أرنج عين الحسود أم التهور اللا محسوب؟؟؟    الصناعة.. قَدَر الخليج ومستقبله    شاهد بالفيديو.. ناشط سوداني يهاجم الفنانة عشة الجبل ويثبت غيرتها من زميلتها الفنانة مروة الدولية: (عرس الدولية حارقك وقاطع قلبك والغيرة دي ما حلوة)    قرارات جديدة ل"سلفاكير"    السودان..تحذير خطير للأمم المتحدة    شاهد بالفيديو.. ناشط سوداني يهاجم الفنانة عشة الجبل ويثبت غيرتها من زميلتها الفنانة مروة الدولية: (عرس الدولية حارقك وقاطع قلبك والغيرة دي ما حلوة)    شاهد بالفيديو.. حكم كرة قدم سعودي يدندن مع إبنته بأغنية للفنان السوداني جمال فرفور    شاهد بالصور.. رصد عربة حكومية سودانية قامت بنهبها قوات الدعم السريع معروضة للبيع في دولة النيجر والجمهور يسخر: (على الأقل كان تفكوا اللوحات)    هل فشل مشروع السوباط..!؟    بلومبيرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا    مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية    سوق العبيد الرقمية!    صلاح في مرمى الانتقادات بعد تراجع حظوظ ليفربول بالتتويج    أمس حبيت راسك!    راشد عبد الرحيم: وسقطت ورقة التوت    وزير سابق: 3 أهداف وراء الحرب في السودان    معتصم اقرع: لو لم يوجد كيزان لاخترعوهم    (المريخاب تقتلهم الشللية والتنافر والتتطاحن!!؟؟    الصين تفرض حياة تقشف على الموظفين العموميين    وكالة الفضاء الأوروبية تنشر صورا مذهلة ل "عناكب المريخ" – شاهد    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    "منطقة حرة ورخصة ذهبية" في رأس الحكمة.. في صالح الإمارات أم مصر؟    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    برشلونة: تشافي سيواصل تدريب الفريق بعد تراجعه عن قرار الرحيل    إيفرتون يصعق ليفربول بثنائية    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    إقصاء الزعيم!    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    حدثت في فيلم كوميدي عام 2004، بايدن كتبوا له "وقفة" ليصمت فقرأها ضمن خطابه – فيديو    خادم الحرمين الشريفين يدخل المستشفى    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    العين إلى نهائي دوري أبطال آسيا على حساب الهلال السعودي    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأحزاب السودانية : النشأة والبرامج والاداء1943-1958م (1-3) .. بقلم: عماد الدين قسم بشير إبراهيم
نشر في سودانيل يوم 12 - 06 - 2012


بسم الله الرحمن الرحيم
*عماد الدين قسم بشير إبراهيم
emad gesim [[email protected]]
مقدمة :
نشأت الأحزاب السياسية في السودان بعد الصراع الذي ظهر بين المثقفين داخل مؤتمر الخريجين والذي أدي لظهور تيارين نادي الأول بالوحدة مع مصر ونادي الثاني بالإستقلال . كان سبب هذا الصراع بين الخريجين المذكرة التي رفعها مؤتمر الخريجين إلي الإدارة البريطانية في السودان في الثالث من أبريل 1943م والتي جاء بها عدد من المطالب السياسية تشمل :-
1- إصدار تصريح من الحكومتين المصرية والبريطانية بمنح السودان بحدوده الجغرافية حق تقرير المصير بعد الحرب مباشرة .
2- تأسيس هيئة تمثيلية من السودانيين لإقرار الميزانية والقوانين .
3- تأسيس مجلس أعلي للتعليم تكون أغلبيته من السودانيين وتخصيص ما لا يقل عن 12% من الميزانية للتعليم.
4- فصل السلطة القضائية عن السلطة التنفيذية .
5- إلغاء قوانين المناطق المقفولة ورفع قيود الإتجار والإنتقال عن السودانيين داخل السودان .
6- وضع تشريع بتحديد الجنسية السودانية .
7- وقف الهجرة إلي السودان فيما عدا ما قررته المعاهدة الإنجليزية المصرية .
8- عدم تجديد عقد الشركة الزراعية بالجزيرة .
9- تطبيق مبدأ الرفاهية والأولوية في الوظائف وذلك ب :
(أ‌) إعطاء السودانيين فرصة الاشتراك الفعلي في الحكم بتعيين سودانيين في وظائف ذات مسئولية سياسية في جميع فروع الحكومة الرئيسة .
