استمرار الاعتداء علي المهاجرين الأفارقة وترحيلهم إسرائيل تطرد مواطني جنوب السودان بعيدا عن "ديمقراطيتها اليهودية" بقلم جيليان كيسلر دارمر/وكالة إنتر بريس سيرفس إيلات، إسرائيل, يونيو (آي بي إس) - يتحدث موسى جاديا بهدوء، وهو ينظر إلى خريطة تفصيلية وملونة لجنوب السودان على الحائط بجانبه. في الفناء الخارجي يجلس ستة رجال، وكلهم من لاجئ جنوب السودان، يتجاذبون أطراف الحديث تحت ظلال الأقمشة البلاستيكية. ويقول جاديا، رئيس منظمة جنوب السودان من أجل التنمية في اسرائيل، "أنا متأكد بنسبة 100 في المئة انه بحلول الشهر المقبل، لن يعود لهذا المكان وجود هنا". وجاديا يتحدث هنا عن مكتب المجموعة في إيلات جنوب اسرائيل. ويوضح جاديا (35 عاما)، وهو أب لثلاثة أبناء كلهم دون سن السابعة، "كثير من الناس لا يعملون .. وكثيرون ينامون في الباحة هنا لأنه لا يوجد مكان آخر يذهبون إليه". هناك ما يقدر ب 700 لاجئ سوداني في جنوب إسرائيل، بما في ذلك أقل من 100 لاجئ في إيلات. وكانت سلطات الهجرة الإسرائيلية قد بدأت الأحد الماضي بإعتقال المهاجرين من جنوب السودان تمهيداً لترحيلهم من البلاد. وبحسب الصحافة الاسرائيلية، فقد تم القبض على ثمانية أشخاص في إيلات ووسط اسرائيل حتى الآن. وحتى وقت سابق من هذا العام، أعطي المهاجرين من جنوب السودان حماية غير رسمية في اسرائيل، وحق بالبقاء في البلاد، وحمايتهم من الاعتقال. لكن الحكومة الاسرائيلية تقول أن استقلال جنوب السودان في يوليو 2011 يتيح للاجئين من العودة بسلام لديارهم. ويعني ذلك في الأصل ترحيلهم إعتبارا من 1 أبريل. إلا أن مجتمع جنوب السودان في إسرائيل حصل على تأجيل للترحيل. ومع ذلك، ففي 7 يونيو رفضت المحكمة المركزية في القدس عريضة تطالب بتجميد أوامر الترحيل إلى أجل غير مسمى، مما فتح الباب أمام عمليات الترحيل. وقال أوريت ماروم، منسق منظمة المعونة واللاجئين وطالبي اللجوء ومقرها تل أبيب، لوكالة إنتر بريس سيرفس، "نأمل ألا تكون كلفة قرار اسرائيل هي الحياة الإنسانية، ولكننا نخشى أنها هي الكلفة المتوقعة". وأضاف، "نحن نعلم ان الوضع في جنوب السودان في هذه الأيام صعب جداً. فأكثر من نصف السكان يعانون من الجوع، ونحن نعلم أيضا أن الوضع الأمني متردي بشكل فظيع". وقال ماروم، "وزير الداخلية الإسرائيلي ايلي ييشا يريد أن يظهر وبأي ثمن أنه وضع بعض الأشخاص السود على متن طائرة مما يطلق عليه عملية الترحيل. وهو لا يهمه أن يكلف ذلك الأطفال حياتهم. هذا هو عكس اليهودية. وكيهودي، استطيع ان اقول لكم ان اليهود لا يجب أن يكونوا هكذا .. أبداً. فكل ذلك هو عكس القيم الأساسية للديانة اليهودية ". هذا وكان السياسيون الاسرائيليون قد عبروا صراحة عن رغبتهم في طرد جميع اللاجئين الأفارقة، واصفين إياهم ب"المتسللين" و"السرطان"، وطالبي اللجوء الذي يحملون معهم العنف والاغتصاب. وفي وقت سابق من هذا الشهر، صرح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، "إن وجودهم في إسرائيل خطير جداً ويهدد النسيج الاجتماعي للمجتمع وأمننا القومي وهويتنا الوطنية". هذا وقد تزايدت ممارسات العنف ضد طالبي اللجوء الأفارقة في إسرائيل في الأسابيع الاخيرة، والذين تصل أعدادهم إلى 60,000 نسمة وفقاً للأرقام الإسرائيلية، معظمهم من السودان وإريتريا. وألقيت قنابل المولوتوف على شقق اللاجئين في تل أبيب والقدس، كما قام اليمينيون الإسرائيليون بتخريب المحلات التجارية وهاجموا طالبي اللجوء خلال احتجاجات عنيفة. وفي إيلات، قال موسى جاديا إنه لم يواجه شخصياً العنف على أيدي جيرانه الإسرائيليين. ونظراً لكونه ما زال بدون وظيفة، فقد أصبحت رعاية أبنائه شبه مستحيلة. وكان يعمل سابقاً في فندق غولدن توليب في ايلات قبل أن تلغي اسرائيل الحماية الجماعية للاجئين من جنوب السودان، وإنتهت تأشيرات العمل الخاصة بهم. ويقول جاديا، "المشكلة ليست أنني أريد البقاء هنا لكسب المال... المشكلة هي انني لا اعرف الى أين أذهب". وكان جاديا قد عاش في العاصمة السودانية الخرطوم، ثم في مصر، قبل وصوله الى إسرائيل قبل خمس سنوات. ويضيف، "آخر مرة كنت في جنوب السودان عام 1990. كلنا يريد أن نذهب إلى بلدنا، لكن المشكلة هي أننا خرجنا منها منذ وقت طويل، وأنا لا أعرف إلى أين أذهب. لدي أطفال، وأنا لا أعرف إلى أين أذهب... ليس لدي مكان لأذهب إليه".(آي بي إس / 2012)