سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    بعد أزمة كلوب.. صلاح يصدم الأندية السعودية    وزارة الخارجية القطرية: نعرب عن قلقنا البالغ من زيادة التصعيد في محيط مدينة الفاشر    الإمارات وأوكرانيا تنجزان مفاوضات اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة    ياسر عبدالرحمن العطا: يجب مواجهة طموحات دول الشر والمرتزقة العرب في الشتات – شاهد الفيديو    حقائق كاشفة عن السلوك الإيراني!    المؤسس.. وقرار اكتشاف واستخراج الثروة المعدنية    البيان الختامي لملتقى البركل لتحالف حماية دارفور    الداخلية السودانية: سيذهب فريق مكون من المرور للنيجر لاستعادة هذه المسروقات    مدير شرطة ولاية النيل الأبيض يتفقد شرطة محلية كوستي والقسم الأوسط    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    تدرب على فترتين..المريخ يرفع من نسق تحضيراته بمعسكر الإسماعيلية    الزمالك يسحق دريمز في عقر داره ويصعد لنهائي الكونفيدرالية    سان جرمان بطلا للدوري الفرنسي.. وعينه على الثلاثية    إيران تحظر بث مسلسل "الحشاشين" المصري    شاهد بالفيديو.. سائق "حافلة" مواصلات سوداني في مصر يطرب مواطنيه الركاب بأحد شوارع القاهرة على أنغام أغنيات (الزنق والهجيج) السودانية ومتابعون: (كدة أوفر شديد والله)    السودان..توجيه للبرهان بشأن دول الجوار    شاهد بالصورة والفيديو.. طلاب كلية الطب بجامعة مأمون حميدة في تنزانيا يتخرجون على أنغام الإنشاد الترند (براؤون يا رسول الله)    شاهد بالفيديو.. الفنانة ندى القلعة تواصل دعمها للجيش وتحمس الجنود بأغنية جديدة (أمن يا جن) وجمهورها يشيد ويتغزل: (سيدة الغناء ومطربة الوطن الأولى بدون منازع)    شاهد بالصور.. بالفستان الأحمر.. الحسناء السودانية تسابيح دياب تخطف الأضواء على مواقع التواصل بإطلالة مثيرة ومتابعون: (هندية في شكل سودانية وصبجة السرور)    تجارة المعاداة للسامية    يس علي يس يكتب: روابط الهلال.. بيضو وإنتو ساكتين..!!    جبريل إبراهيم يقود وفد السودان إلى السعودية    رئيس حزب الأمة السوداني يعلق على خطوة موسى هلال    سرقة أمتعة عضو في «الكونجرس»    بايدن منتقداً ترامب في خطاب عشاء مراسلي البيت الأبيض: «غير ناضج»    تدمير دبابة "ميركافا" الإسرائيلية بتدريب لجيش مصر.. رسالة أم تهديد؟    دبابيس ودالشريف    حسين خوجلي يكتب: البرهان والعودة إلى الخرطوم    بمشاركة طبنحة و التوزة...المريخ يستأنف تحضيراته    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    قوة المرور السريع بقطاع دورديب بالتعاون مع أهالي المنطقة ترقع الحفرة بالطريق الرئيسي والتي تعتبر مهدداً للسلامة المرورية    السينما السودانية تسعى إلى لفت الأنظار للحرب المنسية    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    سوق العبيد الرقمية!    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



موبقات الإنقاذ السبعة عشر .. بقلم: عصام مبارك الجزولى
نشر في سودانيل يوم 25 - 07 - 2012

