فترة طويلة لم أشاهد فريق الهلال وهو يؤدي بهذا المستوي العالي من خلال مباراته أمس الأول أمام أهلي شندي في بطولة الكنفدرالية مقدما واحدة من اجمل واروع المباريات في المواسم الأخيرة ، فقد نجح الفرنسي الداهية غارزيتو أن يجعل للفريق شكلا وأسلوبا في اللعب ومهام يؤديها اللاعبين بإنضباط وتركيز عاليين ، وكما ذكرت أمس الأول في هذه المساحة أن سلاح التركيز هو الضمان الوحيد لتخطي عقبة اهلي شندي لأن الجوانب الفنية لايوجد خلاف عليها .. شاهدنا لاعبي الهلال وهم ينتشرون في كل مساحات الملعب في حركة دائبة لاتفتر طوال شوطي المباراة لتعكس اللياقة البدنية العالية التي وصل إليها الفريق ، وظهر فارق اللياقة بصورة أوضح في السرعة عند بناء الهجمة والإنتقال السريع من الدفاع للوسط والهجوم ، وعند فقد الكرة وإستعادتها سريعا . عكست التشكيلة ومجريات المباراة أن الهلال يلعب بهجوم مفتوح من خلال طريقة اللعب 3/4/3 ، ولكن وضح من خلال سير المباراة أنها الطريقة الافضل لحفظ التوازن الدفاعي وتابعنا كيف يبدأ الالتزام الدفاعي من المهاجمين الثلاثة مدثر كاريكا وإبراهيما سانيه وسادومبا بالتراجع إلي وسط الملعب وتضييق المساحات ومطاردة مدافعي أهلي شندي عند فقد الكرة، وقد أسهم كاريكا وسادومبا في هذا الجانب بدرجة كبيرة ، وهي من المهام الجديدة للزيمبابوي سادومبا ، حولته من مهاجم صريح ليحل محله إبراهيما سانيه ولكن بمهام دفاعية أيضا وقللت في المقابل من فاعلية الزيمبابوي التهديفية ، ولكن في إطار المجموعة أدي دوره كما يجب حتي لانظلمه وننظر إليه بالعين التي كان يؤدي بها الفريق قبل وصول (الملك) غارزيتو . ظهر أيضا من خلال هذه المباراة تخلص وسط الملعب من عيبه التاريخي في البطء والتحضير وأصبحت السرعة من مميزات التحرك في منطقة المناورة وقد أسهم لاعب المحور الجديد أكانغا في هذه النقلة بسرعة تنقله في أرجاء الملعب دفاعا وسطا وهجوما ويؤكد ذلك تواجده في كثير من الأحيان خارج صندوق فريق الأهلي شندي عند إستحواذ الهلال علي الكرة وتراجعه السريع للمناطق الدفاعية عند فقدها، وإذا تابعنا حركة هدف الهلال الثاني من رأسية السنغالي سانيه ، سنجد أن بداية بناء الهجمة كانت من أكانغا خارج الصندوق الخاص بأهلي شندي، عندما مرر الكرة في الناحية اليسري لمهند الطاهر ليرسل عكسية متقنة لراس سانيه الذي وضعها بطريقة جعلت الحارس الدعيع يكتفي بالنظر إليها وهي تلج الشباك. وزاد من فاعلية وسط الهلال إيجابية عمر بخيت وتمركزه الجيد في المناطق الدفاعية وإن لم يمنع ذلك من تقدمه للمساندة الهجومية ومشاركته بالتهديف في أكثر من كرة، واحدة منها أسهمت في الهدف الأول ، فقد سبقت تسديدة الهدف تسديدة من عمر بخيت إرتدت من الدفاع لتجد كاريكا الذي أرسلها قوية علي يمين الدعيع واضعا الهلال في المقدمة . كما أسهم نزار حامد بالمهارات العالية والأداء المميز في الإستلام والتمرير والتخزين في خلق توازن بين خطوط الفريق الثلاثة خاصة في شوط اللعب الثاني الذي قدم فيه مستوي عالي اعاد به كثير من اراضيه المفقودة في المباريات السابقة . ويؤكد الدفاع أن نهج غارزيتو الهجومي لم يكن علي حساب الدفاع بل كان خير وسيلة له ، بتماسك الدفاع الهلالي رغم مشاركته بثلاثة مدافعين فقط ويؤكد ذلك غياب الخطورة عن مرمي الهلال ماعدا فرص متباعدة ، وكان واضحا من خلال التوليفة الدفاعية الإنسجام الكبير بين الثلاثي سيف مساوي ويوسف محمد الذي إستعاد إيضا اراضيه المفقودة ومعاوية فداسي الذي أكد أنه إضافة حقيقية للفريق .. بجانب الحارس جمعة جينارو الذي تميز رغم خطاء التقدير لكرة حمودة التي جاء منها هدف أهلي شندي . اخيرا 25 مباراة أفريقية ومحلية متتالية والهلال لم يعرف طعم الهزيمة ، رقم قياسي جديد يحسب للملك غارزيتو.