بسم الله الرحمن الرحيم سلسلة الرسائل الشبابية أولاً: مفهوم الوطن والوطنية لم يرد لفظ الوطن في القران الكريم و لا في السنة النبوية المطهرة، وإنما وردت فيهما ألفاظ: الأرض، الدار، الديار، البلد، البلاد في مئات من الآيات الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة باعتبار هذه الألفاظ مقترنة بالدين وبالقائمين علي أمر الدين (لا اقسم بهذا البلد):سورة البلد. ولكن من جمال الاسلام سعته لكل المصطلحات فنجد ان الوطن قد اكتسب بعداً اعمق حين ارتبط بهذا الدين، فلذلك مفهوم الوطن في الاسلام اوسع منه لدى المفهوم الغربي الذي ارتبط بالثورات والقوميات. فيكون الوطن في المفهوم الإسلامي هو الأرض التي يسكن عليها المسلمون وتخضع لتام حكمهم دون النظر إلي الاعتبارات والفوارق الجنسية أو العرقية أو القومية أو العنصرية أو الدينية. وحب الوطن فطرة رفع من شأنها الإسلام، لذلك اتفق الفقهاء على أن العدو إذا دخل دار الإسلام يكون قتاله فرض عين على كل مسلم، ويؤكد ذلك التقدير والتعظيم حنين الرسول صلى الله عليه وسلم عندما خرج من مكةالمكرمة مكرهاً فقال بعد أن التفت إليها: (والله إنك لخير أرض الله وأحب أرض الله إلى الله ولولا أني أخرجت منك ما خرجت):رواه الامام احمد . إن مبدأ حب الوطن لا ينكره عقل ولا يرفضه لبيب، إنه انتماء فريد وإحساس راقي وتضحية شريفة ووفاء كريم، وهذا هو شأن المسلم صاحب الفطرة السليمة المتوجهة الى الله عز وجل والتي لم تلوثها رغبة دنيوية قاصرة. ثانياً : قيمة الشباب تتجلى قيمة اي وطن بتولي شبابه لدورهم المرتجى ، فالشباب هذه الكلمة الساحرة التي ما سُمعت الا و تداعت كل المعاني لتطوف حولها.إذ هم عماد الأمة وحاضرها الماثل ومستقبلها الواعد القادم. وهي ليست مرحلة عمرية بحساب ظرف الزمان فحسب ولكنها طاقة فكرية جبارة تتقد متى ما وجدت ظرف المكان حولها يدفعها ويشجعها نحو مراقي الحق والخير والجمال بكل معانيه السامية. ولا تغيب عن اذهاننا جميعاً كيف أن المصطفى صلى الله عليه وسلم قد كانت دعامته في كل مراحل الدعوة الشباب،وجعل لهم نصيباً من ظل الله في السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله :(شابُ نشأ في عبادة الله). وشباب السودان الواعد والواعي لدوره يشكل شامة في جبين الشباب الاسلامي العربي منه والافريقي بل ان شئت قل شباب العالم أجمع . وذلك لما له بصمات واضحة ناتجه عن تراكم الكم النوعي والكيفي الفكري منه والمعرفي والوجداني المستمد من ديننا وعرفنا. دور شباب الإيمان في نصرة الأوطان : ليست هجليج هي أول المشاهد ولن تكون آخرها ، فشباب الايمان من أهل السودان تربوا على موائد القرآن الكريم والسنة المطهرة . فتعلموا كيف تكون قيمة المؤمن وحرمة الوطن اذا انقض عليهم عدو، فكان ما قد رآه العالم جميعاً من مواقف زينت تاج تاريخ أهل بلادنا ، فكان التداعي والتدافع حتى فاضت المعسكرات وعاد البعض واعينهم تفيض من الدمع حين ما لم يجدوا ما يُحملون عليه.انها السيرة تعود من جديد في جيل فيه من نور جعفر بن ابي طالب وابو دجانة وعكاشة بن محصن ، جيل من صحابة عصر الربيع : الذي حوله هؤلاء الى صيف حارق على أعداء أهل السودان من دولة الجنوب ومن تستر خلفهم. وتتكامل معاني الصورة بعد انقضاء المعركة وهبوب ريح النصر بعودة هجليج عنوة واقتداراً بنصر من الله وفتح قريب ، فكانت هناك معركة اخرى لا تقل عن سابقتها ان لم تكن اكبر :كان الجهاد الاكبر في اطفاء الحرائق التي اشعلها السفهاء من حثالة البشر، فرسم الشباب اروع لوحة عرفها التاريخ قريباً حين انجزوا ما وعدوا،فاطفأوا النيران باجسادهم النورانية وروحهم الوثابة وهمتهم العالية. واكتملت الفرحة حين أعادوا ضح البترول في الانابيب مرة فافرحوا اهل الايمان واغاظوا الكفار، ونقشوا تاريخاً جديداً في معاني الاعمار والتنمية. فكانوا حقاً كما قال الشاعر : شباب ذللوا سبل المعالي = وما عرفوا سوى الإسلام دينا تعهدهم فأنبتهم نباتا = كريما طاب في الدنيا غصونا همُ وردوا الحياض مباركات = فسالت عندهم ماء معينا إذا شهدوا الوغى كانوا كماة = يدكون المعاقل و الحصونا و إن جنَّ المساء فلا تراهم = من الإشفاق إلا ساجدينا شباب لم تحطمه الليالي = ولم يُسْلِمْ إلى الخصم العرينا فالله الله يا شباب الايمان من اهل السودان ان يمس طرف من وطننا وفينا عين تطرف. والعهد باقٍ باذن الله تعالى أن نكون جميعاً يداً واحدة في السلم والحرب ، في الرخاء والشدة حتى نلقى الله ونحن من خير الى خير ، وديننا من فتح الى فتح ، وسوداننا من نصر الى نصر والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات mohammed alaraki [[email protected]]