بسم الله الرحمن الرحيم عّجب أبرهة لزعيم قريش و هو يُطالب بإبله ،بدلاً من الدفاع عن الكعبة و أطلق قولته المعروفة. لقد كان حواراً للعقل و المعرفة ، و قياساً علي ذلك لم يكن الإسلام في بلاد السودان من مسؤلية الحكام في تاريخه الطويل و عندما تصدت المهدية الأولي للإنشغال بأمر الدين أضرت به كثيراً و الآن بإسم الإسلام تُرتكب كثير من الجرائم ، لقد شنت الإنقاذ حرباً ضروساً ضد أهلنا في جنوب البلاد بدلاً من الرأفة بهم و رحمتهم و إغاثتهم – و لأول مرة يصبح الجنوب منطقة مقفولة، ليس بالمراسم و لكن أمراً واقعاً-نتاج للكراهية و المآسي و لا أحد يمكنه الآن أن يذهب للجنوب وهو مطمئن البال. (كُتبت هذه الصفحة قبل الإنفصال). لا نحتاج لإجترار المرارات و لكن لنرسل رسالتنا بعد أن أرسلت الحركة الشعبية رسالتها بوضوح و ذكاء.فهل يا تُري يسمع القوم و يتوقفوا قليلاً لمراجعة حصادهم المر؟ الآن نحتاج لحكمة الشيخ القرشي للحفاظ علي وحدة السودان (ما تبقي من السودان).فدعوا الكعبة لبارئها و دعوا الدين لله حتي لا يصبح الجنوب حاجزاً ضد التواصل و ليعلم الذين جعلوا أنفسهم أوصياء علي هذا الشعب الطيب بأنهم غير جديرين و غير مخولين لوضع الخطوط الحمراء أو الخضراء و ليراجعوا قراراتهم حول قوانين سبتمبر المجمدة و التي لم يعد لها وجود، حتي يحفظوا ما تبقي من البلاد.و ليذهبوا في طريقهم من حيث جاءوا قبل ان تعصف بهم الرياح العواتي و ليعتبروا بما حدث للقذافي و لحسني و للأسد.و دعونا من التحدث باسم الإسلام فللدين رباً يحميه . ومن شاكلة الكلام "الأرزاق لا تعتمد علي الدولار" و هي أقوال تُعد من قبيل الإرهاب الفكري وعدم إحترام عقول الناس. وليعلم الإنقاذيون بأنهم قد أغرقوا البلاد في الأحزان و المآسي و شردوا عصافير السودان- وقد وجدت هذا الوصف لأهلنا جد مناسب و قد إقتنع الكثيرون بأن السودانيون كالعصافير و إليكم حُجتي:هل رأيتم عصفوراً يُخزن طعاماً فكذلك يفعل أهلنا الآن –كانت لهم مخازن أو قُل مطامير ،عندما كانت تفيض غلالهم بعد أن يعطوا المسكين حقه و الزكاة.أما حالياً فلا يُوجد سوداني لديه قوت يومين – دعك من عام كامل.(سوداني هنا لا تشمل الإنقاذيين). مصير الكثير من الناس في يد هذه العُصبة فهم قادرين علي الإمساك بأي فرد و ترقيصه كالعصفور أو تفطيسه تماماً كما يفعل الأطفال عندما يقع في أيديهم عصفور برئ. و من عجب تشبيه أحد الإنقاذيين لحكومة الإنقاذ بأنها ما زالت طفلاً !!و الشعب المسكين ما زال في السجن الكبير!! ألا يوجد في هؤلاء رجل رشيد؟ يُقنعهم بأن الشعب لا يريدهم ؟ و من عجب إستمعت البارحة لعبيد و هو يدعي بأن الشعب السوداني قد فوضهم للتحدث بإسمه و للتفاوض مع الحركات التي تزداد يوماً بعد يوم !!لماذا يستنكر عبيد كمال علي عرمان التحدث بإسم النيل الأزرق أو أي مكان آخر في السودان؟ أو ليس زعيمكم من طلب الذين يريدون التفاوض لحمل السلاح؟ او لم يفاوض د. جون قرنق بإسم كل السودانيين؟ أعتقد بأنه من الحكمة لهؤلاء أن يفكروا قليلاً فيما جلبوا لنا من آلام و أحزان و يراجعوا أمرهم و يدعوا لإنتخابات حرة نزيهة زي إنتخابات الخواجات الكفار و ليسلموا السلطة حتي يحافظوا علي حياتهم و علي ما تبقي من البلاد.لقد أصبحت الأمور واضحة و جلية. و حال الإنقاذ أشبه ما يكون بحال داوؤد و منساته ! و علي الإنقاذيون الإبتعاد عن الدين حتي يجنبونه مساوئهم و يبعدونه عن الحكم.ولو أنهم رشدوا و أبدوا زهداً لكان حديثهم مقنعاً.وإذا رأيناهم يذهبون بعيداً في البوادي مثل أولياء الله الحقيقيون لإقتنعنا بهم.ليذهبوا كما ذهب البرعي للزريبه و حولها بنهجه السمح إلي قبلة للخلق –حيث يجد كل محتاج ضالته وإلي حيث ذهب ود حسونه و ود بدر.هؤلاء هم الذين حق لهم التحدث بإسم الدين و كانوا علي قدر المسؤلية الأخلاقية للدين و تحلوا كلهم بقيمه و أدبه .ولم تتلطخ أياديهم البيضاء بالدماء و لا نفوسهم بالعذابات.لقد عمروا الأرض و لم يخربوها –لم يكتنزوا مالاً أو ذهباً ولم يعرفوا عملات أجنبية أو صعبة! Ismail Adam Zain [[email protected]]