قال الابن لابيه يا أبتى حدثنى عن موبقات الانقاذ (السبعة عشر) فرد الاب نعم يا بنى انها سبعة عشر موبقة تكفى كل واحدة منها لاستضافة أهل الانقاذ فى جهنم يوم تقوم موازين الحساب ولا تعصمهم فى ذلك اليوم نيتهم فى تطبيق شرع الله فهم الذين قال فيهم الله سبحانه وتعالى ( الذين ضل سعيهم فى الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا) فأولى هذه الموبقات هو الكذب فقد ادعى قائد انقلاب الانقاذ المشئوم أنه لا ينتمى الى حزب الجبهة الاسلامية بزعامة الدكتور حسن الترابى وأتضح لاحقا أنه اتفق مع الدكتور على تدبير الانقلاب ليذهب هو الى القصر رئيسا ويذهب الدكتور الى السجن حبيسا هذا ما كشفه الدكتور بعد المفاصلة لانه اذا اختلف اللصان ظهر المسروق فسأل الابن ولكن لماذا التمويه ؟ فرد الاب السبب فى التمويه هو الخوف يا أبنى لانهم كانوا مرفوضين من الشعب السودانى الذى أسقطهم فى الانتخابات ومرفوضين من المجتمع الدولى ولانهم يؤمنون بأن الغاية تبرر الوسيلة فالكذب لمصلحة الدعوة جائز لان الغاية من الانقلاب هو تطبيق شرع الله فرد الابن ولكننى سمعت يا أبى بأن المؤمن لا يكذب فرد الاب نعم يا بنى المؤمن قد يزنى وقد يسرق ولكنه لا يكذب كما قال الرسول الكريم فقال الابن وما هى الموبقة الثانية يا أبى ؟ فرد الاب الموبقة الثانية يا أبنى هى أنهم وجدوا حربا أهلية فى الجنوب فأعلنوا لنا أن من يحاربونا فى الجنوب يستهدفون عقيدة الامة ولا عزة الا بالجهاد فقتلوا وشردوا الالاف من أبناء الجنوب واقاموا لكل من قتل منهم عرسا أسموه عرس الشهيد المأزون فيه شيخهم والعروس من الحور العين فأغضبوا الامهات والارامل بالقول ( زغرتى أم الشهيد) ولكن نفس الشيخ المأزون عندما أقصى من موقعه قال لهم ان العقود التى أبرمتها باطلة وأن أولئك كانوا مجرد (فطائس) فأحزن الامهات والارامل مرة أخرى وشعرن أن هذا الرجل يتلاعب بالدين لانه فى لحظة حول الشهداء الى فطائس فسأل الابن ولكن ياأبى هل كل الجنوبيين كفار؟ فرد لا يا بنى البعض منهم مسلمين وقد كان كثير من أبناء الشمال المسلمين من ولايتى النيل الازرق وجنوب كردفان يقاتلون معهم ولكن يا أبى ما حكم من يقتل مسلما ؟ فرد الاب لقد قال الرسول الكريم يا أبنى اذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول فى النار وقد أدت هذه الجرائم فى حق أبناء الجنوب الى فصله وليس رغبة الجنوبيين فى الانفصال فسأل الابن وما هى الموبقة الثالثة يا أبى؟ فرد الاب الموبقة الثالثة هى يا أبنى أنهم أحلوا لانفسهم الانقلاب على النظام الشرعى وحرموه على الاخرين فقتلوا ثمانية وعشرين مسلما فى شهرب الله الحرام بتهمة محاولة الانقلاب على نظام هو نفسه غير شرعى وكان أبناؤهم ونسائهم يستعدون للاحتفال بيوم عيد الفطر بصحبتهم فرملوا نسائهم ويتموا اطفالهم يوم العيد فسأل الابن وما هى الموبقة الرابعة ياأبتى؟ فرد الاب الموبقة االرابعة ياابنى هى أنهم فصلوا أبناء المسلمين من وظائفهم فى الدولة بحجة الصالح العام فشردوا نسائهم وأطفالهم فسأل الابن ولكن ما ذنب الاطفال يا أبتى؟ الاطفال والنساء لا ذنب لهم ياأبنى لان الله تعالى يقول ولا تزر وازرة وزر أخرى فسأل الابن ولكن لماذا فعلوا ذلك ؟ فرد الاب لانهم يريدون التمكين ياأبنى تطبيقا للاية الكريمة الذين ان مكناهم فى الارض أقاموا الصلاة وأتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولكنهم عندما تمكنوا نهوا عن المعروف وأمروا بالمنكر فتساءل الابن وكيف يكون هذا التمكين ؟ فرد الاب التمكين هو فصل كل من حوله شبه معارضة الدولة الرسالية والمشروع الحضارى واحلال الموالين والمؤيدين مكانهم فانهارت الخدمة المدنية والعسكرية لان الموالين ليس لديهم كفاءة ولا خبرة والادهى وأمر أنهم أعلنوا أخيرا وبعد اثنين وعشرين عاما أن سياسة التمكين كانت خاطئة فتسأل الابن وما هى الموبقة الخامسة ياأبى؟ فرد الاب الموبقة الخامسة ياأبنى أنهم حلوا مشكلة السودان على طريقة البصيرة أم حمد وما هى طريقة البصيرة أم حمد؟ فرد الاب كانت هنالك امراة بصيرة تدعى أم حمد وكان الناس يتوافدون عليها حين تواجههم أى معضلة من معضلات الحياة وذات مرة أدخل أحد العجول رأسه فى زير وكان صاحب الزير يخشى على زيره وصاحب العجل كذلك يخشى على عجله فأشار لهم أحد الناس بالذهاب للبصيرة أم حمد لحل هذه المشكلة فكان رأى البصيرة تلك هو أن يقطعوا رأس العجل أولا فلما قطعوه أشارت لهم بكسر الزير فضاع الزير وضاع العجل معا فتسأل الابن وكيف يا أبى يشبه ذلك حل الانقاذيين لمشكلة السودان ؟ فرد الاب الانقاذيين ياأبنى أشاروا الى أن حل مشكلة السودان فى استخراج البترول فى الجنوب ولما أخرج البترول فى الجنوب أشاروا للناس بفصل الجنوب فكسروا وحدة السودان وقطعوا رأسه فتسأل الابن وما هى الموبقة السادسة ياأبتى ؟ فرد الاب الموبقة السادسة ياأبنى سياسة تحرير الاسعار وتعنى أن تنسحب الدولة من السوق وتترك أمر الاسعار لالية العرض والطلب لان سياسة التسعير فى الاسلام هى يفتح الله ويستر الله وأن التجار مؤمنين وصادقين لا يحلفون بالله كذبا وأن المؤمن صديق وواجب الدولة فقط هو التنمية وزيادة الانتاج لتحقيق الوفرة حتى يزيد العرض ويتجاوز الطلب فتنخفض الاسعار وأدعوا ا ن فى ذلك أسلمة للاقتصاد ولكن يا ابى الاسعار أصبحت تزيد بصوره شبه يومية فرد الاب نعم ياأبنى لان سياسة التحرير فشلت بسبب حل البصيرة أم حمد وبسبب سياسة التمكين فأنهارت المشروعات الزراعية الكبيرة وانهارت المصانع وأصبحت الحكومة تتحدث عن (تخفيف حدة الفقر) ولكن يا أبى سياسة التحرير نجحت فى الدول الاوربية وفى أمريكا نعم ياابنى لان تلك الدول بها استقرار سياسى وأمنى ولا توجد بها حروب أو صراعات مسلحة على السلطة أو انقلابات عسكرية فتفرغت حكوماتها للتنمية وزيادة الانتاج وتحقيق الوفرة والرفاهية لشعوبها ورغم ذلك خصصت ميزانيات ضخمة لدعم العاطلين عن العمل بتخصيص مرتبات لهم وتعليمهم وعلاجهم مجانا ولم تتركهم ضحايا لسياسة التحرير كما فعلت حكومة الانقاذ ذات السياسة التحريرية الفاشلة فى الدولة الرسالية البائسة فتسأل الابن ولكن ياأبى انهم فتحوا مراكز لبيع السلع الاستهلاكية بأسعار مدعومة فى الخرطوم فرد الاب هذه مسكنات ياأبنى اقتضتها سياسة رفع الدعم عن المحروقات لامتصاص غضب جماهير الخرطوم حتى لا تندلع المظاهرات ولا توجد هذ المراكز فى الولايات رغم أن 90% من الشعب السودانى موجود فى الولايات فالمرض موجود فى جسد الاقتصاد المحتضر ولا تنفع المسكنات فهى سياسة العاجز فتسال الابن وما هى الموبقة السابعة ياأبى؟ فرد الاب الموبقة السابعة ياأبنى هى أنهم حرموا وجرموا ذات يوم التعامل بالنقد الاجنبى بيعا وشراء وحيازة وقتلوا مواطنين فى ذلك ثم أباحوها حتى فضحهم الله بتسليط لصوص على منزل أحد قياداتهم ليبلغ الشرطة عن سرقة ثلاثمائة مليون جنيه موزعة على سبعة انواع من العملات الاجنبية فتسال الابن وما هى الموبقة الثامنة ياأبى؟ فرد الاب الموبقة الثامنة ياأبنى هى أنهم منحوا جهاز الامن حصانة كاملة وما هى الحصانة ياأبى فرد الاب الحصانة ياأبنى هى أن يكون للشخص الحرية الكاملة فى أن يفعل ما يشاء دون أن يسأل أو يحاسب أويتهم ولكن ياأبى هل توجد حصانة فى الاسلام ؟ الحصانة فى الاسلام هى العصمة ياأبنى وهى للنبى فقط كى لا يخطىء واذا أخطا يصححه الوحى ورغم ذلك قال له أحد الاشخاص وهو يوزع الغنائم (اعدل يا محمد ) وأستغل جهاز الامن هذه الحصانة وتحول الى عصابات اجرامية تخطف المعارضين والمعارضات من الشوارع وتقوم بتعذيبهم حتى الموت وقد بلغت الجرأة بثلاثة من ضباط الامن أن أختطفوا أستاذة جامعية من بنات دارفور من قلب السوق العربى وذهبوا بها الى مكاتب جهاز الامن بالخرطوم بحرى وتناوبوا فى اغتصابها اعتمادا على أن الخوف منهم ومن الفضحية سيدفعها كغيرها للسكوت وكتمان الامر الا ان ارادة الله شاءت أن تكون الفتاة فى شجاعة مهيرة ورابحة الكنانية فلم تصمت خوفا أو خجلا لان ما حدث لها كان كرها وعملا وحشيا بربريا لا تستطيع أن ترده فأستطاعت وبمساعدة بعض زملائها أن تروى وفى شريط فيديو مصور نزل على مواقع الانترنت كل ما حدث لها لتشهد العالم على همجية وبربرية نظام ينتسب للاسلام وتريهم كيف يتم الاغتصاب فى ظل الشريعة كما كتب الدكتور عمر القراى فتسال الابن وما هى الموبقة التاسعة ياأبى؟ فرد الاب الموبقة التاسعة ياأبنى هى أنهم أنشأوا أماكن لتعذيب المعارضين أسموها بيوت الاشباح لم تستثنى حتى النساء يخرج منها الشخص معاق اما بدنيا أو نفسيا أو ميتا كما حدث للدكتور الهمام على فضل ومن غير حياء يقول رئيس العصابة خلاص لقد ولى عهد بيوت الاشباح ليس لانه أعلن التوبة من هذه الموبقة بل لان بيوت الاشباح خدمت غرضها فى تأديب شذاذ الافاق كما وصفهم فى المظاهرات الاخيرة وهو يبيت النية لاعادتها اذا لزم الامر فتسال الابن وما هى الموبقة العاشرة ياأبى؟ فرد الاب الموبقة العاشرة ياأبنى هى أنهم بعد أن أعلنوا الجهاد على أبناء الجنوب وقتلوا الالاف منهم اضطروا تحت ضغط المجتمع الدولى لمنح الجنوبيين حق تقرير مصيرهم وهم يعلمون مقدار الضغائن والاحقاد التى خلفوها فى نفوسهم والمعاملة السيئة التى عاملوهم بها فى الفترة الانتقالية حيث بلغ بهم الامر حد جلد الفتيات الجنوبيات بحجة لبس البنطلون وحرق معرض الكتاب المسيحى بجامعة الخرطوم ومع كل ذلك ذهبوا ينافقون الناس بالحديث عن الوحدة الجاذبة التى أحرزت 1.5% فى استفتاء تقرير المصير وقبل الاستفتاء حمل النائب الاول على عثمان مأئة مليون دولار الى جوبا بحجة تمويل مشاريع استثمارية لجعل الوحدة جاذبة وهذا أمر يشبه الى حد كبير (علوق الشدة) وتساءل الابن وما هو علوق الشدة ياأبى ؟ فرد الاب علوق الشدة ياأبنى هوأن تترك حمارك جائعا طول الوقت وتعطيه شوية من برسيم فى اللحظة التى تود الركوب عليه وماهى الموبقة الحادية عشرة يا أبى؟ فرد الاب الموبقة الحادية عشر ياأبنى هى أنهم أعادوا انتاج قوانين سبتمبر 83 بأصدار قانون النظام العام الذى هو خلطة بين القانون الوضعى والشريعة المشوه فهو يطبق الحدود الشرعية على جرائم لا يمكن ائباتها بالطرق الشرعية فتسال الابن وكيف ذلك ياأبى ؟ فرد الاب مثلا ياأبنى جريمة الزنا لا تثبت الا برؤية أربعة شهود عدول لكن قانون النظام العام يقبض على الفتيات ويتهمهن بهذه التهمة الخطيرة ولكن بأسم أخر وهو( الافعال المخلة بالاداب وينفذ فبهن حد الزنا وعندما قيض الله فضحهم تسرب الى مواقع الانترنت مشهد فتأة تجلد بواسطة رجلى شرطة بقسوة شديدة فى كل مواقع جسدها وكان أحدهم يضحك من صرخات الفتاة بمتعة كبيرة مع أن الجلد فى الشريعة القصد منه الاذلال وليس احداث الالم لذلك يشترط فى منفذ حد الجلد ان يضع مصحف تحت ابطه حتى لا يستطيع رفعها عاليا ويحدث الما ثم ظهر والى الخرطوم و قيادى أخر من المؤتمر الوطنى يدافعان عن هذا العمل الهمجى ويتحدثون عن سلوك الفتاة المشين علنا وحتى أمير المؤمنين عمر بن البشير سأل فى لقاء مع قناة الجزيرة عن التجاوز فى تطبيق الشريعة على الفتاة رد بأن الفتاة هى المسوؤلة عن التجاوز لان المفروض أن تجلس على الارض ولا تتحرك لكنها تحركت وقاومت !! فتسأل الابن ولكن كيف تستطيع امراة تحمل هذا الالم دون أن تتحرك؟ فرد الاب هذا منطق الرئيس ياأبنى لانه من قبيلة الجعليين الذين يمارسون عادة البطان فى أعراسهم وهى أن يختبر كل رجل مدى فراسته ويطلب من العريس أن يجلده بالسوط دون أن يتحرك ولكن ياأبى هذه امراة ؟ نعم ياأبنى فالرئيس يريد من تلك الفتاة أن تكون فى شجاعة وبسالة الرجل الجعلى وتركز للسوط والشريعة الحقة تقول يجلد حد القذف كل من اتهم شخصا بالزنى دون احضار اربعة شهود عدول أما مرجعية قانون النظام العام وهى قوانين سبتمبر عندما رأى مشرعوها انتشار الزنا دون أن تستطيع الشرطة اثباته اهتدوا الى بدعة غير مسبوقة أسموها تهمة (الشروع فى الزنا ) تأخذ الناس بالشبهات فتسأل الابن وما هى الموبقة الثانية عشر يالأبى ؟ فرد الاب الموبقة الثانية عشر ياأبنى هى أنهم أرتكبوا جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية فى مأساة اهتز لها ضمير العالم فى اقليم دارفور فقتلوا النساء والشيوخ والاطفال وحرقوا القرى ولكن ياأبى أهل دارفور ليس كفار كأهل الجنوب فرد الاب نعم ياأبنى هم
