[email protected] 1 - صالح في ثمود ؟ أمنيتان علي باب سعادة الدكتور ابراهيم الامين وتياره العام من المناضلين المكرمين : الأولي أن نجتهد جميعأ في عدم أراقة وقت صالح في حلحلة اللا مشاكل ومحاولة فتح الابواب المفتوحة فنكون جميعأ من الخاسرين لرحيق فكر صالح ، وشهد حروفه ، وسمح قوله ، ونحرم بذلك من صدقاته وزكواته الفكرية ! الأمنية الثانية أن هذه ناقة صالح لها شرب ولكم شرب يوم معلوم ، فذروها تأكل في أرض الله ، ولا تمسوها بسوء ، فيأخذكم عذاب يوم عظيم ! نرجوكم ... كل شئ ولا كهيعص ! يمكن تهبشوا الدقدق ... بس أبعدوا من كهيعص ، والأ أصابكم عذاب يوم عظيم ! خذوا أجازة للتنفيس ، فعسي ولعل ، والأختلاف الذي لايفسد للود قضية أمر صحي ومنعش ! 2 - تخريمة ! في سياق عنوان هذه المقالة ، وفي زمن الكفاح ضد السفاح نميري ، خاطب الشريف حسين الهندي بعض صحابه الملتفين حوله ، في شقته في لندن ، قائلا : القروش دي ما ليكم ! أنا عارف انتو رجال مناضلين ، وما بتقبلوا تتوسخوا بالقروش ! قاطعه أحدهم ، قائلا : عليك الله ، يا سيدي الشريف ، وسخني أنا ؟ 3 - الشريف والخائن ؟ نشرت جريدة هآرتس الإسرائيلة حوارا مع السفير ريتشارد ويليمسون ( عدد يوم السبت 9 يونيو 2012 ) ، تحدث فيه عن عدة مواضيع ، بما في ذلك الرئيس البشير ! هل تتذكر السفير ريتشارد ويليمسون ؟ هو المبعوث الخاص للرئيس بوش الإبن للسودان ، في نهايات فترة بوش الثانية ، المنتهية في يناير 2009! كما ذكرنا في مقالة سابقة ، حاول السيد ريتشارد وليمسون ، في أواخر عام 2008 ، اقناع إدارة بوش الإبن بإتخاذ إجراءات عقابية ضد نظام الأنقاذ ! يمكن تلخيص هذه الإجراءات في الآتي : أولا : + تطبيق حظر جوي فوق دارفور ، ثانيا : + ضرب سلاح الطيران السوداني على الأرض، ثالثا : + تفتيش كل السفن في ميناء بورتسودان ، رابعا : + تعطيل خدمات الهاتف الجوال في ولاية الخرطوم ، خامسا : + منع السودان من تصدير البترول ! ولكن الزمن لم يسعف إدارة بوش الإبن لتفعيل هذه الإجراءات ضد نظام الأنقاذ ، بوصول أوباما الي البيت الأبيض ! كان ذلك في أواخر عام 2008 ! الآن أصبح السيد ريتشارد وليمسون ، كبير مستشاري المرشح الرئاسي الأمريكي ميت رومني للشئون الخارجية ، وقد يتولى وزارة الخارجية الأمريكية ، إذا ما انتزع السيد ميت رومني الرئاسة من أوباما في الإنتخابات التي ستجرى يوم الثلاثاء 6 نوفمبر 2012 ! كما ذكرنا سابقا ، أكد تاريخ الإنتخابات الرئاسية الأمريكية ، أن المرشح الرئاسي الذي يجمع تبرعات أكثر من خصمه ، سوف يفوز بالجائزة الرئاسية ! حاليا رومني يتفوق على أوباما في جملة ما حصده من تبرعات ، رغم أن أوباما يتقدم على رومني في استطلاعات الرأي ... 