روسيا ترفض لتدخلات الأجنبية في السودان ومخططات تمزيقه    البرهان يودع سفيري السودان لمصر واثيوبيا "الفريق أول ركن مهندس عماد الدين عدوي والسفير الزين إبراهين حسين"    الزمالك يسحق دريمز في عقر داره ويصعد لنهائي الكونفيدرالية    سان جرمان بطلا للدوري الفرنسي.. وعينه على الثلاثية    أرسنال يحسم الديربي بثلاثية    إيران تحظر بث مسلسل "الحشاشين" المصري    شاهد بالفيديو.. الناشط صلاح سندالة يسخر من المطربة المصرية "جواهر" بعد ترديدها الإنشاد الترند (براؤون يا رسول الله) خلال حفل بالقاهرة    طباخ لجنة التسيير جاب ضقلها بكركب!    شاهد بالفيديو.. سائق "حافلة" مواصلات سوداني في مصر يطرب مواطنيه الركاب بأحد شوارع القاهرة على أنغام أغنيات (الزنق والهجيج) السودانية ومتابعون: (كدة أوفر شديد والله)    وزير الصحة: الجيش الأبيض يخدم بشجاعة في كل ولايات السودان    شاهد بالصورة والفيديو.. طلاب كلية الطب بجامعة مأمون حميدة في تنزانيا يتخرجون على أنغام الإنشاد الترند (براؤون يا رسول الله)    شاهد بالفيديو.. الفنانة ندى القلعة تواصل دعمها للجيش وتحمس الجنود بأغنية جديدة (أمن يا جن) وجمهورها يشيد ويتغزل: (سيدة الغناء ومطربة الوطن الأولى بدون منازع)    شاهد بالصور.. بالفستان الأحمر.. الحسناء السودانية تسابيح دياب تخطف الأضواء على مواقع التواصل بإطلالة مثيرة ومتابعون: (هندية في شكل سودانية وصبجة السرور)    يس علي يس يكتب: روابط الهلال.. بيضو وإنتو ساكتين..!!    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الأحد    جبريل إبراهيم يقود وفد السودان إلى السعودية    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    تجارة المعاداة للسامية    رئيس حزب الأمة السوداني يعلق على خطوة موسى هلال    سرقة أمتعة عضو في «الكونجرس»    الانتفاضات الطلابية مجدداً    بايدن منتقداً ترامب في خطاب عشاء مراسلي البيت الأبيض: «غير ناضج»    استجابة للسودان مجلس الأمن يعقد اجتماعا خاصا يوم الاثنين لمناقشة العدوان الإماراتي    تدمير دبابة "ميركافا" الإسرائيلية بتدريب لجيش مصر.. رسالة أم تهديد؟    دبابيس ودالشريف    حسين خوجلي يكتب: البرهان والعودة إلى الخرطوم    بمشاركة طبنحة و التوزة...المريخ يستأنف تحضيراته    السودان..البرهان يصدر قراراً    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    قوة المرور السريع بقطاع دورديب بالتعاون مع أهالي المنطقة ترقع الحفرة بالطريق الرئيسي والتي تعتبر مهدداً للسلامة المرورية    لماذا لم تعلق بكين على حظر تيك توك؟    السينما السودانية تسعى إلى لفت الأنظار للحرب المنسية    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    سوق العبيد الرقمية!    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مأزق الكتابه والحقيقه بكسلا .. بقلم: عبد الله احمد خير السيد
نشر في سودانيل يوم 12 - 06 - 2012

قال لى احد الاصدقاء الظرفاء مداعبا قال : لماذا تورط وتمرمط نفسك ما بين الجزاره وزنك الخضار وستات الكسره والويكه ؟ معترضا على مقالى السابق بعنوان ( تسونامى كسلا تو وطائر الشؤم) الذى انتقد اتجاه حكومه ولايه كسلا ورغبتها فى بيع موقع الجزاره وزنك الخضار ...
