رحبت دولة جنوب السودان الأربعاء بإعلان انسحاب القوات السودانية من منطقة أبيي المتنازع عليها. في الوقت الذي استأنفت مفاوضات السلام بين الدولتين في أديس أبابا أمس الثلاثاء. وقال وزير الإعلام بدولة جنوب السودان بارنابا ماريال بنجامين "نرحب بالطبع بقرار السودان، إنه دليل سلام". وكانت الأممالمتحدة أكدت الثلاثاء أن القوات السودانية انسحبت من أبيي التي تطالب بها دولتا السودان وجنوب السودان. ففي نيويورك قال المتحدث باسم المنظمة الدولية كيران داير إن "بعثة الأممالمتحدة لحفظ السلام في أبيي أكدت انسحاب القوات المسلحة السودانية من منطقة أبيي والذي أنجز في وقت متأخر من مساء الثلاثاء"، مؤكدا بذلك خبرا أعلنه المركز السوداني للخدمات الصحفية المرتبط بحكومة السودان. وقال المركز إن الخرطوم استكملت انسحابها كما وعدت من منطقة أبيي المتنازع عليها التي سيطرت عليها قبل عام، بعد هجوم على قافلة أنحت الأممالمتحدة باللائمة فيه على القوات الجنوبية. وأضاف أن السودان سلم أيضا منشآت إلى قوات حفظ السلام الأممية المتمركزة في أبيي. الوفد السوداني بأديس أبابا يأمل يأمل أن تشكل المفاوضات بداية صفحة جديدة (الجزيرة) استئناف مفاوضات وكانت الدولتان قد استأنفتا في أديس أبابا أمس الثلاثاء، مفاوضات السلام التي توقفت مطلع أبريل/نيسان الماضي بسبب معارك عنيفة غير مسبوقة على الحدود. والتقى المفاوض السوداني إدريس محمد عبد القادر وممثل جوبا باقان أموم بحضور الوسيط الجنوب أفريقي ثابو مبيكي والموفد الأميركي برنستون ليمان. وشددت الخرطوم لدى افتتاح المفاوضات في بيان على "الالتزام بالتوصل إلى حل حول كافة نقاط" الخلاف، مؤكدة "التزامها التام من أجل السلام والاستقرار بين البلدين". وقال السودان إنه يأمل أن تشكل المفاوضات "بداية صفحة جديدة". وقال رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت قبل بدء الاجتماع إن "الحوار الودي مع الخرطوم هو الخيار الوحيد من أجل السلام". والمفاوضات التي تجرى في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا برعاية الاتحاد الأفريقي، ترمي إلى تسوية الخلافات القائمة بين البلدين بعد أكثر من عشرة أشهر على تقسيم السودان. وتشكل أبيي نقطة خلاف أساسية بين السودانين. كما إن على الخرطوموجوبا الاتفاق على ترسيم حوالي خمس حدودهما المشتركة. ولم تتفق العاصمتان أيضا على تقاسم الثروات النفطية بعد أن ورثت دولة الجنوب ثلاثة أرباع احتياطي السودان النفطي لكنها ما زالت تعتمد على البنى التحتية الشمالية لتصدير نفطها. ويتبادل السودان وجنوب السودان الاتهامات بدعم المجموعات المتمردة على أراضي البلد الآخر.