(ب‌) قصر الوظائف علي السودانيين أما الوظائف التي تدعو الضرورة لملئها بغير السودانيين تملاء بعقود محددة الأجل يتدرب في أثنائها سودانيون لملئها في نهاية المدة.
10- تمكين السودانيين من إستثمار موارد البلاد التجارية والزراعية والصناعية .
11- وضع قانون بإلزام الشركات والبيوتات التجارية بتحديد نسبه معقولة من وظائفها للسودانيين .
12- وقف الإعانات لمدارس الإرساليات وتوحيد برامج التعليم في الشمال والجنوب (1).
رأت الإدارة البريطانية في السودان أنه لا بد من رد حاسم علي هذه المذكرة فلذلك رفضت إستلامها وقامت بإرجاعها إلي المؤتمر ومعها خطاب ذكرت فيه إن السودان يدار وفقاً لما جاء في إتقاقيتي الحكم الثنائي ومعاهدة 1936م وطلبت من المؤتمر حصر نشاطه علي شئونه الداخلية وأن يقلع عن أي دعوة لتمثيله في شئون البلاد ، وذكرت الإدارة في خطابها إن المؤتمر لو سار في هذا الإتجاه لن يفقد تعاون الحكومة معه بل سيفقد إستمراريته(2) .
أولاً:الأحزاب الاتحادية :
الحزب السياسي هوعبارة عن جماعة تعمل علي تولي زمام السلطة من أجل تنفيذ مبادئ سياسية معينه ومهمة الأحزاب هي أن تقوم بتنظيم وترتيب الأفكار والمبادئ الاجتماعية والسياسية المختلفة كما أنها تقوم بتوجيه الشعب لتحقيق تلك الأهداف وتعمل علي مساعدة جمهور الناخبين علي تكوين آرائهم السياسية(3).
الأحزاب الإتحادية هي تلك الأحزاب التي كانت تدعو إلي إيجاد علاقة بين مصر والسودان لإجبار الإنجليز للخروج من كلا البلدين ، وكانت تري إن عدم وجود تنسيق بين القطرين يعيق حل المشاكل التي تواجه البلدين لأن كل منهما مصيره مرتبط بالآخر خاصة فيما يتعلق بالإستقلال(4).
رغم إن الأحزاب الإتحادية كانت كلها تنادي بالإتحاد مع مصر إلا أنها اختلفت في نوعية الإتحاد، فمنها من نادي بتكوين دولة إتحادية(5) بين مصر والسودان ، ومنها من نادي بإتحاد كونفدرالي(6) ، فلذلك ظهرت عدة أحزاب نادت بالوحدة مع مصر هي:-
حزب الأشقاء:
نشأ حزب الأشقاء عام 1943م ولم يصدر الحزب برنامجاً بل أخذ يعمل بموجب الميثاق الذي أصدره مؤتمر الخريجين عام 1945م .
وصف أحمد خير المحامي قادت حزب الأشقاء بأنهم يمتازون بصفتين الأُولي مقدرتهم علي كسب الجماهير إلي جانبهم، أما الصفة الثانية فهي مقدرتهم علي رسم الخط السياسي وتنفيذه، وذكر انه رغم ما ظهر منهم من تسلط إلا إن قوتهم العددية كانت كبيره وأرجع ذلك إلي انخفاض الوعي السياسي وسط الجماهير التي تنقاد للزعامات التي تظهر وكأنها تتصف بالكمال(7).
في عام 1944م حصل حزب الأشقاء علي تأييد السيد علي الميرغني زعيم طائفة الختمية الذي إرتبط تاريخها بالنفوذ المصري علي السودان(8).
أدي عدم وجود برنامج مكتوب للحزب إلي انقطاع الإتصال بين قيادة الحزب وجماهيره وقد جاء ذلك في الخطاب الذي بعث به سكرتير الحزب محمد نور الدين إلي رئيس الحزب بتاريخ 31 أغسطس 1948م ، حيث أرجع سكرتير الحزب ذلك إلي عدم اكتمال تنظيم الحزب تنظيماً دقيقاً ، وناشد سكرتير الحزب أعضاءه الاتصال بهم لتبادل المشورة وقال إن حزبهم لم يعلن مبادئه لأنها تدعو إلي الوحدة التامة بين مصر والسودان وإن أعلنت هذه المبادئ سيؤدي ذلك إلي خلافات بين المنتمين للحزب(9).