حاولت ان اشرح له باننى اعرف مدى اهميه الجزاره وزنك الخضار فى الموقع الحالى فهى الاقرب الى كل مواقف المواصلات بالمدينه وتوفيرا للزمن مكانهما افضل .. الشى الاخر انه لم تتبقى ساحه بالاحياء المختلفه لانشاء سوق مثل هذا ... الشى الثالث ان هناك اكثر من 600 اسره سوف تتضرر و تفقد معيشتها . ويبدو ان احد ظرفاء الدوله اقترح بان تخصص زريبه المواشى القديمه كسوق للخضر والجزاره . وهو اقتراح قد وجد الرد الفورى , وهو لماذا لا تباع الزريبه لهولاء الذين وضعوا اعينهم فى الجزاره وزنك الخضار .. على اقل تقدير زريبه المواشى قريبه من المقابر وتذكرهم بالذى قد ياتى بغته .. او صعقه ..او زجره حيث يلتف الساق بالساق ...
وكان صديقى محقا بعض الشىء فيما ذهب اليه فقد قام البعض بتصوير المقال وتوزيعه بصوره واسعه بمدينه كسلا وقد ادى ذلك الى التفات سلطات الامن وازعاجها وازعاج الجهاز السياسى بالولايه . وقد تم القبض على من مكتبى بسوق كسلا فى تمام الساعه الحاديه عشره الا ربعا صباح يوم
28/5/2009 وبالمناسبه هو نفس التاريخ الذى توفى فيه اخى الذى يكبرنى ( محمد عثمان ) رحمه الله فقد سقط داخل المحكمه معترضا على توزيع وبيع ميدان عام بالحى الذى يسكن فيه وباعتباره رئيسا للجنه الشعبيه بالحى ...
مات من اجل قضيه تهم الحى وليست قضيه تتعلق بمصالحه الخاصه .
وتم التحرى معى حول المقال باعتباره منشور فاوضحت لهم ان الامر لا يتعدى المقال الصحفى فى صحيفه الكترونيه .. وليست مسئوليتى ان يقوم احد ما بطباعه المقال ومن ثم توزيعه باعتباره منشور ... ومن انا حتى اصدر منشورا فقد كرهت الحياه السياسيه لقناعتى بعدم جديه السياسه فى السودان منذ زمن بعيد وانا لا امثل حزبا او ايه منظمه مدنيه .. بل ان الماده الوحيده التى جلست للامتحان لها بالجامعه كامتحان ( ملحق ) هى ماده النظم السياسيه فى العالم المعاصر .
وقد تعاملت مع الامر كمحامى ليس الا , ذلك ان مهنه المحاماه رساله فى المقام الاول .. وقد تم اطلاق سراحى فى اليوم الاول عند الثامنه والنصف مساء على ان اعود الى مكاتب الامن الثامنه صباحا اى يوم 29/5/2012 وقد
حضرت بالفعل عند الثامنه صباحا وعند العاشره صباحا طلب منى الضابط المختص الذهاب لتناول الافطار بمنزلى على ان اعود بعد صلاه الظهر, وبالفعل عدت اليهم وظللت بمبنى جهاز الامن حتى العاشره والربع ليلا حيث طلبوا منى المغادره على ان اعود صباح الثلاثين من مايو عند العاشره صباحا .وبالفعل حضرت عند العاشره ومكثت فتره بالاستقبال ثم تم وضعى بالمسجد الملحق بجهاز الامن فكانت فرصه طيبه لقراءه القران الكريم والتفكر فى اياته حيث ظللت بالمسجد حتى العاشره مساء قرات الكثير من السور وتوقفت كثيرا عند ايات الصبر على الشدائد وطيله هذه الفتره لم اتناول طعاما مع اننى مصاب بمرض السكرى وضغط الدم الا اننى صبرت وعند العاشره خرجت الى الشارع وكانت خطواتى اشبه ما تكون بخطوات شخص فى حاله سكر وذلك للنقص الحاد للسكر فى الدم ولم اتناول وجبه الغذاء بالمنزل الا عند الحاديه عشر مساءا حيث اننى وجدت كثيرا من الاصدقاء والاهل يرابطون بالمنزل فى انتظار حضورى .. وعدت اليهم صباح الخميس حسب امرهم وطلبوا منى العوده يوم الثلاثاء الخامس من يونيو وبالفعل عدت وتم تسليمى جهاز الموبايل الخاص بى والذى تم حجزه بطرفهم منذ تاريخ اعتقالى وتعطل عملى كمحام وشل مكتبى تماما .
