من بؤرة الانفجار وحتى سحابة الغبار: الإعلان الأخير الذى بموجبه تم تأسيس (حزب الحركة الشعبية التغيير الديمقراطي) الذي تراسه (د. لام اكول) أحدث فى الوسط التنظيمى للحركة ازعاجا شديدا وربكة لم تظن الحركة انها سيصيبها يوما وهى تمدد رجولها غير عابئة بما يرتبه ذلك من مشاكل سياسية مع الشريك طالما أنه يعمد لحلة أى مشكلة تعترض الشراكة . وكما جرت العادة فقد هرعت الحركة الشعبية كعادتها لذات الطرفة البالية في أتهام المؤتمر الوطني بالوقوف خلف الحزب الجديد وأنه قصد شق صف الحركة واضعافها. وفي منحى اخر يتوقع المراقبين تشتد المنافسة بين (باقان اموم ود.لام اكول) وسط ابناء قبيلة الشلك ، وان كلا منهم اعد عدته .. لكن ما يفاقم خوف الحركة من (لام أكول) هو كونه صاحب وجود عسكري لم ينضم للجيش الشعبي بل يمكنه الوقوف في وجه الجيش الشعبي ، اما باقان فهو سياسي لا يملك سوى مليشيات في الجيش الشعبي . وثم أزمة أخرى ، حيث أن تأسيس السيد لام أكول لحزبة الجديد أدى لتشوش كبير داخل القيادة العسكرية لجيش الحركة وهومرشح بدرجة أكبر لتجديد الخلافات والصراعات داخل الجيش الشعبي . ومما يجدر ذكره أن التعديلات العسكرية في صفوف الجيش الشعبي والتى تم اجراؤها على اثر تأسيس الحزب الجديد قوبلت بعدم رضا من قبل الدينكا ، واعتبرو انها تهدف لتقريب النوير على حساب هيمنتهم داخل الجيش ،ويذكر هنا ان أول رفض لخطوة تعيين (الفريق جيمس هوث) رئيسا لهئية الاركان بجيش الحركة جاء من (الفريق وياي دينق) و(الجنرال بيانق دينق مجوك) الذي كان يمني نفسه بهذا المنصب ، كذلك فقد كانت هناك معارضة لترقية (الفريق فاولينو ماتيب) لرتبة الفريق اول مع احتفاظه بموقعه نائبا للقائد العام لانه جاء على حساب قيادات اكثر تأهيلا وترقية (تعبان دينق) لرتبة الفريق وفرضه على ولاية الوحدة رغم خسارته للانتخابات . وهناك (د. جوزيف منتويل) ، ومحاولة سلفا الالتفاف بتحويله من ولاية الوحدة لوزراة شئون الرئاسة ، والسيد (سلفا) يتهم من بعض قيادات الحركة بأنه ينوى ابعاد ابناء ابيي بالتعديل مابين (دينق الور) من الخارجية لإدارة ابيي و(لوكا بيونق) من وزارة شئون الرئاسة لوزارة الخارجية ، وعزا المعارضون لهذه الخطوات أنها تجئ لتخوف (سلفاكير) من ابناء النوير بعد التطورات الأخيرة (تأسيس حزب منشق عن الحركة الشعبية) من أن يتأثروا بالحزب الجديد ، هذا فضلا عن خوفه من قادتهم أمثال ( فاولينو ماتيب وبيتر قديت وبيتر قار) الذين لوحوا باستخدام قواتهم لقطع امدادات البترول في الوحدة والتمرد على قيادة الجيش الشعبي ، كذلك تخوف (سلفا) من (وياي دينق) رئيس اركان الجيش الشعبي باعتباره أقرب منافسيه ، ولذلك فقد عمد للتخلص منه وابعاده عن قيادة الجيش بتعيينه في وزارة بعيدة عن تخصصه وجعلة (فريق معاش) . وما يزال لهب الخلاف يتصاعد داخل الحركة الشعبية بعد اعلان (حزب لام اكول الجديد) فالخلاف اتسع فى قطاع الشمال الذي يعاني أصلا من رعونة (ياسر عرمان) التي تجد معارضة من كل الولايات ، بحيث فقد القطاع كثير من قواعده وبعضا من قياداته المؤثرة امثال (غازي سليمان المحامي) . وتتخوف الحركة من ان يلتحق المذكور (بدكتور لام اكول) وهو ان فعل سيعزز من فرص الحزب الجديد السياسية بالشمال. وابناء جبال النوبة ليسوا بمعزل عن ذلك الخلاف الذى طرأ بعد الانشقاق ، فالخلاف يزداد بين (تلفون كوكو ودانيال) مع (عبد العزيز الحلو) ، أما الخلاف القادم حول مرتبات الجيش الشعبي الغائبة عنهم منذ زمن ، واستحقاق الانتخابات القادمة التي تخاف الحركة من نتائجها لضعف نفوذها ، وقضية ابيي التي بات الحكم فيها وشيكا ، والصراعات القبلية واحدة من احد المشاكل التي لها تأثير على الحركة الشعبية وتنتج بفعل تمييزهم لقبائل على الاخرى .. والبقية تأتى ..!!