مسلمون وكانوا على أيام السلطان على دينار يقومون سنويا بكسوة الكعبة المشرفة لكن الثور الهائج ياأبنى لا يفرق بين الاشياء ولا سبيل لايقافه الا بعقره وتسعى المحكمة الجنائية لعقره وهذا هو السر فى تشبثه بالسلطة فتسأل الابن وما هى الموبقة الثالثة عشر ياأبى ؟فرد الاب الموبقة الثالثة عشر ياأبنى هى أنهم زوروا الانتخابات رغم انهم استغلوا امكانات الدولة لصالح حزبهم ووضعوا هم قانون الانتخابات وكونوا مفوضية الانتخابات ورغم ادعائهم انقاذ الشعب السودانى لم يكونوا واثقين من الفوز فعملوا على تزويرها بدء من تسجيل الاطفال دون سن الثامنة عشرة للتصويت لصالح حزبهم وانتهاء بملء الصناديق بالبطاقات المزورة وخجها وقد سجل خصومهم ذلك وشاهده العالم على مواقع الانترنت ودون أدنى حياء أعلنوا أنهم اكتسحوا الانتخابات وسط دهشة حليفهم اليوم محمد عثمان الميرغنى الذى علق على تلك النتائج بالقول اين أصوات مئات الالاف الذين استقبلونى فى كسلا هل أخذها نهر القاش؟؟ ولكن حزب مولانا يشارك معهم اليوم الحكومة نعم ياأبنى لان حزب مولانا هو صاحب السلطة الشرعية مع حزب الامة والتى أنتزعها منهم حزب الجبهة أنذاك والمؤتمر الوطنى حاليا بالانقلاب العسكرى وسعوا لاستعادتها بالصراع المسلح وقال لهم زعيم الحزب عبارته الشهيرة ( سلم تسلم ) ولما فشلوا فى ذلك عملوا بالمثل (المال تلتو ولا كتلتو ) رغم أن نصيبهم فى السلطة اليوم أقل من الثلث مالم يرون أن وزارة التجارة تعادل ثلث الوزارة وقديما قال الشاعر صبرت عن لذة العيش أنفس وما صبرت عن لذة النهى والامر وحتى هذه اللذة حرمهم منها الرئيس عندما الغى قرار وزيرهم للتجارة بفك حظر العربات المستعملة ولم يتقدم الوزير باستقالته كما فعل وزير الاعلام عبدالله مسار عندما الغى الرئيس قراره بأيقاف مدير سونا عوض جادين فسأل الابن وما هى الموبقة الرابعة عشر ياأبى؟ فرد الاب الموبقة الرابعة عشر ياأبنى هو أنهم يبرمون الاتفاقيات بالليل وينقضونها بالنهار فقد ابرموا مع ريك مشار اتفاقية الخرطوم ثم نقضوها ثم ابرموا مع لام أكول اتفاقية فشودة للسلام ثم نقضوها ثم اتفاقية أبوجا مع مناوى ثم نقضوها ثم اتفاقية جيبوتى مع حزب الامة ثم اتفاقية القاهرة مع التجمع الوطنى المعارض ثم اتفاقية المشورة الشعبية فى النيل الازرق وجنوب كردفان مع قطاع الشمال فى الحركة الشعبية بتزوير ارادة أهل جنوب كردفان وبأفتعال الخلافات مع مالك عقار فى النيل الازرق بعد أن فشلوا فى تزوير الانتخابات لصالح مرشحهم وحتى عندما أبرم مساعد الرئيس ضار على نافع اتفاقية مع مالك عقار لانهاء الازمة رفضها الرئيس ولذك لا تثق فيهم أى حركة مسلحة وتشترط عليهم حضور المجتمع الدولى كشاهد على الاتفاقية وهذا هو السبب فى تنفيذهم لاتفاقية نيفاشا وماهى الموبقة الخامسة عشرياأبى ؟ فرد الاب الموبقة الخامسة عشر ياأبنى هى عجزهم عن محاربة الفساد لانهم هم المفسدين وفاقد الشىء لا يعطيه فأمتنعوا عن معاقبة المفسدين تارة بحجة فقه السترة وتارة بعفا الله عما سلف وتارة يطالبون الناس بأبلاغهم عن أى شبهة فساد رغم أن المراجع العام حدد لهم الوحدات الحكومية التى وقع فيها اعتداء على المال العام والوحدات التى رفضت المراجعة ولكنهم يتركون الفساد المثبت بالمستندات ويبحثون عن الشبهات!!! فتسأل الابن ولكنهم ياأبى طلبوا من شاغلى المناصب الدستورية كتابة اقرارات الذمة لمحاسبتهم على الكسب الحرام فرد الاب هذا ذر للرماد على العيون ياأبنى هل سمعت جرد حساب لواحد من الدستوريين بعد ترك المنصب وأعلان براءته أو ادانته؟ فهؤلاء الدستوريين تم اختيارهم أساسا وفق نظرية القوى الامين ومسألة اقرارات الذمة هذه مسألة شكلية فهم أصلا لايشكوا فيهم واذا شكوا يتم التحرى فى السر وفقا لفقه السترة وتتم التسوية وأحيانا عفا الله عما سلف أما الموبقة السادسة عشر ياأبنى فهى اجازة مجلس الوزراء والمجلس الوطنى لفتوى مجمع الفقه الاسلامى بجواز التعامل بالقروض الربوية وهذا ياأبنى سر تخبطهم لان أكل الرباء لا يقوم الا كالذى يتخبطه الشيطان من المس فتسأل الابن ولكن ياأبى الا يقولون ان الضرورات تبيح المحظورات ؟ فرد الاب الضرورة التى تبيح المحظور فى الشريعة ياأبنى هى ضرورة الموت أو الحياة وهم يقولون ان السودان غنى بموارده من المعادن والمياه والاراضى الزراعية ولن يموت الشعب السودانى اذا لم يحصل على القروض الربوية ويواصل الاب أما الموبقة السابعة عشر والتى لا تسط بالتقادم فهى تأييدهم للسفاح نميرى عند اعلانه قوانين سبتمبر83 فتسال الابن تقصد قوانين الشريعة ياأبى؟ فرد الاب لقد سماها بهذا الاسم الاستاذ محمود محمد طه ياأبنى لانها كانت مخالفة للشريعة وقال عنها انها شوهت الشريعة ونفرت عنها ومن هو الاستاذ محمود ياأبى؟ الاستاذ محمود ياأبنى رجل عارف بالله ورجل زاهد فى الدنيا وهوصاحب الدعوة الاسلامية الجديدة التىأطلق عليها الدعوة الجمهورية حتى يفرق بينها وبين دعوة الاخوان المسلمين السلفية المتخلفة واستطاع هذا الرجل أن يكشف زيف وجهل دعوة الاخوان المسلمين ويحذر الشعب السودانى من خطرهم فقد جاء فى حديث منسوب له عام 1977( لاشك أنه من المفيد جدا للشعب السودانى أن يمر بتجربة حكم جماعة الهوس الديني لانها ستكشف له زيف شعارات هذه الجماعة وهذه الجماعة سوف تسيطر على السودان سياسيا وأقتصاديا ولو بالوسائل العسكرية وسوف يذيقون هذا الشعب الامرين وسوف يحيلون نهار هذه البلاد الى ليل وسوف ينقسمون الى فئتين كخطى السكة الحديد تلعن كل فئة أختها وتحرض عليها وستسفك الدماء ثم ينزع الله الحكم منهم ولا يعودوا اليه أبدا) ولكن ياأبى سمعت أن هذا الرجل كافر وقد حكمت عليه المحكمة بالردة عن الاسلام هذه مكيدة سياسية ياأبنى لتصفيته جسديا لانهم عجزوا عن اسكات صوته بعد أن كشف جهلهم ومتاجرتهم بالاسلام ودعا الناس للاسلام الصحيح فأرادوا التخلص منه ودبروا له عام 68 محكمة الردة وهى محكمة أحوال شخصية ليس لها اختصاص بالنظر فى مثل هذه التهم لذلك أصدرت الحكم عليه غيابيا لانها لم تستطيع احضار المتهم الى المحكمة ولم تستطيع تنفيذ الحكم عليه ولكنهم ظلوا يتربصون به ويتامرون على حياته حتى حانت لهم معارضة الاستاذ لقوانين سبتمبر 83 فحرضوا عليه الامام الجاهل الجائر بدعوة أنه عارض تطبيق شرع الله ولم توجه اليه تهمة الردة فى محكمة الموضوع بل وجهت اليه تهمة اثارة الكراهية ضد الدولة وتهمة الازعاج العام وهذ مواد قانون أمن الدولة النميرية وصدر الحكم عليه بالاعدام ولم يستأنف