كل ذلك لاننى طرحت قضيه تتعلق بفئه من هذا الشعب وهم الجزارين والخضرجيه والنساء بائعات الكسره والويكه والشطه هولاء المغلوبين على امرهم والذين نرى بمعيار الرجل العادى ان معيشتهم وحياتهم قد تعرضت للخطر ..وانا لست جزارا ولا خضرجيا ولم يكلفنى احد لتناول الموضوع فى مقال ..ولكنها كسلا .. كسلا التى شهدت ميلادى ومرتع شبابى وعاشت رجولتى وهى الان تشهد كهولتى . كسلا التى احببت وعشقت ولها كم بكيت . ولسوف يظل قلمى يتناول قضاياها ما دام فى جسدى عرق ينبض ونفس يتردد واقول للناس كافه ولزملائى المحامين واتحاد المحامين بكسلا خاصه و الذى اثر السلامه والصمت المريب وظل متفرجا على ما حدث لى من سلب لحريتى اقول لهم وانا مشفق عليهم لانهم اثروا الصمت وهو صمت الجبان والخائف , اقول لهم ان المحاماة الرسالة العظيمة التى اتفيىء ظلالها ليست مجرد اجتهاد في الرأي بل هي حقيقة تفرض نفسها برغم أن التاريخ الإنساني لم يذكر المحامي صراحة في عقوده القديمة ولكن جاء العصر الحديث ليحدثنا عن المحامين السياسيين وليس من قبيل المصادفة أن تجد الكثير منهم أشتغل بالمحاماة وفترة ليست بالقصيرة وسوف أتعرض لآمثلة بسيطة علي سبيل المثال لا الحصر فالعالم كله يعرف المناضل الآمريكي الاسود (مارتن لوثر كنج ) المحامي الذي رفض التمييز العنصري الضارب في المجتمع الآمريكي وصنع من قضية جلوس سيدة سوداء (زنجية ) في أتويس للبيض قضية سياسية عالمية ودافع عنها بكل بسالة . أنها لم تكن قضية المرأة ولكن قضية مجتمع كان لا يزال يعيش عصراً من الظلم والظلام والعنصرية والتفرقة الظالمة التي تحتقر فئة من المجتمع دون ذنب سوي أنهم خلقهم الله هكذا (سود) ..... وأغتيل مارتن لوثر كنج برصاصه . وظلت ذكراه شعله مضيئه لكل مدافع عن الحق والفضيله . كل مدافع عن البسطاء والمساكين والفقراء وكل مدافع عن حقوق الانسان وحرياته الاساسيه وكرامته كانسان .
