الخارجية ترحب بالبيان الصحفي لجامعة الدول العربية    ألمانيا تدعو لتحرك عاجل: السودان يعيش أسوأ أزمة إنسانية    ميليشيا الدعم السريع ترتكب جريمة جديدة    بعثة الرابطة تودع ابوحمد في طريقها الى السليم    ياسر محجوب الحسين يكتب: الإعلام الأميركي وحماية الدعم السريع    الفوارق الفنية وراء الخسارة بثلاثية جزائرية    نادي القوز ابوحمد يعلن الانسحاب ويُشكّل لجنة قانونية لاسترداد الحقوق    كامل ادريس يلتقي نائب الأمين العام للأمم المتحدة بنيويورك    شاهد بالفيديو.. شباب سودانيون ينقلون معهم عاداتهم في الأعراس إلى مصر.. عريس سوداني يقوم بجلد أصدقائه على أنغام أغنيات فنانة الحفل ميادة قمر الدين    السعودية..فتح مركز لامتحانات الشهادة السودانية للعام 2025م    محرز يسجل أسرع هدف في كأس أفريقيا    شاهد بالصور.. أسطورة ريال مدريد يتابع مباراة المنتخبين السوداني والجزائري.. تعرف على الأسباب!!    شاهد بالفيديو.. الطالب صاحب المقطع الضجة يقدم اعتذاره للشعب السوداني: (ما قمت به يحدث في الكثير من المدارس.. تجمعني علاقة صداقة بأستاذي ولم أقصد إهانته وإدارة المدرسة اتخذت القرار الصحيح بفصلي)    وزير الداخلية التركي يكشف تفاصيل اختفاء طائرة رئيس أركان الجيش الليبي    سر عن حياته كشفه لامين يامال.. لماذا يستيقظ ليلاً؟    "سر صحي" في حبات التمر لا يظهر سريعا.. تعرف عليه    تقارير: الميليشيا تحشد مقاتلين في تخوم بلدتين    شاهد بالصورة والفيديو.. المذيعة تسابيح خاطر تستعرض جمالها بالفستان الأحمر والجمهور يتغزل ويسخر: (أجمل جنجويدية)    شاهد بالصورة.. الناشط محمد "تروس" يعود لإثارة الجدل ويستعرض "لباسه" الذي ظهر به في الحفل الضجة    والي الخرطوم: عودة المؤسسات الاتحادية خطوة مهمة تعكس تحسن الأوضاع الأمنية والخدمية بالعاصمة    فيديو يثير الجدل في السودان    إسحق أحمد فضل الله يكتب: كسلا 2    ولاية الجزيرة تبحث تمليك الجمعيات التعاونية الزراعية طلمبات ري تعمل بنظام الطاقة الشمسية    شرطة ولاية نهر النيل تضبط كمية من المخدرات في عمليتين نوعيتين    الكابلي ووردي.. نفس الزول!!    حسين خوجلي يكتب: الكاميرا الجارحة    احذر من الاستحمام بالماء البارد.. فقد يرفع ضغط الدم لديك فجأة    في افتتاح منافسات كأس الأمم الإفريقية.. المغرب يدشّن مشواره بهدفي جزر القمر    استقالة مدير بنك شهير في السودان بعد أيام من تعيينه    مكافحة التهريب بكسلا تضبط 13 ألف حبة مخدرات وذخيرة وسلاح كلاشنكوف    كيف تكيف مستهلكو القهوة بالعالم مع موجة الغلاء؟    4 فواكه مجففة تقوي المناعة في الشتاء    اكتشاف هجوم احتيالي يخترق حسابك على "واتسآب" دون أن تشعر    ريال مدريد يزيد الضغط على برشلونة.. ومبابي يعادل رقم رونالدو    رحيل الفنانة المصرية سمية الألفي عن 72 عاما    قبور مرعبة وخطيرة!    شاهد بالصورة.. "كنت بضاريهم من الناس خائفة عليهم من العين".. وزيرة القراية السودانية وحسناء الإعلام "تغريد الخواض" تفاجئ متابعيها ببناتها والجمهور: (أول مرة نعرف إنك كنتي متزوجة)    حملة مشتركة ببحري الكبرى تسفر عن توقيف (216) أجنبي وتسليمهم لإدارة مراقبة الأجانب    عزمي عبد الرازق يكتب: عودة لنظام (ACD).. محاولة اختراق السودان مستمرة!    