الحكم بل قامت محكمة الموضوع برفع حكمها الى محكمة الاستئناف دون أن يطلب المتهم ذلك ليقوم قاضى محكمة الاستئناف ويدعى المكاشفى الكباشى وهو ليس قانونى بل استاذا للشريعة فى جامعة امدرمان الاسلامية بتوجيه تهمة الردة التى لم تكن موجودة فى القانون وادانه بتهمة الردة مع تأييد عقوبة الاعدام الصادرة بموجب تهمة أخرى من محكمة الموضوع وهى تهمة اثارة الكراهية والازعاج العام وكان هذا الرجل شديد الحب للاسلام والسودان وقال انه غير محايد فى امرين السودان والمراة فقد قال منذ الخمسينات من القرن الماضى ( أنا زعيم بأن الاسلام هو قبلة العالم منذ اليوم وأن القران هو قانونه وأن السودان اذ يقدم ذلك القانون فى صورته العملية المحققه للتوفيق بين الحرية الفردية المطلقة والعدالة الاجتماعية الشاملة هو مركز دائرة الوجود على هذا الكوكب ولا يهولن أحد هذا القول كون السودان جاهلا خاملا صغيرا فأن عناية الله قد حفظت على أهله من أصائل الطبائع ما سيجعله نقطة التقاء أسباب الارض بأسباب السماء) وقد رثاه المرحوم الدكتور عبد العظيم الحسن أخصائى العيون المعروف قائلا ( هل تصدقون أيها الناس ان مجلس الشعب القومى كان فى احدى دورات انعقاده حينذاك ؟؟ جدرانه يلفها صمت جبان والجريمة البشعة تقع تحت سمعهم وبصرهم هل كان يخلوا من فتى واحد حر جرىء يرفع سبابته ليقول لا ؟ أو يسأل أويستفسر؟ هل هولاء هم أهلنا ؟ أهلنا الذين يجيرون الخائف ويفزعون المظلوم؟ لقد قتلته عناصر الشر والبغى والتعصب كانوا للاحرار بالمرصاد عبر التاريخ حبسا وقتلا وحرقا وجلدا هم الذين قتلوا سقراط هم الذين حزوا رأس الحسين بن على وسبوا على وبنيه فى المنابر هم الذين قتلوا سعيدا بن جبير هم الذين قتلوا جان دارك وهم الذين قتلوا أطفال مدرسة بحر البقر القائمة طويلة والقتلة هم انفسهم نفس الوجوه نفس التقاطيع والسحنات نفس اللحى ونفس الالفاظ ومازالوا يلغون فى الدماء ويغتالون الفكر قرنا بعد قرن وجيلا بعد جيل مخلفين وراءهم جثث الشهداء والابرار على مدار التاريخ ان ذكرى محمود محمد طه فى حدقات العيون فى خفقات الافئدة وفى همسات الضمائر فى طهر الصبايا فى نقاء الشيوخ وفى عفة الفتيان وفى نسمات السحر فى قيام الليل فى شذى الازهار وفىاهازيج الحرية فى كل مكان انها زخرنا وزادنا فى رحلتنا الطويلة الشاقة وفى نضالنا من أجل حرية الفكر وحقوق الانسان سيتحدث أحفادنا عن ايات الاصول وايات الفروع عن حبه الشديد للمعصوم وعن دعوته للمحبة والسلام وسيبقى الثامن عشر من يناير85 يوما حيا فى ذاكرة الزمان وفى وجدان شعوب هذا الكوكب ومنارة تبرق فىظلمات التاريخ عبر القرون تستلهم منها الاجيال القادمة عزما ومضاء فى نضالها ضد كل ما هو بشع وقبيح ما أقل الذين أنجبتهم بلادنا السمحة المعطاءة فى قامة الاستاذ محمود محمد طه علما وفكرا وجسارة لقد كان ضمير أمة ورح شعب ان مثله لا يحتاج الى شارع يسمى بأسمه أو تمثال ينصب له فى مكان عام ولكن نحتاج نحن أن نجعله أخر شهداء الفكر فى بلادنا
عصام جزولي [[email protected]]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.