و اثناء التحرى معى تم سؤالى عن جنسيتى فقلت لهم سودانى قالوا لى نحن نقصد القبيله فقلت لهم دينكاوى الاصل ومن بور ولكن ولدت بكسلا فى عام 1950وعاش والدى طفولته بكسلا وتلقى تعليمه الاولى بمدرسه كسلا الاميريه عام 1905اى قبل اكثر من قرن , وناضل من اجل السودان جنديا فى قوه دفاع السودان ونال سبعه من الاوسمه والانواط نعتز بها . ولم يرى الجنوب فى حياته ولا انا او اى من افراد اسرتى .. اذن فالامر ايضا قد لبس ثوب العنصريه والقبليه البغيضه مع ان هناك من هم اجانب بحق يتمتعون بكل مقومات ا لسودانى .. القادمين من العتبه فى مصر والقادمين من اريتريا والنازحين من نيجيريا ..وبقايا الترك والشراكسه والارمن واليمن والحلب والتشاديين حتى القادمين من افغانستان والهند .. هل يعقل ان يكون مهندرا سودانى وانا اكون اجنبيا . واقول لزميلى وتلميذى وكيل اتحاد المحامين بكسلا باننى انا الاصل .و انا الاصل فى هذا الوطن اكررها ليستمع من فى اذنه وقر ... انا تاريخ ضارب فى القدم منذ دوله كوش وكشتا وبعانخى والكنداكه وعلوه والمقره .. اعتز بهذه الزنوجه واعتز باننى سودانى
اصيل والتاريخ يقف شاهدا على ذلك رغم انف الجميع الذين يحاولون تزييف هذا التاريخ ...واعتز بان والدتى شماليه جعليه من الجباراب من الصوفى البشير ومن البيوتات الدينيه العريقه .. وقد قالت لى ارمله صديق والدى التى جاءت لزيارتى قالت ( يا ولد اوعك تخاف انت فى الواطه عرق وفى السما ء مرق ) ضحكت من قولها هذا فقد تغيرت العروق والمروق .. فبغاث الطير فى ارضنا تستنسر ... واصبح للوطن اسياد جدد .. ووووو اعود فاقول ان التاريخ لم ينسى هذا المحامي المناضل( مارتن
لوثر كينج ) لقد حركت بداخله المحاماة أداب حاملي الرسالات السماويه فكان حاملا لرسالة المساوة والحرية أنها المحاماة التي ترتقي دوماً بالمؤمنين بها وبنبل جوهرها وأهدافها في المجتمع , فما أعظم دفع الظلم عن البريء . وماذ لو كان المحامي يدفع الظلم عن ملايين يظلمون كل يوم وكل ساعة بلا ذنب ... إن مباديء الحرية و المساوة والحياه الكريمه والحق التي يتعرض لها المحامي كدارس للقانون تؤتي ثمارها بمجرد أشتغاله بالمحاماة وتضعه في مصاف حاملي الرسالات ذلك اذا اراد ان يكون محاميا وليس تاجرا همه جمع المال ... ودائما ما يثور سؤال عن المحاماة هل هى مهنة أم انها رسالة والسؤال ليس صعباً الآن أكثر من انه سؤال غابت إجابته عن الاذهان فى غمره الجهل بحقيقه الرساله ... إن الدفاع عن الفرد جزء لا يتجزأ عن الدفاع عن المجتمع وفي نقلة ليست ببعيدة أذكرالمناضل الجنوب أفريقي المحامي ( نيلسون مانديلا ) الذي مارس في بلاده دور زميله في نفس المهنة ونفس الكفاح من أجل الحرية والمساوة (مارتن لوثر كنج ) وقضي هذا المناضل أكثر من 27سبعه عشرون سنة في غياهب السجون من أجل قضيته ما لان , ولا هان, ولا قبل ارجل البيض المستعمرين حتي أنتصرت الحرية بكفاحه وصبره وقوه ارادته , بل وتولي رئاسة بلاده ومازل حياً رمزا من رموز الكفاح المشرف في العصر الحديث وحتي وقتنا المعاصر .... أنها الرسالة العظيمة الثقيلة التي طالما أتعبت حامليها ودفعو ثمنها من حياتهم و حريتهم وصحتهم من اجل المجتمع , أنها المحاماة بكل معانيها السمحة الحرة الآبية وماتغرزه من معاني سامية للحرية والحق المشروع.