إعتبرت الإدارة البريطانية حزب الأشقاء من اخطر الأحزاب التي تهددها فلذلك كانوا يقللون من شأن قادته حيث إستدعي كوتس Cots قمندان البوليس سكرتير شباب الأشقاء واستجوبه عن إهتمام المواطنين بإستقبال يحي الفضلي عند عودته من مصر ، وقال له " لما تقابلون يحي الفضلي بكل هذه الضجة والجلبة ونحن نعرفه منذ أن كان راتبه أربعة جنيهات في الشهر"(10)، فرد يحي الفضلي علي كوتس في مقال قال فيه " ونسي المستر كوتس أن وزير خارجيتهم اليوم المستر بيفن كان بائع لبن ولكن منطق الإستعمار يقيس الفضائل البشرية وقيم الحياة بمقياس المادة الصفيق"(11) .
كان حزب الأشقاء يجد الدعم من مصر ومساندة السيد علي الميرغني ومؤتمر الخريجين وتبرعات التجار الختمية وساعده ذلك علي تقوية قاعدته المالية .
بدأت الخلافات تظهر داخل حزب الأشقاء مما أدي إلي انقسامه إلي جناحين قاد الأول إسماعيل الأزهري ،أما الآخر فقاده محمد نور الدين الذي كوَن مؤتمر السودان في 13 مارس 1951م بعد إجتماعهم بنادي الخريجين بالخرطوم وتم إختيار لجنة مؤتمر السودان من محمد نور الدين رئيساً واحمد خير المحامي وكيلاً وعزالدين علي عامر سكرتيراً وعضوية كل من خضر عمر ، حسن أبو جبل ، عمر الخليفة محمد ، الشيخ عمر اسحق(12).
هنالك عدة أسباب أدت إلي انقسام حزب الأشقاء تشمل :-
1- كانت جماعة الأزهري تميل إلي عدم معاداة الحكومات المصرية المتعاقبة ، كما كانوا يجدون التأييد من التجار والأعيان الذين تفرض عليهم مصالحهم عدم معاداة الحكومات المصرية .
2- كانت جماعة نور الدين تميل إلي التطرف ومعاداة حكومة السودان وتظهر عدم رضائها علي كثير من الأمور التي تحدث في مصر .
3- إتهام جناح الأزهري لجناح نور الدين بأنه يضم في صفوفه عدد من الشيوعيين(13).
حزب الاتحاديين :-
تأسس الحزب في سبتمبر 1944م وكانت نواته جماعة من الخريجين جمعت بينهم الصداقة ، وفي يوم 22سبتمبر 1944م تم عقد إجتماع بمنزل عبد الله ميرغني حضره كل من حسن زياده ، محمد محمود لقمان ، ثابت حسن ثابت ، بشير محمد سعيد ، طه صالح بشير ، الصادق ابوبكر اسحق ، عبد الرحمن مرسي ، حسن ابوشامه(14).
كان الحزب يؤمن بفكرة الاتحاد لحل القضية السودانية لان فكرة الاتحاد عندهم هي التي توفق بين حقوق السودانيين الطبيعية في نيلهم حريتهم والسيطرة علي مقاليد السلطة والحكم والتعاون بين شطري وادي النيل لتنمية المصالح المادية والمعنوية وهذا الوضع يكسب الطرفين المتحالفين (مصر والسودان) حق الإشتراك والتعاون في المصالح وتدعيم موقفيهما من الاستقلال والتخلص من الهيمنة والنفوذ الأجنبي من أراضيهما(15).
ذكر الاتحاديون أن الاتحاد الذي يريدونه اتحاد مماثل لاتحاد الشعوب البريطانية لأنه في رأيهم أفضل نظام إتحادي يقوم بتحقيق المساواة في الحقوق والواجبات، وقد نصت مبادئ الحزب علي نظام الحكم حيث ذكرت انه نظام ديمقراطي ينبني علي تطبيق العدل الاجتماعي المتمثل في المبادئ الاشتراكية التي تنصف الطبقات الكادحة وترفع من مستواها المعيشي والاجتماعي ، كما نصت مبادئه علي ضرورة تطبيق النظم الاقتصادية الحديثة وذلك لتنمية موارد الثروة الحيوانية وتوزيعها توزيعاً عادلاً علي المجتمع السوداني، كما تحدثت المبادئ عن القومية السودانية وذكرت انه من أهدافهم المحافظة علي الوحدة من الداخل(16).