46% لأوباما مقابل 44 % لرومني ! في حواره مع جريدة هآرتس ، تناول السيد ريتشارد وليمسون علاقة إدارة الرئيس رومني ( في حالة انتخابه ؟) : + مع اسرائيل ( التي سوف تكون أول دولة يزورها رومني كرئيس ) ، + ومع ايران ( التي سوف لن يتردد رومني في مهاجمتها عسكريا لمنعها من امتلاك مقدرات نووية ، وسوف تكتشف ايران وجود شريف جديد في المدينة ) ، + ومع سوريا ( التي سوف يسلح رومني ثوارها للإطاحة ببشار ) ، + ومع الرئيس البشير وأمر القبض ! قال السفير ويليمسون عن الرئيس البشير كلمات اختزلت مجلدات ! قال : في يوم الثلاثاء 6 نوفمبر 2012 ، سوف يكتشف الرئيس البشير ، كما ايران ، وجود شريف جديد في المدينة ! هل تتذكر الشريف والخائن في أفلام الكاوبوي الأمريكانية ؟ من هو الشريف ومن هو الخائن في فيلمنا هذا ، يا ترى ؟ موعدنا يوم الثلاثاء 6 نوفمبر 2012 ! وحتى ذلك الموعد ، تدعوك عنقالية من نواحي الدروشاب ، أن تردد مع ود الأمين : أشوفك . . بكرة فى الموعد تصور . . روعة المشهد ! ويا نوفمبر ما تسرع تخفف لى نار وجدي! أمانة الصبر ما طيب قدر مكتوب . . وكان لازم نجرب وداعا يا ظلام الهم على أبوابنا وعلى أبواب دارفور ما تعتب ! ومرحب يا رومني تعال ما تبتعد . . . قرب ! لمزيد من التفاصيل ، يمكنك زيارة الرابط أدناه ! http://www.haaretz.com/news/diplomacy-defense/haaretz-q-a-with-ambassador-richard-williamson-1.435284 4 - الجريمة والعقاب ؟ كتب السفير وليمسون مقالة ( شارلس تيلور ... قفل أبواب جهنم ) في جريدة ( الأمريكاني ) الإلكترونية ، التي يصدرها معهد الإنتربرايز الأمريكي في واشنطون ( عدد يوم الثلاثاء 5 يونيو 2012 ) ، استعرض فيها سيرة ومسيرة رئيس ليبيريا السابق ، والحكم عليه ب 50 سنة سجنا ، لجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ، ارتكبها زبانيته في سيراليون ! هناك احتمال قوي أن يفوز المرشح الجمهوري ، ميت رومني ، بالرئاسة ! في هذه الحالة ربما أصبح السفير وليمسون وزير خارجية أمريكا ! ومن ثم أهمية أن نعرف موقفه ( وبالتالي موقف إدارة رومني ) من أمر قبض الرئيس البشير ، واحتمال شطبه ، أو تجميده في اطار صفقة لإعادة الإستقرار والأمن لدارفور ... ذلك أن أمر قبض الرئيس البشير صار المبتدأ والخبر في بلاد السودان ! فيما يتعلق بأمر القبض الصادر من محكمة الجنايات الدولية ضد الرئيس البشير ، أكد السفير وليمسون ، في مقالته ، بشكل قاطع ، لا يأتيه الشك من خلفه ، أو من بين يديه ، على عدة أمور ، نختزل انطباعاتنا عنها في 8 نقاط أدناه : أولا : + أن زمن الإفلات من العقاب قد ولى الى غير رجعة ؛ ثانيا : + الإستقرار والأمن في أي مجتمع تعرض لجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وإبادات جماعية ، يأتي بعد احقاق العدالة ، ومحاكمة المتهمين في هذه الجرائم ، وانزال أقصى العقوبات عليهم ؛ ثالثا : + لن تسمح الشرائع السماوية ، ولا الشرائع الأرضية ، ولا أي مجتمع يحترم نفسه ، أن يسود الأمن والإستقرار على حساب افلات المتهمين من العقاب ؛ العدالة أولا يليها الإستقرار ؛ رابعا : + لا مكان لمقولة ( عفا الله عما سلف ) في المجتمعات التي تعرضت لجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وإبادات جماعية ؛ خامسا : + محاكمة المتهمين