التلفزيون الجزائري: الإمارات دولة مصطنعة حولت نفسها الى مصنع للشر والفتنة    بتعادل جنوني.. لايبزيج يؤجل إعلان تتويج بايرن ميونخ    منظمة حقوقية: الدعم السريع تقتل 300 مدني في النهود بينهم نساء وأطفال وتمنع المواطنين من النزوح وتنهب الأسواق ومخازن الأدوية والمستشفى    السودان يقدم مرافعته الشفوية امام محكمة العدل الدولية    وزير الثقافة والإعلام يُبشر بفرح الشعب وانتصار إرادة الأمة    هل هدّد أنشيلوتي البرازيل رفضاً لتسريبات "محرجة" لريال مدريد؟    "من الجنسيتين البنجلاديشية والسودانية" .. القبض على (5) مقيمين في خميس مشيط لارتكابهم عمليات نصب واحتيال – صورة    دبابيس ودالشريف    النهود…شنب نمر    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (ألف ليلة و....)    "المركز الثالث".. دي بروين ينجو بمانشستر سيتي من كمين وولفرهامبتون    منتخب الضعين شمال يودع بطولة الصداقة للمحليات    ندوة الشيوعي    "قطعة أرض بمدينة دنقلا ومبلغ مالي".. تكريم النابغة إسراء أحمد حيدر الأولى في الشهادة السودانية    الرئاسة السورية: القصف الإسرائيلي قرب القصر الرئاسي تصعيد خطير    د. عبد اللطيف البوني يكتب: لا هذا ولا ذاك    عثمان ميرغني يكتب: هل رئيس الوزراء "كوز"؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    المرة الثالثة.. نصف النهائي الآسيوي يعاند النصر    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    ارتفاع التضخم في السودان    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



دفاعاً عن حزب الحركة الشعبية لتحرير السودان - التغيير الديمقراطي: بقلم: دينج يك باشيك .. ترجمة: غانم سليمان
نشر في سودانيل يوم 02 - 07 - 2009

دفاعاً عن حزب الحركة الشعبية لتحرير السودان – التغيير الديمقراطي:
مرافعة ضد اتهامات باطلة
[email protected]
لقد أثار تأسيس "حزب الحركة الشعبية لتحرير السودان – التغيير الديمقراطي" هذه الأيام حوارات ونقاشاً فكرياً وسياسياً حيوياً بين المواطنين السودانيين فى جميع أنحاء العالم. لو حدثت هذه الحوارات والنقاش منذ فترة طويلة ولو كان المشاركون فى هذه الحوارات والمناقشات السياسية - علي مستوي وسائل الإعلام أو علي مستوى المناظرات الشخصية - صادقين فيما يتعلق بالمسائل والتحديات التي تواجه البلد لخلق ذلك أرضيات مشتركة مثمرة وايجابية.
علي أية حال، إن الحوارات الثقافية والفكرية المثمرة والبناءة معدومة بشكل شنيع خاصة فى جنوب السودان. ولذلك، عندما يكون الشخص غير واثق من نفسه و لا يمتلك معلومات وحقائق ملموسة أو مقدرة فكرية للدفاع عن قناعاته فإنه يلجأ إلى إشانة السمعة واغتيال الشخصية والتهديد والترهيب، وهي أساليب رخيصة يستخدمها للدفاع عن ادعاءاته الفجة. وبناء عليه، فإن غياب التفكير الموضوعي والوعي السياسي أدي إلي مواجهات عنيفة بين المجموعات ذات التوجهات الإيديولوجية والسياسية المتباينة.
حسب تجربتي الشخصية والمعرفة التاريخية بالممارسات السياسية فى البلاد، فإنني فى الغالب الأعم مضطر للكتابة عن المسائل التي تؤثر على الجماهير المهمشة. لقد قمت مؤخراً بكتابة مقال عن التأسيس التاريخي ل "حزب الحركة الشعبية لتحرير السودان – التغيير الديمقراطي" وبرنامجه السياسي وراؤه ومنابره فى كندا.
