الدعم السريع يعلن السيطرة على النهود    وزير التربية والتعليم بالشمالية يقدم التهنئة للطالبة اسراء اول الشهادة السودانية بمنطقة تنقاسي    سقطت مدينة النهود .. استباحتها مليشيات وعصابات التمرد    عقار: بعض العاملين مع الوزراء في بورتسودان اشتروا شقق في القاهرة وتركيا    عقوبة في نواكشوط… وصفعات في الداخل!    الهلال يواجه اسنيم في لقاء مؤجل    تكوين روابط محبي ومشجعي هلال كوستي بالخارج    عثمان ميرغني يكتب: هل رئيس الوزراء "كوز"؟    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    سلسلة تقارير .. جامعة ابن سينا .. حينما يتحول التعليم إلى سلعة للسمسرة    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    من رئاسة المحلية.. الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع يعلن تحرير النهود (فيديو)    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    إعلان نتيجة الشهادة السودانية الدفعة المؤجلة 2023 بنسبة نجاح عامة 69%    والد لامين يامال: لم تشاهدوا 10% من قدراته    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    ترامب: بوتين تخلى عن حلمه ويريد السلام    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    ارتفاع التضخم في السودان    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مأزق الكتابه والحقيقه بكسلا .. بقلم: عبد الله احمد خير السيد
نشر في سودانيل يوم 12 - 06 - 2012

قال لى احد الاصدقاء الظرفاء مداعبا قال : لماذا تورط وتمرمط نفسك ما بين الجزاره وزنك الخضار وستات الكسره والويكه ؟ معترضا على مقالى السابق بعنوان ( تسونامى كسلا تو وطائر الشؤم) الذى انتقد اتجاه حكومه ولايه كسلا ورغبتها فى بيع موقع الجزاره وزنك الخضار ...
حاولت ان اشرح له باننى اعرف مدى اهميه الجزاره وزنك الخضار فى الموقع الحالى فهى الاقرب الى كل مواقف المواصلات بالمدينه وتوفيرا للزمن مكانهما افضل .. الشى الاخر انه لم تتبقى ساحه بالاحياء المختلفه لانشاء سوق مثل هذا ... الشى الثالث ان هناك اكثر من 600 اسره سوف تتضرر و تفقد معيشتها . ويبدو ان احد ظرفاء الدوله اقترح بان تخصص زريبه المواشى القديمه كسوق للخضر والجزاره . وهو اقتراح قد وجد الرد الفورى , وهو لماذا لا تباع الزريبه لهولاء الذين وضعوا اعينهم فى الجزاره وزنك الخضار .. على اقل تقدير زريبه المواشى قريبه من المقابر وتذكرهم بالذى قد ياتى بغته .. او صعقه ..او زجره حيث يلتف الساق بالساق ...
وكان صديقى محقا بعض الشىء فيما ذهب اليه فقد قام البعض بتصوير المقال وتوزيعه بصوره واسعه بمدينه كسلا وقد ادى ذلك الى التفات سلطات الامن وازعاجها وازعاج الجهاز السياسى بالولايه . وقد تم القبض على من مكتبى بسوق كسلا فى تمام الساعه الحاديه عشره الا ربعا صباح يوم
28/5/2009 وبالمناسبه هو نفس التاريخ الذى توفى فيه اخى الذى يكبرنى ( محمد عثمان ) رحمه الله فقد سقط داخل المحكمه معترضا على توزيع وبيع ميدان عام بالحى الذى يسكن فيه وباعتباره رئيسا للجنه الشعبيه بالحى ...
مات من اجل قضيه تهم الحى وليست قضيه تتعلق بمصالحه الخاصه .
وتم التحرى معى حول المقال باعتباره منشور فاوضحت لهم ان الامر لا يتعدى المقال الصحفى فى صحيفه الكترونيه .. وليست مسئوليتى ان يقوم احد ما بطباعه المقال ومن ثم توزيعه باعتباره منشور ... ومن انا حتى اصدر منشورا فقد كرهت الحياه السياسيه لقناعتى بعدم جديه السياسه فى السودان منذ زمن بعيد وانا لا امثل حزبا او ايه منظمه مدنيه .. بل ان الماده الوحيده التى جلست للامتحان لها بالجامعه كامتحان ( ملحق ) هى ماده النظم السياسيه فى العالم المعاصر .
