قدم الهلال والأمل العطبراوي مباراة قوية .. مثيرة وسريعة علي مدار الشوطين ونجح الهلال في حسمها بفوز كبير وصل ثلاثة أهداف وقدمت فرقة الأمل خدمة جيدة لمدرب الهلال الفرنسي غارزيتو للوقوف علي نقاط القوة والضعف خاصة والفريق مقبل علي مباراتين هامتين في الدوري المحلي والبطولة الأفريقية أمام النيل الحصاحيصا ومباراة الإياب في مواجهة الشلف الجزائري .. وكان واضحا لكل من شاهد اللقاء خاصة في شوط اللعب الأول المعاناة الكبيرة للدفاع وتابعنا كيف ركز مدرب الأمل محمد محي الدين الديبة علي الناحية اليمني لفريقه واليسري للهلال (سنوسي أمينو وفالانتاين) ونجح في خلق هجمات خطيرة للغاية إلا أنها إفتقدت للدقة والتركيز في الختام وكذا الحال بالنسبة للناحية اليمني التي لعب فيها خليفة وإن كان بدرجة أقل من فالنتاين للمساندة الإيجابية التي وجدها من نزار حامد الذي كان في أفضل حالاته ووضح من خلال هذه المباراة والتي سبقتها أمام الشلف الجزائري أن اللاعب إستعاد كثير من أراضيه المفقودة منذ إنضمامه لفريق الهلال وفي المقابل مازال خليفة يحتاج للمشاركة في عدد من المباريات ليكتسب لياقتها وحساسيتها بعد الغياب الطويل بسبب الإصابة .. وفي متوسط الدفاع أدي سيف مساوي بصورة أفضل من صالح الأمين وإن لم يقدم المستوي المعروف عنه ووضح في كثير من الكرات التي تأتي من العمق والأطراف عدم الإنسجام بينهما كما ظهرت عيوب واضحة في أداء صالح الأمين الدفاعي فهو لايجيد الضغط علي الخصم وتوجد دائما مساحات بينه والمهاجم القريب منه بالدرجة التي تمكن المهاجم من الإستلام المريح والتقدم والمراوغة والتمرير بجانب أنه كرر ذات الخطأ الذي جاء من هدف فريق الشلف الجزائري وهو مايؤكد وجود خلل واضح بتمركزه في هذه المنطقة .. وتأكد الفارق عند عودة ديمبا باري لموقعه الأساسي وكيف عاد التوازن إلي حد كبير للدفاع بتراجع ملحوظ لنسبة الأخطاء وساهم التوازن في متوسط الدفاع في ظهور فالنتاين بمستوي أفضل بكثير من الشوط الأول فقد تقدم كثيرا وشكلت عكسياته خطورة واضحة بجانب تصويباته القوية وإن لم تكن بالدقة التي تعودنا عليها . أيضا من الملاحظات التي تحسب للفرنسي غارزيتو في هذا اللقاء شجاعته في إختيار التشكيلة والتي غاب عنها عدد من الأساسيين الذين شاركوا في مباراة الشلف الجزائري هم المعز محجوب وعبداللطيف بوي ..بشة .. عمر بخيت .. علاء الدين يوسف .. سادومبا .. وكل من شاهد التشكيلة في البداية أصابه قلق وخوف من تعرض الفريق لنكسة جديدة خاصة وأن الهلال عودنا علي إهتزاز المستوي والنتائج بعد المشاركات الأفريقية وهو مالم يحدث هذه المرة وقد يكون للتغير الكبير في التشكيلة دور في الروح الجديدة التي ظهر بها الفريق وربما ساعد علي ذلك عودة الفريق للأسلوب الذي عرف به الهلال في اللعب بالتوظيف الجيد لمهارات لاعبيه في الإستلام والتمرير ونقل الكرة الممرحلة والإستفادة من سرعة كاريكا وأوتوبونج في اللعب خلف المدافعين وإن كانت مشكلة اللاعب (المحطة) مازالت موجودة بغياب قائد الفريق ونجمه المحبوب وصانع ألعابه هيثم مصطفي . أما فريق الأمل فقد أكد أنه فريق قوي ومنظم وقدم مباراة عالية المستوي في الإنتشار الجيد والتمركز الصحيح عندما تكون الكرة بحوزة الفريق وعندما يفقدها خاصة في شوط اللعب الأول بل تفوق علي الهلال في فترات كثيرة منه وكان يمكن أن يخرج بنتيجة أفضل من التي إنتهت عليها المباراة ومثلما إستفاد مدرب الهلال غارزيتو فنيا لمباراتيه القادمتين محليا وأفريقيا فقد إستفاد أيضا مدرب الأمل الديبة من المباراة في المواجهة المحلية والأفريقية خاصة الأخيرة والتي تحتاج إلي مجهود كبير من أجل التعويض . hassan faroog [[email protected]]