وفقاً للتصريح الصحفي (الصادر بتاريخ 12 يونيو 2009م)، وبحسب ما صرحت به قيادة "حزب الحركة الشعبية لتحرير السودان – التغيير الديمقراطي" خلال بيان تأسيس الحزب فى 6 يونيو 2009م، نحن فى كندا قدمنا - علي أساس حقائق تاريخية موثقة - مرافعة موضوعية وذاتية ضد الاتهامات الباطلة الموجهة للحزب، وقد تميزت المرافعة بكونها بيان وتوضيح أكاديمي وسياسي وفلسفي بخصوص مسألة: الحاجة للتغير. لقد قمنا بشكل بليغ بتوضيح موقفنا (وسوف نستمر فى القيام بذلك) فيما يتعلق باختلافنا مع الحزب الحاكم ("الحركة الشعبية لتحرير السودان"). ومن ثم قمنا بتوضيح هذا الموقف للأفراد الحريصين علي معرفة المزيد عن حزبنا وكذلك لبعض الشباب غير الواعين وغير المستنيرين الذين بكل بساطة يسألون أسئلة غير ذات علاقة و لمجرد السؤال.
وبناء عليه، أدركنا أن تقديم مرافعات ضد اتهامات وقحة باعتبارها حجج لمبرراتنا السياسية لحاجتنا للتغير الديمقراطي ليست كافية. ولذلك السبب، نحن نحتفظ بحقنا فى عدم الرد علي المقالات التي لا تحتوي أي ميزة أو أساس قانوني أو سياسي أو فكري. إضافة إلى ذلك، وبسبب أن حاجتنا للتغير ليست طارئة ولكنها غاية إستراتيجية منشودة لتحقيق أهداف حركتنا الثورية الشعبية فقد قنا بموضوعية بتحديد وتعريف وتقييم وتوضيح بعض المسائل الرئيسية التي نعتقد أنها تحتاج إلي استئصال واجتثاث من خلال التخطيط الدقيق والإدارة الفاعلة. هذا الدافع قادنا إلي تأسيس "حزب الحركة الشعبية لتحرير السودان – التغيير الديمقراطي" بسبب أن "حزب الحركة الشعبية لتحرير السودان" القائم حالياً بقيادة الرفيق سالفا كير كان دائماً فاشلاً نظراً لانعدام القيادة المقتدرة والتوجه الواضح.
فى ظل هذه التوجهات أتت قيادة "حزب الحركة الشعبية لتحرير السودان – التغيير الديمقراطي" ببرامج ذكية سوف ينفذها ويدافع عنها صناع سياسة ومخططون وتكنوقراط ومكاتب سياسية وأكاديميون مقتدرون سواء فى السودان أو فى مهاجر الشتات الذين سيقومون بشكل عام بوضع استراتيجيات لكيفية الالتزام والقيام بتنفيذ وتحقيق أهداف الحزب لأجل تحسين أوضاع المجتمع السوداني.
من ناحية عملية ولأجل تحقيق التغيير سنتعامل مع مقاومي التغيير والإصلاح بأمانة وصدقيه وباستخدام استراتيجيات وأساليب منطوية علي المنطق لنبرهن خطأهم نظراً لأننا لا نريد منهم ترويج خطاب ودعايات لا أساس لها فى أذهان المواطنين العاديين لمناهضة التغيير. وبسبب أننا ندرك أنه عندما تفسد طبائع وتوجهات الجماهير تنشأ دائماً أخطار التشاؤم ومقاومة التغيير. ولذلك، فإن عقول المواطنين الأبرياء المخدوعين قد لا تدرك أن حقوقهم الطبيعية وحرياتهم قد استلبت منهم بشكل غير مباشر. وهذا يلاحظ بوضوح فى مشاعر التهدئة وسط عموم الجماهير فى هذا الوقت الحرج. ولكننا إذا انتظرنا بدون تخطيط استراتيجي ملموس وتحديد واضح لاستراتيجيات تحقيق هدفنا العام – الحرية غير المشروطة – كيف يمكننا التأكد أن الاستفتاء سوف يتم؟ أو أنه سوف تتحقق رؤية السودان الجديد: أي السودان الديمقراطي.
