أنا الحجاج جئتكم لألطف أحزان سنينكم وسنيني يا شعبي! ويا أهلي! جئتكم لأنكم عهدي وديني جئتُ، لأسحق "أهل الكهف" فبنيت أقفاص الذهب لكن لِمَن؟ فأين العتاة من رجالات البنين جئت لأسجن في سرايات السجين عمرتها لكم بأحجاري وطيني يا شعبي! ويا أهلي! وودت أن أحمي البلاد من البلاء هذا كفاحي ويقيني ما قصدت أن أدنس عرضكم ... وأمس قرآني وديني ما قصدت أن أطأطأ قامات الرجال ما قصدت رشّ البول على صدر الفحال ما قصدت القتل عند القتل جَدًّا لكن قصدت الفوز عَمدًا جاء زمني لصحارٍ تملؤها عيون تبر بِسَواد فملك حزبي لا يباد ولا أيام مدينتي بغداد ولا ملك الرشيد هارون يُعاد يا شعبي! ويا أهلي! جئتُ... لأحمي في السبيل حُرُمات البلاد جئتكم... لأحمي أرم ذات العماد من المحاكم والمجازر وقضبان عتاد ما جئتكم إلا لأكفيكم عناد جئتُ... لأحميكمُ من السواد في بؤس الحياة جئتكم، قاصدا لكم النجاة لا نودّ الزيت من عمق الصحاري لا نود منها، آثارا بوالي لا نود هتك بكرات الحجور... على السرائر والحبال لا نَودُّ نيلين المدينة! فعصمتها وشرفها شرّ البوالي لا نَودُّ "قِسمة" أرض بابل... ولا أدغال "حشرات" جُبنٍ بالأعال يا شعبي! ويا أهلي! جئتكم لأخلصكم بمالي جئتكم وجاءت جيوشي... "فأبوجا" ونمولي لا زالت مجالي لم أنس الحرب والحور وأعراس الرجال يا شعبي! ويا أهلي! جِئتُكم بمؤتمر نهضات المثال حميت الطفل من شرّ سنوات طوال حميت البنت من قيد إلْيال الليالي حررتها، علمتها بأحباري ومالي حررت النساء مع الرجال علمتهم، درستهم كيف النضال بنيت لكم جوامع فاسحة المجال وقطفت لكم زهور الياسمين واخترعت لكم صواريخا عتال لا تمتد أيديكم إليها... ولا حتى الصواعق والجبال لا مشانق تعترينا... لا سجون الأمن... ولا شيئا نبالي... فَكَّرتُ أن أعود بحزبي إلى ارضي وحالي فنهتني شيوخ الشعب، فمالي؟ مَن تُرى يحمي بلاد النيل من بعدي؟ من ترى يصلي العيد من بعد الزوالِ؟ مَن سَيَشفِي بَعدِي قلوبا ثكلى مَن سيحمي أمّة العصافير العيال؟ مَن سيُحيِي دماء الشهداء في قلب الدوالِي؟ مَن تُرَى يرسل أحلام السعادة في صهب الليالي؟ ومَن يُرسِلُ للشعب ماء المزن من الأعال؟ من يَصبُّ الشهد من قَبلِ النوال؟ مَن تُرى يصفع أولادكم... بيد من حديد وكفّ مستحال؟ مَن تُرَى يمشي على جثث الرجال؟ من تُرى يرفع همم ثوّار ثقال؟ من تُرى يمحو فعالا وافتعال؟ ببؤرة اللؤم... واقتتال واحتيالِ؟ مَن تُرَى يمحوا مشينات الفعال؟ ويغفر كل ذنب بعد حج ونضال؟ من تري يحفظ الحرية في لطف السؤال؟ دعوني أحرس الأوطان كي لا تستلب! قلبي يجوش لكم بتحنان وحبّ للكل في بلد البطانة ليّ قلب للشعب ببلاد النيل لي ربّ توكلوا وغنوني لأفعالي طَرَب إن أكشف وجهي فهو مغمور بحبّ فانشدوا آيات حسني بكلّ درب ألم تعون، أن لسانَ الحكم ضرب؟ Dr. Mohamed Badawi [[email protected]]