انخفاض أسعار السلع الغذائية بسوق أبو حمامة للبيع المخفض    تونس.. سعيد يصدر عفوا رئاسيا عن 2014 سجينا    ضبط أخطر تجار الحشيش وبحوزته كمية كبيرة من البنقو    البرهان يصل الرياض    ترامب يعلن: الجيش الأمريكي سيبدأ بشن غارات على الأراضي الفنزويلية    قوات الجمارك بكسلا تحبط تهريب (10) آلاف حبة كبتاجون    مسيّرتان انتحاريتان للميليشيا في الخرطوم والقبض على المتّهمين    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (حديث نفس...)    حريق سوق شهير يسفر عن خسائر كبيرة للتجار السودانيين    مياه الخرطوم تكشف تفاصيل بشأن محطة سوبا وتنويه للمواطنين    محافظ بنك السودان المركزي تزور ولاية الجزيرة وتؤكد دعم البنك لجهود التعافي الاقتصادي    الصحة الاتحادية تُشدد الرقابة بمطار بورتسودان لمواجهة خطر ماربورغ القادم من إثيوبيا    مقترح برلماني بريطاني: توفير مسار آمن لدخول السودانيين إلى بريطانيا بسهولة    الشتاء واكتئاب حواء الموسمي    عثمان ميرغني يكتب: تصريحات ترامب المفاجئة ..    "كرتي والكلاب".. ومأساة شعب!    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كيف صار ريفي الملم (ديم مكي )، ضيعة يتنازع في حكمها (اللامنتمون) .. بقلم: مكي أبراهيم أدم مكي
نشر في سودانيل يوم 12 - 07 - 2012

كيف صار ريفي الملم (ديم مكي )، ومسقط راس السلطان علي دينار،ضيعة يتنازع في حكمها( اللامنتمون)
[email protected]
قبل الشروع فى صلب موضوع العنوان، دعونى ادلف قليلاُ الي تاريخ المنطقة المسماة الملم كيلا –وشاوية السلطان علي دينار، الضارب في الجذور. تمثل الملم كيلا، ريفي شمالى نيالا، أحدي الحواضر الكبيرة والحواكير التي نشأت في منطقة شرق جبل مرة في عهد سلطنة دارفور الاسلامية، حيث تجمعت فيها مكونات قبلية متنوعة، عاشت وإنصهرت في تلك المنطقة لمئات القرون. الملم كما يشير مدلول الأسم, عبارة عن وحدة ادارية شكلت خارطة إثنية مصغرة لكل سكان دارفور من مختلف القبائل والألوان الأثنية الأخري من السودان القديم، التى وجدت في المنطقة مستقراً وملاذاً أمناً وبوتقة للانصهار. بعد الأستعراض الموجز لهذا التلاقح القبلي وترابط النسيج الاجتماعي المتفرد فى التعريف بريفي الملم، لابد من الحديث عن ملامح المدن الرئيسية المشكلة لتلك الحاضرة . تحمل منطقة الملم أسمين هما "الملم" أو "الملم كيلا و " شاوية السلطان " والملم هي المدينة الكبيرة والتي تحظي بمظاهر الحياة الحضرية بكل معانيها، وهي من كبريات الحواضر الواقعة شمال ولاية جنوب دارفور، وحتى كل مجالس القري الواقعة شمال نيالا مثل دمة ، جرف، منواشي مرشنج ، أبو حمرة ، الشديدة ، حلوف، تنقلاني ، يارا، القردود ، كدنير، جبرة ، كاجا، وكيلا ، ومجالس شرق جبل مرة، من جاوة حتى دربات وسوني تتبع ادرياً لريفي الملم ، حيث كانت كل تلك القري تحت مظلة ورئاسة مجلس إدراي واحد، رئاستها الملم ، وكان من أشهر الضباط الادرايين الذين تعاقبوا علي رئاسة المنطقة، شيخ الضباط الاداريين المرحوم أتيم سلامة. وفي ظل بدع التقسيم