ذكر الاتحاديون إن مبدأهم السياسي يتمثل في الآتي :-
1- قيام حكومة سودانية حرة في اتحاد مع مصر علي نظام الدمنيون(17) أي الاشتراك في رأس الدولة والدفاع والتمثيل الخارجي.
2- يعد هذا الوضع ليسجل دولياً.
3- يعمل علي تصفية الحكم الحالي بالطريقة التي يرتضيها الشعب تحت إشراف لجنة تصفيه ثلاثية(18).
فسرت المبادئ بعض النقاط التي ذكرت حيث قالت انه يقصد بحكومة سودانية شيئان الأول أن الذين يتولون أمر الحكم في السودان ولهم الحق المطلق في إدارته هم السودانيين أنفسهم ، أما القطر الذي تقوم فيه الحكومة هوالسودان بحدوده الحالية بالإضافة إلي الأراضي التي سيتم ضمها في المستقبل بموجب معاهدات كأرض كانت جزء منه مثل بني شنقول وغيرها، ديمقراطية حرة فسرت بأنها يقصد بها إن التصرف في شؤون التشريع والقوانين وتنفيذها ومباشرة أعمال الإدارة قائم علي التصويت العام وإستعمال حق الانتخابات، وقد حددت الديمقراطية عندهم بالآتي:-
1- تحقق الحرية وتكفل الأمن والثقة .
2- تكفل الحرية و ضرورة إنماء الشخصية السودانية .
3- الإلتزام بروح التسامح والإعتدال حيث لا تضطهد فريقاً من الشعب ولا تذل طبقة من الطبقات .
4- تحقق رغبة الأكثرية علي أن تراعي شعور الأقلية وتحترم رغباتها .
5- تربط الحرية السياسية والاجتماعية بالحريات الاقتصادية،أما إتحاد مع مصر علي نظام الدمنيون فسرت هذه النقطة بأن يكون هنالك إتحاد بين الحكومة السودانية الديمقراطية الحرة وبين الحكومة المصرية يكون التاج المصري هو تاج مشترك علي أن يكون الدستور واحد يضعه ممثلون من الحكومتين ولكل حكومة برلمان وجيش منفصلين وكامل السيادة الداخلية علي إن يتحدا في الدفاع الخارجي والتمثيل السياسي الخارجي وينسقان بالتراضي سائر الشئون المشتركة بينهما مثل الجمارك والنقد (19).
رغم أن أعضاء الحزب لم يزيدوا عن العشرين ولكنهم كانوا أصحاب مبادئ وعقيدة خاصة وان أعضاءه من المثقفين الذين يجمع بينهم التقارب الفكري والزمالة والصداقة التي طبعت الحزب بطابع خاص؛ فهم مهما اختلفوا حول فكرة تحد الزمالة من خصوماتهم ولا يصلون فيها الحد الذي تصل إليه الأحزاب الاخري في خصوماتها ، كما إمتازوا بالأمانة والصدق ورغم ذلك إلا أن الحزب كان يفقد السند الشعبي ويعود ذلك لعدة أسباب هي:-
أولا: أعضاء الحزب كانوا من الطبقة المثقفة التي لم يكن لها إحتكاك مباشر مع الجماهير فأصبح ينظر له بأنه حزب المثقفين .
ثانياً: فقر الحزب المالي الذي لا يسمح له بإقامة الأنشطة التي تعينه علي اكتساب الجماهير(20).
حزب وحدة وادي النيل:
تأسس الحزب في الرابع من إكتوبر 1945م(21) بعد خلاف بين الدرديري احمد إسماعيل وزعماء حزب الأشقاء ومؤتمر الخريجين حول المبادئ التي عرضت كأساس لإتلاف الأحزاب السودانية،حيث إن هذه المبادئ تورد عبارة الاتحاد مع مصر تحت التاج المصري(22).
كان الحزب من أكثر الأحزاب تطرفاً للدعوة إلي الوحدة بين السودان ومصر ، حيث كان يري أن تكون الوحدة بين مصر والسودان مطلقة تحت تاج واحد مع قيام اللامركزية الإدارية والجلاء التام عن شطري وادي النيل(23).
