[email protected] كشفت عملية اطلاق صراح الصحفية المصرية شيماء عادل بواسطة السلطات العليا وتسخير طائرة خاصة لتقلها ليس الي بلادها وانما لاديس ابابا لترجع بصحبة رئيس بلادها الي قاهرة المعز لدين الله معززة مكرمة كشفت هذه العملية الكبيرة الدلالات ان العقلية الامنية السودانية تجاه العمل الاعلامي اصبحت تشكل قلقاً بالغاً لمتخذي القرار في البلاد وان للاعلام اهمية كبري ومكانة عالية بحيث يمكن ان ينسف الاعلام وتأثيراته كافة ما تتخذه السلطات الاخري من تدابير ومن المهم ان يعي الكثير من اصحاب التفكير الافريقي ان مقارعة الاعلام بالتدابير الامنية لا يمكن ان يحقق مكاسباً للسلطة وانما يدخلها في حرج بالغ بحيث تضطر القيادات العليا الرشيدة الي معالجة السلبيات علي الطريقة الشيمائية . هل يمكن ان يصدق احد ان ذات السلطات التي اعتقلت الصحافية المصرية لمدة اسبوعين بتهم عديدة من بينها التجسس ودخول البلاد بطريقة غير شرعية قامت بتكريمها وتوفير طائرة خاصة لتقلها الي العاصمة الاثيوبية ؟ ان ما جري لشيماء يكشف عمق الازمة السلطوية تجاه الاعلام ويفسر العديد من الاستفهامات حول مغازي الاستهداف المستمر للبعض للصحافة الحرة بحيث تظل مكبلة الي القيود الاجرائية والرقابية رغم انف القانون والدستور والمواثيق الدولية الهادفة الي تنمية وتطوير وحماية حرية الصحافة وهو استهداف يجر علي السودان وسمعته في المحافل الدولية الكثير من العنت خاصة وان السودان ظل يتعهد باستمرار امام المجتمع الدولي برغبته الاكيدة والصادقة في تحسين اوضاع حقوق الانسان ووضع الحريات العامة بما في ذلك حرية الصحافة ، ليس هذا فحسب بل كشفت عملية ( شيماء ) مدي رغبة حكومة الخرطوم في استرضاء الحكومة المصرية الجديدة برئاسة الرئيس المنتخب د. احمد مرسي بحيث تتم الاستجابة الفورية لطلبه اطلاق صراح الصحفية شيماء بل وتحمل علي طائرة خاصة وبالتالي تسقط كافة التهم التي وجهت اليها ويغلق دفتر التحقيق وكأنه لم يكن . ان الاعلام سلاح فتاك ومن الواضح ان وسائل الاعلام ووسائطه المختلفة وجدت في الاحداث السودانية الاخيرة فرصة لمتابعة تطوراتها باعتبارها احدي افرازات الربيع العربي الذي ظن الكثيرون انه تجاوز السودان ذو المناخ الصيفي الحار والخريف الماطر ولذلك جاءت العديد من الوسائط الاعلامية من كل حدب وصوب للمتابعة عن كثب وهنا حدثت المشكلة فبدلاً من ان تقوم السلطة باستثمار هذا الحضور الاعلامي الكثيف المتحفز لصالح الترويج لمزاعمها بانه لا توجد ثورة جديدة في السودان ولا يوجد ربيع عربي بدلاً من ذلك تصرفت علي النحو المعروف وقامت باعتقال الصحفية المصرية شيماء لتضطر لاحقاً الي التصرف بانكسار محير يفتح الباب واسعاً لتحليلات المحللين .