الاداري التي جاءت بها حكومة الانقاذ, تم تقسيم ريفي شمال نيالا الملم الي ثلاث محليات،هى محلية مرشنج، شرق جبل مرة ، والملم ، بحيث اصبحت كل محلية تتمتع بمجلس ادراي قائم بذاته، وكنتيجة لذلك تقلصت المحليات التابعة للملم الان الى 17 مجلس قرية، من ضمنها قرية أم دشوا ، تربا ، ومجلس قرية كيلا، وكيلا هي القرية الأم التى تقع على مقربة من الملم، لا تتجاوز مسافة ربع ساعة بالعربة، وهى قد بزغت الي الوجود في بواكير عمر سلطنة دارفور، بل وكانت احدى كبريات الحواضر في شرق جبل مرة، وقبلة يؤمها الزوار من شتي المناطق في ذلك الوقت، ولا غرو، فمدلول اسمها بلهجة الفور يشير الى معنى "وصلنا أو جئنا" كما لو طاب المقام فى جنة فى الأرض.
ولمّا كانت السلطة المركزية للسلطنة تتمحور في منطقة جبل مرة وما حولها , فقد نشأت كيلا والمناطق الحضرية الأخرى ضمن خطة وسياسة قُصد منها تأمين أراضى السلطنة ضد المطامع والغارات التي كانت تتعرض لها، فكان أن أستقر في كيلا، الامير يحي بن أحمد بكر، أحد أخوة مجموعة السلاطين الذين حكموا دارفور من أبناء السلطان أحمد بكر، والجد المباشر للسلطان علي دينار لامه، وبذلك فانّ عمركيلا يناهز ثلاثمائة وخمسين عاماً تقريبا ً.
إستقر الأمير يحي وعائلته واتباعه في كيلا التي بلغت شأوا عظيما ونالت قدرا كبيرا من الاحترام، وخاصة فى عهد السلطان علي دينار، لدرجة أن المسافرين الذين يعبرونها كانوا يتّرجلون من الدواب والرواحل عندما يصلون تخوم الحاضرة، فيمشون على الارجل ويكّفون عن الحديث، الاّ عند الضرورة بعد تجاوز عبورها بمسافة . وقد درج السلطان علي دينار على اقامة (حولية) سنوية لتلاوة القرآن والدعاء على روح جده يحيى المدفون في( كيلا القبة ) .
هذا وقد ظلت كيلا مقاما لعشيرة السلطان علي دينار وعائلته والكثير من الاسرالعريقة التي انتقلت فيما بعد الي مدن الفاشر ونيالا وكاس وزالنجىي . وقد ترعرع العمدة آدم مكى جبريل لدى أخواله في كيلا وشبّ عن الطوق, والذى نزل فيما بعد الي الوادى شرقاً ليؤسس قرية الملم ويتولى عموديتها حتى وفاته, ليتوارث ابناؤه العمودية من بعده حتى تاريخنا الحالى. ومن معالم ريفي الملم التاريخية هي قرية شاوية - قصر القمير- مهد ميلاد السلطان علي دينار، والقمير في لغة اهلنا هي الطوب الاحمرالمصنع من الطين علي بعد ربع ساعة جنوب غرب الملم، حيث يوجد جبل شاوية الشامخ كما الطود، يتهادئ في عليائه وعلي سفوح ذلك الجبل توجد قرية الشاوية التي شهدت ميلاد اعظم السلاطين الذين دمروعلي حكم دولة داوفور، السلطان علي وهو السلطان علي دينار بن زكريا بن السلطان محمد الفضل. تربي علي دينار وترعرع في تلك المنطقة الي أن شب وصار سلطانا ذو شأن، لم ينس فضل الملم وقريته الشاوية عليه، حيث ظل يدوام زيارة مهد صباه، ويقضي أعياد الاضاحي بقصره الكائن هناك، ويترحم علي قبر والدته الميرم كلتومي بت علي كرمي، المدفونة بمنطقة ابو جلدي، احدي الضواحي الشرقية لريفي الملم. ومازال قبرها موجود بتلك المنطقة حيث اطلق عليها حلة " قبة ام السطان " فضلا عن زيارة قبر جده الامير يحي بن بكر
دور ديم الشيخ مكي ود منصور في تاسيس ريفي الملم كيلا :