إستطاع الحزب أن يكسب شعبية كبيرة لإنتشار شعار وحدة وادي النيل في ذلك الوقت رغم معاداة قياداته للطائفية،كما كانوا يدعون إلي مقاطعة المؤسسات الدستورية التي أنشأتها الإدارة البريطانية في السودان،وقد علق الدرديري احمد إسماعيل رئيس الحزب علي المذكرة التي أرسلتها الجبهة الوطنية للإشتراك في تلك المؤسسات قال أن هذه المذكرة أعدها بعض الطامعين والطامحين من كهول الطائفة الختمية يقوم بمآذرتهم بعض الاتحاديين،وبدأ الدرديري مطمئناً من ردود هذه المذكرة وقال انه لا محل للقلق لان الوطنية السودانية والروح الاتحادية قوية لا يخشي عليها من التأثر من أي دعاية،كما وجه الدرديري التهم إلي الطائفة الختمية وبعض الاتحاديين وإتهمهم بمهادنة الاستعمار وطالبهم بإتخاذ موقف صريح منه(24).
شغل علي البرير رئيس لجنة الحزب الفرعية في القاهرة ، وكان للحزب صحيفة ناطقه بلسانه عرفت بإسم (الحقيقة) وشغل رئاسة تحريرها احمد جمال الدين وعبد الرحمن احمد(25).
حزب الأحرار:
عرف هذا الحزب منذ نشأته عام 1944م بإسم الأحرار الاتحاديين وكان ينادي بقيام حكومة سودانية حرة في اتحاد كونفدرالي مع مصر. إنقسم بعدها الحزب إلي جناحين نادى إحداهما بالاستقلال التام وهذا الجناح إندمج في حزب الأمة بعد قيامه ، أما الآخر فعرف بإسم الأحرار الاتحاديين وظل متمسك بمبادئه وكان علي رأسه الطيب محمد خير وحسن الطاهر زروق(26).أصدر هذا الجناح صحيفة بإسم (الأحرار) إلا أنها لم تستمر طويلاً ، وقد نادي هذا الجناح بقيام حكومة سودانية ديمقراطية في إتحاد مع مصر تحت التاج المصري ووحدة الدفاع والتمثيل الخارجي ولهذا لقي هذا الجناح إهتماماً كبيراً من مصر وكان لرئيسه إتصالات واسعة بالقاهرة ، وكان من ضمن الوفد الذي ذهب إلي القاهرة أثناء المفاوضات بين بريطانيا والحكومة المصرية(27).
حزب الجبهة الوطنية:
أسس هذا الحزب جماعة من الموظفين المتقاعدين الذين ينتمون إلي طائفة الختمية عام 1951م وقد نادي مؤسسيه بنوع من الوحدة يتمثل في وحدة رأس الدولة(28) . ذكر إن تأسيس الحزب كان منذ عام 1949م بعد خروج كبار رجال الختمية عن حزب الأشقاء وهم الدرديري محمد عثمان ، خلف الله خالد، ميرغني حمزة،عثمان حسن عثمان، محمد الحسن دياب،وكان الدرديري محمد عثمان يعتقد إن إسماعيل الأزهري وحزبه الذين يقودون جماهير الختمية دخلاء عليهم فلذلك يجب أن تكون قيادة هذه الجماهير من كبار رجالات الختمية(29) . وصف مؤسسو الحزب بأنهم كانوا يمتازون بالأمانة والوعي السياسي ولكن الحزب لم يمكث أكثر من عام حيث لم يرد ذكرٌ له بعد ذلك ولكن أتباعه إنتموا إلي الحزب الوطني الاتحادي بعد توحيد الأحزاب الاتحادية.
الحزب الوطني الاتحادي:
الدعوة إلي توحيد الأحزاب الاتحادية جميعها في حزب واحد قديمة ، ففي عام 1949م دعا يحي الفضلي سكرتير حزب الأشقاء أحزاب الوحدة أن تندمج في بعضها لكي تحقق نجاحاً ، ودعاها إلي تناسي خلافاتها وان تفكر في مصلحة البلاد فقط،وذكر الفضلي إن هنالك عدة إقتراحات تقدم بها بعض الأفراد ويتم التباحث فيها أمام أحزاب الوحدة وهي جميعها تدعوا إلي إيجاد مؤسسة متحدة تحل محل الأحزاب القائمة يكون لها مبدأ واحد، وذكر أن هنالك بعض الاقتراحات تري أن يكون مبدأ هذا الحزب هو قرار مؤتمر الخريجين الصادر عام1944م والذي يدعو إلي اتحاد مع مصر تحت التاج المصري مع وحدة الدفاع والتمثيل الخارجي لكلا القطرين، وهنالك اقتراح يقول بأن يتم دمج أحزاب الوحدة في حزب جديد يكون له اسم جديد،وقال الفضلي " انه لا توجد خلافات كبيرة في مبادئ وأهداف أحزاب الوحدة فهي كلها تبغي الاتحاد مع مصر فمن المستحب أن توجد مؤسسه جديدة لتحقيق هذا الهدف"(30).