وقد تعاملت مع الامر كمحامى ليس الا , ذلك ان مهنه المحاماه رساله فى المقام الاول .. وقد تم اطلاق سراحى فى اليوم الاول عند الثامنه والنصف مساء على ان اعود الى مكاتب الامن الثامنه صباحا اى يوم 29/5/2012 وقد
حضرت بالفعل عند الثامنه صباحا وعند العاشره صباحا طلب منى الضابط المختص الذهاب لتناول الافطار بمنزلى على ان اعود بعد صلاه الظهر, وبالفعل عدت اليهم وظللت بمبنى جهاز الامن حتى العاشره والربع ليلا حيث طلبوا منى المغادره على ان اعود صباح الثلاثين من مايو عند العاشره صباحا .وبالفعل حضرت عند العاشره ومكثت فتره بالاستقبال ثم تم وضعى بالمسجد الملحق بجهاز الامن فكانت فرصه طيبه لقراءه القران الكريم والتفكر فى اياته حيث ظللت بالمسجد حتى العاشره مساء قرات الكثير من السور وتوقفت كثيرا عند ايات الصبر على الشدائد وطيله هذه الفتره لم اتناول طعاما مع اننى مصاب بمرض السكرى وضغط الدم الا اننى صبرت وعند العاشره خرجت الى الشارع وكانت خطواتى اشبه ما تكون بخطوات شخص فى حاله سكر وذلك للنقص الحاد للسكر فى الدم ولم اتناول وجبه الغذاء بالمنزل الا عند الحاديه عشر مساءا حيث اننى وجدت كثيرا من الاصدقاء والاهل يرابطون بالمنزل فى انتظار حضورى .. وعدت اليهم صباح الخميس حسب امرهم وطلبوا منى العوده يوم الثلاثاء الخامس من يونيو وبالفعل عدت وتم تسليمى جهاز الموبايل الخاص بى والذى تم حجزه بطرفهم منذ تاريخ اعتقالى وتعطل عملى كمحام وشل مكتبى تماما .
كل ذلك لاننى طرحت قضيه تتعلق بفئه من هذا الشعب وهم الجزارين والخضرجيه والنساء بائعات الكسره والويكه والشطه هولاء المغلوبين على امرهم والذين نرى بمعيار الرجل العادى ان معيشتهم وحياتهم قد تعرضت للخطر ..وانا لست جزارا ولا خضرجيا ولم يكلفنى احد لتناول الموضوع فى مقال ..ولكنها كسلا .. كسلا التى شهدت ميلادى ومرتع شبابى وعاشت رجولتى وهى الان تشهد كهولتى . كسلا التى احببت وعشقت ولها كم بكيت . ولسوف يظل قلمى يتناول قضاياها ما دام فى جسدى عرق ينبض ونفس يتردد واقول للناس كافه ولزملائى المحامين واتحاد المحامين بكسلا خاصه و الذى اثر السلامه والصمت المريب وظل متفرجا على ما حدث لى من سلب لحريتى اقول لهم وانا مشفق عليهم لانهم اثروا الصمت وهو صمت الجبان والخائف , اقول لهم ان المحاماة الرسالة العظيمة التى اتفيىء ظلالها ليست مجرد اجتهاد في الرأي بل هي حقيقة تفرض نفسها برغم أن التاريخ الإنساني لم يذكر المحامي صراحة في عقوده القديمة ولكن جاء العصر الحديث ليحدثنا عن المحامين السياسيين وليس من قبيل المصادفة أن تجد الكثير منهم أشتغل بالمحاماة وفترة ليست بالقصيرة وسوف أتعرض لآمثلة بسيطة علي سبيل المثال لا الحصر فالعالم كله يعرف المناضل الآمريكي الاسود (مارتن لوثر كنج ) المحامي الذي رفض التمييز العنصري الضارب في المجتمع الآمريكي وصنع من قضية جلوس سيدة سوداء (زنجية ) في أتويس للبيض قضية سياسية عالمية ودافع عنها بكل بسالة . أنها لم تكن قضية المرأة ولكن قضية مجتمع كان لا يزال يعيش عصراً من الظلم والظلام والعنصرية والتفرقة الظالمة التي تحتقر فئة من المجتمع دون ذنب سوي أنهم خلقهم الله هكذا (سود) ..... وأغتيل مارتن لوثر كنج برصاصه . وظلت ذكراه شعله مضيئه لكل مدافع عن الحق والفضيله . كل مدافع عن البسطاء والمساكين والفقراء وكل مدافع عن حقوق الانسان وحرياته الاساسيه وكرامته كانسان .