وجدانياً، إنني أعرف بيقين أن المشاركة الجماهيرية الفعالة فى شئون الحرب والسلام كانت منعدمة وغير موجودة منذ قيام الحرب فى 1983م وحتى 2005م، ولم يكن كافياً التأثير علي توجهات وسلوك القادة العسكريين نظراً لأن أهدافنا كانت تتمحور حول هزيمة العدو عسكرياً أو بخلاف ذلك. علي أية حال، الوقت مختلف الآن كما ان الأوضاع والظروف التي كانت تقتضى عدم المشاركة الجماهيرية قد تغيرت وانتفت الآن. ونحن الآن فى زمن سلام نسبي. نظراً لأننا أنشأنا مؤسسات حكومية مثل المجلس التشريعي والسلطة التنفيذية والسلطة القضائية وصارت الحركة الشعبية لتحرير السودان الحزب الحاكم بالرغم من عدم فعالية وكفاءة هذه المؤسسات. إن ترهل وعدم كفاءة هذه المؤسسات يقتضى وجود حزب معارضة قوي لاستثارة وعصف أذهان الرؤؤس النائمة فى السلطة للقيام بالأشياء الصحيحة وأن "حزب الحركة الشعبية لتحرير السودان – التغيير الديمقراطي" هو حزب المعارضة المناسب الذي يستطيع تصحيح الوضع.
وبالنظر للهدف الرئيسي من هذا المقال، دعوني أكرر المسائل التي تحتاج إلي معالجات، ولذلك سوف أرد علي بعض الأسئلة المتكررة حول الحزب وكذلك توصيات واستراتجيات التنفيذ التي سوف يتبناها "حزب الحركة الشعبية لتحرير السودان – التغيير الديمقراطي".
المسائل مثار الجدل
إن جميع المسائل مثار الجدل فى كافة المناطق المهمشة التي هي تحت إدارة الحزب الحاكم (الحركة/الجيش الشعبي لتحرير السودان) برزت للوجود بسبب الممارسات السياسية والإدارية الفاسدة. وهذه المسائل تشمل علي سبيل المثال لا الحصر انتشار الفساد بجميع أشكاله، التمييز فى توزيع الموارد بين شرائح المجتمع، طموحات السيطرة من بعض الأفراد والمجموعات لحكم الآخرين، سوء إدارة الأموال العامة من جانب مجموعات صغيرة، تفشي حالة انعدام الأمن، تقييد الأنظمة القضائية العرفية التقليدية، الاستيلاء على الأراضي، القبلية والمحسوبية، عدم وجود قوانين وممارسات نظامية فيما يتعلق بالضرائب والرسوم، عطالة بمعدلات عالية، إهمال الرجال والنساء المنضوين في خدمة الجيش الشعبي لتحرير السودان، المجاعة، الإخضاع والهيمنة المتصورة والفعلية للأقليات العرقية، التردي البيروقراطي، الترهيب وعدم كفاءة القيادة والقائمة طويلة. هذه المسائل حيوية وتعتبر مقتضيات ضرورية ولازمة لتدخل "حزب الحركة الشعبية لتحرير السودان – التغيير الديمقراطي" لأنها تمثل كذلك أوضاعا ومسببات كافية لإنتاج التوترات العرقية المستمرة وعدم الثقة وسوف تؤدي حتمياً إلى الفوضى الاجتماعية. إضافة إلى أن الممارسات والسلوكيات غير المسئولة من جانب بعض أفراد الصفوة الحاكمة ("الحركة الشعبية لتحرير السودان") ومناصريهم المتعصبين، سوف تؤدي نوعاً ما إلي انهيار سيادتنا الإقليمية وقيمنا المشتركة ووحدتنا كمجتمع. وبدون معالجة هذه المسائل فإن حلمنا بتبني الاختيار الصحيح بين الانفصال ووحدة السودان عبر الاستفتاء المزمع إجراؤه فى عام 2011م سيكون أمرا محيراً بشكل مأساوي ناهيك عن إجراء الانتخابات العامة فى فبراير 2010م.