لم تكن الدعوة في ذلك الوقت منحصرة في توحيد الأحزاب الاتحادية وحدها بل كانت هنالك دعوة لتوحيد كل الأحزاب السودانية في حزب واحد أطلقتها صحيفة السودان الجديد التي أجرت إستطلاعاً بين قادة الأحزاب والزعماء،حيث ذكر إسماعيل الأزهري أنهم في حزب الأشقاء لا يندمجون مع من يدعون إلي الانفصال عن مصر،أما يحي الفضلي سكرتير مؤتمر الخريجين فقال إن الدعوة إلي التكتل دعوة خير وحق ، أما عبد الله ميرغني سكرتير حزب الاتحاديين فقال إن كثرة الأحزاب يعمل علي بعثرة الجهود إلا انه لا يؤمن بالحزب الواحد لان هذا يعمل علي قتل روح المنافسة الشريفة ويخلق نظام دكتاتورية الحزب الواحد،أما الصديق عبد الرحمن المهدي رئيس حزب الأمة فقال إن تكوين حزب واحد أمر ليس من السهل تنفيذه من الناحية العملية،وقال عبد الله خليل سكرتير حزب الأمة إن تكوين حزب واحد أمنية جميلة ولكن هنالك أسباب تحول دون تحقيقها منها تباين الأهداف(31).
وقد كان الكثير من المثقفين يري إن السبب في الخلافات التي كانت بين الخريجين في تلك الفترة هي الطائفية،حيث كتب بشير محمد سعيد مقالاً بصحيفة السودان الجديد بعنوان (الطائفية تحول دون الحزب الواحد) ذكر فيه إن السبب في عدم قيام حزب واحد هو إختلاف الأحزاب السياسية حول مستقبل السودان،وقال في مقاله إن المتعلمين من السودانيين يسيطر عليهم زعماء الطائفية(32).
في أكتوبر 1951م عقد مندوبوالاحزاب الاتحادية اجتماعاً بهدف وضع خطة من اجل إجلاء البريطانيين وتحقيق مبادئ الأحزاب الاتحادية، وتقرر سفر كل من محمد نور الدين وكيل حزب الأشقاء و خضر حمد ممثلاً لحزب الاتحاديين إلي مصر للاتصال بالشخصيات الرسمية والشعبية،وقبل سفر الوفد قامت ثورة 23 يوليو1952م في مصر(33).
تكون الحزب الوطني الاتحادي بالقاهرة في اكتوبر 1952م بعد ذهاب زعماء الأحزاب الاتحادية إلي مصر بعد الدعوة التي وجهها لهم اللواء محمد نجيب للتباحث حول التطورات الدستورية في السودان،ونصح نجيب قادة هذه الأحزاب بان مصلحتهم ومصلحة الدعوة إلي الاتحاد مع مصر تقتضي أن يتحدوا في حزب واحد ، وبعد عدة اجتماعات ومشاورات بينهم أعلن قادة الأحزاب الاتحادية حل أحزابهم وتكوين الحزب الوطني الاتحادي الذي أسندت رئاسته إلي إسماعيل الأزهري وتقلد خضر حمد السكرتارية العامة له(34) .
وضع مؤسسو الحزب مذكرة عن برنامجه ليتدارسها الأعضاء،وذكرت هذه المذكرة إن أهداف الحزب تتمثل في الآتي:-
1- أن يكون السودان جمهورية مستقلة كاملة السيادة في حدوده الحالية.
2- نظام الحكم ديموقراطياً تفصل فيه السلطات عن بعضها.
3- أن تراعي في العلاقات الخارجية مصلحة السودان علي إن لا تقيد تلك الروابط من حريته وسيادته(35).
لم يمكث الحزب بعد تكوينه طويلاً حيث ظهرت الخلافات بين أعضائه فخرج كل من ميرغني حمزة وخلف الله خالد واحمد جلي وكونوا حزب الاستقلال الجمهوري.