في تاريخنا الماضي والمعاصر هناك الكثير من الشخصيات والرموز من المشاهير الذين أسهموا في صناعة التاريخ وسطروا اسماءهم باحرف من نور وحفروا اسماءهم في سجلات الخالدين في ذاكرتنا، وستبقي أسماؤهم وأنجازتهم منارات في ذاكرة التاريخ والمجد، سيرة عطرة نهتدي بها في مساراتنا، وسوف تظل كذلك الي يوم يبعثون. من خلال مقالي التعريفي بالملم كيلا، تلك البقعة المباركة والمنسية في تاريخ دارفور الحديث وتهميش المؤرخين لدورها في تاريخ دارفور والسودان، حيث لا يذكر اسم الملم والا جاءت مقترنة ب (أل مكي)، وهو من أقدم العائلات التي سكنت في منطقة الملم، ويرجع الفضل في نشاة الملم الي عائلة الشيخ مكي جبريل يحي ود منصور، ومن المعروف أن الشيخ مكي ود منصور، هو خال السلطان علي دينار، بعد وفاوة الامير زكريا بن محمد الفضل تزوج جدنا مكي ود منصور،من الميرم كلتومة بنت علي كرمي أم السلطان علي دينار، وقام بكفالة السلطان علي دينار ومشرفاً علي تربيته حتي شب عن الطوق وصار سلطانا علي دارفور، توفيت الميرم كلتومة وهي في عصمة الشيخ مكي ، ولم تنجب له من البنين أو البنات، وتوفاها الاجل وهي بين الطريق من كيلا ألي الملم، ودفنت في منطقة ابو جلدي كما اسلفت في بداية مقالي . ايضا ً تزوج الشيخ مكي من الميرم أم دريس بنت بكر بنت بابا بنت يحي بن السلطان بكر، وأنجب منها جدنا العمدة أدم بن الشيخ مكي ود منصور، الشهير بادم (ود الدلع) توفي الشيخ مكي ود منصور في منطقة بارا بشمال كردفان، وهو في طريق العودة الي دارفور من امدرمان برفقة السلطان علي دينار بعد معركة كرري. وتم تنصيب العمدة أدم مكي عمدة للملم ، وغادر كيلا واستقر في المنطقة، وهو المؤسس الفعلي والاب الروحي لريفي الملم بشكلها الحديث The founding father of modern day Al-Malam-Keila شهد للعمدة أدم مكي بالحكمة وحسن الادارة الشغف بحب العلم والعلماء ، وابرزما تميزت به عهده النهضة االتعلمية التي شهدتها المنطقة الواقعة شما نيالا،وهو أول من طالب الحكومة الاستعمارية بفتح مدرسة لتعليم البنات بمنطقة شمال نيالا، في زمن ينظر فيها الكثيريون أن تعليم البنات منقصة ، وفي اجتماع شهير بمدينة نيالا، رفض رجالات الادارة الاهلية بدارفور فكرة انشاء مدارس لتعليم البنات ، فتقدم العمدة ادم مكي، طالباً من الادارة الانجليزية بفتحهها في منطقتة الملم، فكانت اول مدرسة لتعليم البنات بشمال نيالا احتضنتها منطقة الملم، وهي مدرسة الملم الاساسية للبنات الحالية والتي خرجت الكثير من الاجيال ساهمن في دفع عجلة التعليم بدارفور. كان رجلاً سياسيا من الطراز الاول ،وعرف بحنكته ودبلوماسيته التي مكنته من ادراة المنطقة بصورة حسنة ،شهد له بها الجميع، وكان له العديد من العلائق مع رجالات الادرارت الاهلية من المقاديم، النظار، الشراتي ، الدمالج ،العمد ،والمشايخ بدارفور، مثل الناظر مادبو،الشرتاي هارون كرسي ، والسلطان دوسة، الدمنقاوي سيسي ، الشرتاي حسب الله ،والمقدوم ادم رجال ،الناظر دبكة وغيرهم من رجالات الادارة الاهلية .وهو من القلائل من زعماء الادارة الاهلية في السودان ، الذين قلدوا كسوة الشرف من الدرجة الاولي من الحاكم الانجليزي بالخرطوم.