المحاماة لسان الحق إذا ما جار عليه ظالم . والهدف من ذكر هؤلاء العظام ليس أستعراضاً للتاريخ بقدر ماهو تذكير بمن هو المحامي ... ويكفى فخرا ان السودان قد انجب رجال افذاذ من المحامين مثال المرحوم المحامى الضليع محمد احمد محجوب الذى اثر رساله المحاماه على مهنه الهندسه ورفيق دربه مبارك زروق . وانجبت كسلا المرحوم حسن محمد الماحى والمرحوم عواض محمد عواض والمرحوم كمال الدين رابح , فقد كانوا شعله مضيئه اضاءت لنا دياجير الظلام .
أن المحاماة كفيلة بصنع زعيم داخل كل محامي , وإن درس الحرية لصيق بالمحاماة . والحق بغية كل محامي وقد ذكرنا في موضع سابق أن الساسة قريبي الشبه بالمحامين إن لم يكونوا بالفعل قد درسوا القانون وأشتغلوا بالمحاماة ... وأطرح هنا مثالاً لدولة كبيرة مثل أمريكا فقد حكمها لدورتين متتاليتين الرئيس الآمريكي (بيل كلينتون ) والذي كان يعمل محامياً ثم مارس العمل السياسي حتي بلغ الذروة برئاسة هذه الدولة وهنا أقتصر في إلاشارة إلي فضل المحاماة علي المشتغيلن بها وكيف ترتقي بهم بغض النظر عن سياسة هذه الدولة ( الولايات المتحده الاميريكيه ) التي أرفضها كياناً ونظاماًً ينفذ برنامج صهيوني محكم ضد المسلمين في العالم ..وضد السودان .
لقد حاول البعض تفسير هذا المقال باعتباره دعوه للثوره وان كنا نهدف اصلا فيه الى التنوير بما قد يحدث فقد عايشت فصلا رهيبا من فصول الجزاره فى بدايه الثمانيات وانا لا زلت مستشارا صغيرا بنيابه كسلا حيث تم قتل احد رجال المباحث الشرفاء داخل الجزاره بكسلا وهو فى مهمه تتعلق بمراقبه الاسعار حيث كانت مخالفه السعر بالزياده جريمه يعاقب عليها القانون .
فما بالك بالجزار وهو يرى البلدوزر يهدم موقع اكل عيشه وحياته ... الراى عندى هو اولا يجب ان يتم حل المشكله جزريا ويتم تشييد الموقع او المواقع الجديده مع ايجاد الحلول المناسبه للنساء ربات البيوت اللائى يبعن الكسره وخلافه فهن اولى بالرعايه والعنايه . او اعاده تشييد الجزاره فى نفس الموقع بصوره حديثه ولتكن المبانى بالزجاج اذا ارادها الوالى ان تكون موقعا سياحيا , ولكن ان يتم تشريد الاسر فهذا منطق اعوج لا يرضاه الضمير ولا الدين الاسلامى الذى يامر بالمعروف .
وليس عيبا ان يتم نقد الوالى او اى وزير طالما كان هذا النقد من اجل المصلحه العامه ... وليس عيبا ان يكون النقد من مواطن سودانى عشق مدينته وهام بها عشقا وافتتانا .. مهما كانت اصوله زنجيه او عربيه فكلنا لادم وادم من تراب ... ويكفى اننا مسلمين امرنا شورى بيننا والصحافه هى احدى وسائل الشورى الحديثه .. وانه من العيب ان تثار النزعه العنصريه وفى هذا القرن الحادى والعشرين ..وقد دهشت حقيقه عندما قال لى المتحرى باننى اجنبى وبانه قد يتم ترحيلى الى جوبا كأن جوبا هى المنفى او كانها للوحوش وليس بها بشر او مسلمين . انهم بشر اكرمهم الله بذلك وهم من المكلفين بحمل الامانه . ويبدو ان المتحرى من الدارسين لفقه الانتباهه والمتاثرين بمنبر السلام العادل والغفله فى زمن الانتباهه .
