5 يونيو 2012 خمس وأربعون سنة!! سنواتٌ انقضت كلمح البصر، وما زالتْ في النفسِ حُرقة الألم، وما فتئ طعم الحنظل تلسعُ مرارته الضمير قبل الفم. في ذكرى اليوم الكريه، هل نستخرجُ الكرابيجَ من أغمادِها لنمارسَ المزيد من جلد الذات، أم أن زمانَ اللطمِ والنُواح قد ولّى بلا رجعة؟! هل تركنا خلفَ ظهورنا التباكي على جدارِ النكسة، أم استمررنا نُبخِّعُ ذواتنا بسبب الهزيمة؟! هل انتصرنا على الانهزام النفسي، واجتثثنا غلالة الذل من قلوبنا؟! أما زالَ بين ظهرانينا مَنْ يستخذي من العدو، ويؤمنُ بأنه لا يُقهر، أم أنَ جيلَ الهزيمةِ الداخليةِ قد أعقبه جيلٌ مِقدام: لا يعرفُ السقوط، ولا يرضى الهوان؟! هل تجمّدَ مفكرونا عندَ لحظةِ الصدمة، وتحجّروا في أطروحاتهم يعمهون، أم أنهم تحرروا من رِبقة الفكرِ الديناصوري؟! هل أنتجَ مثقفونا الخطابَ الذي يُشبعُ تعطّش الجمهور للرُقي والاستنارة، أم أن عددَ البروجِ العاجية في تصاعُد؟! هل أفلحت المصحاتُ النفسيةُ في معالجةِ حُكامنا من إدمانِ العُروش، واستجداءِ ماما أمريكا، واستمراءِ الذل؟! أما زالَ للضميرِ صوتٌ يُسمع، وللإخلاصِ موقِعٌ في قاموسِ العصر؟! هل اقتصرتْ وسائلنا في المطاعنةِ على اثنتين: في الظهرِ أو تحت الحزام؟! أثمة رجالٌ بيننا، أمْ أننا جميعا "أغوات"؟! أيوجدُ بيننا أحياءٌ، أمْ أننا.. كُلُنا.... أموات! moutassim elharith [[email protected]]