توفي العمدة أدم مكي ، بالملم في أوخر ستينات القرن الماضي ،ودفن بمقابر قوز حمدالله جنوب الملم ، وخلفه في العمودية ابنه ووالدناالعمدة أبراهيم أدم مكي، الشهير بابو حواء في العام 1969 ، أحد زعماء الادارة الاهلية بولاية دارفور، والذي ساهم في جعل منطقة الملم ، وعاءاً جامعا ً، يضم في داخله العديد من الروافد القبلية التي تشكل مجتمع اليوم، وهذا ما أهل الملم في عهده وفي كثير من الحقب أن تلعب دورالوسيط والمحايد بين المجموعات المتصارعة والمتنازعة في دارفور، وطيلة فترة حكمه،لم تشهد منطقة الملم اي من الصراعات القبلية التي دارت راحاها في حقبة الثمنيانيات من القرن الماضي.
شغل العمدة ابراهيم أدم مكي ،الكثير من المناصب ،حيث عمل كاتباً لمحكمة الملم الريفية من العام 1949 حتي العام 1952، ووكيلأ لوالده العمدة من العام 1956 حتي 1969 ، ثم تولي لعمودية من بعد وفاة والده في العام 196 و عضواً لمجلس ريفي جنوب دارفور لمدة ثمانية سنوات قبل إنشطارالمديريات ،كما ترأس مجلس ريفي الملم لمدة ستة سنوات من العام 1975 حتي 1981،وعضواً بمجلس محلية الملم ، ورئيساً للجنة الاسكان لمدة ثماني سنوات ، وعضواً بمجلس الشوري بولاية جنوب دارفور،و زعيماً للحزب الاتحادي الديمقراطي بولاية جنوب دارفور، كما شارك في العديد من مؤتمرات الصلح والتعايش السلمي بولاية جنوب دارفور. وفي العمدة ابراهيم أدم مكي في العام 2007 ، وخلفه علي العمودية ابنه أحمد ابرهيم ادم مكي والعمدة الحالي للمنطقة .
ملامح الحياة الاجتماعية في المنطقة :
قبل الحرب التي دارت في إندلعت في دارفور في العام 2003، كانت الحياة فى هذه المنطقة مثالاً للتعايش السلمي بين قبائل المنطقة، فحاضرة الملم الكبيرة ترقد بين ثلاث قري، تمثل أهم روافدها البشرية والاقتصادية والزراعية ،وذلك جعل الملم والقرى الثلاث مرتبطة بمصير واحد فى كل الجوانب. بل تحولت الملم الى مركزاقتصادى جذب التجار والمستثمرين من قرى ومدن أكبر منها، فسوق الملم الذى يفتح يوم السبت من كل اسبوع ،حيث يتقاطر اليه التجار من نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، عاصمة ولاية شمال دارفور الفاشر ، وشرق جبل مرة ،كما تتدفق اليه جل محاصيل جبل مرة ،اضافة الى السلع الآتية من قرية مرشنج المجاورة ،ومناطق شنقلى طوباى، بجانب تدفق ماشية الرعاة المحيطين بالمنطقة.
