منذ انتهاج حكومة الانقاذ اتخاذ القبلية وسيلة لترسيخ حكمها واحكام قبضتها علي السلطة وهي لما يمضي عليها سنة في الحكم قبل اكثر من عقدين من الزمان بحشدها للقبائل المختلفة لمبايعتها ,فان الامر زاد عن ذلك وانتحي منحي خطيرا جدا اذ بات انتماءك القبلي هو الذي يحدد ما اذا كنت ستحصل علي علاج اوتعليم او وظيفة في مرافق الدولة ومؤسساتها او في الشركات التابعة لها وما اكثرها. بل وحتي نوع قبيلتك هي التي تحدد اهليتك الي ممارسة أي عمل تجاري خاص او الحصول علي تصديق لانشاء شركة خاصة او صحيفة او حتي كشك لبيع الجرائد ! فالامر الذي بدا بحشد القبائل للبيعة في اول سنوات الانقاذ تطبيقا لمبدا فرق تسد , اصبح الان مقننا وحقيقة واقعة تصدمك اينما ذهبت لانجاز اية معاملة لدي الدوائر الحكومية داخل وخارج البلاد في السفارات والقنصليات . وقد كتب الكثيرون عن ذلك وعن معاناتهم في الاونة الاخيرة.1 ولكن سكوت الاخرين, خاصة الصحافة وابناء القبائل المتضررة من اعضاء الحزب الحاكم ووزرائه هو الذي شجع العنصريين من الحزب الحاكم واساطينه وبوقه المملوك لخال رئيس النظام , شجعهم للمضي قدما في هذا السلوك المشين الذي لا يقود الا الي مزيدا من التفكك والتخلف الذي بات واضحا لكل ذي عقل وبصيرة. وهاهو الجنوب قد انفصل والحبل علي الغارب حتي يتلاشي ما تبقي من البلاد قريبا جدا . كيف لا يتشجع عنصريو النظام للتوغل في هذه البركة الآسنة والنتنة ووزير الطاقة الاسبق يرفض وباستكبار وعنجهية المثول امام لجنة البرلمان الاقتصادية للرد علي اتهامات له بانه احتكر شركات البترول لقبيلته فقط دون سائر قبائل السودان , ولكنه لم يذعن للمثول امام اللجنة ولم يحاسبه احد وظل في موقعه وزيرا للطاقة الي ان شمله تعديل وزاري بعد فصل الجنوب لينتقل الي وزارة اخري. والان ومنذ زمن بعيد تجد خانة "القبيلة" في كل استمارة رسمية كاستمارات القبول للجامعات , والتقدم للوظائف المدنية والعسكرية والامنية , وحتي عند استخراج جواز سفر او بطاقة او رخصة قيادة ' عليك تحديد قبيلتك! وما السجل المدني الا لتسهيل تصنيف الناس حسب قبائلهم , لان الرقم الذي بالسجل هو بمثابة البار كود للسلع بها يتم التعرف علي الجهة المصنعة لتلك السلعة بمعرفة اول رقمين في البار كود , وهكذا في السجل المدني , يتم معرفة قبيلتك بمعرفة اول رقمين في سجلك المدني لان كل قبيلة لها رقمين اوليين خاص بها. ارايت الي أي مدي ذهبت العبقرية العنصرية لهؤلاء؟!! القبيلة التي هي للتعارف فقط كما جاء في القران الكريم, جعلتها هذه الحكومة سلاحا للايقاع بين القبائل واثارة الفتن ليتم سفك الدماء وازهاق الارواح في دارفور والمناصير والجنوب وكردفان. واتخذتها اداة لاقصاء بعض القبائل من جميع مناحي الحياة بدءا من الحصول علي العلاج في الداخل او الخارج مرورا بالتعليم والابتعاث وانتهاءا بالتوظيف والاستثمار . بل وحتي ان اردت فتح بلاغ لدي الشرطة عليك الافصاح عن قبيلتك!! بقي ان ننبه كل هؤلاء العنصريون القبليون بان النار التي اشعلوها لابد انها حارقهم لان الايام دول ويوم لك ويوم عليك , فعليهم اذا دارت عليهم الدائرة وصارت الامور غدا بايدي من يقصونهم اليوم علي اسس قبلية , عليهم الا يتذمروا , ويتجرعوا مرارة الكاس الذي سقوه غيرهم ردحا من الزمان. 1 http://sudanile.com/2008-05-19-19-50-58/92-2009-01-10-09-22-50/9027---1---------.html 2 http://www.alrakoba.net/articles-action-show-id-21556.htm محمد احمد معاذ mohamash dema [[email protected]]