بجرائم الحرب ، والجرائم ضد الإنسانية ، والأبادات الجماعية ، خصوصا إذا كانوا في مواقع المسئولية ، سوف تمثل رادعا قويا ، ضد ارتكاب مثل هذه الجرائم مستقبلا ؛ سادسا : محاكمة المتهمين، وانزال العقاب القانوني بهم واحقاق العدالة ، سوف تساعد في تنظيف الجروح قبل اندمالها وشفائها ، وعودة الآمال والراحة النفسية للمصابين ؛ وعودة الأمن والإستقرار للمجتمعات المنكوبة ؛ سابعا : + لا مجال ، بل محرم عقد أي صفقة ، تحت أي ظرف من الظروف ، مع متهم بجرائم حرب ، أو جرائم ضد الإنسانية ، أو إبادات جماعية ! يجب القبض على هذا المتهم ، ومحاكمته ، وانزال أقصى العقوبات عليه ! ابرام صفقة من هذا القبيل ، وتحت أي مسوغ ، تقع ضد الشرائع السماوية ، وضد القوانين الوضعية ، وضد الأخلاق ، والأعراف ! ثامنا : محاكمة شارلس تيلور وادانته تقوي العدالة الدولية ، ومفهوم عدم الإفلات من العقاب ، ويجب تطبيق نفس المسطرة على كل المتهمين ! محاكمات نورنبرج وطوكيو ، بعد الحرب العالمية الثانية ، ثبتت هذه المفاهيم والمعاني ، التي تسعى الولاياتالمتحدةالأمريكية لنشرها وتعميمها ! 5 – جهاد الخازن ! لتوضيح الصورة كاملة ، نحاول ابراز الوجه القبيح للسفير ويلمسون ، وهو من المحافظين الجدد الذين يحيطون بميت رومني ، إحاطة السوار بالمعصم! في عموده اليومي في صحيفة الحياة اللندنية ( عدد يوم الأحد 10 يونيو 2012 ) ، اتهم الأستاذ جهاد الخازن المحافظين الجدد بأنهم عصابة حرب ، وكانوا وراء الحروب التي شنها الرئيس السابق بوش الإبن في أفغنستان والعراق ، وقتل بسببها أكثر من مليون مسلم وعربي ! ويؤمن جهاد أن عصابة الشر هذه لا تزال تسعى الى شن حروب على ايران ، وسوريا ، ( ونظام البشير ) ، وتعارض الإنسحاب من افغانستان ، كما عارضت الإنسحاب من العراق! يقول الأستاذ جهاد أن وقاحة المحافظين الجدد بلا حدود وبلا نهاية، فهم زعموا أن ثورات الشباب العرب ، جاءت نتيجة الحرب على العراق و( أجندة الحرية ) التي أعلنتها إدارة بوش الإبن! يرد بعض المعلقين على اتهامات الكاتب جهاد ، بأنه لولا عصابة الحرب من المحافظين الجدد ، لأستمر صدام حسين حاكما مطلقا على العراق والكويت ، ولأستمرت طالبان في حكم افغانستان ، ولأستمرت القاعدة في عملياتها التخريبية ! إذا فاز رومني ( ومعه المحافظين الجدد ) بالرئاسة الأمريكية ، فسوف يعني ذلك الإطاحة الخشنة بالرئيس الأسد ، والرئيس البشير ! وعلى الشعب السوري والشعب السوداني أن يختارا بين أن يستمر الرئيس الأسد والرئيس البشير في الحكم بدون التدخل الأمريكي الخشن ، أو أن يطيحا بنظاميهما بمساعدة تدخل خارجي ! الإختيار في أيادي الشعبين السوري والسوداني ! ولكن بالنسبة للشعب السوداني ، فالتدخل الخارجي الخشن ليس بجديد ، فهو موجود ، ومن سنين ! القوات الدولية ( حوالي 20 ألف عنصر مسلح ) تسيطر على اقليم دارفور ، وعلى جزء من الحدود بين دولتي السودان ! القوات الأثيوبية - الدولية في أبيي ! العربات الأممية في شوارع الخرطوم على