و اثناء التحرى معى تم سؤالى عن جنسيتى فقلت لهم سودانى قالوا لى نحن نقصد القبيله فقلت لهم دينكاوى الاصل ومن بور ولكن ولدت بكسلا فى عام 1950وعاش والدى طفولته بكسلا وتلقى تعليمه الاولى بمدرسه كسلا الاميريه عام 1905اى قبل اكثر من قرن , وناضل من اجل السودان جنديا فى قوه دفاع السودان ونال سبعه من الاوسمه والانواط نعتز بها . ولم يرى الجنوب فى حياته ولا انا او اى من افراد اسرتى .. اذن فالامر ايضا قد لبس ثوب العنصريه والقبليه البغيضه مع ان هناك من هم اجانب بحق يتمتعون بكل مقومات ا لسودانى .. القادمين من العتبه فى مصر والقادمين من اريتريا والنازحين من نيجيريا ..وبقايا الترك والشراكسه والارمن واليمن والحلب والتشاديين حتى القادمين من افغانستان والهند .. هل يعقل ان يكون مهندرا سودانى وانا اكون اجنبيا . واقول لزميلى وتلميذى وكيل اتحاد المحامين بكسلا باننى انا الاصل .و انا الاصل فى هذا الوطن اكررها ليستمع من فى اذنه وقر ... انا تاريخ ضارب فى القدم منذ دوله كوش وكشتا وبعانخى والكنداكه وعلوه والمقره .. اعتز بهذه الزنوجه واعتز باننى سودانى
اصيل والتاريخ يقف شاهدا على ذلك رغم انف الجميع الذين يحاولون تزييف هذا التاريخ ...واعتز بان والدتى شماليه جعليه من الجباراب من الصوفى البشير ومن البيوتات الدينيه العريقه .. وقد قالت لى ارمله صديق والدى التى جاءت لزيارتى قالت ( يا ولد اوعك تخاف انت فى الواطه عرق وفى السما ء مرق ) ضحكت من قولها هذا فقد تغيرت العروق والمروق .. فبغاث الطير فى ارضنا تستنسر ... واصبح للوطن اسياد جدد .. ووووو اعود فاقول ان التاريخ لم ينسى هذا المحامي المناضل( مارتن
لوثر كينج ) لقد حركت بداخله المحاماة أداب حاملي الرسالات السماويه فكان حاملا لرسالة المساوة والحرية أنها المحاماة التي ترتقي دوماً بالمؤمنين بها وبنبل جوهرها وأهدافها في المجتمع , فما أعظم دفع الظلم عن البريء . وماذ لو كان المحامي يدفع الظلم عن ملايين يظلمون كل يوم وكل ساعة بلا ذنب ... إن مباديء الحرية و المساوة والحياه الكريمه والحق التي يتعرض لها المحامي كدارس للقانون تؤتي ثمارها بمجرد أشتغاله بالمحاماة وتضعه في مصاف حاملي الرسالات ذلك اذا اراد ان يكون محاميا وليس تاجرا همه جمع المال ... ودائما ما يثور سؤال عن المحاماة هل هى مهنة أم انها رسالة والسؤال ليس صعباً الآن أكثر من انه سؤال غابت إجابته عن الاذهان فى غمره الجهل بحقيقه الرساله ... إن الدفاع عن الفرد جزء لا يتجزأ عن الدفاع عن المجتمع وفي نقلة ليست ببعيدة أذكرالمناضل الجنوب أفريقي المحامي ( نيلسون مانديلا ) الذي مارس في بلاده دور زميله في نفس المهنة ونفس الكفاح من أجل الحرية والمساوة (مارتن لوثر كنج ) وقضي هذا المناضل أكثر من 27سبعه عشرون سنة في غياهب السجون من أجل قضيته ما لان , ولا هان, ولا قبل ارجل البيض المستعمرين حتي أنتصرت الحرية بكفاحه وصبره وقوه ارادته , بل وتولي رئاسة بلاده ومازل حياً رمزا من رموز الكفاح المشرف في العصر الحديث وحتي وقتنا المعاصر .... أنها الرسالة العظيمة الثقيلة التي طالما أتعبت حامليها ودفعو ثمنها من حياتهم و حريتهم وصحتهم من اجل المجتمع , أنها المحاماة بكل معانيها السمحة الحرة الآبية وماتغرزه من معاني سامية للحرية والحق المشروع.