أسئلة متكررة عن "حزب الحركة الشعبية لتحرير السودان – التغيير الديمقراطي".
ما هي مصداقية قيادة الدكتور لام أكول أجوين؟ هذا السؤال التكتيكي للتعرض لشخصية القائد وليس التعرض للمسائل الموضوعية وهو ببساطة لجوء وارتهان للمظاهر الخداعة. لقد كان هذا هو الأسلوب المتبع أو موضوع الاهتمام للأفراد الذين يشوش علي منطقهم الفكري وفهمهم للنظام السياسي إسقاطات انفعالات موجهة بأجندات قبلية وحسد. الدليل علي ذلك أن طرح مثل هذه الأسئلة واغتيال شخصية قائد الحزب تأتي من اثنيه محددة أجندتها مكشوفة بشكل واضح. إدعاءات هذه المجموعة تمضى بالقول لو أن رئيس "حزب الحركة الشعبية لتحرير السودان – التغيير الديمقراطي" كان شخصية أخري غير الدكتور لام أكول لانضموا للحزب بأعداد كبيرة.
ما هو الفرق بين الحركة الشعبية لتحرير السودان و"حزب الحركة الشعبية لتحرير السودان – التغيير الديمقراطي"؟ الفرق بين التنظيمين تم توضيحه بشكل قاطع منذ البداية. إنها مسألة سياسات وقيادة. بعبارة أخري، إنها مسألة الاختيار بين سياسات خاطئة وسياسات صحيحة بين قيادة غير مقتدرة وقيادة مقتدرة. ولذلك وطوال الوقت كانت الحركة الشعبية لتحرير السودان تبدي رغبة فى السلام لعدة سنوات لأجل إيجاد مبررات لتلوم الآخرين عن إخفاقاتها وفشلها المزري لتوقعها بأن ترويج لعبة العودة إلى الحرب وإيجاد كبش فداء سوف يقوي موقفها ويعزز بقاءها فى الحكم.
تغيير اسم "حزب الحركة الشعبية لتحرير السودان – التغيير الديمقراطي"؟ بلا شك إن قادة الحركة الشعبية لتحرير السودان ومناصريهم غير المستنيرين يطالبوننا بمطالب غير ذات علاقة كمطالبتنا بتغير اسم حزبنا باسم آخر لا يحمل ألفاظ مرادفة للحركة الشعبية لتحرير السودان. من وجهة نظر قانونية تبدو هذه المطالبات كمبررات ذاتية للتضليل المستمر للشعب نظراً لأنه ليس لها أساس قانوني مهما كانت. كل ما ينبغي عليهم عمله هو الامتناع عن القيام بمطالبات لأجل القيام بمناورات سخيفة. سياسياً قد تبدو هذه المطالبات وجيهة. ولكن دعونا نفترض أن مطالبتهم ملزمة قانونيا، من هو؟ أو من هي تلك المحكمة التي ستكون محكماً يتبني القيم الأخلاقية القانونية ويصدر الحكم العادل بناء علي الحياد وعدم التحيز دون تأثير أو تلاعب سياسي. مرة أخري، حتى لو وصلت المسألة إلي محكمة قانونية، هل ستجري المحكمة فى الخرطوم أو جوبا أو الهيج بهولندا أم واشنطن؟ علاوة علي ذلك، لماذا صار "حزب الحركة الشعبية لتحرير السودان – التغيير الديمقراطي" حالة مرهقة عصبياً لأعضاء الحركة الشعبية لتحرير السودان بينما هناك "حزب يوساب "1 و"حزب يوساب 2" ممثلين فى المجلس التشريعي لحكومة جنوب السودان؟ وهل يستطيع أعضاء الحركة الشعبية لتحرير السودان سؤال أنفسهم عن وجود حزب الأمة بقيادة الصادق المهدي وحزب الأمة الإصلاح والتجديد بقيادة مبارك الفاضل؟ وإذا لم يكن ذلك كافياً هل يمكنهم استشارة زعماء الأحزاب فى دول الجوار وفى كينيا مثل ماوي كيباكي و راليا أودينغا حول تاريخ انقسامات وانشقاقات وأجنحة حزبهم وما شابه ذلك؟
علاقة "حزب الحركة الشعبية لتحرير السودان – التغيير الديمقراطي" بحزب المؤتمر الوطني ولماذا تم إنشاء (وإطلاق) الحزب فى الخرطوم؟ الإجابة هي أن "حزب الحركة الشعبية لتحرير السودان – التغيير الديمقراطي" ليس له أية علاقة بحزب المؤتمر الوطني بكل بساطة. ومع ذلك ، يمكن أن نسأل لماذا تم مباشرة وإعلان الكفاح الثوري للحركة/الجيش الشعبي لتحرير السودان فى أثيوبيا؟ يخبرنا التاريخ أن معظم الأحزاب السياسية والحركات الثورية فى الأساس يتم تكوينها وإطلاقها فى المنافي، خاصة عندما يكون النظام المعادي متسلطا استبدادياً أو نظاماً شموليا أو نظاماً ديكتاتورياً أو مزيجاً من الأنظمة الثلاثة. قم بقراءة تاريخ وحقائق النظرية الثورية! وبالرغم من أن هذه ليست الحالة مع "حزب الحركة الشعبية لتحرير السودان – التغيير الديمقراطي"، فسوف يبرهن التاريخ ذلك، لكن علي أية حال يجب ان يمارس الناشطون السياسيون أنشطتهم وفعالياتهم واجتماعاتهم السياسية فى جو صحي شفاف وودي. لذلك فإن الادعاء بان تأسيس "حزب الحركة الشعبية لتحرير السودان – التغيير الديمقراطي" فى الخرطوم كان بسبب أنه صنيعة المؤتمر الوطني هو ادعاء سخيف تماماً و لا يحمل أية مصداقية. ونحن نعتبر هذا الإدعاء الحقير أسلوب ترهيب واضح من الحركة الشعبية لتحرير السودان كما هو العادة لدمغ ووصف الآخرين بأنهم خونة وأعداء للسلام ...الخ. أو ببساطة أنها إدعاءات كاذبة يتم طرحها لتبدو مقنعة بينما هي بكل وضوح غير ذلك نظراً لأنه عبر التاريخ كان الطغاة والدكتاتوريين يستعملون هذه الأساليب عموماً لتحريك وتعبئة الجماهير الساذجة من خلال استخدام الدعاية للمحافظة علي سلطتهم لأجل تحقيق مكاسب ذاتية. وبالمقابل، فإن الجماهير المخدوعة يمكن أن تقاتل اعتماداً علي الولاءات الشعبية لنصرة حاكم، خاصة وكما هو الحال بالنسبة لشخصية قبلية مثل سالفا كير.