حزب الاستقلال الجمهوري:
تأسس هذا الحزب بعد الخلافات التي ظهرت بين قادة الحزب الوطني الاتحادي بعد فوزه بالانتخابات البرلمانية الأولي عام 1954م ، ترأس الحزب ميرغني حمزة وقد إتهم مؤسسي الحزب قادة الحزب الوطني الاتحادي بالتمسك بالشعارات القديمة في الاتحاد مع مصر،وقالوا إن الدعوة إلي الاتحاد قد استنفذت أغراضها بعد خروج الانجليز من السودان لان القصد منها كان خروج الانجليز ولم تكن بغرض تسلط شعب علي آخر والانتقاص من كرامته وسيادته،وقال مؤسسو الحزب إن ميلاده جاء نتيجة للشعور العام من المواطنين المنادين بالحرية(36).
ذكر مؤسسي الحزب أن المبدأ الذي يدعون له هو قيام جمهورية مستقلة كاملة السيادة لها رئيسها السوداني وبرلمانها وجيشها وتمثيلها الخارجي ونقدها وعلمها الخاص،أما أهداف الحزب فهي قيام نظام سياسي وإقتصادي مستقر يدعم الوحدة القومية ويكفل للمواطنين كافة الحريات العامة ويحقق العدالة الاجتماعية ويتيح فرص التقدم العاجلة للمناطق المتخلفة ويعمل لرفع مستوي المعيشة لكافة الطبقات وارساء المجتمع علي أساس من المساواة وتكافؤ الفرص والنهوض بالمشاريع الاقتصادية والصحية والتعليمية واستثمار موارد البلاد إلي أقصي مدي ممكن(37) .
حزب الشعب الديمقراطي:
تأسس الحزب بعد الخلافات التي ظهرت بين أعضاء الحزب الوطني الاتحادي بعد تشكيل الحكومة الوطنية الأولي، ضم الحزب في عضويته كل من علي عبد الرحمن الأمين ، محمد نور الدين،ميرغني حمزة ، حماد توفيق، ومحمد احمد أبوسن الذي كان في السابق من أعضاء الحزب الجمهوري الاشتراكي(38).كان هنالك صراع حول رئاسة الحزب بين علي عبد الرحمن وميرغني حمزة الذي كان يتهم علي عبد الرحمن بأنه من قدامي الأشقاء ويتهمه آخرون انه من العناصر التي تؤمن بالختمية ولا تعتقد فيها، وهذا الصراع أدي إلي انقسام الحزب إلي كتل داخلية تزعمها كل من علي عبد الرحمن وميرغني حمزة وأخري تزعمها محمد احمد أبوسن، وقد أدي هذا الخلاف بين قادة الحزب إلي التباين في وجهات النظر في الكثير من القضايا خاصة بعد إئتلاف الحزب مع حزب الأمة عام 1957م حينما رفض علي عبد الرحمن مشروع إيزنهاور عندما قدم إلي مجلس الوزراء، وقبل ميرغني حمزة جانبه الاقتصادي،أما محمد احمد أبوسن فقبل المشروع دون تحفظ(39).
ذكر علي عبد الرحمن رئيس الحزب أن بعض الأعضاء في الحزب الوطني الاتحادي بعد فوز الحزب في الانتخابات البرلمانية الأولي أرادوا التخلص من الختمية رغم مساهمتها في فوز الحزب في الانتخابات، وأراد هؤلاء التخلص من السيد علي الميرغني والالتفاف حول شخصية إسماعيل الأزهري الذي أصبح في نظر الشعب من أعظم الشخصيات في السودان ولكن هنالك بعض المعارضين لهذا القرار خرجوا عن الحزب وكونوا حزب الشعب الديمقراطي(40).
الهوامش:
(1) دار الوثائق القومية ، متنوعات 1/14 / 137 ، مذكرة مؤتمر الخريجين إلي الحكومة .
(2) المعتصم أحمد الحاج،محاضر مؤتمر الخريجين،الجزء الأول،مركز محمد عمر بشير، جامعة أم درمان الأهلية، 2009م ،ص ص126- 127.
(3) عبد الحميد متولي،السلطة الدستورية والأنظمة السياسية، 1961م ،ص143.
(4) صحيفة الصحافة،العدد (8258)،السبت 11/ 1 / 1986م .
(5) الدولة الاتحادية هي التي تتكون من دويلات أو ولايات وتتقاسم السلطة مع الدويلات أو الولايات المكونة لها وتتولي السيادة الخارجية مع قدر يسير من السيادة الداخلية تمارسه الولايات في حدود أقاليمها.
