العام بكافة هيئاته ومؤسساته وخبرائه وحشوده المحتشدة بالحق والباطل فى معاقبة لاعب واحد أساء السلوك مع مدرب المنتخب الوطنى وكاد يعتدى عليه بالضرب، وكان أقصى ما فتح الله به عليه إزاء هذا السلوك المشين هو إبعاد اللاعب من المنتخب (لا أكثر)!! وإذا بناديه يحتج على إبعاده وإيقافه المؤقت بل ويهدد بالويل والثبور وعظائم الامور، بدلا عن معاقبته أو حتى إنتقاده، أما الصحافة الرياضية، عدا القلة، فإن الحديث عنها يعد ضربا من إضاعة الوقت والمشاركة فى المسرحية الهزلية التى تدور أحداثها المضحكة منذ وقت طويل !! * لا تثريب عليكم أيها اللاعبون الافذاذ الفطاحلة ، اضحكوا ما شاء لكم الضحك واسخروا من وطنكم بقدر ما حققتم له من إنجازات وانتصارات، وما امتلأت به خزائنكم من أموال، وما تقرأونه وتسمعونه من كلمات مديح ساذجة وكاذبة وفارغة المحتوى، وما تجدونه من تدليل وحماية من إداريين دخلاء على الرياضة وكرة القدم يسعون بأموالهم ونفوذهم الى حشد الملاعب بالاجانب والمجنسين لتحقيق مكاسب شخصية على حساب الرياضة وسمعة الوطن !! * اضحكوا، فلم تفعلوا شيئا سوى التعبير عن السوء الذى وصل اليه الحال فى بلادنا، عليها الرحمة، وألهمنا وإياكم الصبر وحسن العزاء !! * كسرة ( على طريقة البونى): تخيلوا، المريخ يؤدى أولى تجاربه الاعدادية فى الاسماعيلية بمصر استعدادا لمباريات دور الثمانية فى المنافسات الافريقية أمام فريق أكاديمية الفن العربى، أخشى أن تكون المباراة الثانية أمام معهد الرقص الشرقى، واضحكوا !!! [email protected]