يتابع حزب التحالف الشعبى الاشتراكى بمصر بقلق شديد الأنباء المتوالية عن ممارسات النظام السودانى طوال الفترة الأخيرة ضد جماهير شعب السودان الشقيق من الشباب والطلاب والعاملين والمهمشين فى العاصمة السودانية وفى أكثر من إقليم بهذه البلاد العزيزة علينا و التي تعاني من قهر نظام حكومة الإنقاذ لمدة 23 عاما. هذا النظام الذي أدخل السودان في دوامة من الصراعات الإثنية و الطائفية مما مزق وحدة الوطن و أرهق موارد السودان بتكلفة هذه الصراعات بدلا من توجيه هذه الموارد نحو تنمية و رفاهة أهله. و كانت الطامة الكبري هي فرض إجراءات تقشفية زادت من معاناة الشعب السوداني ، يدفع ثمنها الفقراء. و لقد مارس النظام آسوأ الممارسات القمعية ضد انتفاضة الشعب السوداني و اتخذ أسوأ الإجراءات البوليسية القاهرة التى تنبئ بوادرها بالمضى فى إسالة الدماء وترتبط بشكل صارخ بدعوة المواطنين للاقتتال مما أسماه مواجهة الشعب للمتمردين إلى جانب الاعتقالات ومصادرة الصحف وحظر العمل السياسى على قوى سياسية شرعية، أو قوى اجبرتها إجراءات النظام القهرى لسنوات أن تلجأ لتعبئة الجماهير بكافة الوسائل السياسية المعروفة للقوى الوطنية الديمقراطية وجميع هذه القوى صاحبة حق فى التعبير والمعارضة إزاء إنكار النظام الحاكم فى السودان للحقوق الاقتصادية والسياسية والثقافية لجماهيرها كما تجسد ذلك فى إجراءات التقشف والعسف فى الموازنة الأخيرة لتحمل الجماهير وحدها أقسى أشكال المعاناة؛ هذا فضلا عن ممارسات العنف الدموى فى أنحاء البلاد كما عرفته جماهير السودان جنوبا وغربا وشرقا دون أن تردعه قيم المسئولية السياسية أو يرتدع بموقف العالم الخارجى من ممارساته إلى حد الإدانة الجنائية لرأس النظام. إن مسارعة النظام السودانى بقمع حركة الجماهير بالشكل الذى يواجه به شباب الجامعة والتحركات الجماهيرية الاحتجاجية دون مراجعة سياساته الاقتصادية التى اعتمدت على المصادر الواحدة والمؤقتة واوصلت التضخم ولهيب الأسعار إلى كل بيت سودانى، مما لا يمكن إلا أن يجعل السودان حلقة جديدة فى ثورات وانتفاضات الشعوب العربية رغم سخرية الرئيس حسن البشير من قدرة قوى الربيع العربى على تكرار تجاربه فى استرداد حق الشعب السودانى. إن التحالف الشعبى الاشتراكى فى مصر، الذى يقدر العلاقة الخاصة بين جماهير مصر والسودان، ويعرف المعاناة التى تواجهها شعوبنا من أجل حياه أفضل وأوضاع سياسية تضمن له كافة الحقوق السياسية والمدنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، يحي تطلع الشعب السودانى لانجاز انتفاضة تليق بجماهير أكتوبر 1964 و 1985 التى سبقت عديدا من الشعوب فى تغيير أقسى النظم فى وقتها. ويثق حزب التحالف الشعبى الاشتراكى أن الشعب السودانى قادر على أحداث التغيير فى السودان بجهد أبنائه من الشباب والعمال والقوى السياسية الملتزمة بقضيته، وأن النظام لا يستطيع أن يحول دون تغيير جذرى قادم فى السودان على يد أبنائه مهما استعمل النظام من القوة البوليسية والأمنية أو تحدث عن المؤامرات الخارجية كعادة النظم البائسة فى أواخر أيامها، ومهما لجأ لعنف دموى سيجد المقاومة من الشعب كما يجد رفضنا وإدانتنا جميعا له. إن حزب التحالف الشعبى الاشتراكى يعلن تضامنه مع تحركات الشعب السودانى طلبا للتغيير، والحق فى الحياة الكريمة، وضمان الحياة الديمقراطية الممثلة لقواه الحية وحرية التعبير عن رأيه فى الأوضاع القاسية التى يعيشها. وكما لابد أن تثق جماهير الشعب السودانى أنها ليست وحدها حتى تحقق نصرها الأكيد.