المحاماة لسان الحق إذا ما جار عليه ظالم . والهدف من ذكر هؤلاء العظام ليس أستعراضاً للتاريخ بقدر ماهو تذكير بمن هو المحامي ... ويكفى فخرا ان السودان قد انجب رجال افذاذ من المحامين مثال المرحوم المحامى الضليع محمد احمد محجوب الذى اثر رساله المحاماه على مهنه الهندسه ورفيق دربه مبارك زروق . وانجبت كسلا المرحوم حسن محمد الماحى والمرحوم عواض محمد عواض والمرحوم كمال الدين رابح , فقد كانوا شعله مضيئه اضاءت لنا دياجير الظلام .
أن المحاماة كفيلة بصنع زعيم داخل كل محامي , وإن درس الحرية لصيق بالمحاماة . والحق بغية كل محامي وقد ذكرنا في موضع سابق أن الساسة قريبي الشبه بالمحامين إن لم يكونوا بالفعل قد درسوا القانون وأشتغلوا بالمحاماة ... وأطرح هنا مثالاً لدولة كبيرة مثل أمريكا فقد حكمها لدورتين متتاليتين الرئيس الآمريكي (بيل كلينتون ) والذي كان يعمل محامياً ثم مارس العمل السياسي حتي بلغ الذروة برئاسة هذه الدولة وهنا أقتصر في إلاشارة إلي فضل المحاماة علي المشتغيلن بها وكيف ترتقي بهم بغض النظر عن سياسة هذه الدولة ( الولايات المتحده الاميريكيه ) التي أرفضها كياناً ونظاماًً ينفذ برنامج صهيوني محكم ضد المسلمين في العالم ..وضد السودان .
لقد حاول البعض تفسير هذا المقال باعتباره دعوه للثوره وان كنا نهدف اصلا فيه الى التنوير بما قد يحدث فقد عايشت فصلا رهيبا من فصول الجزاره فى بدايه الثمانيات وانا لا زلت مستشارا صغيرا بنيابه كسلا حيث تم قتل احد رجال المباحث الشرفاء داخل الجزاره بكسلا وهو فى مهمه تتعلق بمراقبه الاسعار حيث كانت مخالفه السعر بالزياده جريمه يعاقب عليها القانون .
فما بالك بالجزار وهو يرى البلدوزر يهدم موقع اكل عيشه وحياته ... الراى عندى هو اولا يجب ان يتم حل المشكله جزريا ويتم تشييد الموقع او المواقع الجديده مع ايجاد الحلول المناسبه للنساء ربات البيوت اللائى يبعن الكسره وخلافه فهن اولى بالرعايه والعنايه . او اعاده تشييد الجزاره فى نفس الموقع بصوره حديثه ولتكن المبانى بالزجاج اذا ارادها الوالى ان تكون موقعا سياحيا , ولكن ان يتم تشريد الاسر فهذا منطق اعوج لا يرضاه الضمير ولا الدين الاسلامى الذى يامر بالمعروف .
وليس عيبا ان يتم نقد الوالى او اى وزير طالما كان هذا النقد من اجل المصلحه العامه ... وليس عيبا ان يكون النقد من مواطن سودانى عشق مدينته وهام بها عشقا وافتتانا .. مهما كانت اصوله زنجيه او عربيه فكلنا لادم وادم من تراب ... ويكفى اننا مسلمين امرنا شورى بيننا والصحافه هى احدى وسائل الشورى الحديثه .. وانه من العيب ان تثار النزعه العنصريه وفى هذا القرن الحادى والعشرين ..وقد دهشت حقيقه عندما قال لى المتحرى باننى اجنبى وبانه قد يتم ترحيلى الى جوبا كأن جوبا هى المنفى او كانها للوحوش وليس بها بشر او مسلمين . انهم بشر اكرمهم الله بذلك وهم من المكلفين بحمل الامانه . ويبدو ان المتحرى من الدارسين لفقه الانتباهه والمتاثرين بمنبر السلام العادل والغفله فى زمن الانتباهه .