ما هي الشرائح المستهدفة ومن هم مناصري حزبنا؟ حسناً، نحن ليس لدينا شرائح محددة مستهدفة لمساندة التغيير. إن الشرائح المستهدفة بالنسبة لنا ومناصرينا هم عموم الشعب الذين هم ضحايا لفساد الحكم الحالي سواء كانوا أعضاء للحركة الشعبية لتحرير السودان أو المثقفين أو الشباب أو الجماهير المضطهدة. إن فلسفتنا فيما يتصل بالديمقراطية قديمة كقدم السودان نفسه. إن التغيير الثوري لا يحدث من فراغ. هناك ظروف وعوامل وأسباب ومعطيات تحتم وتقتضى الحاجة للتغير. يوضح جيمس دافيز، فى كتاب "التغيير الثوري" الذي ألفه شالمرز جونسون فى (1966م)، "أن الثورة ليست شيئاً منعزلاً أو منفصلاً نسبياً عن السياق العام وليست ظاهرة سياسية بشكل صرف والعوامل التي تسهم فى قيامها متعددة ومتنوعة مثل العناصر التي يشملها المجتمع نفسه والتعميمات المجردة عن الثورة يجب ان تعكس هذا التعقيد المركب. إنه بإمكاننا الاستفادة من أي معلومات ونظريات عسكرية ونفسية واجتماعية واقتصادية وسياسية كذلك".
لذلك، فان التغيير الذي ننشده يحدث كرد فعل للقضايا والمسائل السياسية والاقتصادية والاجتماعية الملموسة والمثيرة للجدل والتي فشلت الحركة الشعبية لتحرير السودان فى معالجتها خلال الأربعة سنوات الأخيرة (راجع المسائل مثار الجدل أعلاه). لذلك ونظرا لأننا نعتقد أنه بسبب أن السياسات والمشاريع الهادفة والموضوعية لا توجد فى مخططات وعقول ناشطي الحركة والجيش الشعبي لتحرير السودان لذلك يعتبر التغيير أمراً حتمياً. وبسبب أن الحزب الحاكم (الحركة الشعبية لتحرير السودان) قد أخل بالأهداف والرؤية والقيم الأساسية للحركة الشعبية وقام بممارسة نفس الأشياء التي مارسها بعض أفراد النخبة فى شمال السودان علينا ورفضناها وبذلنا أرواح شهداءنا ثمناً لها. والآن ونظراً لأننا فقدنا البوصلة لتحديد الاتجاه الصحيح والتركيز علي معالجة تحدياتنا فقد صرنا مثل القطيع التائه فى الغابة. فقد تم إهمال الرجال والنساء الشجعان المنتمين للجيش الشعبي الذين هم حماة أمتنا وصارت كل مجموعة اثنيه أو قبيلة تحارب الأخرى وتم تجاهل المتعلمين من المواطنين وتم تماماً نسيان الأرامل والأيتام أبناء وبنات شهدائنا وشهيداتنا الأبطال ولم يراعي الشيوخ والكهول والفقراء وتم اضطهاد الأقليات بواسطة المجموعات الكبيرة ولم يتم اقتسام ثمرات السلام بعدالة بل كدستها مجموعة قليلة من الأفراد الأنانيين.
إلي أين نحن متجهين؟ هل نلوم الجلابة لفشلنا وإخفاقنا؟ تذكروا أن أهدافنا المشتركة وتقديرنا ومحبتنا المتبادلة هي الأشياء التي تربطنا جميعا كمجتمع. خلال حرب التحرير ضحينا جميعاً بأرواحنا للدفاع عن هذه القيم ولكن حكومة جنوب السودان التي تنازلنا لحقوقنا لها لأجل المصلحة العامة انتهكت العقد الاجتماعي. ولهذا السبب نحن يوميا نتقاتل ونحارب بعضنا البعض. لقد أوضح الفيلسوف توماس هوبس: "إن ندرة الموارد وانعدام التعاون بين أفراد المجتمع - الذين كونوا بموجب العقد الاجتماعي حكومة لحماية حريات وممتلكات أفرادها - دائماً ما تسبب فى خلق العنف، وإذا حدث ذلك العنف فإن الناس سوف يلجئون لأسلوب العيش فى الغابة وهو يعنى بأسلوب العيش فى الغابة الوضع الذي يعيش فيه الناس بدون سلطة أو حكومة يخشونها فلذلك فإنهم فى حالة تسمي الحرب: وهي حرب يتقاتل فيها كل شخص ضد الآخر". تذكروا أنه فى العديد من الولايات فى جنوب السودان صار العنف الاثني عادة يومية: قبيلة الابوك ضد قبيلة الأجوك فى ولاية واراب، قبائل شرق يرول ضد قبائل غرب يرول فى ولاية البحيرات، صراعات قبلية بين نوير اللاو - والمورلي - ودينكا بور فى ولاية جونقلي، نوير اللاو ضد نوير جيكاني فى أعالي النيل، الشلك ضد الدينكا فى ولاية أعالي النيل ومواطني الاستوائية فى ظل التهديدات المستمرة لمتمردي جيش الرب، وقبيلة الباريا ضد قبيلة المنداري فى وسط الاستوائية (مقر حكومة جنوب السودانً).
