معتصم الحارث الضوّي [email protected] خرج علينا رئيس الجمهورية، المُغتصب للزعامة بانقلاب دُبّر بِليل، ليتهم الشعب السوداني المُنتفض لكرامته، الباحث عن حريته، بأنه "شذّاذ آفاق". لم يعوّدنا أقطاب النظام المنتزع للسلطة على المهارة الخطابية، أو الإدراك لحقائق الأمور، أو حتى المستوى الأدنى لإجادة العمل السياسي، بل هو تخبّط مريع، واستمراء للعشوائية، وتحليق في سماء الشطط واللاعقلانية. عندما انتزع النظام الفاشي سدة الحكم في السودان تحت لواء الجبهة الإسلامية الماكيافيللية، أيقن كل العقلاء أن عصر الظلمات والتخلف الفكري والفساد المالي والقمع السياسي والقهر المعيشي قد أدركنا، وأن عهد الانحطاط قد أشرقت شمسه المظلمة؛ إذن صدق حدسنا ولم يتحول النظام الدموي عن أكثر توقعاتنا سوء قيد أنملة؛ واتّبع السيناريو الأكثر ظلما وفسادا وسفالة الذي أنبأتنا عنه كوابيسنا. بعد ثلاثة وعشرين سنة من الانحطاط، حان للشعب السوداني الأبيّ، والذي عانى الأمرّين في ظل النظام، أن يستعيد حريته المفقودة، وكرامته المغتصبة، وهذا ليس منحة من أحد، ولا مكرمة، بل هي حق سينتزعه الشعب.. شاء من شاء.. وأبى من أبى! بعد إسدال الستار: وصف الراحل غازي القصيبي في روايته "العصفورية حكم العسكر قائلا: * "ماذا تتوقع من إنسان يقضي النصف الأول من عمره في تلقّي الأوامر، والنصف الثاني في إصدارها؟!". * "العقل العسكري لا يعرف السياسة. السياسة أنصاف حلول، والعقل العسكري يرفض أنصاف الحلول. النصر أو الهزيمة. الطاعة أو السجن". * "كيف تتوقع من إنسان مُدجج بالسلاح أن يكون مسالما؟".