(6) الاتحاد الكونفدرالي هو اتحاد تعاهدي يقوم بين دولتين أو أكثر لتحقيق المصالح المشتركة علي المستوى الدولي وتوفير الأمن المشترك ضد الاعتداء الخارجي وهو لا يمس الدولة المتعاهدة في سيادتها الداخلية علي شعبها ولا في جوهر سيادتها.
(7) أحمد خير المحامي ، تاريخ حركة الخريجين وتطورها كفاح جيل ، الدار السودانية للكتب ، 2002م ص87.
(8) ابوبكر حسن محمد باشا،نشأة وتطور الأحزاب السياسية في السودان 1898-1956م– دراسة في العوامل المؤثرة،رسالة ماجستير غير منشورة،الجامعية المستنصرية ،1996م، ص132.
(9) دار الوثائق القومية،متنوعات 1/ 5 / 84،الخطاب الذي أرسله سكرتير الحزب إلي رئيس الحزب.
(10) دار الوثائق القومية،متنوعات 1 / 4 / 176.
(11) صحيفة الصراحة،العدد (149)، 14 / 7 / 1951م.
(12) يحي محمد عبد القادر،شخصيات من السودان،ج2،المطبوعات العربية ،ط2 ، 1987م ، ص ص 30 ،31.
(13) نفس المرجع ، ص32.
* إندمج حزب الأشقاء مع الأحزاب الاتحادية الاخري لتأسيس الحزب الوطني الاتحادي في أكتوبر 1951م .
(14) عبد القادر إسماعيل،مشكلة جنوب السودان- دور الأحزاب السياسية 1947- 1972م ، 2002م ، ص57.
(15) دار الوثائق القومية،متنوعات 1 / 14 / 150،مبادئ ولوائح الاتحاديين،ص1.
(16) نفس المصدر، ص2 .
(17) يقصد بنظام الدمنيون قيام إتحاد بين الحكومة السودانية الحرة وبين حكومة مصر تحت تاج مشترك علي أن يوضع دستور الاتحاد ممثلين من الحكومتين حسب ماتمليه ظروف وحاجات البلدين .
(18) نفس المصدر السابق ، ص 4.
(19) دار الوثائق القومية 1 / 14 / 150،مصدر سابق،ص ص 5-7.
(20) صحيفة الرأي العام،مجلد (21)،العدد (1879)،الاثنين 16 يونيو 1951م .
(21) أوردت صحيفة الصحافة في عددها رقم (8258) إن الحزب تأسس في يناير 1946م .
(22) حلمي جرجس غبريال مقار،موقف الإدارة البريطانية من نمو الحركة الوطنية خلال الحربين العالميتين في الفترة من 1914- 1945م،رسالة دكتوراة غير منشورة،جامعة القاهرة فرع الخرطوم ، 1976م ، ص 490.
(23) صحيفة الصحافة،العدد (8258)،يناير1986م .
(24) صحيفة الشعب،العدد (8)،السبت 27 / 1 / 1957م،ص1.
(25) صحيفة الصحافة،العدد (8258)،مرجع سابق،ص6.
(26) حلمي جرجس،مرجع سابق،ص496.
(27) نفس المرجع ، ص497.
(28) صحيفة الصحافة ، مرجع سابق ،ص6.
(29) ابوبكر حسن محمد باشا ، مرجع سابق ،ص139.
(30) صحيفة السودان الجديد،مجلد (11)،العدد (699) ، السبت 29 يناير1949م، ص3.
(31) نفس المرجع،العدد (806) ، الخميس 9يونيو1949م .
(32) صحيفة السودان الجديد، 23يونيو 1949م .
(33) ابوبكر حسن محمد باشا ، مرجع سابق ، ص140.
(34) صحيفة الأيام،مجلد (9)،عدد خاص بالاستقلال، 31يناير 1956م،ص8.
(35) دار الوثائق القومية، متنوعات 1/5/78.
(36)دار الوثائق القومية،متنوعات 1/14/155،دستور ولوائح حزب الاستقلال الجمهوري ، ص1.
(37) نفس المصدر، ص5.
(38) صحيفة السودان الجديد، مجلد (48)،العدد (2326)،السبت 8/5/1985م، ص3.
(39) نفس المرجع، والصفحة.
(40) معهد الدراسات الأفريقية والآسيوية،مقابلات رواد الحركة الوطنية، مقابلة مع علي عبد الرحمن الأمين، المجلد الأول،1985م ،ص ص 9،10.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.