قفا من يشيل ! صار السودان فعلا تحت الوصاية الدولية ، وأمر القبض الدولي يمنع رئيسه من الحركة الحرة ! ثم أن نموذج أكتوبر 1964الداخلي بأمتياز ( بدون رافع خارجي ) ، عندما فاوض السيد الإمام رئيس وطني غير مؤدلج ولا يحمل على عنقه أمر قبض دولي (عبود) قد عفا عليه الزمن ! وكذلك نموذج ابريل 1985 ! الوضع مختلف جدا الآن ! الرئيس البشير يسيطرعلى : +الجيش المؤدلج ، + والأمن المؤدلج ، + والخدمة المدنية المؤدلجة ، + والإعلام المؤدلج ، + والنقابات المؤدلجة ، + وطبقة عريضة مؤدلجة من المثقفين ، + والأحزاب المخصية والمكرية والمفتتة ، + والشعب المغيب بالضائقة المعيشية وهجليج وأخواتها ! والحال هكذا ، فإن الرافع الخارجي ربما بدأ ضارة نافعة ، صاعق لا غنى عنه لتفجير الثورة ! يري البعض أن التدخل الخارجي الخشن في سودان البشير ، كما كان في عراق صدام وليبيا القدافي ، فرض عين ! 6 - نيكولاس كريستوف ! في هذا السياق ، اتهم المعلق الأمريكي الشهير في صحيفة النيويورك تايمز ، السيد نيكولاس كريستوف ( عدد يوم السبت 9 يونيو 2012 ) إدارة اوباما بأنها تتبع سياسة عرجاء ، غير ذات جدوى ، ومدابرة للمصالح والمفاهيم الأمريكية ، في سوريا الأسد وسودان البشير !كما اتهم نيكولاس الرئيس اوباما شخصيا بأنه يساعد في دعم اثنين من أبغض الأنظمة في العالم ! قضى نيكولاس أياما فظيعة في جبال النوبة خلال شهر يونيو 2012 ، شاهد خلالها طائرات الأنتونوف ترمي القنابل الإنشطارية العنقودية على مواطني النوبة العزل ، كما شاهد المواطنين يقتاتون على اوراق الشجر والحشرات ، بعد أن منعت حكومة ولاية جنوب كردفان منظمات الإغاثة الدولية والمحلية ، من تقديم الماء والطعام والدواء للنازحين ... إبادة بالتجويع والتعطيش الجماعي في القرن الحادي والعشرين ! كما منعت حكومة ولاية جنوب كردفان الأمصال واللقاحات عن أطفال النوبة ، فتراهم يموتون من وباء الحصبة ، بالمئات كل صباح ! طالب كريسوف الرئيس اوباما بالتدخل الأمريكي الخشن والفوري لوقف هذه الإبادات الجماعية ! ماهو أخف الأضرار في هذه الحالة : الإبادة، أم الرافع الأمريكي ؟ أم ينتظر شعوب النوبة ميت رومني في نوفمبر 2012 ؟ راجع مقالة نيكولاس كريستوف على الرابط أدناه : http://www.nytimes.com/2012/06/10/opinion/sunday/kristof-from-peace-prize-to-paralysis.html?_r=1&ref=opinion 7 – خاتمة ! ربما أصبح واضحا لك موقف السفير وليمسون ، وبالتالي إدارة الرئيس رومني ( إذا فاز في الإنتخابات الرئاسية الأمريكية ) ، من أمر القبض الصادر من محكمة الجنايات الدولية ضد الرئيس البشير ... بيت القصيد في بلاد السودان ! موقف رومني الناجز مدابر تمامأ لموقف اوباما التهاوني ! موقف رومني ؟ في كلمة كما في مية : لا صفقات ولا يحزنون ! والوسطاء يمتنعون ! نقطة على السطر . لقراءة مقالة السفير وليمسون كاملة ، يمكنك زيارة الرابط أدناه : http://www.american.com/archive/2012/june/charles-taylor-and-closing-the-gates-of-hell