فضلا عن تشكل الملم مستقرا موسميا للقبائل الرعوية فى المنطقة فى فصل الخريف، خاصة قبائل “الأبالة" رعاة الابل وكذلك البقارة “رعاة البقر" حيث تتحول فى فصل الخريف الى منطقة مترامية الأطراف عبر تجمع “فرقان" الرعاة وهو الأمر الذى أضاف للملم عنصرين هامين: الأول هو كثافة النشاط التجارى فى الفصل المطير، والثانى : ثراء التنوع البشرى عبر وجود القبائل الرعوية حينا من الحول فى الملم طوال الموسم ، وهي بمثابة احدي شرايين الحياة في دارفور،لما تمثله من موقع استراتيجي في قلب الاقليم ومركز لتحقيق الازدهار الثقافي والاقتصادي ، والتجاري ما بين نيالا والفاشر . هذه صورة "ملم " ما قبل الحرب .
ثم اندلعت الحرب في دارفور، وتصاعدت المواجهات في تلك المنطقة ، ونزح معظم سكان الملم الاصليون وقراها المجاورة مثل كيلا وتربا الي معسكرات النازحين في نيالا .
عبد الله ياسين وقلب موازين التاريخ وأدعاء الزعامة الزائفة :
في لحظات بزوغ فجر تباشير السلام المستدام في منطقة ريفي الملم ، بجهود الخلص من أبنائه الحادبين علي مصلحة المنطقة، وفي اللحظة التي نسعي فيها جميعاً من أجل أعادة إعمار وتنمية المنطقة وتهيئتها لكي تعود الي سيرتها الاولي ، ورتق نسيجها الاجتماعي الذي تهتك بفعل الة الحرب اللعينة، برز المدعو (عبد الله ياسين) كاحد الانتهازين ومتسلقي هذا الزمن الفوضوي ،مدفعوعا بالضغائن التاريخية ، وطامعاُ في زعامة ومجداً زائف وغير مستحق . ومن أين له بالمجد وهو أنسان بلا أصل ولا تاريخ ؟؟ من أين اتي، والي اي القبائل ينتمي ؟؟ يبدو انه زمان المهازل فامرحي ، وسخريات الاقدار و العبث بالمورثات والثوابت التاريخية ، دفعت به في محاولة القفز علي التاريخ ومحو الصفحات المضيئة من سير وعز وشرف ال مكي، تلك الاسرة العريقة عراقة تاريخ ريفي الملم وعنوانها البارز .
تسلق "العبد الله ياسين " ظهر السلطة في زمن الرباطة ، وسوء الظن العريض ، فاصبح بين ليلة وضحاها معتمداً لمحلية الملم ، و منذ أن تسلمة مهام المعتمدية، سل خنجره المسموم للا نقضاض علي تاريخ الملم التليد ، بما يحمله من ضغائن تعود الي تربيته الوضيعة ، حيث بدء تطاوله علي ال مكي الذين اكرموه وأحسنو جواره، عندما قدم جده الي الملم باحثاُ عن ماوي وملاذ .
كفر " الياسين "بتلك النعمة مع من حوله، من الانتهازين الذين لا اصل لهم ، خادعاً وممنياً اياهم بالسلطة علي انقاض تاريخ ال مكي ، بعد أن اغدقوا عليه بالمال لياتي بهم حكاماً علي المنطقة
حيث خرج علينا هذه الايام بتصريحات جديدة لاحداث شرخ في الادارة الاهلية بمنطقة الملم ، وذلك باضافة عموديات سياسية في حاكورة الملم ، وتنصيب أناس جدد، من أصحاب الضمائرالمتسخة التي لا تعرف العيش الا في مواطن الخبث .