وقد قلت له ان يعيد قراءه التاريخ ... كل اهل السودان بشقيه عليهم اعاد قراءه التاريخ لانهم فى نهايه الامر جسد واحد مهما اختلفت الاديان والالوان ومهما اختلفت الالسنه ... نحن شعب مزيج من عده شعوب .. يجب ترك الاستعلاء وعقده الجنس الارى .
المحاماة رسالة ألتبست علينا وتاهت بفعل فاعل متكرر لا يدرك أهمية رسالة المحاماة أو ينكرها ويقصد ذلك .... المحاماه ليست توثيق عقود وجمع للمال من كل قضيه وهى ليست تجاره ان تبيع وتشترى من اوكلوا اليك قضيه ما ... انها رساله ساميه ... ولا الوم اتحاد المحامين بكسلا على السكوت وعدم متابعه القبض على ومصادره حريتى او متابعه اسرتى فهم من اهل الحكم والحزب الحاكم , ويكفينى فخرا وقوف هذا الطود الشامخ الذى يضاهى تولوس قمه التاكا رفعه وصمودا شاهقا يعانق السحاب فى قوه واقتدار , ذاك هو استاذى الجليل المخضرم محمد احمد عبده ابو عمار وكيل اتحاد المحامين السابق بكسلا والذى ابعد من اتحاد المحامين لانه اتحادى ديمقراطى وهو الذى دافع عنى بكل قوه .وما تردد فى الاتصال بالجهات المعنيه بالامر فقد كان هو مثالى منذ ان كنت مستشارا يافعا بنيابه كسلا وكان استاذى واول من تلقيت وتلقنت عنده القيم والاخلاق القانونيه والسلوك السوى ونهلت منه معرفه وثقافه قانونيه اعانتنى فى مزاوله مهنتى سواء بالنيابه العامه او المحاماه او فى الحياه العامه ... لقد لعب فى حياتى دور الاب الناصح والاخ الاكبر والمستشار القانونى الضليع الذى عركته الحياه وعرفها .. رجل له من المعارف الانسانيه ما يجهله كل غث وبجانب كل هذا وذاك فهو اديب وشاعر .. واما الغث سوف يذهب فى يوم من الايام ويبقى ما ينفع الناس ... وبكل اسف اكتشفت ان بطاقه المحاماه التى احملها والتى تامر باخذ الاذن اللازم قبل القبض على المحامى اخذ الاذن من نقيب اتحاد المحامين او من يفوضه مجرد ورقه لا تقدم ولا تؤخر ... واقول لزملائى المحامين ( بلوها واشربوا مويتها )
المحاماة مهنة أم رسالة سؤال مطروح علي كل من يعمل بالمحاماة ليختار دوره دون قيد ... ودور كل من يؤمن برسالة المحاماة أن يجعل من كل محامي صاحب رسالة أو مؤمن بتلك الرسالة والمحاماه هى درع للمجتمع وحمايه للدستور وصون لاحكام القانون .
لقد طلب منى البعض ان اعتزر لسيدى الوالى عن مقالى وها انذا اعتزر للسيد الوالى فقد كنت شقى قوم صالح الذى تعاطى وعقر وكنت الشقى الذى اغتال سيدنا على ابن ابى طالب كرم الله وجهه و الذى قتله بسيفه المسموم وفى شهر رمضان .. اعتزر للوالى فقد كان دمار تاريخ كسلا بايحاء منى والتفريط فى اصول الولايه كانت بتخاطر منى او عن طريق التلباثى او الاستبصار عن بعد ... اعتزر للوالى ولكل من شاركه فى تنفيذ نصائحى القاتله والمميته ... اعتزر له عن مقالى الذى دافعت فيه عن طبقه مهضومه الحقوق ... كلتوم ست الكسره وزينوبه ست الويكه ومحمد ثانى سيد الخضار واونور الجزار ... ولله الامر من قبل ومن بعد ,
عبد الله احمد خير السيد
المحامى / كسلا
عبد الله احمد خير السيد خير السيد [[email protected]]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.