الخيارات المأسوية للمضطهدين والتحليل النقدي
هذا التحليل النقدي يعود للمفكر باولو فريري وهو مواطن برازيلي ومؤلف كتاب: "سلوكيات المضطهدين" (1972) (Pedagogy of the Oppressed). لقد أثرت أعمال المفكر باولو علي العديد من ثوار دول العالم الثالث خاصة فى سياقات كفاح التحرير الوطني ضد القوي الامبريالية والاستعمارية. الفكرة الأساسية للكتاب هي التناقضات التي يعيشها كل من المُضَطهَد والمُضَطهِد. فعلي سبيل المثال إن كليهما يعيشان الخوف من الحرية لأن المضطهِدين يخافون من افتقاد السلطة وسيقاومون قدر استطاعتهم للمحافظة عليها ويمكن أن يستخدموا أي وسائل ممكنه يستطيعون الوصول إليها لتحقيق مصالحهم وأهدافهم الشخصية بينما المضطهَدين إذا قاوموا الاضطهاد قد يخافون من تداعيات تصرفاتهم الجريئة المرتبطة بالبحث عن الحرية والأمن وإنه فى هذه الحالة قد يفضل المضطهَدين الصمت والسكوت بدل التحدث والكلام وبالتالي يظلون بشكل آلي مروضين مثل الحيوانات الأليفة. وقد أطلق باولو علي هذه الحالة "الخيارات المأسوية للمضطهدين" والتي استنتج منها أن تعليم وتحرير المضطهَدين والذي يجب ان يؤخذ فى الاعتبار "يقع فى الاختيار بين ان يكونوا موحدين أو يكونوا منقسمين، بين القيام بإطاحة المضطهِد أو عدم القيام بإطاحة المضطهِد، بين التضامن أو التشرذم، بين إتباع الوصفات أو تجاهل الوصفات، بين ان يكونوا متفرجين أو يكون فاعلين، بين ان يعملوا أو يتوهموا العمل من خلال تصرفات المضطهِدين، بين التحدث بمظالمهم أو السكوت عن مظالمهم وبين ان يظلوا ملجمين دون المقدرة علي التغيير أو السعي لتغيير العالم". بناء عليه، فإن هذا التحليل النقدي منسجم تماماً مع الوضع الذي يعيشه جنوب السودان حالياً تحت حكم "المحررين المحمودين الذين تحولوا إلى مضطهدين": محاربي الحركة/الجيش الشعبي لتحرير السودان الذين أصبحوا الآن حكام فى جوبا. وبحسب قول باولو هناك مسألتين مهمتين - من بين أشياء أخري - تقيد المضطهدين من القيام بتحرير أنفسهم والتفكير مثل البشر: 1) ثقافة سكوت المضطهَد: فى هذه الحالة يفتقد ضحايا الاضطهاد الثقة بأنفسهم كما يفتقدون التفكير النقدي البناء. إنهم يتصورون أنفسهم "غير صالحين لعمل أي شيء" أو "لا يعرفون شيء" وهذا مفهوم مزروع فى عقولهم بواسطة المضطهِدين. لذلك، فإنهم يعيشون كالحيوانات المروضة التي تحتاج إلى توجيه من أصحابها وأسيادها. فى بعض الأحيان يكون لدي المضطهَدين انطباع كاذب بأنهم أحرر بينما هم فى واقع الأمر ليس كذلك. 2) وسائل الترويض والهيمنة: يزعم باولو أن الأسياد الحاكمين لديهم وسائل مصممة بشكل جيد لتضليل والهيمنة على الجماهير الجاهلة. وتشمل هذه الوسائل استخدام "الشعارات والتعميمات