هذا ( العبد الله الياسين ) أنسان تسكن دواخله الكثير من الاحقاد علي الملم ، وتاريخه السئ معروف لدي العامة في المنطقة ، حيث يعرفه الصغير قبل الكبير، فنهبه وسرقتة لاموال محلية الملم ليست بعيدة عن الاذهان ،اليس هو نفس عبدالله ياسين ، الذي تسلق باسم الملم وذهب الي ليبيا مع محافظ محافظة نيالا ، العقيد محمد الطيب فضل ، بحثا عن هبات وموادر تنموية لاعمار محلية الملم ، واغدق عليه العقيد القذافي باموال طائلة ،عاد من ليبيا محملاً بالهبات ولكن نفسه الرخيصة حدثته بتكديسها وادخارها لمصلحته الخاصة، وهذا حال كل الانتهازيين ، وحيث لم يكلف نفسه حتي بمجرد زيارة الملم وتنوير أهل المنطقة ، عن ما كسب من تلك الزيارة ومقدار الاموال التي استلمها باسمهم
و في غفلة من عمرهذا الزمن ، تم تعيين ( الياسين بن لقطو )معتمدا لمحلية الوحدة - الملم - في بداية هذا العام ، وكل شئ جائز في هذا الزمن ،منذ الوهلة الاولي لتنصيبه معتمدا علي الملم ، سعي الي احداث الفتن و تشتيت شمل أهل البلد ، وكيف لا وهو الذي ساهم في دق طبول الحرب اللعينة في بداية الازمة في دارفور، وفرق سكان المنطقة الي عرب وفور، وعاث فيها فساداً بقتل وتشريد أهلها الاصلين ، كما دمر مدارسها حتي لم تعد تقوم للملم قائمة من تاريخ تلك اللحظة ،ثم عاد اليها مرة أخري عبر بوابة المعتمدية لمواصلة ما بدأه من خراب ودمار حتي أوصلها الي الحضيض.
فمثل هذا الرجل أشبه ما يكون بالكائنات التي لا تعيش إلا في المياه الاسنة، ويحاول هذه الايام لالغاء تاريخ الملم الناصع البياض التي أسسها أجدانا العظماء، وكان إدراة العمدة مكي ، لها مدار حديث الركبان وكل عابري المنطقة من بدوي الصحراء الكبري والزراع في مناطق الجبل العليا الي مناطق السافنا الغنية في حفرة النخاس، حيث لايظلم أحد في الملم ولا يبت فيها جائعا ما دام العمدة ود المكي موجود بين ظهرانينهم ،
علي هذا " العبد لله الياسين " أن يعي تماماً أن عائلة مكي قدمت الكثير من أجل هذا البلد،وضحت بدماء بنيها في سبيل رفعتها ، فارواحهم مغروسة في أرضها في الماضي والحاضر وسوف تظل كذلك في المستقبل ، و يكفيهم فخراً أنهم قدموا فلذات اكبادهم مهراً لهذا البلد ، وفي مقدمتهم الشهيد ابراهيم موسي حسن مكي ، قمر الدين مكي ، التاج مكي ، عادل مكي .
لا (عبدالله الياسين ) ولا غيره يستطيع أن يمحو ذلك التاريخ ،ليحل مكانه من لا تاريخ له، ليقدم نفسه اعتماداً علي محض الكذب والافتراء وتزوير التاريخ وطمس نضالات الاباء والاجداد .
فانا اتساْءل ؟؟في أي حاكورة يسعي هذا الجاهل بتاريخه وتاريخ من يعدهم بالعموديات ، أن يقيم لهم هذه السلطة ؟ ومن من اجدادهم اورثهم حاكورة يسعوا لخلق عموديات جديدة فيها ؟ في مقدومية من يسعون لتفعيل عمودياتهم ؟؟ وفي اي النظارات يريدون ان يؤسسوا لعمودياتهم الكرتونية ؟ أنا متيقن أن التاريخ سيظل تاريخا للأبد، وعمودية ال مكي ثابتة في مكانها لا تهزها أفاعيل هولاء المرجفين ، وأنا اكتب هذا المقال تذكرت قولي عمتي (من وين لعيال المقاطيع بالعموديات ، ويوم لا شفنا ليهم قدح عصيدة مرق للضيوف في الشارع ) فطوبي لال مكي أن صنعوا ذلك التاريخ وذلك الارث وتلك المدينة الفاضلة "الملم "
نواصل من حيث توقفنا في الحلقة القادمة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.