وقد قلت له ان يعيد قراءه التاريخ ... كل اهل السودان بشقيه عليهم اعاد قراءه التاريخ لانهم فى نهايه الامر جسد واحد مهما اختلفت الاديان والالوان ومهما اختلفت الالسنه ... نحن شعب مزيج من عده شعوب .. يجب ترك الاستعلاء وعقده الجنس الارى .
المحاماة رسالة ألتبست علينا وتاهت بفعل فاعل متكرر لا يدرك أهمية رسالة المحاماة أو ينكرها ويقصد ذلك .... المحاماه ليست توثيق عقود وجمع للمال من كل قضيه وهى ليست تجاره ان تبيع وتشترى من اوكلوا اليك قضيه ما ... انها رساله ساميه ... ولا الوم اتحاد المحامين بكسلا على السكوت وعدم متابعه القبض على ومصادره حريتى او متابعه اسرتى فهم من اهل الحكم والحزب الحاكم , ويكفينى فخرا وقوف هذا الطود الشامخ الذى يضاهى تولوس قمه التاكا رفعه وصمودا شاهقا يعانق السحاب فى قوه واقتدار , ذاك هو استاذى الجليل المخضرم محمد احمد عبده ابو عمار وكيل اتحاد المحامين السابق بكسلا والذى ابعد من اتحاد المحامين لانه اتحادى ديمقراطى وهو الذى دافع عنى بكل قوه .وما تردد فى الاتصال بالجهات المعنيه بالامر فقد كان هو مثالى منذ ان كنت مستشارا يافعا بنيابه كسلا وكان استاذى واول من تلقيت وتلقنت عنده القيم والاخلاق القانونيه والسلوك السوى ونهلت منه معرفه وثقافه قانونيه اعانتنى فى مزاوله مهنتى سواء بالنيابه العامه او المحاماه او فى الحياه العامه ... لقد لعب فى حياتى دور الاب الناصح والاخ الاكبر والمستشار القانونى الضليع الذى عركته الحياه وعرفها .. رجل له من المعارف الانسانيه ما يجهله كل غث وبجانب كل هذا وذاك فهو اديب وشاعر .. واما الغث سوف يذهب فى يوم من الايام ويبقى ما ينفع الناس ... وبكل اسف اكتشفت ان بطاقه المحاماه التى احملها والتى تامر باخذ الاذن اللازم قبل القبض على المحامى اخذ الاذن من نقيب اتحاد المحامين او من يفوضه مجرد ورقه لا تقدم ولا تؤخر ... واقول لزملائى المحامين ( بلوها واشربوا مويتها )
المحاماة مهنة أم رسالة سؤال مطروح علي كل من يعمل بالمحاماة ليختار دوره دون قيد ... ودور كل من يؤمن برسالة المحاماة أن يجعل من كل محامي صاحب رسالة أو مؤمن بتلك الرسالة والمحاماه هى درع للمجتمع وحمايه للدستور وصون لاحكام القانون .
لقد طلب منى البعض ان اعتزر لسيدى الوالى عن مقالى وها انذا اعتزر للسيد الوالى فقد كنت شقى قوم صالح الذى تعاطى وعقر وكنت الشقى الذى اغتال سيدنا على ابن ابى طالب كرم الله وجهه و الذى قتله بسيفه المسموم وفى شهر رمضان .. اعتزر للوالى فقد كان دمار تاريخ كسلا بايحاء منى والتفريط فى اصول الولايه كانت بتخاطر منى او عن طريق التلباثى او الاستبصار عن بعد ... اعتزر للوالى ولكل من شاركه فى تنفيذ نصائحى القاتله والمميته ... اعتزر له عن مقالى الذى دافعت فيه عن طبقه مهضومه الحقوق ... كلتوم ست الكسره وزينوبه ست الويكه ومحمد ثانى سيد الخضار واونور الجزار ... ولله الامر من قبل ومن بعد ,
عبد الله احمد خير السيد
المحامى / كسلا
عبد الله احمد خير السيد خير السيد [[email protected]]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.