الرسمية والدعاية واستغلال السلطة والترهيب". وبالنسبة لنا، فان الحركة الشعبية (وليدة الإيديولوجية الشيوعية) ما زالت تشوش علي الشعب بشعارات مثل "الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان أويي" (“SPLM/A Oyee")، "الرفيق/الرفيقة" "القائد المبجل" وغيرها من الشعارات والألقاب وهي تستخدمها بدون أي أهمية عملية أو تأثير على حياة المحكومين. وإذا جاز لي السؤال، كم من الناس يعرف معنى ومصدر مصطلح "أويي" ؟ ثانياً، بالنظر إلي الحركة الشعبية فانه لا توجد هناك حريات فى إطار الحزب حيث يمكن للأعضاء التحاور ومناقشة المسائل ذات العلاقة بتطور الحزب وبدلاً عن ذلك يتحدث القادة فقط بينما يستمع الأعضاء. هذا الوضع يطلق عليه باولو فريري نظام "التسطيح" و"التلقين" بما يعنى أن القادة يطرحون مرئياتهم لأسماع الجماهير بدون استيعاب أو تمحيص أو حتى رد فعل من جانب الجماهير مثل علاقة المعلم بالطالب حيث يقوم المعلم بالتدريس ويقوم الطالب بالإصغاء والتدوين والمذاكرة والتكرار بدون طرح اى أسئلة.
نتيجة لذلك، ينعدم التفكير الايجابي والابتكار والإبداع فى هكذا عملية تعليم، وهذه بالضبط من المشاكل التي يواجهها الأفارقة اليوم. الحل الوحيد لهذه المشكلة، كما أوضح المفكر باولو، سيحدث "عندما يدرك الفقراء أن جهلهم وتخلفهم ما هو إلا نتاج مباشر للوضع الاقتصادي العام والهيمنة الاجتماعية والسياسية – والأبوية – التي هم ضحاياها. وبدلاً من تشجيعهم وتزويدهم ليعرفوا ويستجيبوا لحقائق عالمهم الملموس يتم إغراقهم فى محيط يكون التنوير والتوعية مستحلية فيه تماماً". ويتحدث كارل ماركس كذلك عن التبريرات الأيديولوجية للامتيازات الممنوحة للطبقة المهيمنة ويعزوها إلي وسائل الترويض والهيمنة علي الناس قائلاً: "إن الأفكار السائدة فى مرحلة ما ما هي إلا أفكار الطبقة الحاكمة فى كل مرحلة وإن أفكار الطبقة الحاكمة هي الأفكار السائدة، أي أن الطبقة التي هي السلطة الحاكمة الفعلية للمجتمع تمثل فى نفس الوقت مرجعيته الثقافية والفكرية".
إن "حزب الحركة الشعبية لتحرير السودان – التغيير الديمقراطي" تحت القيادة الحكيمة والمقتدرة للدكتور لام أكول واضحة جداً فى التزامها بصنع تغيير حقيقي ولن يخذل الآمال والتطلعات والأهداف التي تنشدها بشدة الجماهير المهمشة فى السودان. وسوف يضمن الحزب ان المسائل الموضحة أعلاها سوف يتم معالجتها بشكل شامل ومناسب باستخدام سياسات وخطط صحيحة. ولذلك نود أن نفيد أعضاءنا (الجدد والقدامى) والذين يتطلعون للانضمام للحزب أن يفكروا موضوعياً عندما يواجهوا ادعاءات واتهامات ودعاية كاذبة ضد الحزب من أولئك الذين يخافون التغيير.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.