من مروي بالغرب حيث تشرق الشمس من بعيد خلف هضاب القلعة التي تشمخ فيها إهرامات طرابيل نوري من هناك إلى هنا حيث لامبتدأ ولا منتهى،أي من رابية آثارمروي إلى طرابيل نوري العتيقة فيما بين هرم جكسوم باشا في الربوة تلك إلى إهرامات بعنخي وشبتاكا في القلعة ، يمتد السهل المنساب المنبسط منتشياً محصوراً مفرهداً متكئا على وسادة رمال الغزالي وخور أبودوم ، ينظرمسروراً في إنبساط أزلي لهامات النخيل المهفهفة التي تهب مضمخة بعطر البرسيم والبرتقال والليمون الزاهي والمانجو وممزوجة بنسايم النيل تحلق من تحتها سعيفات النخل مهتزة متمائلة ترقص طرباً تلوح بأصابع إنتصار الصمود والبقاء الأبدي لجبل البركل ومسلته الفاخرة المشرئبة عظمة وشموخا وفخرا وأبهة وجلالاً بنفحات تاريخ المعبد التي تقبع أسوده صامدة تحرس كل تاريخ المنطقة ، فيرقد إنسانها مطمئناً مرتاح البال وهو محتفياً بالعظمة وظلال النخيل والجمال والجلال، مترنماً بمدحة أولاد حاج الماحي بريدك يا البشير ويردد معهم المقطع الشهير:دويم ودحاج شهير مبحلقاً للبعيد للمستقبل المزدهر المرتجى وقد أوشك. والجبل يربت على هاماتها بزهو وهو يرنو إليها بحنان معجباً بإحاطتها برقة وتؤددة بالقبة الخالدة المضيئ قنديلها (قبة ودحاج ) مرصعة بأكاليل الحب والسمو والطهر و النقاء والصفاء وهي تفج الرمال الناعمة الملمس الصفراء مرشدة للضهبان عن جادة الطريق. كل هذا الإبداع الرباني المعطر يجعل من سكان المنطقة ينشدون بأهازيج الفرح والمتعة الحسية وراحة النفس ويتطلعون للرقي والرفعة والسؤدد ويهفون لتطور وسمو منطقتهم العامرة بالطيبة والنقاء. وهي المنطقة التي تسمى دويم ودحاج الكبير الشهيرفي عقده المنظوم من جريف نوري والسقاي والباسا والدويم والرجيلة واللآر وبنات الشيخ الأغبش. وهناك كانت ترقد على الضفاف جزيرتان : جزيرة الدويم الكبيرة والصغيرة وتمتد جزيرة حبيب الله مفروشة تحدق لنوري وجريفها المنظوم بعقود أشعار المبدع الراحل المقيم حميد حسن سالم الذي جعل من الطمبور صديقنا وعزنا وملجانا.. من ما قمنا نسمع فيهو لاملينا لاملانا. زي إبل الرحيل شايلة السقا وعطشانة. وقد غمرها النيل وجرف الهدام الجزروظهرت جزيرة شبا ومروي شرق والذي يعبر بقربها كبري دويم ودحاج المسمى بكبري مروي . ويحق لنا أن نسميه كبري دويم ودحاج أو كبري البركل أوشبا أو عسوم أو كبري نوري أو حتى كبري تنقاسي والقرير فهي كلها قرى متداخلة وبذات نفس الملامح والشبه وقدلة ناسها وشقشقة عصافيرها ونهيق حميرها ونواح قمريها وخرير مياه جداولها الرقراقة ويحتضنها النيل سليل الفراديس.فأصبح الإبداع عميقاً متغلغلاً في الشرايين ويجري في الدماء. وقد سمى بعض الكتاب هذه المنطقة بشرم الشيخ السودانية لجمالها اللآفت وإطلالتها البهية البهيجة ولإطلالة الكبري المحلق فوق النيل وهامات النخيل وعظمة إنسانه النبيل. وشن أقول .. ماني عارف شن أقول أنا يا نجيمات ذاتي حائر... abbaskhidir khidir [[email protected]]