قالوا خير الكلام ما قل ودل ولعل هذا النمط من الكتابة يناسب كثيرا عصرنا هذا الذي اطلق عليه عصر (السرعة) ولعل الأنسب هو (عصر) الجماهير التي (تعصر) في كثير من أنحاء العالم وهي مغلوبة على أمرها وراضية بروح (العصر) التي أجبرتها على تحمل (الأعاصير) الجوية والسياسية على حد سواء، وكلاهما واقع على (أدمغة) الشعوب الغلبانة. هناك بالطبع مسائل (عاجلة) وطارئة لا تتحمل التأجيل أو التأخير والحمد لله الذي سخر لنا الصحف (الالكترونية) التي توفر لك فرصة النشر في أي وقت وأي لحظة. بعيدا عن الصحافة (الورقية) التي أصبحت تشيد بأعمدة (هشة) جعلت من الصحيفة جهة ومؤسسة لا تقوى على تحمل عبء (ثقل) المسئولية، وازدانت تلك الأعمدة بصور المحررين وتوقيعاتهم، وكثير منهم ليس له هم سوى ظهور صورته وتوقيعه بل نشر بريده الالكتروني الخاص لحاجة في نفس يعقوب، الا نفر قليل من كتاب الأعمدة (المؤهلين) حقا. انظروا الى (صحف) الأمس كم عمود فيها في كامل صفحاتها؟؟؟؟؟، وانظروا الى (صفحة) اليوم كم عمود فيها؟؟؟ وكاتب العمود نفسه من هو؟؟؟؟ والى المواضيع والقضايا، وأسلوب التناول والطرح وما الى ذلك . هناك مواصفات ومزايا خاصة يجب توافرها في كاتب العمود(لست بصدد ذكرها هنا)، هل هي متوافرة لدى كل كتاب اعمدة اليوم؟؟؟؟؟؟ قد تخلص من قراءة العمود الممتد بطول الصفحة ولا تفهم شيئا لا لعسر في (الفهم) أو علة في القارئ الفطن الذكي، ولكن لعلة (كامنة) في (تركيب) و (تكوين) الكاتب نفسه، فالعمود (عصير) او (خلاصة) وليس (غثاء) أو (زبد)، يروم ما ينفع الناس في شتى نواحي حياتهم بأسلوب ذكي، سلس، يركن الى الاختصار غير المخل والتطويل غير الممل (أحيانا) اذا لزم الأمر لجلاء غموض أو (لبس). وكانت الصحف لا تنشر سوى أعمدة رؤساء التحرير أو كبار الكتاب والشخصيات الأدبية المرموقة والأكاديمية المشهود لها بالخبرة ودرجة (الأستاذية) { التي كانت أندر من لين العصفور وصارت اليوم أوفر من كوم العجور (ومتأسف لقرائي الأعزاء للنزول الى هذا الحضيض} ومن كان في مستواهم. ولكن اليوم التبس على الناس الأمر واختلطت المقاييس والمعايير والحابل بالنابل. alrasheed ali [[email protected]]